- القصه (( العبره))
اخواتي الغاليات هذه اول مشاركه لي في المنتدى اذكر لكم فيها قصه واقعيه عشتها بنفسي
سوف اكتبها باسلوبي البسيط رغم انني لا اعلم من اين ابدء في الكتابه فهذه هي المره الاولى
انها قصه وعبره ودرس من دروس الحياه فان اصبت فمن الله وإن اخطات فمن نفسي والشيطان
القصه (( العبره))
انها انسانه غاليه وعزيزه من قريباتي تعرفت عليها عن قرب منذ حوالي احد عشر عام فملات قلبي بحبها حيث ان الله قد اعطاها من الصفات ما تتمناه كل مسلمله من حلم وحكمه وعفاف وصدق حديث وهدوء و.....كنت اكتفي بالنظر اليها في معضم الاحيان لانني لااجد الكلمات التي استطيع قولها لها حيث انها في عمر والدتي وقد اتاها الله من الوقار والهيبه اوفر النصيب ولكن قبل عامين ونصف اصيبت بامراض كثيره تتالت عليها حتى عجز الاطباء عن علاجها فاخذت الغاليه تنتقل من مستشفى إلى اخر واكن الشفاء كان بيد الحي القيوم كنت ازورها من وقت لاخر مع ان قلبي كان يتقطع عندما اراها وانا لا استطيع ان افعل لها شئ فلجأت لمن وخلقني وخلقها وجعل حبها في قلبي كنت دائما ادعوه ان يشفيها ولكن صحتها اخذت في التدهور بشكل سريع حتى انني اصبحت اقول في دعائي لها اللهم اشفها مادامت الحياة زيادة لها في كل خير وقبضها إليك مادام الموت راحتاً لها من كل شر لقد كنت اقف عند راسها كلما زرتها سواء في المستشفى او في البيت واقوم برقيتها الرقيه الشرعيه احسها قريبه من الان احس بشوق كبير لها ففي اخر مره زرتها في الستشفى وكانت في العنايه المركزه وفي حاله حرجه حتى الاطباء والممرظات كانو يوصوننا بكثرت الدعاء لها فقد بدأة اعظائها تتوقف عضو تلو الاخر وهى في غيبوبه لاتدري من حولها لقد حاولت الاقتراب منها وتقبيلها ولكن الاجهزه حالت دون ذلك كنت اكتفي بتقبيل يديها وقدميها ولكن في اخر يوم احسست فيها اشراقه لقد رمشت بعينيها لنا كنت انا وبنتيها وبنات اخويها حولها لقد فرحنا كثيرا وفي اليوم التالي لم استطع الذهاب لزيارتها واظطررت الى السفر لظروف عمل زوجي كذالك سفر كل من كان قد قدم من غير المدينه حيث املنا ان هذه اشاره بانها سوف تتحسن وستعود الينا من جديد ولكن ماإن وصل كل منا الى مدينته وقد كنت اسكن في المدينه الاقرب لقد وصلت بيتي دخلته والمآذن ترفع نداء الحق الله اكبر انه اذان الفجرولاكني كنت قلقه عليها فما أن كان بين صلاة المغرب والعشاء رن هاتفي الجوال اقبلت إليه مسرعه ارت ان اسمع اخبار ساره عن غاليتي فإذا بهم يخبرونني انها توفيت انها انتقلت من عناء الدنيا وتعبها الى جوار حبيبها وخالقها تقبلت الموضوع بذهول شديد لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تفويت الغاليه رجع كل من سافر بالامس وتجمع كل من احبها ولكن الله قدر وشاء ان اكون انا من تغسلها وتكفنها حيث ذهبت مع امي الى مغسلة الاموات لتوديعها لقد كنت استرق النظر من الخارج وهم يخرجونها من الثلاجه مع صلات الظهر وماهي إلى لحظات حتى قيل من تغسلها فأجابت الحاظرات نحن لانعرف صفت الغسل فاتولها بمغسله ولكنها طلبت ان يساعدها احد فقمت من مكاني وقلت انا انا ابنتها انها بحق كانت امي التي لم تلدني وما ان دخلت الى غرفت الغسيل حتى شممت رإحه زكيه لم اجد في حياتي مثلها وقد كنت انا اول الداخلين فقتربت من جثمانها وانا اغرق في دموعي وكلي امل ان تستيقظ اوان تكون هذه التي امامي غيرها تقدمت ببطء شديد واخذت ارفع الغطاء عنها انها الغاليه انها هى ولكن ماهذا فقد كان وجهها مشرق وكانه البدر وقد علت على شفتيها ابتسامه الرضى والسعادة لقد كان يخرج من فمها وانفها وعينيها سائل يميل الى الون البرتقالي له رائحه لا استطيع وصفها انها الرائحه التي شممتها عند دخول الغرفه إنها تشبه رائحة المسك وفي تلك اللحظات التي مرت علي وكانها ساعات طوال دخلت علي المغسله فقالت وهي ماتزال عند باب الغرفه ماشاء الله ميتتكم رائحتها طيبه رحمها الله ثم تقدمت إليها ونزعت الغطاء عنها من جهت اليمين واخرجت اليد اليمنى للغاليه وهي تقول انها متشهده ابشرو وبشروا زوجها واولادها وماهي الى لحظات حتى بدأت الغسل اقسم بالله انني كلما فتحت يديها وانا اغسلها كانت تعود الى وضع الشهاده مره اخرى القد كانت الغاليه متشهده بكلتى يديها ولقد كان جسمها رطباً ليناً كما كانت قبل وفاتها وماهي الا دقائق حتى حظرت ابنتيها وكنا ننظر الى غاليتنا ونقلبها بين يدينا ونحن نامل ان تتحرك ان تعود الينا ومااصعبها من لحظات وما أطولها من دقائق مرت وكأنها دهر فبدانا نكفنها واخذت احس في هذه الحظات انني حقيقه فقدتها وانها لن تعود الينا ابدا لقد قمنا بتغسيلها وتكفينها ونحن ندعو الله ان يثبتها عند السؤال وان ينير لها قبرها ويوسع منزلها ويسهل عليها اول ايام قبرها وماهي الا ثوان معدوده حتى حان وقت الوداع وداعها غاليتنا سوف تأخذ الان زاد البكاء والنحيب كل واحده منا تحاول التماسك تحاول ان لا تبكى بصوت مرتفع لان الرجال على مقربه منا حيث جاؤا لاخذها الى المجسد حتى يصلو عليها العصر لقد كانت دموعنا تنهمر بدون ارادتنا في هذا الوقت احسست بنار الفراق تحرق ظلوعي وانا اكابر حتى لاازيد من فاجعت ابنتيها التان انحنتى على امهم الغاليه للمره الاخيره لقد فقدتا الحضن الدافي والقلب الحنون واصبحو في الدنيا بدون ام او اب او اخ فقد كانت لهم كل شي اخذ جثمانها من امامنا فصاحت احدى بناتها امي لمن تتركيننا في هذه الحياه بمفردنا امي ...امي...امي...حاولت ان استجمع ما بقي في من قوه وشجاعه وحاولت ابعادها عن امها قائله لقد رجعت الى ربها وانتم لكم الله ربكم وامسكنا ببعضنا والدموع قد بللت وجوهنا وحجابنا لقد اخذت غالينا ولقد وجد الجميع منها تلك الرائحه حتى سائق سيارة المغسله قال رحم الله ميتكم ان ريحه طيبه وولله لقد كانت ريحها تطغو علي ريح الحنوط والكافر والعود الذي وظع عليها
مر الوقت ثقيلاً ولكن هذه سنة الحياه لكل شخص منا ساعه عدنا الى البيت واستقبلنا المعزن وانا لازلت اشم رائحت الغاليه وفي اليوم التالي غسلت ملابسي التي كنت ارتديها وانا في مغسلة الاموات ولاكنى لاحظت ان رائحة الغاليه مازالت عل ملابسي فذهلت ثم سألت اقرب الناس اليها وهي حماتها(اخت زوجها حيث عاشت معها قرابة الخمسين عاما) قلت لها ماذا فعلت لقد عهدت منها كل خير ولكن اردت ان اعرف عنها المزيد فاجابتني بانها طول حياتها كانت تدفع الإسائه بالحسان وانها قد برت بوالدتها المريضه قرابة 15 عاما بدون تذمر او ملل وانها كانت تساعد المحتاجين وكانت ممن قال فيهم الله تعالى ((ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه))
اخواتي اين نحن من هذه الغاليه انها ليست من زمن الرسول ليست من نساء الصحابه وليست متعلمه ولا تحفظ من القران إلا اقصر السور ولكنها تحلت بمكارم الاخلاق وبرت بوالدتها فانعم الله عليها بحسن الخاتمه جمعني الله بها وإياكم في فسح جنانه
اللهم اغفرللغاليه وارحمها واوسع منزلها وأنر قبرها وآنس وحشتها وجعل قبرها من رياض الجنه وجمعني بها في الجنه
آمين
آمين
اللهم انا نسألك حسن الخاتمة
آمين