الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
مجنونة ولدها
11-12-2022 - 11:53 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة مؤثرة جدا اتمنى تلمس احساسكم وتكون فى ميزان حسناتكم وحسناتي
  • .*.*.*.*.

لم أكن جاوزت الثلاثين حين انجبت زوجتى اول ابنائي..
مازلت أذكر تلك الليلة ..بقيت إلى آخر الليل مع الشلة فى إحدى الإستراحات..
كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ..بل الغيبة والتعليقات المحرمة..
كنت انا الذي اتولى فى الغالب إضحاكهم..وغيبة الناس..وهم يضحكون..
أذكر ليلتها انى أضحكتهم كثيرا
كنت امتلك موهبة عجيبة فى التقليد..
بإمكاني تغيير نبرة صوتى حتى تصبح قريبة من الشخص الذي اسخر منه ..
اجل كنت اسخر من هذا وذاك..لم يسلم احد مني حتى اصحابي..
صار بعض الناس يتجنبنى كي يسلم من لسانى..
أذكر انى تلك الليلة سخرت من اعمى رأيته يتسول فى السوق..
والأدهى انني وضعت قدمي أمامه فتعثر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول..
وإنطلقت ضحكاتي تدوي فى السوق..عدت إلى بيتى متأخرا كالعادة..
وجدت زوجتى فى إنتظاري..وكانت فى حالة يرثى لها..
قالت بصوت متهدج:راشد..أين كنت ؟
قلت ساخرا:...فى المريخ ..عند أصحابي بالطبع..
كان الإعياء ظاهرا عليها..قالت والعبرة تخنقها:
راشد.ز انا تعبانة جدا..الظاهر ان موعد ولادتى صار وشيكا..
اسقطت دمعة صامته على خدها..
احسست انني اهملت زوجتي ..
كان المفروض ان اهتم بها واقلل من سهراتى ..خاصة انها فى شهرها التاسع..
حملتها إلى المستشفى بسرعة..
دخلت غرفة الولادة..جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال..
كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر..
تعسرت ولادتها..فإنتظرت طويلا حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت..
وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشرونى..
بعد ساعة .. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأقدوم سالم..
ذهبت إلى المستشفى فورا..
اول ما رأوني ابحث عن غرفتها..
طلبوا مني مراجعة الطبيبة التى اشرفت على ولادة زوجتي
صرخت بهم: أي طبيبة؟المهم ان ارى ابنى سالم..
قالوا :اولا..راجع الطبيبة..
دخلت على الطبيبة.. كلمتنى عن المصائب..والرضى بالأقدار..
ثم قالت:ولدك به تشوه شديد فى عينيه ويبدو انه فاقد البصر!
خفضت رأسي..وأنا أدافع عبراتى تذكرت ذاك المتسول الاعمى..الذي دفعته وأضحكت الناس عليه..
سبحان الله كما تدين تدان!
بقيت واجما قليلا.. لا أدري ماذا اقول.. ثم تذكرت زوجتى وولدى..
فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتى..
لم تحزن ..كانت مؤمنة بقضاء الله..راضية..طالما نصحتني أن أكف عن الإستهزاء بالناس..
كانت دائما تردد : لا تغتب الناس..خرجنا من المستشفى وخرج معنا سالم...
فى الحقيقة..لم اكن اهتم به كثيرا..
إعتبرته غير موجود فى المنزل..
حين يشتد بكاؤه أخرج إلى الصالة لأنام فيها...
كانت زوجتى تهتم به كثيرا...وتحبه كثيرا...
أما انا فلم اكن اكرهه ..لكنى لم استطع ان احبه...
كبر سالم..بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة..
قارب عمره السنة ..فبدأ يحاول المشي ..إكتشفنا انه...أعرج..---------------------------------
أصبح ثقيلا على نفسي اكثر..
انجبت زوجتى بعده عمر وخالد..
مرت السنوات..وكبر سالم وكبر إخوته..
كنت لا احب الجلوس فى البيت..دائما مع اصحابي ...
فى الحقيقة كنت لعبة فى ايديهم...
لم تيأس زوجتى من إصلاحي ...
كانت تدعو لى دائما بالهداية..لم تغضب من تصرفاتى الطائشة..
لكنها كانت تحزن كثيرا إذا رأت إهمالى لسالم ..وإهتمامي بباقي إخوته..
كبر سالم وكبر معه همي..
لم امانع حين طلبت زوجتى تسجيله فى إحدى المدارس الخاصة بالمعاقين..
لم أكن أحس بمرور السنوات ...أيامى سواء...عمل نوم طعام وسهر..
فى يوو الجمعة...
استيقظت الساعة الحادية عشر ظهرا..
مايزال الوقت مبكرا بالنسبة لى..كنت مدعوا على وليمة...
لبست وتعطرت وهممت بالخروج..
مررت بصالة المنزل...إستوقفنى منظر سالم..كان يبكى بحرقة..!
إنها المرة الأولى التى انتبه فيها لسالم يبكى منذ كان طفلا..
عشر سنوات مضت ..لم ألتفت إليه..حاولت ان اتجاهله ..فلم احتمل..كنت أسمع صوته ينادى أمه وانا فى الغرفة..
التفت..ثم اقتربت منه..قلت:سالم!لماذا تبكي؟
حين سمع صوتى توقف عن البكاء...فلما شعر بقربي..بدأيتحسس ما حوله بيديه الصغيرتين..ماذا به ياترى..؟إكتشفت انه يحاول الإبتعاد عنى!!----------------
وكأنه يقول الآن احسست بي؟اين انت منذ عشر سنوات..
تبعته ..كان قد دخل غرفته..
رفض أن يخبرنى فى البداية سبب بكائه
حاولت التلطف معه..
بدأ سالم يبين سبب بكائه..وانا استمع اليه وانتفض..تدري ما السبب؟
تأخر عليه اخوه عمر..الذي إعتاد أن يوصله للمسجد..
ولأنها صلاة الجمعة..خاف ألا يجد مكانا فى الصف الأول..
نادى عمر ..ونادى والدته..ولكن لا مجيب..فبكى..
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين..
لم أستطع أن أتحمل باقي كلامه..
وضعت يدي على فمه وقلت :لذلك بكيت ياسالم؟
قال: نعم..
نسيت أصحابي ..,نسيت الوليمة..وقلت :
سالم لا تحزن ..أتعلم من سيذهب بك إلى المسجد اليوم؟
قال اكيد عمر لكنه يتأخر دائما..
قلت لا بل انا سأذهب بك..
دهش سالم..لم يصدق.. ظن انى اسخر منه ..استعبر ثم بكى..
مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده..
أردت أن أوصله بالسيارة ..رفض قائلا :المسجد قريب ..أريد ان اخطو إلى المسجد..-_إي والله قال لي ذلك_
لا اذكر متى كانت آخر مرة دخلت فيها المسجد..
لكنها المرة الاولى التى اشعر فيها بالخوف ..والندم على ما افرطته طوال السنوات الماضية..
كان المسجد مليئا بالمصلين إلا انى وجدت لسالم مكانا فى الصف الأول...
إستمعنا إلى الخطبه وصلى بجانبى ..بل فى الحقيقة انا الذي صليت بجانبه..
بعد إنتهاء الصلاه طلب منى سالم مصحفا..
إستغربت !!كيف سيقرأ وهو أعمى؟
كدت ان اتجاهل طلبه ..لكنى جاملته خوفا على جرح مشاعره..ناولته المصحف..
طلب منى أن افتحه على سورة الكهف ..
أخذت أقلب الصفحات تارة ..وانظر فى الفهرس تارة ... حتى وجدتها..
أخذ منى المصحف ..ثم وضعه أمامه ..
وبدأ يقرأ السورة .. وعيناه مغمضتان..
يا الله !! إنه يحفظ سورة الكهف كاملة..
خجلت من نفسي ..أمسكت مصحفا..
أحسست برعشة فى اوصالي..قرأت ..وقرأت..
دعوت الله ان يغفر لي ويهدينى..
لم أستطع الإحتمال ..فبدأت أبكي كالأطفال..
كان بعض الناس لا يزال يصلي السنة ..خجلت منهم..فحاولت أن أكتم بكائي..
تحول البكاء إلي نشيج وشهيق..
لم أشعر إلا بيد صغيرة تتلمس وجهي..ثم تمسح عتى دموعي..
إنه سالم..ضممته إلى صدري ..
نظرت إليه..قلت فى نفسي..لست انت الاعمى..بل انا الأعمى...
حين إنسقت وراء فساق يجرونى الى النار..عدنا إلى المنزل..كانت زوجتى قلقة كثيرا على سالم...
لكن قلقها تحول إلى دموع حين علمت انى صليت الجمعة مع سالم..
من ذلك اليوم لم تفتنى صلاة جماعة فى المسجد ...
هجرت رفقاء السوء ..وأصبحت لي رفقة خيرة عرفتها فى المسجد..
ذقت طعم الإيمان معهم..
عرفت منهم اشياء الهتنى عنها الدنيا
لم أفوت حلقة ذكر او صلاة وتر..
ختمت القرآن عدة مرات فى الشهر ..
رطبت لسانى بالذكر لعل الله يغفر لي غيبتى وسخريتى من الناس..
أحسست اننى اكثر قربا من اسرتي..
اختفت نظرات الخوف والشفقة التى كانت تطل من عيون زوجتى ..
الابتسامة ما عادات تفارق وجه ابنى سالم..
من يراه يظنه ملك الدنيا وما فيها..
حمدت الله كثيرا على نعمه..___________________
ذات يوم .. قرر اصحابي الصالحون ان يتوجهوا إلى إحدى المناطق البعيدة للدعوة..
ترددت فى الذهاب..إستخرت الله..واستشرت زوجتى...
توقعت انها سترفض..لكن حدث العكس!
فرحت كثيرا..بل شجعتنى ..فلقد كانت ترانى فى السابق اسافر دون استشارتها فسقا وفجورا..
توجهت إلى سالم واخبرته انى مسافر..ضمنى بذراعيه الصغيرين ..مودعا..
تغيبت عن البيت ثلاثة اشهر ونصف..
كنت خلال تلك الفترة اتصل كلما سنحت لى الفرصة بزوجتى ..واحدث ابنائي ..اشتقت اليهم كثيرا.. اه كم اشتقت إلى سالم...
تمنيت سماع صوته ..هو الوحيد الذي لم يحدثنى منذ سافرت..
إما ان يكون فى المدرسة او المسجد ساعة إتصالي..
كلما حدثت زوجتى عن شوقي إليه ..كانت تضحك فرحا وبشرا..إلا آخر مرة هاتفتها فيها..لم أسمع ضحكتها المتوقعة.. تغير صوتها..
قلت لها ابلغى سلامي لسالم...قالت إن شاء الله ...وسكتت ,,
اخيرا عدت إلى المنزل..طرقت الباب .. تمنيت ان يفتح لى ابنى سالم ..
لكن فوجئت بإبنى خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره..
حملته بين ذراعي وهو يصرخ : بابا...بابا
لا ادري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت...
استعذت بالله من الشيطان الرجيم..
أقبلتإلي زوجتى ..كان وجهها متغيرا..كأنها تتصنع الفرح...
تأملتها جيدا..سألتها ما بك؟
قالت لا شئ..
فجأة تذكرت سالم ...فقلت اين سالم؟
خفضت رأسها ..لم تجب ..أسقطت دمعات حارة على خديها
صرخت بها ..سالم ..أين سالم؟
لم أسمع حينها سوى صوت خالد بقول بلثغته: بابا..ثالم لاح الجنه..عند الله..
لم تتحمل زوجتى الموقف ..اجهشت بالبكاء كادت أن تسقط على الأرض ..فخرجت من الغرفة...
عرفت بعدها ان سالم اصابته حمى قبل موعد مجيئي بأسبوعين ..فأخذته زوجتى إلى المستشفى..
فإشتدت عليه الحمى ..ولم تفارقه حتى فارقت روحه جسده...اللهم لا تمتنا إلا وانت راض عنا
اللهم اجعل احسن ايامنا يوم لقائك..
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملئ السمائ وملئ الأرض وملئ ما بينهما وملئ ما شئت بعد يارب العالمين


التعليقات (9)
رنة الخلخال
رنة الخلخال
مشكوره وجزيتي خيرا

الحلوه111
الحلوه111
مشكوره وجزاك الله خير

أسيره صمت البحر
أسيره صمت البحر
لا حول ولا قوه الا بالله والله قصه مؤثره جدا

¦ مكعبات ثلج ¦
¦ مكعبات ثلج ¦
قصه مؤثره .. تسلمي والله يعطيك العافيه
.

نبض المشاعر
نبض المشاعر
جزاك الله خير
اشكرك من كل قلبي
قصة فيها من العبرة الكثير
نبض

&..شموخ العز..&
&..شموخ العز..&
قصه مؤثره كثير
الله يجزاج خير

مجنونة ولدها
مجنونة ولدها
الف شكر على المرور ويسلمو

@ أميرة الورد @
@ أميرة الورد @
جزاك الله الف خير والله يهدي عيال المملكه كلهم يارب

عاشقة زوجها*
عاشقة زوجها*
لم أسمع حينها سوى صوت خالد بقول بلثغته: بابا..ثالم لاح الجنه..عند الله..
لم تتحمل زوجتى الموقف ..اجهشت بالبكاء كادت أن تسقط على الأرض ..فخرجت من الغرفة...
عرفت بعدها ان سالم اصابته حمى قبل موعد مجيئي بأسبوعين ..فأخذته زوجتى إلى المستشفى..
فإشتدت عليه الحمى ..ولم تفارقه حتى فارقت روحه جسده
ابكتني هذه العبارة كثيرا
جزاكي الله خير اختي الحبيبة

ثلاث بنات مع واحد عبالهم هندي راعي تاكسي شوفوو شصاارلهم
خيوط تحاك في الخفاء