- كما أن الناس «معادن» .. الشعوب أيضا كذلك ...
مرحبا يالفراشات,,
كما أن الناس «معادن» .. الشعوب أيضا كذلك ...
فرغم أنني لا أتقبل بسهولة تعميم الصفات على (أي مجموعة كبيرة) ولكن يبدو أن حتى الاختلافات الفردية الصغيرة (حين توضع في
خلاط كبير) تخرج بنكهة خاصة تميز كل أمة عن غيرها ..
فجميعنا مثلا لاحظ وجود صفات مزاجية وأخلاقية مشتركة تميز (أو بتعبير أدق تطغى) على أبناء الجنسية الواحدة .ولو تلاحظن وجود صفات «معينة» تميز الهنود عن الفيليبينيين والبنغالة عن الاندونيسيين والأفارقة عن بعضهم البعض !
ولأنني مغرمه بملاحظة الفوارق المزاجية والأخلاقية بين الأمم المختلفة بدأت بدوري أشكل قوالبي الخاصة عن الشعوب التي تعاملت معها ..
ليس هذا فحسب لو تلاحظن كذلك الخجل يطغى على اليابانيين، والحذر على الكوريين، وسرعة الاختلاط على الأمريكان، والتحفظ على الإنجليز، والصرامة على الألمان، والغرورعلى الفرنسيين !!؟
.. على أي حال حاولت مؤسسة لونلي بلانيت (المشهورة بإصدار كتب سياحية موثوقة عن كافة الدول) تنظيم استفتاء على موقعها الإلكتروني (Lonelyplanet.com) بخصوص «الدولة التي نالت رضاك وتفكر بزيارتها مرة أخرى !؟» .. وقد استجاب لدعوتها 20 ألف زائر من 167 دولة اختاروا (استراليا) في المركز الأول - يليها تشيلي والبرازيل ونيوزلندا والهند .. وهذه النتيجة أتت من واقع تجربة وخبرة مر بها السياح ومدى رضاهم من مستوى التعامل «واللطافة» الذي لمسوه من الشعوب المستضيفة .. (في حين أتت تايلند وإيطاليا واستراليا في مقدمة ترتيب العام الماضي) !!
.. أيضا أتت استراليا في المركز الأول كأفضل بلد من حيث النزاهة والأخلاق التجارية .. ونالت هذا الموقع ضمن قائمة لتصنيف دول العالم من حيث المهارة التجارية (والدولة) التي يفضل الأجانب التعامل معها (وتقوم به سنويا مؤسسة Anholt Nation Brands Index ) ... ويقول مدير المؤسسة سايمون أنهولت ان الاحصائيات والاستفتاءات التي قمنا بها أثبتت أن استراليا تحتل المركز الأول من حيث السمعة السياحية والتعاملات التجارية - كما يفضل الأجانب توظيف الاستراليين بسبب عناصر الصدق والنزاهة لديهم .. أما المراكز التالية - لهذا العام - فاحتلها الكنديون ثم السويسريون ثم البريطانيون ، فيما أتت أمريكا في المركز الحادي عشر، ومصر في السابع عشر، وتركيا في الخامس والعشرين ...
- ولكن ؛ لماذا تختلف أخلاقيات الشعوب وأمزجتها حول العالم !؟ .. ولماذا يبدو بعضها ودودا نزيها، وبعضها الآخر متحفظا لئيما !؟
بالطبع يصعب شرح الأسباب في السطور القليلة الباقية ؛ غير أن هذه المسألة لفتت انتباه العديد من الرحالة والمؤرخين على مر العصور . فقد تحدث عنها مثلا ابن خلدون في «مقدمته» وأبقراط في كتاب «القوانين» وأرسطو في كتاب «السياسة» - والعديد من المفكرين الأوروبيين مثل ميكافيلي الإيطالي، وأرثيو الإنجليزي، ومونتسيكيو الفرنسي...
وهذا التنوع - في الأمزجة والأخلاق العامة - جزء مما يسمى « الجغرافيا الاجتماعية » التي تهتم بدراسة تأثير «المناخ» و«الدين» و«الثقافة» و» ظروف التاريخ والمكان» على عقول وأمزجة وأخلاق الناس - وبلورة موقفهم من الآخرين ...
اتمنى قد راق لكن
الى اللقاء غدا ان شاءالله
دمتم سالمين
: