زحَ‘ـمة حَ‘ـكي
22-08-2022 - 11:11 pm
كنتُ هناك بمفردي
عندما قررتُ الرحيل لعالمٍ أخرس
تملؤهُ نبرات صمتٍ قاتلة
عالماً يبتسم دون شفاه
يصرخ بدون صوت
يتلذذ بلا شهوة
جلستُ على طرف بابه
أترمقُ من بعيد تحركاته البطيئة
وأتحسسُ امتزاج أعضائه
وبالكاد أبحث في تفاصيله
حتى تفجرت بي الرغبة للأندفاع نحوه
واذ بي قد أصبحتُ بداخله
وآهٍ من قرار أعجزُ في سحبه
كنتُ وحدي حين قررتُ اليه الرحيل
لماذا لم يكن معي أحد .. ؟
ليصفعني ..
ليُنهي قبل أن أخوضهُ قراري
ولكن مشيئة الأقدار
جعلت في قلبي نبضاً يتوجع للأحلام
أى حلماً اعيشه مستيقضاً في ازقته
وكم تمنيتُ ان أُناظر وجهاً
حتى وان كان بشعاً
فأي بشاعتاً ستكون فيه
وكل ملامحه تُداعبُ عُمقي
لقد سلكتُ كل بواباته
وصعدتُ بحبال افكاري
الى اجزائه الأكثر علواً
وتربعتُ على قمةٍ من قممه
بعد ان سمحت لي قواه المسيطرة
فأين انا الأن .. ؟
ماذا افعل هنا .. ؟
هل من أحد يُخبروني .. ؟
آهٍ ثم آه
يارفاق الحلم القابع تحت شمس الظهيرة
يا أصدقاء المكان المُسطِّر بنقشاً لا يُستهان
قد طالت بي أوجاع اختبائكم خلف الأفكار
وتطاولت عليَّ الآهات بحظوركم
الشبيه بعطراً مَر مسرعاً دون ان يُجالسُني
فترك خافه نسمةً فائحةً
قد ذاعبت ذرَّاتها كل حواسي
هل من أحد يسمعني .. ؟
اني أرى همسات قلبي تتطاير اليكم
وشفتاي عاجزتاً عن هزِّ بساط ثغركم
فالوقت متأخر ..
لنسج جسراً تتصافح عليه العيون
سنكتفي ببُعداً قد قطعنا أسلاك حواجزه بهواجسنا
ورسمنا قُرباً تعانقت فيه أناملنا حرقاً للمسافات
نعم لم تعُد هناك مسافات
فقد تبذلت لمساحات
زرعنا فيها بياض الأبتسامات
وبنينا عليها ابراج شاهقة لذواتنا
فأهٍ يا عالماً قريب بعيد
قد عجزتُ ان أُبقي أعضائك مبتسمة دوماً
كما عجز البحر في ان يُبقي شواطئه بعيدتاً عن البلل
فلا بأس على اية حال
فقد حان وقت الأستقرار
والذي واجهته نفسي في رحلتها
تحول الى ذكرى سكنت تاريخ مولدي
وأصبح توقيعي هو البداية لهذا العالم
ونهايتي ..
كم أرغب ان تكون بطعنةً من أحدى اقلامه
ليتسرب حبره في جسدي
وليمتزج مع دمي
فستبقى افكاري ومفرداتكم حينها
حيّةً للأبد
بعد فنائي ... ؛
ودم/تم ,,
تحياتي القلبية لك ...
دمتي بخير ...