- حياة كونفشيوس:
- عقيدة كونفوشيوس:
- آراؤه في الأخلاق:
- وطريق الخير هو الاعتدال والاقتصاد في كل أفعال النفس وسجاياها.
- من هو كونفوشيوس ؟
- فكرة كونفوشيوس الرئيسية:
- إنقاذ الإنسان بإصلاح العصر الغابر
........
الكونفوشيوسية
تزخر الحياة البشرية على مر العصور بكثير من الديانات والمعتقدات والطقوس منها ما كان عبادة لوجه الله وديناً سماوياً، ومنها ما هو أساطير وخرافات اتخذها الناس جهلاً عبادة ومذهباً.
من هذه الديانات القديمة والتي ثار حولها الكثير من الدراسات والآراء
الديانة الكونفوشيوسية .
وإذا كان العالم قد رأى الآراء الدينية على أكمل وجوهها في الساميين والتصوف على أكمل مناحيه في الهنود، والفلسفة النظرية في الإغريق،
فالفلسفة العملية على أكمل وجوهها في الصين، الفلسفة عندهم تنحو نحو الأخلاق وهي تبتدئ بالأخلاق الفاضلة. وأسس لقواعد الخير والشر، ولا تلبث حتى تسبك وتسهل وتصير أخلاقاً عامة للشعب.
ولم يبين القرآن الكريم كل الرسل، فقد قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}( ).
ومعروف عن الفلسفة الصينية أنها اتصلت بالدين وامتزجت به امتزاجاً تاماً.
وقد تغالبت الفلسفة والدين عند اليونان الأقدمين لانحراف أحدهما وعدم استقامته.
أن الفلسفة في الصين لم تتجاف عن الدين، ولم تنأ عنه مع أن الدين كان قائماً على الإشراك، والفلسفة قائمة على الأخلاق القويمة.
حياة كونفشيوس:
الاسم المشهور به في الصين "كونغ فوتس" ومعنى فوتس ومعنى فوتس الحكم أو الأستاذ، وكونغ الاسم، وقد حرف الغربيون التركيب إلى كونفشيوس ولد ذلك الحكيم عام 551 قبل الميلاد, ولكن الطفل لم يكن يبلغ الثالثة من عمره حتى فقد أباه، ولم يترك له من حطام الدنيا شيئاً، غير أنه عاش على سمع أسرته، فعاش وإن كان مقدور الرزق محدود المورد.
عقيدة كونفوشيوس:
لم يكن له مذهب فيها يدعو إليه، ويحث الناس على اعتناقه، بل كل عنايته كانت تقوم على السلوك المستقيم والدعوة إليه، ولم يكن مدعياً لرسالة، ولم يكن هو رسولاً مبعوثاً، بل كان حكيماً فيلسوفاً يبشر بمذهب في الأخلاق ويستمسك أشد الاستمساك به.
وأساس هذه العقيدة أنهم يعبدون ثلاثة أشياء: السماء والأرواح المسيطرة على ظواهر الأشياء (الملائكة) وأرواح الآباء..
أما السماء المعبودة فلا يقصدون بها تلك القبة الزرقاء، بل يقصدون تلك الأفلاك ومداراتها.
أما عبادتهم القوة المسيطرة على الأشياء الموكلة بها، كانوا يعتقدون أن لكن شيء قوة تسيطر عليه وتسيره، وهي كثيرة، فالشمس قوة تسيرها، وكذلك القمر، وهذه القوى جميعها يعبدها الصينيون.
ولم يكن الصينيون القدماء يؤمنون بجنة ولا نار، ولا عقاب ولا ثواب، ولقد أخذ كونفشيوس بكل هذه العقائد ولم يزد عليها.
آراؤه في الأخلاق:
اعتقد الصينيون منذ أقدم عصورهم أن الأحداث الكونية تتبع الأخلاق التي تسود الناس وملوكهم، فكلما كان الاعتدال والانسجام والفضائل يسودان المعاملة بين الناس، ويربطان العلاقات بينهم برباط من المودة والرحمة، فالكون سائر في فلكه من غير أي اضطراب.
والإنسان مفطور على الخير عندهم، سالك الطريق القويم أو خلى فطرته.
وطريق الخير هو الاعتدال والاقتصاد في كل أفعال النفس وسجاياها.
وقوانين الأخلاق لا تنفصل عن السياسة عند قدماء الصينيين، فأقوم الأخلاق ينتج أقوام السياسة.
ظهر كونفشيوس في هذا المضطرب بعد لوتس، وبعد أن جرب هذا كل آرائه في إصلاح المجتمع الصين، فلم يفلح إلا قليلاً، واضطر لأن يدعو إلى الانزواء، والفرار إلى العزلة لذلك جاء كونفشيوس محاولاً كونفشيوس محاولاً إصلاح ذلك المجتمع بغير طريقة لوتس وبغير مذهبه.
من هو كونفوشيوس ؟
ولد كونفوشيوس ( وقد عاش حوالي 551- 479) ومات في إمارة (لو) Lou ) . توفى أبوه وهو ما يزال في الثالثة من عمره، فنشأ وترعرع في كنف أمه التي عاشت في الكفاف. وكان في صغره يحب ترتيب أواني الأضاحي وتقليد الحركات الشعائرية . وفي التاسعة عشرة من عمره تزوج وأنجب أبناً وابنتين. ولم يشعر نحوهم ولا نحو زوجته بتعلق شديد. وكان طويل القامة، ذا قوة نادرة.
وفي التاسعة عشرة من عمره دخل في خدمة أسرة أرستقراطية كمشرف على الزراعة والماشية. وفي الثانية والثلاثين علمّ في مقاطعة (لو) أبناء أحد الوزراء الشعائر القديمة. وفي الثالثة والثلاثين من عمره ارتحل إلى العاصمة (لويانغ) Loyang لدراسة المؤسسات والعادات والتقاليد السائدة في مملكة (تشيو) Tcheou (الأسرة الصينية الثالثة) ، وكانت هذة المملكة مجزأة عملياً إلى عدد من الدول المتفاوتة بأهميتها، وكان بعضها يحارب بعضاً بصورة علنية، ولم تبق في الواقع لهذه المملكة العربية السعودية عاصمة، بل مركز ديني. ومن الواجب أن نحدد زيارته ل (لاو –تسو) في هذه البرهة . وقد اضطر كونفوشيوس، بتهديد رؤساء الأسر النبيلة، إلى الالتجاء مع أمير (لو) إلى إمارة مجاورة ، واهتبل فرصة الاستماع إلى الموسيقى ، فمارس هذا الفن الجديد، واستغرق فيه حتى أنه كان ينسى تناول طعامه، وعندما رجع إلى (لو) سلخ فيها خمسة عشر عاماً وهو ينكب على دراساته انكباباً تاماً.
وفي السنة الحادية والخمسين من عمره، عاد إلى الاضطلاع بمناصب رسمية، وأصبح وزير العدل، ثم مستشاراً . وكان يوؤيد بسلطته نفوذ الأمير. وكانت الأسر النبيلة قد حملت على العجز، ومزقت مدنها. وكانت البلاد ترتع بأوج الازدهار، والسياسة الخارجية ناجحة. وقد أرسل رئيس دولة مجاورة عندما رأى بقلق مثل هذا الازدهار الذي تتمتع به إمارة (لو) أرسل هدية تضم ثمانين حورية من العذراوات والراقصات والموسيقيات، كما أرسل ثلاثين عجلة من العجلات التي تجر كل واحدة منها أربعة جياد صافنات. وقد بلغ سرور الأمير بهده الهدية مبلغاً جعله يهمل شؤون الإمارة وينصرف عن الإصغاء إلى تنبيهات كونفوشيوس .
فتركه الأخير بعد أن قضى سنوات خدمة رائعة. وابتعد عن المقاطعة ببطء، وعلى مراحل صغيرة وهو يحتفظ دائماً بأمل استدعائه من جديد.
فكرة كونفوشيوس الرئيسية:
إنقاذ الإنسان بإصلاح العصر الغابر
لقد كان كونفوشيوس في قلب تهافت السلطة تهافتاً تاماً، في قلب الفوضى العامة والحروب الموصولة، وكان بين أشياء أخرى أيضاً، فيلسوفاً متنقلاً يريد أن يحمل بنصائحه الخلاص. مع هذا الفارق: كان الآخرون جميعاً يتبعون درب المعرفة، أما كونفوشيوس فإنه يرى أن هذا الدرب كان يمر بالعصر الغابر . المسائل الأساسية التي كان يطرحها هي : ما القديم؟ كيف نتبناه؟ ما هي وسائل جعله حالياً.
لقد كان هذا المفهوم عن (القديم) هو ذاته شيئاً جديداً فالأمر الذي يتصل بحياة الماضي وعمله يتحول عندما يشتمل عليه الشعور. أن الوعي يبدد السذاجة. والعادة البسيطة، عندما تضاف المعرفة إليها، تصبح ذات تأثير عاطفي، وتصبح في الوقت ذاته جديرة بالثقة. ومن الجائز إعادة تذكر ما أتى النسيان عليه وإصلاحه . ولكن مجرد فهمه، أيا كان هذا الفهم، يجعله شيئاً آخر.
بارك الله بك
دمتي سالمه