- نظرت إليه , وتأملته مليَاً,
- على مضض وافق بعد أن رق قلبه لتوسلاتها .
- وفاء : أبدا سيدي ليس لدي أي علم ..
- المفتش : متى كان آخر لقاء بينكما ؟
- قبل عرضها مرحبا ...
- ربما لأنه فعلا جائعا , أو لأنه مفتقد بشدة و منذ فترة شريك طعام ...
شفرة زهور الأُركيد
(1)
نظرت إليه , وتأملته مليَاً,
نعم ..إنه هو بلا شك؛ نعم مرت عليه عاصفة الزمن ككل شيء, لكنها أيضا أبقت على الكثير من ملامحه التي باتت محفورة في ذاكرتها .
نعم... لاتزال تتذكره, تتذكر ملامحه-آنذاك- نظرته وابتسامته الحانيتين, وهو يتطلع إليها جالسا القرفصاء بجوارها, وهي تبكي بحرقة, بينما كانت أمها تردد بعصبية وحرج : يا إلهي, كم هي عنيدة هذه البنت..ليتني لم آت بها معي...
حين مد يديه إلى وجنتيها الصغيرتين المبرعمتين, ومسح –باسما- دموعها الساخنة التي تبللهما, وهو يقول بصوت مرح حزين معا: لا عليك سيدتي ..كلنا كنا ذات يوم أطفالاً، لنا حاجاتنا ورغباتنا ، التي لا تكترث بظروف ولا أحوال ولا أزمات .
سيدتي ..الطفل لا يفهم إلا بقدر ما يحتاج .
أمسكت أمها بيدها وجذبتها مغمغمة بحرج شديد: أعرف يا سيدي , أعرف..ولكن ... سكتت فهي حقا لا تعرف ماذا تضيف .
وقف الرجل وقال بنفس الابتسامة: أرجوك سيدتي , اسمحي لي أن أعطيها اللعبة هدية مني ، ولو سمحت لي بهذا , تكونين قد أسعدتها وأسعدتني..
هل تضيعين من يديك فرصة إسعاد قلبين في وقت واحد؟
وهكذا, عادت إلى منزلها جذلى , مبتهجة, تكاد تطير فرحا بالدمية ...
منذ ذلك اليوم , لم تفارق صورة البائع الطيب ذاكرتها .
هذا هو بذاته..نعم..إنها تعرفه, رغم ملابسه المهلهلة,ولحيته النابتة التي يتخللها الشيب, تجاعيد وجهه, وعينيه الغائرتين, اللتين رغم ذلك لا تزالان تشعان طيبة .
لقد مرت سنوات, وحدثت تغيرات كثيرة في العالم من حولها ,تغيرات رفعت أناسا وحطت أناسا وهذا الرجل كما يبدو كان أحد ضحايا هذه التغيرات .
اقتربت منه بتردد : هل سيتذكرها ؟
تساءلت في أعماقها بشيء من القلق؟ .
هل سيصدق أن هذه المرأة التي تقف أمامه بكل أبهتها , هي تلك الطفلة؟
. فهي الآن سيدة مجتمع راقية، موظفة في مركز راق, وزوجة لطبيب مشهور .
لم تعبأ , فقد حسمت أمرها, ودنت منه .... جلست بجواره القرفصاء..
حدق فيها بدهشة واستغراب ...
كانت تعرف أن كل العيون تحدق بها وهي في هذه الوضعية وبجوار هذا الرجل المتشرد- لكن لم تعنيها نظرات المارة في شيء ، فكل ما جال بخاطرها : كيف وصل الى هذه الحالة الرثة ؟
وهل من سبيل لمساعدته ؟
قبل أن يبادرها قائلا : أهلا يا ابنتي – كيف لي أن أساعدك ؟
عندها تأملت عينيه الكسيرة مليا وهي تتساءل في نفسها : و هل مثله يملك مساعدة من هم مثلي ؟ ألا يزال يحتفظ بطيبه رغم كل ما فقد ؟
اعتدل الرجل في جلسته ، و سألها مندهشا : ابنتي.. هل بيننا سابق معرفة ؟
حينها نزلت دمعة شجن على وجنتها و سألته : سيدي ألا تتذكرني ؟
اعتدل في جلسته أكثر و اقترب منها و دقق النظر و بدا على وجهه علامات النفي و التعجب عندما أشار بوجهه نافيا تذكره لها أو حتى معرفته بها .
كففت دمعتها بينما علامات الخيبة ظاهرة على ملامح وجهها و في قرارة نفسها قررت عدم الإفصاح عن شخصيتها
أمسكت بيده ليقف و وقفت و قالت : سيدي لي طلب عندك فهل تسدي لي صنيعا لا أنساه ما حييت ؟
بابتسامة منهكة أجابها : طبعا يا ابنتي إن كان في مقدوري ذلك .
إذن فلتصاحبني سيدي إلى مقر عملي و هناك سأشرح لك الأمر – قالتها بينما كانت تستوقف سيارة الأجرة....
يدور بخلدها الكثير من الذكريات و الأفكار و الأسئلة بينما هي جالسة بجواره في المقعد الخلفي للسيارة تسترق النظر لوجهه البائس عاجزة عن إدارة أي حوار معه .
يستدير لها قاطعا حبل الصمت سائلا عن طبيعة عملها ، لتفيق من شرودها و تجيبه بأنها تعمل كصحفية في إحدى المؤسسات الإعلامية الكبرى .
ما بين الحيرة و الدهشة تمر بهما اللحظات في تباطؤ شديد ...
و أخيرا تتوقف السيارة أمام مبنى ضخم عرف من اليافطة أنه مبنى مؤسسة الشرق للإعلام و أيقن أنه بالتأكيد حيث تعمل .
ترجلا من السيارة بعد دعوة تشجيعية منها ليجتازا المبنى , بعد المرور بالإجراءات الأمنية اليومية ,عندها بدت أجواء من الارتباك مسيطرة على المكان على غير العادة .
و سط ذهول من الجميع عبرا بهو المبنى ثم ركبا المصعد إلى الطابق السابع حيث مكتبها, و هناك كانت صدمة لها عندما رأت الضباط منتشرين في كل مكان, و بالأخص عند باب مكتب مدير المؤسسة ، حتى إنها مُنعت من دخول مكتبها !!
بالاستفسار علمت بأمر ارتكاب جريمة قتل كبرى في صبيحة هذا اليوم, و كان مدير المؤسسة و حارسه الشخصي هما ضحايا الجريمة ...
ترى ماذا حدث ؟ و من الذي يجرؤ على تخطي إجراءات المرور المشددة و يرتكب هكذا جريمة ؟ و تُرى ما الداعي للجريمة من الأساس ؟.....
كلها كانت أسئلة تدور برأسها عندما أفاقت من شرودها على صوت المفتش - هل أنت السيدة وفاء ؟
أومأت برأسها : نعم ..
ثم أردفت : و كيف لك أن تعرف أني وفاء ؟
المفتش : ببساطة شديدة عرفتك من صورتك على حاسوبك عندما كان خاضعا للتفتيش هذا الصباح ..
عموما سيدتي بغض النظر...أنت مطلوبة للتحقيق في مقتل السيد المدير و حارسه ، لقد ارتكبت الجريمة عند الثالثة بعد منتصف الليل و نرجو منك توضيح مكان تواجدك حين ذاك مدعما بالأدلة ..
وفاء : نعم سيدي المفتش لك هذا ...
في هذه الأثناء كان عليها توضيح الأمر لصديقها القديم ، و لو بقدر ضئيل حتى يتثنى له أن يظل معها ريثما تفكر كيف يمكنها أن تمد له يد العون و ترد له صنيعه ....
على مضض وافق بعد أن رق قلبه لتوسلاتها .
توجه الصديق إلى قاعة الزوار ينتظر شيئا هو حقا لا يدري ما هو .. فقط شعور داخلي يدفعه للانتظار فربما تكون تلك السيدة في حاجة لمساعدته ... بينما صاحب السيد المفتش وفاء الى مكتبها ليبدأ معها التحقيق .
بالمكتب و أثناء التحقيق أصرت وفاء على توضيح أن علاقتها بمديرها لم تتجاوز أبدا حدود العمل, و أنهما كانا شريكا عمل على علاقة جيدة جدا, يجمعهما دائما الحماس و الرغبة في القضاء على رموز الفساد في كافة الميادين .
- نعم نعم هكذا لاحظت بالاطلاع على حاسوبك و حاسوب السيد المدير ...
- قالها السيد المفتش بدهاء - لكن هل لديك تبرير لتواجد السيد المدير و حارسه في هذا التوقيت من الليل ؟
وفاء : أبدا سيدي ليس لدي أي علم ..
المفتش : متى كان آخر لقاء بينكما ؟
وفاء : لم يحضر السيد المدير أمس إلى العمل حيث أنه كان مكلفا بتغطية صحفية لمؤتمر طبي أُقيم في فندق شهير، لكنه هاتفني في التاسعة مساء ليخبرني أمرا هاما و لكنه و بغرابة شديدة تراجع ، على وعد أن يخبرني في صباح اليوم التالي ...
المفتش : عُثر على الضحيتان هذا الصباح مُضَرَّجتان في الدماء بينما كان المكتب في حالة فوضى ، بتقديرك الشخصي ما الدافع لارتكاب تلك الجريمة ؟ و هل تتهمين أحد ؟
وفاء : ربما كان على خلاف مع أحدهم , أو شيئا من هذا القبيل ...
لا أعلم تحديدا و لا أستطيع اتهام شخص بعينه سيدي ..
الآن و بعد نقاش طويل بين وفاء و السيد المفتش_ لم يندرج أبدا تحت بند الاتهام _تبين من خلاله أن وفاء أثناء ارتكاب الجريمة كانت نائمة في منزلها ، و لديها على ذلك شهود ..
شكر المفتش وفاء ..
ودَّعت وفاء السيد المفتش على وعد بأن تخبره بأي معلومات من شأنها أن تفيد سير القضية ...
- آه سيدي المفتش ! بما أنك سبق و اطلعت على حاسوبي فهل يمكنني أن أحمله إلى منزلي فعليه الكثير من المقالات و الملفات المهمة؟
- بكل تأكيد سيدتي ..
حملت وفاء حقيبة الحاسوب متجهة إلى قاعة الزوار حيث صديقها القديم , و طلبت منه أن يقبل دعوتها على الغداء في مكان قريب كاعتذار منها على كل ما سببته له من اضطراب اليوم....
قبل عرضها مرحبا ...
ربما لأنه فعلا جائعا , أو لأنه مفتقد بشدة و منذ فترة شريك طعام ...
هناك و على طاولة هادئة ترى مجرى النيل ، تناولا و جبة الغداء بشهية, و بعد عناء هذا اليوم الطويل المملوء بالأحداث المثيرة, و أثناء تناول الغداء تبادلا أطراف الحديث بشأن كل منهم ، وقصَّت وفاء عليه كيف و متى تعرفت عليه , و كيف عانت من الفقر حتى أنها كانت تعمل صحفية تحت التمرين أثناء دراستها الجامعية ,و كيف تعرفت على زوجها الطبيب الذي يمتلك مشفى من أكبر ال
مستشفيات بالقطر العربي .
و بالمقابل قصَّ عليها صديقها كيف سافر إلى الكويت بحثا عن مستوى معيشي أفضل ، بينما ساءت الأوضاع السياسية هناك ، و عاد أتعس مما قبل سفره ، بعد أن فقد زوجته و أولاده و مدخرات العمر على إثر "عاصفة الصحراء" !!
أسفت وفاء لحال صديقها المنكوب و عرضت عليه _دون تفكير _العمل لديها كسائق خاص ,و توسلته في هذا ,و أخبرته أنه بالصدفة هذا الصباح أخبرها زوجها أن سائقها ترك العمل ...
تهلل وجهه فرحا , و سالت الدموع من عينه بينما كان يشكر ربه و يشكرها تقديرا لحسن صنيعها ...
فرحت جدا وفاء عندما قبل صديقها العرض و قالت في نفسها _ربما أرسلني له ربي في هذا التوقيت بالذات كتعويض عما لحق به في حياته - و هي حقيقة لا تدري من الذي أُرسل لمن !! -
يتبع
بقلمي
شكرا لمن قرأ
******
كانت أشعة الشمس تخفت إيذانا بالغروب ،عندما همت وفاء بصحبة السائق الجديد لتعود لمنزلها متعبة قلقة من جراء مجريات اليوم , و هناك في منزلها الفخم تعرف السائق نادر _ هكذا عرفها عن اسمه _ على الملحق الخاص به.
على سريرها و بعد حمام دافئ أزال بعضا من آثار توتر اليوم ، تبادلت النقاش مع زوجها الذي علم بالخبر من الصحف ...
و أثناء تصفحها لحاسوب العمل ... كانت المفاجأة الكبرى .. اختفاء ملف خاص بالتحقيقات في قضية اشتباه تورط مختبر تحاليل شهير في توريد أكياس دم ملوث إلى المستشفيات ... - يا الهي ! كنت على وشك نشر الموضوع .. فهو قضية رأي عام
ماذا حدث ؟! كيف يختفي ملف من حاسوبي بهذه البساطة ؟! و ترى من المستفيد من هكذا تصرف ؟
أكيد ثمة علاقة بين مقتل السيد المدير و الاختفاء المفاجئ لهذا الملف بالذات ... نعم نعم فهذا الملف كان تقرير يدين العديد من الشخصيات العامة , يبدو أن القتيل قد تعرف على هوية تلك الشخصيات , آه ... دفع المسكين حياته ثمنا لتلك المعلومات !! ...
قالت وفاء تلك الكلمات بنبرة قوية يعتليها إصرار على كشف الحقائق و إن كانت تخفي بين حناياها ذعر من قادم مجهول !!
قبل أن يطفئ زوجها أنوار الغرفة استعدادا للنوم و يطبع على جبينها قبلة متمنيا لها نوما هادئا بمنتهى اللامبالاة و عدم الإنصات لأي مما قالت !!!
مع شروق شمس الصباح الجديد كانت وفاء مرتدية ملابسها مودعة زوجها الذي لازال في سريره ، مخبرة إياه أنها نسيت أن تخبره بالأمس أنها حصلت على سائق جديد...
على طاولة الإفطار تناولت و جبتها وحدها و كالعادة كانت باقة الأركيد _التي يوصي بها زوجها مسبقا _في انتظارها
كنور الصباح علت البسمة على وجه وفاء عندما وجدت سائقها الجديد في انتظارها بالخارج , بشوش الوجه , حسن الهيئة و الهندام ...
ألقت عليه التحية بينما ركبا السيارة و هي لا تدري حقا... ترى ماذا تخبئ لها الأقدار ؟ و أي طريق عليها أن تتبع ؟
لكنها تعلم جيدا أن عليها أن تكشف غموض الحادث و أن تصل الى المعلومات التي حصل عليها السيد المدير دون الوصول إلى نفس المصير
طلبت وفاء من السائق التوجه الى مقر عملها بينما أجرت مكالمة هاتفية مع المفتش ، فيها طلبت الاطلاع على حاسوب القتيل للتحقق من أمور قد تفيد سير القضية , بالفعل أعطى المفتش إذن السماح لها ، و لم تكن طبعا مفاجأة عندما لم تجد الملف على حاسوب السيد المدير, فالمجرم الذي قتل المدير و حارسه و سرق الملف من حاسوبها بالتأكيد لن ينسى سرقة نفس الملف من حاسوب المدير ....
بعد مرور ثلاث ساعات بحثت وفاء خلالها كل ملف من شأنه أن يفيد ، لكن دون جدوى ...
قاومت شعور الخيبة و اليأس الذي تسرب إليها من جراء البحث بلا هدى ,فرغبتها في كشف غموض الجريمة عارمة ,و لن يتوقف أمامها شيء
هذا المختبر و منذ سنوات يستغل الفقراء , ف هو يشتري الدم من المدمنين و المرضى دون تدقيق و بأبخس الأثمان ليبيعه لبعض معدومي الضمير من أصحاب المستشفيات ....
إ نها حقا شبكة من العناكب التي تمتص دماء البشر لتعلو في المقابل جبال أرصدتها في البنوك ...
ربما تكون تحركاتهم بحرص و في طي الكتمان لكن أكيد اقترب موعد نيل الجزاء .
بينما تستقل وفاء المصعد هابطة , أجرت محادثة هاتفية مع السيد المفتش تخبره فيها أنها اكتشفت اختفاء تقرير كانت تعده للنشر , تناولت فيه قضية توريد الدم الملوث إلى المستشفيات , و اختفاءه من جهاز القتيل أيضا .
المفتش : و ما دلالة ذلك من وجهة نظرك ؟
وفاء: أعتقد سيدي أن مرتكب الجريمة شخص يهمه عدم نشر هذا التقرير , و بالتأكيد توصل السيد المدير إلى هوية المتورطين في تلك القضية ، هل هناك تطورات سيدي؟؟
المفتش : ظهرت اليوم نتائج تفريغ الهاتف الشخصي للضحية و اتضح تلقيه رسالة من مجهول في الثامنة و النصف مساء قبل ارتكاب الجريمة , تدعوه للذهاب إلى مقر العمل للاطلاع على معلومات تهمه .
وفاء: هكذا إذن سيدي!!!! هذا يفسر سبب اتصاله الغريب مساء تلك الليلة
المفتش : بلى ..اعتقد لو تعرفنا على هوية المرسل نكون قد توصلنا الى الجاني ..
وفاء: نعم نعم سيدي نأمل أن تنجلي الأمور أكثر في الأيام المقبلة.. .
ودعت وفاء المفتش و أغلقت الهاتف متجهة إلى خارج مبنى المؤسسة حيث تنتظرها سيارتها على الرصيف المقابل ...
في السيارة كانت وفاء قلقة , متجهمة , شاردة الذهن تفكر فيما آلت إليه الأمور , تبحث عن خيط يقودها لكشف غموض الحادث.
للحظة شعرت بصداع شديد يكاد يفتك بها ، عندها طلبت من سائقها التوقف في مكان ما لمشاركتها فنجان من القهوة ...
في مقهى يبعد أمتار عن مقر عملها توقفا .... و أثناء ارتشاف القهوة دار حوار بينهما حول آخر مجريات القضية ...
السائق :_ بفضول _ سيدتي أعتقد أن بداية الخيط تبدأ من المختبر ... ربما تتضح أمور بوضعه تحت المراقبة ..
وفاء : _ و الحيرة تبدو على تقاسيم وجهها _صدقت يا نادر لكن مراقبة المختبر تحتاج إلى شخص متفرغ محل ثقة ، و ربما يكون توفر شخص بهذه الظروف أمرا صعب المنال ..
- سيدتي ... إن لم تمانعي يمكنني أن أقوم بالمهمة_ قالها السائق بمنتهى الحماس و الإصرار _
حقا أكون ممتنة لك وشاكرة ... تنهدت وفاء بارتياح و ارتشفت رشفتها الأخيرة و هي في قمة الرضى ...
غادرا المقهى و الحماس مسيطرا على أرواحهما و حوارهما، و اتفقا على أن يستأنف المراقبة في صباح اليوم التالي بمنتهى السرية و الكتمان ...
****
يتبع