- هذه هي الحياة العصرية والتقدم والتحضر ....
- هل بالفعل تسبب الامراض؟
- ما هو الإجهاد وكيف يؤثر على أجسامنا؟
- التمارين الرياضية
- التوازن
- موقفنا من الحياة
- النوم
عليك حضور للعمل خلال ساعة، ولكن وقتك ضيق للغاية و لا تدري أين ستجدي الوقت للاستعداد، بينما لا تتوقف رسائل البريد الالكتروني عن الظهور على شاشة جهاز الكمبيوتر وكل رسالة مفعمة بكل أنواع القلق الذي يحاصرك في كل اتجاه.
ومع مرور الدقائق والثواني، تجدي نفسك في صراع مع الوقت لتعد الشرائح والأوراق اللازمة، وتعرفي أن من الممكن أن يطلبك رئيسك في العمل في أية لحظة. تزداد نبضات قلبك، ويكاد رأسك أن ينفجر.
والان وصلتي الى المنزل وابنائك ينتظرون منك ان تعدي الغداء وعليك تلبية طلباتهم والا لن تضمني انهم بالفعل اكلوا غذاء صحيا
ماذا بعد ينتظرك ؟
الرد على الهاتف النقال في كل ساعة يرن؟
ام حتى نسيتي ان ترتبي حاجات زوجك ...
هذه هي الحياة العصرية والتقدم والتحضر ....
هل بالفعل تسبب الامراض؟
الحياة العصرية مليئة بالضغط والإحباط، أي أنها فعلاً مرهقة. عليك أن تتعامل مع سلسلة غير منتهية من المواعيد والانتظار طويلاً في زحمة الشوارع والمجادلة مع الزوجة (أو الزوج) وكل تلك الأمور تثير ردود فعل في الجسد عند مواجهة تهديدات.. ردود الفعل هذه أعطت البشر في أول الزمان الطاقة اللازمة لمواجهة الأعداء أو الوحوش المفترسة، وساهمت في المحافظة على الجنس البشري.
وفي حياتنا العصرية، تسبب ردود الفعل في حال حدوثها بشكل مستمر مشاكل صحية تهدد الحياة، بدلاً من دورها السابق في حمايتنا. ولحسن الحظ، يمكننا تنمية مهارات معينة لتفادي بعض عناصر الضغط وتقليل آثار بعضها الآخر، وتكون النتيجة: تعب أقل وراحة ذهنية أكبر وربما حياتاً أطول وأكثر صحة.
ما هو الإجهاد وكيف يؤثر على أجسامنا؟
يحدث الإجهاد عندما تزيد متطلبات الحياة مقابل قدرتك على التعامل معها. تسمى «استجابة الإجهاد» عادةً بردة فعل «المواجهة أو الهروب»، وتحدث عند الاحساس بالتهديد مباشرة. وتستجيب الغدة النخامية الواقعة في أسفل المخ إلى التهديدات بزيادة افراز الهرمون القشري الكظري (ACTH) الذي يعطي الاشارة للغدد الأخرى لإفراز هرمونات اضافية.
وعندما تفرز الغدة النخامية كمية كبيرة من ذلك الهرمون، تصبح وكأنها نظام انذار في المخ، ويأمر الغدد الكظرية الموجودة في أعلى الكلى بافراز كمية كبيرة من هرمونات الإجهاد لتنتقل إلى دورتك الدموية. تساعد هذه الهرمونات ومنها كورتيزول وأدرينالين على تعزيز قدرة التركيز وتسرّع زمن الاستجابة وتزيد قوتك ورشاقتك.
وبعد الانتهاء من مواجهة أو الهروب من الموقف الخطر، تنخفض نسب هرمونات كورتيزول وأدرينالين في الدم، وتعود نبضات قلبك وضغط دمك إلى النسب العادية، كما تعود آليات الهضم والعمليات الأيضية إلى معدلاتها السابقة. ولكن لو استمرت المواقف المجهدة في التراكم، فلن يجد جسمك الفرصة لاستعادة عافيته، فالتشغيل طويل الأمد لنظام الاستجابة للإجهاد يمكن أن يؤثر على جميع عمليات الجسم ويزيد من مخاطر البدانة والأرق ومشاكل جهاز الهضم وأمراض القلب والكآبة.
ورغم أن جسم الانسان يحتاج إلى قدر معين من الإجهاد، تسبب الزيادة في حجم الإجهاد ردة فعل في العضلات والتي تكون سلبية جداً على صحتنا. ومن عوارض الإجهاد تصلب الرقبة وصداع التوتر، وغالباً مايتجاهلها الناس كشيء طبيعي في حياتنا العصرية. ولكن الخبر السيء هو أن الإجهاد يسبب ضرراً جسدياً خطيراً ويعتبره الخبراء شر الحياة العصرية الذي يتسبب في الكثير من الأمراض المزمنة.
تبدأ ردة فعل الجسم للإجهاد في العضلات، فضغط العمل يؤثر على عضلات الرقبة ويسبب تصلبها، والجلوس بشكل خاطئ قد يسبب ضغطاً في الجزء السفلي من الظهر. وإذا لم يتم التخلص من هذا الإجهاد، فإنه سيبقى في العضلة المصابة وتزداد الحالة سوءاً.
وبازدياد تصلب العضلات، يمنع الضغط على الأعصاب وصول «رسائل» الألم إلى المخ، مما يُخدّرُ الأعصاب المتأثرة عملياً، فلا ندري إلا نادراً بما يحصل لنا.
الإجهاد الجسدي في العضلات يمكنه أن يسبب ألماً كبيراً وتصلباً في العضلات، ولكن المشكلة لاتنتهي إلى هذا الحد لأن العضلات لاتعمل منفردة، بل تساند أجهزة الجسم والوظائف الأخرى في الدورة الدموية والجهاز العصبي. إن الإجهاد والضغط الذي يصيب العضلات من العوامل التي تؤثر على وظائف الجسم وتساهم في حالات مرضية خطيرة.
فعلى سبيل المثال ، تدعم العضلات في أسفل الظهر الأعضاء المختلفة في تلك المنطقة. فإذا كنت تعاني من توتر عضلي، يعيق ذلك التوتر وصول الأوامر العصبية والدم إلى منطقة البطن والمنطقة التناسلية. ويحدث ذلك الكثير من الحالات مثل عسر الامساك وعسر الهضم. ومثال آخر يتمثل في تصلب الرقبة والذي يؤثر على الكتفين والذراعين واليدين والرأس. وتشمل العوارض: الصداع والدوخة وضعف النظر وآلام الكتفين وتخدر في الذراعين واليدين.
كثير من الناس يعرفون ماهية الضغوطات الذهنية والعاطفية التي تحدث في الحياة وخاصة التجارب المؤلمة. ولكن هناك أنواعاً أخرى من الإجهاد التي يتجاهلها الناس في أغلب الأحيان، مثل الجلوس الخاطئ أو التدريبات الرياضية غير السليمة التي تجهد العضلات بشكل غير طبيعي.
مقاومة الإجهاد
الإجهاد يرهق الانسان من الناحيتين الذهنية والجسدية، والجسم الصحي يستطيع التعامل مع الإجهاد بشكل أفضل من الجسم غير الصحي.
وهناك العديد من الأمور المهمة التي يمكنها أن تبقي الجسم في حالة جيدة صحياً، ويتلخص ذلك في اتباع أسلوب حياة صحي. ونعني بذلك:
التمارين الرياضية
يعتبر النشاط البدني من أهم العناصر التي تقضي على الإجهاد، فعند حدوث الإجهاد، يفرز الجسم كميات اضافية من المواد الكيماوية مثل الجلوكوز والأدرينالين في عملية المجابهة. ويساعد النشاط البدني في حرق الكيماويات الزائدة ليعود الجسم إلى حالته الطبيعية.
كما تساهم التمارين الرياضية من خروج «الكيماويات الطبيعية التي تشعرك بالراحة» والتي تسمى (اندورفين) والتي تساعدك في البقاء بصحة جيدة من خلال المحافظة على قوة عظامك وعضلاتك وفي النوم بشكل أفضل، كما تبعد عنك الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. حاول أن تمارس التمارين الرياضية لحوالي 30 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع، وكلما سنحت فرص أخرى لممارسة النشاط البدني.
الطعام الصحي
نعني بالطعام الصحي الكثير من الفواكه والخضروات والخبز المصنوع من القمح الكامل، والقليل من السكر واللحوم الحمراء والأطعمة المصنّعة. وإذا كنت من المدخنين، فأقلع عن التدخين.
التوازن
لكل منا مسؤولياته الكثيرة في مجال العمل والعائلة والمجتمع. ولكن لابد من حصولنا على الراحة والاسترخاء وبعض النشاطات المرحة. لابد لنا من القيام ببعض الأعمال التي نتمتع بها مثل الفنون أو الطبخ أو الرقص أو حضور مدرسة لتعلم اللغات أو المشاركة في سباق للجري أو الالتقاء بأصدقائنا وممارسة رياضة المشي معهم بشكل منتظم.
موقفنا من الحياة
يتطلب تكوين الموقف الايجابي جهداً معيناً في بعض الأحيان، وهذا الموقف أمرٌ ضروري لصحة الانسان. حاول أن تضحك كل يوم فالضحك عاطفة ايجابية، وستستمتع بذلك أكثر من القلق! إن اكتشافك للجوانب المضحكة والمرحة في مواقف حياتك المختلفة سيشعرك بالسرور ويقلل من آثار الظروف الصعبة والإجهاد الذهني والجسدي. لا تضيع جهدك في التفكير بالماضي، فما حصل أصبح أمراً ماضياً !
حافظ على ايجابية تفكيرك في التركيز على الأمور الحالية وحاول أن تتمتع بشكل يوم تعيشه، ومن الأهمية بمكان وضع ثقتك بأشخاص معينين للتحدث معهم حول المشاكل التي تعاني منها، نشعر في أحوال كثيرة أننا نرهق الآخرين بمشاكلنا، ولكن ابقاء المشاكل معك دون مناقشتها مع الآخرين قد تزيد من حالة الإجهاد التي تعاني منها.
النوم
يحتاج معظم الناس حوالي 8 ساعات من النوم كل ليلة. إن عدم أخذ كفايتك من النوم يزيد من معاناتك مع الإجهاد ويجعلك أقل قدرة على مجابهة المواقف المجهدة. وقد يتسبب الإجهاد في بقائك مستيقظاً مما يزيد الطين بلة، فإذا كنت تعاني من مشاكل النوم، هناك بعض الحلول التي تعالج تلك المشاكل:
بامكانك أن تأخذ حماماً قبل النوم، وتجنب شرب القهوة والتدخين والكحول والوجبات الدسمة قبل ذهابك للنوم. أعد ترتيب غرفتك بشكل يمنع دخول النور أو الضجيج. وإذا استمرت حالتك على ما هي عليه لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر، استشر طبيبك أو خبيراً في اضطرابات النوم والصحة العقلية.
تعتبر اضطرابات النوم من مظاهر الإجهاد الذي يصيب جسدك. ومن الأمراض الأخرى الصداع وآلام الظهر واضطرابات الهضم والتشنجات اللاإرادية وتساقط الشعر وعدم التركيز وتسارع ضربات القلب وحالات الفزع. وإذا لم تختف هذه العلامات مع محاولتك تخفيف الإجهاد والتعب، فلابد من استشارة الطبيب.
إن اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالسيطرة على الإجهاد من الوسائل التي تعينك على المحافظة على سلامة بدنك، وستزداد بها حياتك بهجةً وحيويةً
دمتن بخير
الله يعطيك العافيه
على المعلومات التى بلا ريب
تعانقنا