- كيف تسكنين قلب زوجك
كيف تسكنين قلب زوجك
إن الزواج في الأسلام عقد مبارك وتزاوج بين نفسين ذكر وأنثى ، وهو صلة ربانية ومودة ورحمة وأنس ومحبة وتكامل وبناء ، وهو نعمة من الله من خلاله تتحقق السعادة والأمان والحب والحنان وتتكاثر الأنسانية وتستمر الحياة كل ذلك إذا تم العقد بشروطه وأركانه وواجباته .
ومن خلاله أيضاً يسكن كل طرف قلب الآخر وخاصة إذا توفر في المرأة هذه الصفات وتحلت بهذه الأخلاق ، فإنها تسكن وتملك قلب زوجها ، وهذا ما أردنا تناوله في لقاء اليوم وذلك كما يلي :
أولاً : إن المرأة الذكية والناجحة تستطيع أن تسكن قلب زوجها وتملكه وذلك من خلال طاعتها له وقيامها بواجباتها وأدائها لحقوقه الشرعية والعرفية وبرها بوالديه ، وتوددها إليه وسماعها لكلامه وطاعتها له إلا في معصية الله .
وتسكن قلبه بحرصها عليه وحفظها لسره وأمانته ووفائها بعهده ورعايتها لبيته وأولاده متمثلة هدي الأسلام مع أبويه وأهله وجيرانه وأصدقائه .
ثانياً : إذا أرادت المرأة أن تسكن قلب زوجها فعليها أن تتلقاه عند دخوله البيت بابتسامة هادئة وتحية طيبة و سلام جميل وكلام حسن وعمل يدخل السعادة والفرح والسرور إلى قلبه وأن تملأ قلبه ونفسه بمظهرها الحسن وملبسها الجميل وجسمها النظيف ورائحتها الطيبة وزينتها .. وتوفر له الهدوء والراحة والسكينة والأستقرار ، وتفرح لفرحه وتحزن لحزنه .
ثالثاً : تسكن المرأة قلب زوجها إذا وقفت إلى جانبه في الشدة والرخاء وفي العسر واليسر وفي المنشط والمكره وفي الفقر والغنى وفي الصحة والمرض ، وتمد يدها إليه إن كان معسراً وتمده بالرأي السديد وتسدي له النصيحة والخاصة وتشجعه على الطاعة والعمل الصالح والخير بكل أنواعه .
أيضاً تسكن قلب زوجها برقة طبعها ولين جانبها ونسيانها لإساءته وعفوها عن زلاته وتجازوها لهفواته وصفحها عن أخطائه وتسامحها عن سلبياته إليها ومعها .
لا تتدخل فيما لا يعنيها حكيمة في معالجة المشاكل بعيداً عن أهلها وأقاربها .. لا تذكره بأخطائه بين الحين والآخر لأن التسامح والعفو منها يجعل قلب زوجها سكناً لها وتذكيره بعيوبه ومحاسبته عليها يوصد قلب زوجها عليها ويغلقه دونها .
رابعاً : تسكن الزوجة قلب زوجها بأمانتها وصدقها ووفائها واخلاقها الحسنة ، وبحلمها ورحمتها به وتواضعها وسخائها وطيبة نفسها وتأدبها معه عملاً وقولاً وباستقامتها مع ربها ومع زوجها ورضائها بقضاء الله وقدره ، وطاعتها لله فيما أمر ونهى وإقامتها لفرائضها .. ضاربة أروع الأمثلة في العبودية لله عز وجل .. مستغفرة من ذنوبها إن زلت بها قدم أو غشيتها غفلة أو حدث منها تقصير .
خامساً : تسكن المرأة قلب زوجها بأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه وتغض الطرف عن غيره وتسمو بنفسها عن سفاسف الأمور وترهاتها ، وتصون لسانها عن البذاءة والفحشاء وعن الغيبة والنميمة وعن الكذب والزور والبهتان وما إلى ذلك من رذائل اللسان .
لا تحقد ولا تحسد ولا تبغض ولا تسب ولا تلعن ولا تخون ولا تفسق .. لا تفحش ولا تنقض عهداً ولا تخلف وعداً ولا تدعو على أولادها بالويل والثبور .
لا تسخر ولا تظن سوءاً لا تشمت ولا تتبع عورات الناس ، بعيدة عن الرياء والغرور والكبر والأستعلاء .
سادساً : تسكن قلب زوجها بإعتدالها في ملبسها ومأكلها ومشربها .. لا تتشبه بالرجال ولا تتشبه بنساء الكفر والألحاد .. تعاشر الصالحات وتفارق السيئات وتبتعد عن المنحرفات لا تدخل أحداً بيته إلا بإذنه ولا تخرج إلا برضاه .
تخضع عاداتها لمقاييس الأسلام بعيدة عن التبرج والسفور وعرض الأزياء ومظاهر العصر والزمان التي ظهرت في هذه الأيام عبر الصالات والحفلات والمناسبات .
سابعاً : تسكن قلب زوجها إذا أهتمت به صباحاً ومساءً .. أكلاً وشراباً .. لا يرى منها إلا جميلاً ولا يسمع إلا حسناً لا يشتم إلا طيباً .
تتعهده عند نومه وتشاركه بناء الحياة وتربية الأولاد وتساعده في عمله ، وتهتم بماله وحقوقه .
تعادي من عاداه وتخاصم من خاصمه وتكون له أرضاً وهو لها سماء تؤنسه عند وحدته وتواسيه عند فقره تكون معه كما أمر الله ورسوله الكريم ولا شك أن كل أمرأة إذا عملت بذلك فإن قلب زوجها سكن لها وفي ملكها وحدها