- زوجي.. أشكرك على جميل صنعك وعظيم اهتمامك وكريم أخلاقك..
- عصر الفضائيات
- في البداية تقول أم أحمد- بكالوريوس تربية رياضية-
- أظهر أمامه دائماً حسنة المظهر وامرأة متجددة ونشيطة ومحبة وغير مملة.
- 1- تجاوب الزوجة وواقعيتها في الحياة الزوجية.
زوجي.. أشكرك على جميل صنعك وعظيم اهتمامك وكريم أخلاقك..
زوجتي.. سلمت يداك، طعامك له مذاق خاص ونكهة لذيذة.. هذا الثناء المتبادل بين الزوج وزوجته لاشك أنه يخلق حياة زوجية متجددة, ومفعمة بالحيوية والسكن النفسي, والاحترام والتقدير المتبادل, بل يخلق حياة كالشجرة وارفة الظلال، مخضرة الأوراق, ينعم في ظلها الزوجان والأولاد، ولتعميق هذا المعنى الجميل تجولت الفرحة في عقول عدد من الأزواج والزوجات؛ لتتعرف على قيمة المديح في حياتهم والأعمال التي تستوجبه والأوقات التي تعززه فإلى تفاصيل هذه الجولة.
عصر الفضائيات
في البداية تقول أم أحمد- بكالوريوس تربية رياضية-
زوجي يمدحني لأسباب عدة منها: أنني أبحث عن كل ما يحبه وأنفذه فأبدو له في أجمل صورة وكأنني فتاة في العشرينات من عمري رغم أن سني يتجاوز الخمسين عاماً، خاصة أننا نعيش في عصر الفضائيات الذي تظهر فيه الفنانات والمذيعات وكأنهن في غرفة النوم حيث المساحيق والعري.
وأنا دائماً قريبة من أهله, وهذا أمر مهم جداً حيث إنه يحب أهله وإذ أبديت الاهتمام بأهله وأقربائه لا يكف عن شكري وتقديري والثناء علي.
وإذا وجدته مهموماً أو مشغولاً أعرض عليه رغبتي في مساعدته فينظر إلى نظره حب واحترام وتقدير.
كما أني أهيئ له جواً مناسباً في البيت, ولا أشغله بالمشاكل البسيطة للأولاد, والتي أستطيع حلها دون الرجوع إليه حفاظاً على وقته.
أظهر أمامه دائماً حسنة المظهر وامرأة متجددة ونشيطة ومحبة وغير مملة.
وتضيف أم أحمد: ليس هناك أوقات معينة للمدح باستثناء بعض المناسبات الخاصة كأيام الميلاد وذكريات الزواج أما بقية الأيام فأنا احرص على إرضائه طوال الوقت والقيام بكل ما من شأنه أن يبعث في حياتنا الحب والتقدير والاحترام المتبادل.
وتلتقط خيط الحديث أم إيمان لتوضح: أن الرجل الخليجي جاف بطبعه وهو لا يجيد مدح زوجته مهما صنعت باستثناء الأشهر الستة الأولى من الزواج، أو بعض المناسبات فقد يثني على قوامها أو مظهرها وبمرور الوقت تصير الحياة رتيبة وخالية من الروح الباعثة على التقدير والمديح كما أن الرجل الخليجي قد يمتدح زوجته إذا رغب بالسعادة، أو لعبور أزمة معينة، أو إذا قدرت زوجته أي عمل يقوم به، فمثلا إذا قام بتغيير مصباح كهرباء، وقالت له الزوجة نور البيت اليوم مميز، وهذا المديح من قبل الزوجة يقود الزوج إلى مدح زوجته، والاستمرارية في مدح الزوجة يجعله يمدحها ويثني عليها، والزوجة التي تنتظر المدح على أعمالها سوف تشعر بمتاعب كثيرة، إذ قصر الزوج في مدحها وعلى الزوجة أن تشعر بالفخر والاعتزاز إذا قام الزوج بأي عمل ناجح، لأن هذا النجاح من نجاحها، فقد صبرت على انشغاله عنها ولم تشغله بالأولاد ومتطلباتهم، ولهذا على الزوجة حينما ينجح زوجها أن تشعر بأنها حققت النجاح الداخلي في نفسها وتقول لزوجها الحمد لله الذي أعانني على تهيئة الجو لنجاحك ولا تقول له أنا السبب في نجاحك.
أما أم محمود فتقول: إن زوجي يمتدحني إذا وجدني مقبلة على الله وحريصة على أداء الفرائض في أوقاتها، ونظراً لأنني متدينة فأنا أحرص على إرضاء الله دون أن أنتظر مديحاً أو ثناء من زوجي، وإن كان مديح زوجي يشجعني والكلمة الحلوة تطربني، أما الأعمال التي أقوم بها لأنال رضا زوجي وثنائه فهي حرصي على أن أكون هادئة دائماً وغير منفعلة حتى لو كان الموضوع المطروح مثيراً للعصبية، وإضافة إلى ذلك فإنني أحترم أهله وأقدرهم كما لو كانوا أهلي ولا أشعره بأن هناك فرقاً بين أهله وأهلي، هذا فضلا عن أنني أصبر على الأولاد ولا أضيق بمشاكلهم واحتياجاتهم وأعتبر ذلك طاعة لله عز وجل، كل هذا في الحقيقة يقربني من زوجي، ويجعلني راضية عن نفسي وفي الوقت نفسه سعيدة بما أقوم به وأنال قسطاً كبيراً من الاحترام والتقدير والثناء.
وتذكر أم أيمن أن من الأعمال التي تدفع الزوج للإطراء على زوجته والثناء عليها ما يلي:
1- تجاوب الزوجة وواقعيتها في الحياة الزوجية.
2- طاعتها في غير معصية وحرصها على أن تكون غير متمردة حتى لا توغر صدره.
3- إذا نظر إليها سرته بجمالها وحسن مظهرها بمعنى أن تكون نظيفة ومرتبة ومهندمة وأنيقة في ملبسها ولا تقابله بثياب المطبخ، فقد أوصت الأعرابية ابنتها بقولها: لا يشمن إلا أطيب ريح ففي هذه الحالة سيكون البيت سكنا حقيقياً يأوي إليه الزوج فيجد الراحة والحب والحنان والأمان.
4- عنايتها بأطفالها ومطعمها ومشربها ومخبزها وبالدرجة الأولى زوجها بجميل أدبها وكريم خلقها وحسن تبعلها ومعسول كلامها وحبها لأهله وقيامها بواجباتها، هذا من شأنه أن يدخل السرور على قلب الزوج وبالتالي ينعكس إيجابياً على زوجته.
5- احترام وجهة نظر زوجها والاعتزاز به.
6- إذا حدث خلاف في الرأي يجب ألا يكون النقاش في أوقات الغضب وعليها أن تنتظر هدوءه وسكنه.
7- حفظه في نفسها وماله عند غيابه كل ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز والمديح من قبل الزوج.
ويقول حسين محمد: إن العلاقة بين زوجتي فوق مسألة المديح لأن كلانا يحب الآخر أكثر من نفسه ولا يحتاج لمديح من الطرف الآخر حيث صرنا كجسد واحد بروح واحدة، وأنا لا احتاج منها هذا, ولا أطلبه ولا يقلل ذلك من شعوري وحبي تجاهها, ومع ذلك فهي تمدحني وتحمسني إلى أبعد الحدود، خاصة إذا قمت بهذه السلوكيات: التسامح مع الآخرين، البذل للآخرين، إكرام أهلينا، إكرامها بين الناس، الحرص عليها والاهتمام بها وتقدير مشاعرها.
ويضيف حسين: نحن كروح واحدة لا يحتاج أحد منا لجذب الطرف الآخر لمدحه لأن ذلك في تقديري هو شعور غير المحبين أو للفتور بين الزوجين وهذا- بحمد الله- غير موجود بيننا، أما أكثر وقت لجذب زوجتي لمدحي فهو عند بذلي وعطائي للآخرين؛ لأنها تحب معاني العطاء والتضحية، وكذلك عدم نسيانها في الأوقات التي تسعدها مثل يوم زواجنا ويوم ميلادها.
أما حاتم الخطيب فيقول: إنني أحب أن تمتدحني زوجتي كما تحب أن امتدحها وأثني عليها لأن في الثناء المتبادل شعور بالرضا والقناعة، وزوجتي تثني على هندامي كما أعرب عن إعجابي بأناقتها واختيارها لملابسها، وأحياناً تمتدحني دون أن أقدم لها شيئاً وكأنها تريد أن تجدد الحياة وأفضل الأوقات التي تثني علي خلالها حينما أكون مرتدياً ثياباً جميلة، أو في طريقي لإنجاز مهمة معينة حيث تقول أنت جدير بها، أو إذا جلسنا معاً في لحظة ود أو إذا خرجنا معاً للتنزه.
أما د.علاء خليل أخصائي أمراض القلب بالمستشفى الأميري فيرى أن الزوج يحظى بثناء وإطراء زوجته حينما يكون معينا لها على القيام بمسؤولياتها سواء في المنزل أو خارجه دون أن تطلب ذلك لاسيما إذا كانت مرهقة أو مريضة أو مثقلة ببعض الأعمال، إضافة إلى الإشادة بها أمام أهلها وأقاربها وأهل الزوج وللثناء على مجهوداتها وما تقوم به من رعاية شؤون الأبناء والزوج والبيت هذا فضلا عن الاهتمام باحتياجاتهم وتقديم الهدايا إليها في المناسبات المختلفة، ويرى د.خليل أنه لا يوجد أوقات محددة أو أيام بعينها أو مناسبات خاصة لتبادل كلمات المديح والثناء فكل وقت وكل ظرف يصلح أن يكون مناسبة لذلك.
ويعزف على الوتر نفسه أحمد مرزوق رئيس تحرير مجلة السياحي: فيؤكد أن المديح والثناء في حياة الزوجين شيء جميل، وزوجتي تمتدحني كلما قدمت لها عملاً يعود عليها بالإيجاب والسعادة كأن نسافر معاً إلى بلدة ما، أو نخرج معاً لقضاء احتياجاتنا أو الترفيه عن أنفسنا، أو مشاركة الأولاد ألعابهم وأداء واجباتهم المدرسية أو غير ذلك من الأعمال التي يتوفر فيها التعاون مع الزوجة، أما الأوقات المناسبة فتضم أوقات العطل والأجازات، والمناسبات الخاصة والذكريات الجميلة والنجاحات التي تحققها الزوجة في عملها أو في دورة ما أو في البيت أو حتى إذا تعثرت الزوجة في عمل ما يجب الثناء عليها حتى تستعيد ثقتها بنفسها.
العدد (77) فبراير 2003 ص: 22
الفرحة