الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
amatelrahman
18-10-2022 - 09:48 pm
  1. كلمات لم تفقد معانيها بعد

  2. أنا: "ههه ماشي ماشي.. المهم هتعزمني على حسابي ولا إيه!!!!"

  3. هو:" ههه لا طبعا ودي تيجي .... هنشوف حد يدفعلنا ههه.

  4. أنا: "طيب..... يلا بينا"

  5. هو: "تعالي أعرف جامع الشيخ اللي فيه ماشاء الله عليه هنصلي وراه جماعة"

  6. شعرت بشئ غريب في وفاته وسألته

  7. "انت شاكك ان في حد ورا موته"

  8. أنا: "وبعدين الناس دي اتعمل فيها إية؟؟!!"


هذه احدى كتابات كتبتها من استمتع كثيرا بكتاباتها....ولكنى رأيت لها معنى هز وترا بقلبى...فأحببت ان اهديكم اياها تقرأوها بهدوء...ثم لنعيد حسابتانا مرة أخرى..فالأمور ليست دائما كما تبدو....
واليك أسماء الكاتبة-..دائما ما كانت كلمات رائعة ومعانيها عميقة ..ولطالما تفتكرت كثيرا فيما تكتبين لا سيما "صندوق أبى الخشبى"وغيرها...وانى لأرجو ان يستخرج الله منك ما يكون نفعا وخيرا للمسملين..(فى الطب وغيره يعنى)..وجزاك الله خيرا ان سمحتى لى بنشرها...
والآن اترككم لتقرأوها بهدوء...

كلمات لم تفقد معانيها بعد

"مش تآخد بالك يا راجل كنت هتروح فشوش يخربيت الكيميا اللي تعمل في الرجالة كدة "
نطقها مبتسما بشوشا كما عرفته دوما وهو ينقذ حياتي حينما أوشكت أن أصطدم ببوتقة حمض الكبرتيك المركز (والمعروف بماء النار) لولا أن أسرع ودفعني عنها بقوة كان ذلك في امتحان آخر العام للسنة الثالثة بكليتنا كلية الصيدلة ... عرفت عنه من نظرته وكلماته القليلة الكثير _أو هكذا خيل لي_ بدا شخصا ودودا مرحا .. مقدام ... بعينه جرأة وصفاء وشعرت فيه بكاريزما خاصة ... انتهى الموقف هكذا بسبب تدخل الممتحن بغلظة "ممنوع الكلام في اللجنة يا دكتور" فأجابه .. "روق يا عم المراقب ... الراجل كان هيروح فطيس دا بدل ما تقله حمدلله ع السلامة" ..." وبعدين؟!!!" ... "خلاص يا عم كشكناها أهه" ... وبعد اللجنة اختفى ........ أردت أن أتحدث معه .. أن أشكره ... بصراحة وددت أن أصادقه شعرت بأنه أخ لم تلده أمي ولا أعرف ما السر في هذا الشعور يبدو أنه من الأشخاص القلائل الذين يحتلون بداخلنا أماكن خاصة دون استئذان أو مبررات ... ولكني أبدا لم أره ثانية وكأن القدر دفعه نحوي ليدفع عني السوء ويرحل سريعا.
في العام التالي ببداية الدراسة قابلته مرة أخري وهنا لم أضع الفرصة وحدثته ولكنه لم يذكرني في البداية تضايقت كثيرا ،ولكنه بدا شاردا واجما غادرته بسمته وبشاشته حتى كدت لا أعرفه ... فذكرته بنفسي وشكرته وتعرفت عليه بدا شخص مثقف ومحبوب وزاد إعجابي به يوما بعد يوم ولكن هناك أمر غريب....
كلما اقتربت منه أحسست أنه يبتعد وكأنه لا يريد صداقتي وتسألت كثيرا لما ذلك وما من جواب ... البعض قال عنه أنه مغرور وكثيرا ما يجذب الآخرين حوله ولايكترث لهم .... يحب أن تصفق له الفتيات ويضحكن على نكاته السخيفة وكثيرا ما يغار ان رأى حوله فتا أفضل منه... البعض خالفهم الرأي ولكن الجميع اتفقوا أنه يتعمد صنع هالة من الغموض حوله لا يخترقها أحد .... ثرت وغضبت... من يظن نفسه ؟؟ فأنا يتمنى صداقتي الكتيرون !!! عجبا أنا المثقف الفطن أخدع في معادن البشر بهذة السهولة ؟!!!! ... قررت الابتعاد عنه ...
وبعدها بعدة أيام أتي يسير نجوي مبتسما قائلا " إزيك يا برنس؟!! إيه مانفسكش في فنجان قهوة م اللي هو؟" تعجبت كثيرا فلم يسبق له أن عرض على هذا العرض ... وبرغم دهشتي أجبت دون تردد "وأنا أطول" ... فأجابني " ههه إيه يا عم هو أنا قلتلك هاتلي حاجة م الرف اللي فوق دولابكم ولا إية ههه"

أنا: "ههه ماشي ماشي.. المهم هتعزمني على حسابي ولا إيه!!!!"

هو:" ههه لا طبعا ودي تيجي .... هنشوف حد يدفعلنا ههه.

هكذا عرفته مرحا ساخرا ... جلسنا في المقهي وطلبنا القهوة واحتسيت قهوتي وظل هو يستمع لحديثي باهتمام تاركا قهوته تعاني برد الشتاء على المنضدة ... تحدث قليلا ولكنه أخفى الكثير وشعرت حينها بحزن يكسو ملامحه حاول مرارا وتكرارا أن يثبت العكس ولكن باءت كل محاولاته بالفشل وكلما تحدث زاد غموضه بعيني ومرت ساعتان كأنهما دقائق ثرثرت فيهما أكثر من ساعة ونصف فهذة عادتي والباقي حاولت فيه استدراجه للحديث وبرغم قلة حديثه فقد بدا مثقفا وواعيا وفجأة نظر بساعته ونهض واقفا
" يا خبر مش نقوم بقى ولا إيه الكلام خدنا والعصر هيأذن وبعدها عندي معاد مهم"

أنا: "طيب..... يلا بينا"

هو: "تعالي أعرف جامع الشيخ اللي فيه ماشاء الله عليه هنصلي وراه جماعة"

أعترف أنها من أفضل الأوقات التي قضيتها في حياتي ولكن ظللت طوال الوقت أفكر فيما قاله البعض عنه من الغرور وحب التسلط والظهور فلم أشعر قط بما يقولون... ولكن سرعان ما شعرت بصدق ما قالوا حين اختفي لبعض الأيام وعاد كأننا لا تربطنا صداقة ... أحسست منه بجفاء وبدأت أشعر أنه ما تحدث إلى الا ليقضي بعض الوقت في انتظار معاده الهام شعرت بالغباء منقطع النظير وبإهانة لا توصف.
وكتبت حينها مقالي الأول عنه بعنوان "أشخاص يستحقون النسيان" كتبته بتنويه عنه ولم أذكره صراحة وكتبت عن غروره وأنه يتمتع بحب الناس له دون أن يكلف نفسه مبادلة هذا الحب بشئ مطلقا ... قرأ المقال وأثني على اسلوبي وانصرف وعلى وجهه ابتسامة بلهاء وشعرت حينها بانتصار وانني استرددت جزءا من كرامتي التي هدرها بعجرفته وحمقه ولم أتعجب من عدم رده فكيف يرد وهو يعلم أن كل حرف كتبته يصفه ببلاغة منقطعة النظير.
وتمضي الأيام وتشاء الأقدار أن أقابله مصادفة ولازال يستمتع بنكاته وكثرة من حوله ويغرق في ضلاله القديم ولا أنكر أنني شعرت بامتنان نحوه _أو حنين لما رأيت فيه أول مرة واختفى بعدها _ فلولا أن سخره الله لي لكنت مشوه أو قعيد ... فقررت أن اكون ممن قال فيهم الشاعر "انك ان أكرمت الكريم ملكته وان أكرمت اللئيم تمردا" فعدت وألقيت عليه السلام قائلا: السلام عليكم يا مازن
وفوجئت بدفئه ومرحه الأول كما عرفته أول مرة يرد السلام:" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... إزيك يا مروان فينك يا بوب؟ ".... يا إلهي ما هذا التقلب أي بشر هذا ... هكذا حدثتني نفسي ...تري هل يريد أن يضمني لحاشيته من جديد ؟؟ لا فأنا أذكي من ذلك بكثير... ولكن لا أنكر أنني سعدت الى حد ما لإسلوب تعامله معي وتمنيت لو أننا نصبح أصدقاء من جديد وحدثتني نفسي بأنه ربما لم يفهم حديثي عنه في المقال السابق وقلت :الحمد لله .. قصور الذكاء ينفع أحيانا... وتقربت منه ولكن ظل دائما محاط بهالة من الغموض تصيبني بالفزع حينا وبالملل حين آخر ... وشعرت بنفس الجفاء من جديد حتى حين يواسيني أو يساعدني بدراستي أشعر أنه من قبيل الاستعراض والزهو بمعلوماته وهنا طفح الكيل وكتبت مقالي الثاني بعنوان "طرق ما كان ينبغي أن نمشيها من البداية" أثني عليه الجميع وكان سببا في تثبيت تعيني بالجريدة فقد كنت أكتبه بإحساسي قبل قلمي ... وزاد قرائي بعد هذا المقال والحق يقال ارتحت كثيرا بعده.
وتكرر الموقف وتكررت المقالات وما عدت أعي شيئا مطلقا وأخيرا كتبت مقال"صفحات من الماضي في طي النسيان" وأغلقت هذا الملف للأبد ... واستفدت كثيرا من هذة التجربة تعلمت "أن لا شئ كما يبدو" ولا ينبغي أن أنخدع بالمظاهر كما اكتسبت بمقالاتي هذة شهرة واسعة.
ولكن دائما ما تخفي لنا الأيام ما لم نتوقعه فتشاء الأقدار أن نتلقي أثناء أدائنا للخدمة العسكرية ... بدا أكبر سنا مما كان عليه ولازال يحاول دفع حزنا ما بضحكاته ونكاته ... لم يطل لقاءنا طويلا فقد وزع كل منا على كتيبة مختلفة ... ولكن أذكر حين كنا نتدرب على التصويب وأنا في قمة تركيزي على الهدف فوجئت ببندقيته مصوبة نحو ظهري ففزعت والتفت نحوه وهنا ابتسم قائلا:
"أهي دي المشكلة الحقيقية ... لما متعرفش الضربة هتجيلك منين ... تبقى مركز على هدف وعدو واضح قدامك تلاقي عدوك الحقيقي جنبك أو وراك ... تعرف يا مروان ... معركتنا مع اسرائيل هي معركتنا الصغري في معركة كبري تانية محدش واخد باله منها.
وهنا صرخ المقدم ... "إية يا دفعة منك له أجيبلكم شاي يا أخويا انت وهو؟!!!! إرجع لوضعك منك له" فأجابه ..."تمام يا فندم" .... ولم أعرف أبدا حينها ماذا أراد أن يوصله لي بهذا الموقف.
ربما تتسألون لما أكتب لكم اليوم ولما أذكره فقد مر عشرة أعوام على هذة الأحداث ... في صباح أمس وكعادتي أقرأ جرائد الصباح مع فنجان القهوة المفضل لدي .. فوجئت ........ وأخذتني الدهشة والرجفة حين قرأت نعي وفاته في الجريدة كانت وفاته إثر حادث سير .. وبصراحة برغم كل ما فعله بي إلا أنني اهتززت للخبر وقررت الذهاب للعزاء فهذا واجب.
في العزاء .... بدا الصيوان كبيرا جدا كأنه عزاء أحد كبار الوزراء وزاد في هذا الانطباع عربات الشرطة التي ملأت المكان ... هنا قابلت أخيه للمرة الأولى بدا الأصغر سنا وفوجئت أنه يكبره بعامين ولكنه علل ذلك قائلا: المرحوم كان شايل همومنا كلنا ودا اللي خلاه يبان أكبرنا ... ودا اللي عمل فيه كدة
فسألته: قصدك إية ب"كدة"؟
فأجاب: وربي وما أعبد ما هسيبهم ... دم مازن واللي زيه مش رخيص

شعرت بشئ غريب في وفاته وسألته

"انت شاكك ان في حد ورا موته"

هو: "شاكك؟؟!!!!!!!!!... دا أكيد" ... جذبني بعيدا عن جموع المعزين هامسا "مازن كان واقع مع مافيا أدوية عالمية ليها فروع ووكلاء في مصر وفي أسماء كبيرة في البلد شغالة معاهم ولما كشفهم من خلال الشركة اللي كان شغال فيها وهو لسة طالب وقرر يفضحهم بمستندات معاه ما سبهوش حولوا حياته جحيم لدرجة انهم قتلهوا خطيبته في حادثة عربيه وهما في رابعة كليه بعد ما هددوه بالاعتداء عليها وحاول يسفرها بعيد عنهم لكنهم دايما كانوا أسرع بخطوة ... و بعدها طبعا خاف علينا... أي حد كان بيقرب منه كان معرض للخطر وصمم ان العيلة كلها تسيب مصر وطبعا والدي رفض وقال اننا لازم نكون جنبه والحارس ربنا ... بس بعد وفاة الوالد بعدها بسنتين صمم على سفرنا ومقدرناش نقف قصاده الله يرحمه كانت دماغة ناشفة ... "

أنا: "وبعدين الناس دي اتعمل فيها إية؟؟!!"

هو: "وبعدين إية يا أستاذ مروان؟!! ولا حاجة طبعا..بعد ما قدم مستنداته اتلاعبوا في اجراءات الضبط والاحضار واستغلوا ثغرات القانون ونفدوا بكل سهولة ومن بعدها مازن بقى في خطر أكتر م الأول ... لحد ما حصل اللي حصل.... ولما وصلنا الخبر نزلنا مصر رغم تحذير الداخلية لينا بس عمري ما كنت هسيب لحم أخويا لكلاب البشر تنهشه ميت... مش كفاية نهشوه حي" ..... وهنا أجهش بالبكاء بمرارة لم أعهدها من قبل وصرخ في قبل أن يدرك علو صوته ويعود للهمس من جديد " ماتعملوا حاجة يا أستاذ مروان مش انتم السلطة الرابعة سايبين العالم دي تعمل فينا كدة لية؟؟ مازن ماكنش يستاهل كل دا يا أستاذ مروان مش انت صاحبه .. ساعدني نجيب حقه"
توالت عليا الصدمات تباعا فقد عاشرته ما عاشرته طوال سنين الدراسة ولم أعلم عنه عشر ما علمته عنه يوم وفاته ... حتى أن الصدمة أنستني أن أتسأل كيف لأخيه أن يعرف أننا _أنا ومازن_ أصدقاء ومن قال ذلك وهل كنا فعلا أصدقاء ....... كل ذلك تلاشى ولم تبقى سوى الدموع التي غلبتني على عكس ما تعودت وانهمرت تغسل وجهي أو ربما قلبي الذي بدا أكثر جهلا وقسوة مما تخيلت.
ترقرقت الدموع في عيون المئات زملاء الدراسة القدامي وجيرانه بالحي زملائه بالعمل و آخرون لم يعرفوه ولكنهم بكوا لدموع أحبائه حتى شيخ المسجد الذي صلينا خلفه مرة انتحب وهو يبكيه !!! ... ووجدتني أبكيه معهم وتذكرته يوم أنقذني قائلا"مش تآخد بالك يا راجل كنت هتروح فشوش" تذكرت وجهه البشوش وأردت إلقاء النظره الأخيرة على هذا الوجه ولكن كنت متأخرا فلم أشهد الغسل أو التكفين ولم أصل عليه ... تخيلته جسدا مسجى في كفنه الأبيض ... فتذكرت أناقته واهتمامه بمظهره ... تذكرت حبه للجينز وحين سألته ما سر هذا الحب أجاب" أصله بيفكرني بالصديق الوفي الاتنين لما يقدموا قميتهم تعلا ههه"...... تذكرت صلاتنا معا خلف الامام كتفا بكتف وتوقفت فجأة عن البكاء متسائلا: تري كيف تبكي كل هذه العيون حتي عيني على شخص قيل عنه أنه مغرور ومتعجرف ؟؟ وان نافقه من حوله في حياته فماذا يملك لهم اليوم بعد وفاته ليبرر نفاقهم ؟!! كي ..... وقبل أن أكمل سؤالي آتني أخوه الأصغر يحمل ظرفا صغيرا بيده قائلا: مش حضرتك أستاذ مروان الألفي الصحفي المعروف.
فكفكفت دموعي و أجبته "أيوة أنا"
فقال: المرحوم كان دايما بيذكرك بالخير ... على فكره الظرف ده كان في درج مكتبه كتب جنبه ورقه بتقول لو جراله حاجة نديه لحضرتك.. اتفضل ... وأجهش بالبكاء وانصرف سريعا
كان ظرف أبيض سميك ملئ بالأوراق وكتب عليه ... "كلمات لم تفقد معانيها بعد .. إلى أ/مروان الألفي"
قبض صدري ووضعت الرسالة بجيبي أديت واجب العزاء منصرفا بسرعة نحو المنزل وبمجرد وصولي انهالت علي الخواطر والأفكار محاولا أن أركب الصورتين المتناقضتين تماما التي عرفتهما عن مازن حاولت أن أضعهما في نفس الشخص ولكن فشلت ... وبعد ذهول ساعات تذكرت الرسالة .... وبسرعة أخرجت الظرف و فتحته فتساقطت منه قصاصات ... ولدهشتي ..... ما كانت سوى مقالاتي التي كتبتها فيه من ثمان سنوات ومعها ورقه بخط يده هو... فضضتها وأخذت في قراءتها... جاء فيها...
صديقي .... ترددت كثيرا قبل أن أكتب لك هذة الكلمات وعذرا ان لم تسمح لي الظروف بأن أشعرك بمعني تلك الكلمة ولكن أني لنا الاختيار ان إختارت الأقدار.
حياتي في الأوانة الأخيرة لم تعد مستقرة مطلقا... وشعرت بقرب أجلي... والله لولا ذلك ما كنت كتبت رسالتي هذة.
مروان ... منذ ثمان سنوات بدأت سلسلة مقالاتك ونحن لازلنا طلاب بالكليه تحت عنوان "أنا و ...." بدأتها ب"أشخاص يستحقون النسيان" وتوالت المقالات ... علمت حينها تماما أنني المقصود بها وأيقنت من ذلك ولا أنكر أنني _وبرغم عدم اكتراثي لآراء الغير _ تأثرت حينما قرأت ذلك على لسانك أنت ... مروان... قد أدمت مقالاتك فؤادي قبل أن تبكي عيني فما تخيلت يوما أنك قد تصفني بهذة الأوصاف ... ولماذا؟؟ ماذا فعلت بك لكل هذا؟؟ هل جرحتك يوما؟؟ هل احتجتني يوما ولم أكن بجوارك؟ هل سخرت يوما من أوجاعك أو لم أشاطرك أحزانك؟؟ ولكني التمست لك العذر أو الأعذار فقد أبت الأقدار ألا نقترب لبعضنا البعض لتعرفني عن كثب....
مروان حينما قابلتك لأول مرة شعرت أنك مميز وودت صداقتك برغم أنني لا أميل للصداقة الحميمية لأسباب لست متأكدا ان كنت تعرفها الآن أم لا ... ولكن بما أنك تقرأ هذة الرسالة فهذا يعني أنني فارقت عالمك ويعني أيضا أن الكثير ربما انكشف ....ولكن نمى بداخلي احساس بأننا سنغدو إخوة ولذا بعد حيرة طويلة استمرت شهور صليت صلاة الإستخارة لأستخير ربي تماما كما تعودت في كل أموري... كان ذلك خوفا عليك ... فقد جربت مرارة أن تخسر من تحب في لمح البصر دون حتى كلمة وداع ... جربت أن أري في أعين الناس اللوم على خسارة من أضاءت بضحكتها حياتهم وكانت كل آمالهم ... جربت أن تلطخ يدي بدم جري فيه حبي ... وعرفت كم هو مر وقاس هذا الشعور وكان علي تجرع مرارته وحدي فأنا من إختار الطريق من البداية و لست بالجبن الذي يجعلني أعجز عن انهاء ما بدأته...
صليت .... وكان الرد في نفس اليوم صاعقة بعنوان "أشخاص يستحقون النسيان" نعم مقالك الأول ... أتي الرد على قلمك .... فعرفت أننا ليس مقدر لنا أن نكون أصدقاء وحاولت الخروج من حياتك بهدوء وقلت"أن لم أكن نافعا له فلا ينبغي أن أكون ضارا" ويعلم الله كيف مرت الأيام وأنا أتظاهر بأن شئيا لم يحدث ... ولكنك عدت وتحدثت إلي ... وفرحت لذلك وقلت ان لم نكن أصدقاء فلنكن زملاء ولعله عرف بإخطائه في حقي وأتي ليعتذر ... ولكنك أبدا لم تعتذر وعاملتني على أنني بالغباء الكافي ألا أعي من تقصد في مقالاتك ... ولكني حاولت الغفران ... ووجدتك تطلب صداقتي... والحق ..تمنيت صداقتك للحظة وعدت أستخير ربي بعد فترة طويلة من الجرح والحيرة وكان الرد هذة المرة بعنوان "طرق ما كان ينبغي أن نمشيها من البداية" وتكرر تجريحك لي ولم أستطع الغفران هذة المرة وحين عدت لصداقتي من جديد وجدتني أنا من يبعدك عني دون صلوات أو استخارات أخري فقد اكتفيت آلاما وصلوات ولكنك أبدا ما اكتفيت من إهانتي في مقالاتك وكأنك تعاقبني على حكم القدر الذي أصدره على لسان مقالاتك وكنت بنفسك أداة لتنفيذه....
أكتب اليوم لا لألومك أو أشعرك بالذنب ولكن لأقول لك كفى مقالات وأوراق وواجه الناس ابتعد عن حبر قلمك الذي جعلك أسيرا له واخرج من نافذة أوراقك للعالم ... كتبت لك لأقول لك أن ثقتك بالناس في محلها فمن اخترته صديقا كان ذكيا بما يكفي حتى أنه فهم كل ما عنيته يوما وكان وفيا بما يكفي حتى أنه حاول أن يسامحك عليه وكان يكترث لأمرك ويعرف عنك الكثير ...... حتى أنه يذكر أنك تحب فنجان قهوتك" سكر زيادة وبلاش تخنصر في البن يا خلبوس " ... تري هل تذكر كيف أحببت أنا قهوتي؟؟!!! ... أعترف أنني برسالتي هذة قد أكون أكثر أنانية مما توقعت لنفسي فأنا أعلم تماما انك ستلوم نفسك وتشعر بالذنب ولكني لم أستطع السكوت بعد كل تلك السنوات عذرا صديقي فأنا بشر .... ولكن كما يتألم البشر فهو قادر على الغفران وليس أمامي الأن سوى أن أسامحك ... فسامحني ان بدر مني ما تكره ...
وأخيرا ....لطالما سمعت مثال "مصير الحي يتلاقى" ولكن أؤمن ان" مصير الميت يتلاقي" فالحياة متاهة وزريف واسع تشتت النفوس ولكن الموت الحقيقة الوحيدة التي تجمع الكل عليها ... أراك على خير ... إدعي لي بالغفران فما أحوجني إليه............... مازن
ملحوظة: أنا لم أحب القهوة يوما !


قصه شاب عرف حال اخته فى قبرها قصه للعبره اتمنى دخولكم
عجائب الطفولة