- ومن بعدها لنا حرية الاختيار في كيفية العيش وتسيير امورنا
- 1 - علاقة الإنسان بالطعام:
- 2 - الأكل علم وفن:
- 3 - الطعام والرياضة:
- وتبقى نقطة مهمة ولا بد من ذكرها,
مرحبا اخواتي الكريمات
ثقافة الغذاء
عندما يشعر الانسان بمعنى الامانه الحقيقيه فأنه سيحافظ عليها بكل قدرته ..
وان علمنا ان هذه الامانة قد اودعت الينا ليس من سلطان ولا رجل مهم لا
بل من الله سبحانه وتعالى اعطانا تلك الامانة وهي نعمة الصحة والعافية ...فكيف سنسلمها؟
هل وهي مريضة ؟ ام معافى سليمة ؟
ان الله خلقنا بكامل صحتنا ... والحمدلله
ومن بعدها لنا حرية الاختيار في كيفية العيش وتسيير امورنا
قد يحتج البعض على هذا الحشر للثقافة في موضوع البطن, ولكن نحن نعرف أن الأصل اللغوي لكلمة ثقافة هو الفعل ثقف ويعني تعديل المعوج من الأشياء وبالتالي كانت الثقافة عنوانا لمحاولات الإنسان لتعديل المعوج من أفكاره وآرائه وتصوراته تجاه الحياة وما تحويه من مكونات.
وعندما تنتفخ بطوننا بفعل ما نراكم فيها ما لذ وطاب من الطعام والشراب فهي بالتأكيد ستكون بحاجة إلى ثقافة تعدل من اعوجاجها وتخفف من تكرشها وانتفاخها.
فالسمنة باتت مشكلة رئيسية تعاني منها معظم شعوب العالم وبالأخص في العالم المتقدم.
فهناك علاقة متينة بين السمنة وقائمة طويلة من الأمراض التي قد تصيب الإنسان, فمرض السكري من النوع الثاني والضغط وأمراض القلب والكلى والمفاصل هي كلها أمراض مرشحة أن تصيب أصحاب الوزن الزائد. فالأطباء يشيرون إلى أن زيادة بسيطة في الوزن ربما لا تتجاوز العشرة كيلو جرامات, ولكن هذا القدر البسيط من الوزن الزائد يضاعف من احتمال إصابتنا بمرض السكري, والإصابة بهذا المرض تعني إمكانية إصابة الإنسان بمجموعة كبيرة من الأمراض. ولنا أن نتصور ما يفعله الكيلو جرام الواحد من الوزن الزائد على ظهر الإنسان لأن هذا الكيلو الواحد من الوزن الزائد في كرش الإنسان يمثل ثقلا مقداره خمسة كيلو جرامات على ظهر الإنسان ومثلها أو أكثر على ركبه. ولعل في هذا تفسيرا لكثرة ما يعانيه البعض من آلام في الظهر والركب, وبهذا لا يكون الداء في الحبوب المسكنة والمخاطرة بعمليات جراحية مكلفة,
وإنما بثقافة غذائية سليمة تتكفل بإزالة ما نحمل من أوزان زائدة على ظهورنا وأطرافنا.
يرى البعض أن حياة الترف هي السبب الرئيسي الذي يؤدي بالإنسان إلى السمنة, فكثرة الأنواع الموجودة من الطعام والشراب وسهولة الحصول عليها وإعدادها تدفع بالإنسان إلى التهام المزيد من الطعام, ومع توافر وسائل الراحة التي تقلل من حركة الإنسان بدنيا فإن هذا الطعام الزائد عن حاجتنا سيبني له خلايا جديدة في أجسامنا ليسكنها ويعيش فيها ومع كل خلية جديدة تضاف فإننا نكبر ونكبر. وليس من السهولة هدم هذه الخلايا الجديدة إذا قرر الإنسان أن يعمل ريجيما لأن الجسم سيقاوم وإذا اضطر سيجعل هذه الخلايا تنكمش على نفسها لتعود فتنتفخ مرة أخرى إذا فشل الإنسان في الاستمرار بهذا الريجيم لمدة زمنية كافية حتى تتهدم هذه الخلايا وتندثر نهائيا. فمن كل شيء هناك العشرات من الأصناف والأشكال وهذا بالتأكيد يقوي ويعزز من رغبتنا في التهام المزيد من الطعام.
وعندما تكون البطن هي صاحبة القرار فإننا سنأكل ونسمن وعندما نسمن ويصبح وزننا في خانة المئات فإننا من الطبيعي سنجوع أكثر وبالتالي سنأكل أكثر وأكثر.
ولمواجهة البطن ورغباتها علينا أن نستنجد بالعقل والثقافة لأن النهاية التي ستأخذنا إليها بطوننا إن تركنا لها الأمر هي حياة معتلة وموت مبكر.
نحن بحاجة إلى ثقافة غذائية صحيحة نربي عليها صغارنا ونقوم بها سلوك شبابنا وكبارنا. علينا أن نجتهد لتأسيس مثل هذه الثقافة وألا ننظر إلى الأمر على أنه شأن خاص.
وعلينا أيضا الاستفادة من تجارب الأمم الأخرى. ففي بريطانيا وفي خلال عقد من الزمن استطاعت السلطات الصحية البريطانية ومن خلال حملة توعوية وتنظيمية أن تحد من السمنة بين المواطنين وكان المردود لهذا النجاح كبيرا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
إذا كانت صور أجسامنا وهي ممتلئة غير مرضية لنا وإذا كانت الأمراض وهي تنتشر بيننا باتت مقلقة ومخيفة لنا فإن البطن عندما تثقف ستعيننا على مواجهة الكثير من الأمراض وستعيد البهجة والرضا لأنفسنا.
هناك الكثير من الشرح والتوصيف للثقافة الغذائية ولكننا سنناقش ثلاثة من محاورها الرئيسية ولكن باختصار.
1 - علاقة الإنسان بالطعام:
المطلوب من الإنسان أن يشكل علاقته بالطعام في إطارها الصحيح. فالإنسان عموما يحتاج إلى القليل من الطعام ليمارس وجوده وبقاءه في هذه الحياة. فالإنسان المتوسط النشاط يحتاج في العادة إلى ثلاثة آلاف وحدة من الطاقة أو السعرات والقليل من الطعام يكفي لتزويد الإنسان بهذا القدر من الطاقة. إذا كانت القطعة الواحدة من البيتزا فيها أكثر من ثلاثمائة وحدة حرارية فلنا أن تصور كم هو قليل الطعام الذي نحتاج إليه. وعندما نأخذ من الطعام أكثر من حاجتنا فهذا يعني المزيد من التعب والإجهاد لكل أعضاء الجسم ومن دون فائدة مرجوة. وعندما تتكفل المعدة والأعضاء الأخرى بهضم هذا الطعام الزائد فإن الجسم مضطر إلى بناء خلايا شحمية جديدة لتخزين هذا الطعام وكان الله في عون الخلايا القديمة عندما تجبر على استقبال وتخزين طعام يفوق طاقتها وعندها تنتفخ وينتفخ بها الجسم. ولنا أن نتصور كم سيصرف الجسم من جهده وطاقته لبناء هذه الخلايا وكم سيصرف من طاقة لرعايتها ومدها بالطعام والهواء, فهي تأكل وتشرب ويعتني بها من دون حاجة إليها وهذا كله قد يكون على حساب أعضاء مهمة في جسم الإنسان. وصدق رسولنا الأمين "صوموا تصحوا".
2 - الأكل علم وفن:
هناك أنواع كثيرة من الطعام وعلى الإنسان أن يخبر أسرار هذه الأطعمة لينتقي الأفضل منها. قد تتحبب لنا بعض الأطعمة بشكلها اللطيف ولونها الجميل وطعمها اللذيذ ولكنها قد تتكون مما يضر ولا ينفع. كم هي جميلة أصابع الحلوى وهي ملتفة بأوراق جميلة وملونة وكأنها عروس في ليلة زفافها, وكم يطرب اللسان لشدة حلاوتها ولكن كم هي مسكينة تلك البنكرياس والكبد والكلى لأنها هي التي ستعاني وتكابد في هضم هذه الحلوى وتخليصنا من سمومها. ربما لا نحس بصراخ الكبد وأنين الكلى وآهات البنكرياس ونحن نرسل إليها ساعة بعد أخرى من هذا الطعام الحلو ولكن بالتأكيد سنحس بها عندما تتعب وتمرض. وعلينا أيضا أن نجيد من طريقتنا في الأكل, فالكثير من ممارساتنا على مائدة الطعام خاطئة ولعلها تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لما نعانيه من زيادة في أوزاننا. فمن الخطأ أن نقبل على الطعام ونحن نشعر بجوع شديد لأن هذا يعني التهام الكثير من الطعام. ولكن عندما نبتدئ الطعام بكأس من الماء وقليل من الفاكهة فإننا حتما سنأكل أقل وسيشبعنا القليل من الطعام. المضغ الجيد للطعام هو ممارسة جيدة ومطلوبة, فبالمضغ الجيد نخفف من الجهد على المعدة وكذلك نعطي لأنفسنا الفرصة للتلذذ بالطعام لأن حاسة الذوق هي في الفم وليس في البطن. إننا في العادة نأكل بسرعة وبشكل لا يعطي الفرصة لأجسامنا أن تعي أنها قد حصلت على القدر الكافي من الطعام حتى ترسل لنا ما يخبرنا أننا قد شبعنا ولا حاجة إلى المزيد من الطعام ولكننا مع الأسف نكتشف الأمر متأخرين وبعد أن التهمنا من الطعام إلى حد يجعلنا لا نستطيع حتى القيام من مكاننا لغسل أيدينا.
3 - الطعام والرياضة:
إذا كان الطعام هو مصدر الطاقة لأجسامنا فعلينا ألا نجعل من أجسامنا مستودعات لوقود لا نوظفه لبناء أجساد تنعم بالصحة والنشاط. ليست الغاية من الرياضة استهلاك وحرق الزائد من الطعام فقط ولذلك ترانا لا نمارس الرياضة إلا عندما نسمن, فالرياضة ضرورية لشد أجزاء جسمنا بعضها ببعض, وهي ضرورية لتقوية هذه الأعضاء وزيادة كفاءتها. وعندما نأكل أكثر من اللازم فإننا سنجني فائدة أقل من الرياضة لأن الجهد الأكبر سيذهب لا إلى تقوية أبداننا بل للتخلص من الشحوم الزائدة, وكلما يتم التخلص من كمية من هذه الشحوم نأكل المقسوم من الطعام لنعوضها أو نزيد عليها قليلا. علينا أن ندرك أن الطعام والرياضة كليهما ضروريان لصحتنا وبناء أجسامنا فعلينا أن نأكل بشكل جيد لنلعب رياضة بشكل أحسن وأفضل. وعلينا أن نعرف أن الإنسان عندما يمارس الرياضة لتخفيف وزنه ربما لا يستجيب له الجسم بسرعة لأن الجسم قد يكيف من نفسه ويرشد من استخدامه للطاقة لممارسة النشاطات المختلفة, بل قد نراه يحتج على هذا الجهد والصرف الزائد من الطاقة وذلك من خلال الصداع والشعور بالتعب وغيرها من الأعراض عله يجبر صاحبه على ترك هذه الرياضة وكثيرا ما ينجح ليبقى الجسم منتفخا كما هو. ولكن كل هذا لا ينجح مع من يملك إرادة قوية وإصرارا على المواصلة فعندها لا يجد الجسم بدا من الاستجابة والخضوع ليختفي كل ما يختزنه من شحوم ودهون.
هذه هي المحاور الرئيسية لثقافة غذائية سليمة وصحية نريدها لأنفسنا ولأجيالنا المقبلة.
وتبقى نقطة مهمة ولا بد من ذكرها,
هي أننا وبفعل ضغوط الحياة ومشاكلها قد يصيبنا شيء من عدم الارتياح النفسي وربما نصاب بالاكتئاب, ومن أجل الهروب من هذا الضغط النفسي قد نجد في التهام الطعام راحة لنا وانشغالا عن همومنا ومشاكلنا وهذا من باب معالجة الداء بالداء والخطأ بالخطأ.
علينا أن نعد أنفسنا لمثل هذه المواقف وأن نحدد لنا من النشاطات غير الأكل ما يعيننا على تجاوز مثل هذه الظروف. وهناك من الناس من يختزن من الطعام الجيد والصحي والذي يحوي على القليل من السعرات لتناوله في مثل هذه الظروف وهذا من حسن التخطيط.
فكم هو جميل أن نتثقف وأن نخطط لممارسة هي من أهم الأشياء في حياتنا, فالمثل يقول إن المعدة بيت الداء و نحن نقول إن لهذا الداء دواء وهي الثقافة وهي نعم الدواء!.
دمتن بصحة وعاف