- تلاشي الشعور بالمسؤولية إزاء مهام وواجبات الحياة:
- نصيحة للنجاح:
أمور كثيرة ينبغي ملاحظتها في موضوع الحب. فاللقاء الأول، على سبيل المثال، ربما يبدو صعباً للغاية، حيث ليس من السهل هنا وجود فرصة ثانية في حال وقوع خطأً ما. فأقل ما يمكن أن يُقال هنا عن المرء هنا أنه ليس على قدرٍ عالٍ من اليقين والثقة بالنفس والرزانةز كذلك يمكن أن يؤدي أقل خطأً لأن تبدأ الشكوك تساور الطرف الآخر لدرجة يبدأ معها بطرح أسئلة كثيرة دفعة واحدة، بهدف معرفة أكثر ما يمكن عن شريك الحياة المرتقب، وذلك في أقل وقتٍ ممكن. وحين يصل الأمر إلى حدّ استفزاز الطرف الآخر، لا لشيء إلا للتأكد من صدق نواياه، فإن ذلك يمكن أن يكون قاتلاً للعلاقة الجديدة المرتقبة. حوادث من هذا القبيل ليست في واقع الأمر بالجديدة، فكما كانت تحصل في الماضي، كذلك فهي تحصل اليوم أيضاً!
إن مشاعر احترام الآخر كانت دوماً، على مرّ الأزمنة، أساساً لأية علاقة سعيدة، وطويلة الأمد، وعلى الأخص في زمنٍ كان فيه الطلاق أمراً مُحرَّماً، والزواج شيئاً يرسم معالمه وخطوطه العريضة أناسٌ آخرون، وليس طرفا العلاقة المعنيين.
أما اليوم فقد بات مفهوماً لدى الناس عموماً أن الحب يجب أن يسبق الزواج، وأن الزواج لا يجب أن يتم إلا بمنتهى رضا الطرفين معاً، ودون تدخلٌ من أية جهة خارجية. ولهذا السبب يجب أن تسعى يومياً باستمرار لتجديد علاقة الحب المتبادلة القائمة، وجعلها أكثر ثباتاً واستقراراً.
يطمح الناس اليوم في الواقع لأكثر من مجرد النجاح على الصعيد المهني.
إنهم يتوقون باستمرار لنجاح من نوعٍ آخر، والذي يكمن في الوصول لحياةٍ مليئة بالحب والحنان والسعادة والأمان والمشاعر العاطفية الجيّاشة.
هم يبحثون دوماً وأبداً عن عالم قصيٍّ، ومجهول، طالما اشتاقوا له، وحلموا به: إنه عالم الحبّ!
اسلك على الدوام سبيل احترام الآخرين. دع شريك حياتك يعلم بشكلٍ واضحٍ تماماً أنك تحبه وتحترمه فعلاً. هذا الحب، وهذا الاحترام هما الضمان الأكيد لعلاقة سعيدة ومستقرة.
لقد كان الطريق طويلاً، نحو علاقة زوجية قائمة على أساس العدل، والرؤية الحديثة المتطورة!
لقد عاش الناس، فيما مضى، مع بعضهم البعض بشكلٍ أكثر قرباً وتواصلاً، مما هو الحال عليه اليوم. لقد كانوا يشعرون بأمانٍ أكثر، كلما كان عددهم أكبر، في بيتٍ واحد وتحت سقفٍ واحد مع الآباء والأجداد. لقد كانوا يتكاتفون معاً، ويساعدون بعضهم بعضاً كلما اقتضت الضرورة ذلك. ويعرفون كل شيء عن بعضهم البعض، وكانوا يهرعون لنجدة بعضهم بعضاً كلما دعت الضرورة لذلك! لقد كان الأولاد من أبناء الجنس الواحد، ينامون معاً في غرفة واحدة، ويتحدثون معاً قبل النوم عن أحداث ومغامرات يومهم، مراعين في ذلك، وبشكلٍ عفوي، مشاعر بعضهم بعضاً!
أما اليوم فالأمر لم يعد كما كان في الماضي. إن سعي الانسان نحو الرفاهية، قد غيَّر معه الكثير من الأشياء. فقد بات اليوم، على سبيل المثال، لكل فردٍ تقريباً في المنزل، غرفته الخاصة به، لا بل أحياناً أجهزته وأشياؤه الخاصة به. لقد باتت عمليات التبادل الجماعي للأفكار، بما في ذلك التبادل المشترك للمشاعر والعواطف على صعيد الجماعة، أشياء يندر وجودها فعلاً على أرض الواقع، وفي عالمنا اليوم!
لقد ازدادت حدة الأنانية مع مرور الزمن، فكلٌّ يسعى اليوم سعيه الحثيث ليكون أفضل من غيره، ولتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه بالمقارنة مع غيره، وعلى حساب غيره. إن أقل ما يمكن أن يُقال عن ذلك كله، إن ذلك كله، لا يشكل بالتأكيد، ولا بحالٍ من الأحوال، توجهاً سليماً وأساساً صالحاً لحياةٍ مشتركة، قائمة على أساس المشاركة والتعاون. . . . تابع
ربما مررت أنت بالذات بتجارب مريرة ومؤسفة في هذا السياق، حتى مع أعز الناس إليك وأقربهم منك. آمل أن لا تكون قد مررت بتجربة مماثلة لما مرّت به إحدى صديقاتي: لقد تزوجت صديقتي طالباً جامعياً قد بدأ لتوِّه بدراسة ادارة الأعمال. لقد استطاع كلٌّ منهما أن يفهم الآخر جيداً، وسارا في حياتهما معاً متخطِّيَين سائر الصعاب. صديقتي هذه كان عملها جيداً، وذلك لدى إحدى وكالات الدعاية والإعلان، وهي التي أخذت على عاتقها تمويل الحياة الزوجية المشتركة وشؤون المنزل. لقد ساعدت زوجها. وموّلت دراسته، حتى أنهاط بعت له بنفسها رسالة الدبلوم مع قرب إنهائه لدراسته. لقد سار بالفعل كل شيء على ما يرام، فقد تخرَّج زوج صديقتي ونال شهادته، وقد كان فخوراً بذلك جداً. لقد حصل على وظيفة ممتازة، واستطاع من خلال ذلك أن يكسب مالاً وفيراً. هنا سرعان ما شعرت صديقتي أن شيئاً ما مع زوجها لا يسير على ما يرام! وكما هو الحدس الأنثوي غالباً، فقد صدق حدسها هنا فعلاً: لقد كانت له شعيقة أخرى! ماذا فعلت صديقتي: لقد أرسلت له إشعار الطالق، فمرارة الألم الناتجة عن خيبة أملها في زوجها كانت بالنسبة لها كبيرة إلى أبعد الحدود!
بإمكانك، من خلال هذه القصة الصغيرة، أن تكتشف من تلقاء نفسك مدى تعلق المرء في يومنا هذا، بالسعي لكسب أكبر ما يمكن أن يكسبه في سبيل تحقيق ذاته، شعار المرء في ذلك: (أريد أن أستمتع، وأفعل كل ما يعجبني، بصرف النظر عما يحدث للآخرين)! ولهذا السبب، من المهم جداً، معرفة كيفية اختيار شريك الحياة المناسب.
تلاشي الشعور بالمسؤولية إزاء مهام وواجبات الحياة:
إن الشعور بالمسؤولية أمرٌ لم يعد اليوم موجوداً في كل مكان، ففي الوقت الذي كانت فيه، في الماضي، مساعدة الآخر، ومؤازرته، ودعمه، أموراً بديهية جداً، فاليوم بات المرء يسعى لتغطية عجزه وعيبه في هذا الصدد، من خلال كلمات وعبارات شاع استخدامها كثيراً، إلى حد أصبحنا فيه نسمعها كل يومٍ تقريبا، مثل: (هذا ليس ذنبي) أو (لست السبب في ذلك) أو (هذه مشكلتك وليست مشكلتي).. إلخ!
والغريب هنا، أن قائل تلك العبارات يستغرب، هو بالذات، عدم مؤازرة الآخرين له، والوقوف بجانبه، حينما يجد نفسه ذات يوم في الموقف الحرج والدقيق نفسه!
نصيحة للنجاح:
لا شك أن مهمتك لا تكمن في تحمل عبء مشاكل الآخرين. ولكن مهمتك تكمن بالتأكيد في تشجيع الآخرين على الأقل للتغلب على مشاكلهم، وذلك دون أدنى شعورٍ منك باليأس، ودون أن تفعل فقط ما يتوقعه وينتظره منك الآخرون بشكلٍ روتيني.
ينبغي أن تخطط حياتك بشكل تصبح معه أوضاعك أفضل. يجب أن لا يأخذ ذلك طابعاً أنانياً؛ فقط حينما تجلب السعادة لنفسك، تستطيع أن تدعم شريك حياتك بمنتهى الحب والعاطفة والحنان.
ما كان بالأمس مستحيلاً، وغير ممكن تصوره، أصبح اليوم عادياً جداً! لقد كان المرء فيما مضى يشعر بالخجل، في كل مرة تضطره فيها الحاجة للحصول على مساعدة الآخرين له، أو دعمهم له.
معظم الناس يحصل اليوم على أشكال الدعم المختلفة من خلال نظم اجتماعية قائمة بذاتها. هؤلاء الناس لا يفكرون اليوم، ما الذي يمكنهم أن يفعلوه لكي تتحسن أوضاعهم. فثمة ثغرة في واقع الأمر في مستويات الإدراك، والمبادرة الذاتية، والشعور بالمسؤولية. ولن يكون هناك ثمة أمل في سير الأمور نحو الأفضل، إلا حينما يفكر كل امرئ بمستقبله بشكل جدي، ويخطط له بشكلٍ أكثر فاعلية وفائدة!