- قلت: إن كان يخص هبه فلا بأس اسمحي لهن بالدخول، .......
- ثم عدت للصديقة وكلي آذن صاغية: أخبريني، ماذا حدث لهبة.........
- كل هذا كان يحدث،
- قلتها ولم أنتبه إلى أن الكلمة جرحتها، ,,
هذه الحكاية من أغرب الحكايات فيها عبرة كبيرة لكل فتاة تسول لها نفسها بملاحقة رجل متزوج.......ترويها الاستاذة ناعمة الهاشمي
دخلت السكرتيرة لتستأذنني: أستاذة، في الخارج عميلة جديدة اسمها هبة، كانت قد حجزت موعدا لمدة ساعة، لكن والدتها وصديقتها تصر على الدخول قبلها، فهل تسمحين بذلك، كل ما سَيرويانه يخص هبة......
قلت: إن كان يخص هبه فلا بأس اسمحي لهن بالدخول، .......
دخلتا، امرأة في الخمسين، وصديقة هبة في العشرين، .........سلمتا، جلستا أمامي، بدأت أم هبة تحكي قصتها: (( لقد كانت فتاة ذكية، وشاطرة، والكل يشهد بذلك، وكانت جميلة وهي ابنتنا المدللة، لم نرزق سوى بابنتين، واحدة تكبرها بعشرة أعوام متزوجة ولديها أطفال، ثم رزقت بأولاد، ثم بعد الأولاد، جاءت هبة، التي انتظرتها طويلا، فقد كنت أحب البنات، وعندما أنجبتها أقفلت الرحم، فقد بات عندي ما يكفي من الأطفال، وأخبرني الأطباء أن صحتي في خطر، ولا يمكنني الإنجاب من جديد، ......... فحمدت الله الذي رزقني هبة، وسميتها هبة، لأنها تذكرني بهبة الله ومنته علي،
عاملت هبة معاملة خاصة، وجعلتها المدللة بين أشقائها، ويعلم الله أني لم أقصر معهم في شيء، لكنها احتلت مكانة خاصة في قلبي، ومرت الأعوام، وهبة كبرت، ودخلت الجامعة، كنت أعلم أنها شقية بعض الشيء، وكنت أعلم أنها تعاكس الشباب عبر النقال، لكني تجاهلت الأمر مرات عديدة، لأني لا أريدها أن تزعل، وأقول في نفسي: كل بنات اليوم يفعلن ذلك.........!!! حتى جاء ذلك اليوم، الذي تغيرت فيه حياة هبة إلى الأبد، فقد تعرضت فلذة كبدي لحقد عظيم، من امرأة لم تتركها في حالها، وحطمتها تحطيما تاما، لا لشيء إلا لأنها نظرت لزوجها في السوق، تخيلي..........!!!!
وبدأت الأم تبكي وتنتحب، ........ وتنظر إلي برجاء وتقول: أرجوك يا أستاذة، شوفي لنا حل، هبة بنت طيبة، ولا تستحق ما حدث لها، لقد خسرت كل شيء، لسبب تافه، خسرت سمعتها، وثقة والدها بها، ودراستها، بعد أن منعها والدها من الخروج، وخسرت أخوتها، فلا أحد منهم يكلمها، .......... حتى ابن عمتها الذي كان يموت فيها، وينتظر يوم خطبتها بفارغ الصبر، بات زاهدا بها، ويعايرنا ليل نهار، ويقول لنا اقتلوها..........!!!!!
فقلت متساءلة، وقد أخذتني الحيرة، ازدادت رغبتي في معرفة حكايتها:
ماذا حدث بالضبط، أخبريني..........
وهنا نظرت الأم الباكية إلى صديقة ابنتها وقالت لها: أخبريها بالله عليك ما حدث، فأنا لا أستطيع أن أروي الفاجعة، خبريها، كيف قتلتها تلك الحاقدة.........
لكن صديقة هبة قالت بتردد: خالتي إن كنت ترغبين في أن تشفى هبة، علينا أن نروي الحقيقة، سأخبرها بتفاصيل قد لا تعجبك، هلا انتظرت خارجا خالتي رجاء.......
وهنا طلبت من الأم أن تغادر إلى الإستراحة، لتريح أعصابها، وتشرب العصير......وأوصلتها بنفسي إلى الباب،
ثم عدت للصديقة وكلي آذن صاغية: أخبريني، ماذا حدث لهبة.........
قالت الصديقة بعد أن جرت نفسا عميقا: أنا وهبة صديقتين، منذ الطفولة، تربطنا علاقة صداقة قوية، وكنا أيضا ندرس معا، في ذات الفصل وعلى ذات الدرج، ........... وعندما بدأنا نتشاقا تشاقينا معا، ...... وقد بدأنا التشاقي مبكرا، كنا نخرج إلى الأسواق، متأنقات، ونتحرش في الشباب من عمرنا، بالنظرات، فقط، ......... هكذا بدأنا، كنا نعود للبيت محملين بالأرقام والهدايا، وكانت تلك هي البداية،
شيئا فشيئا بدأنا في محادثة الأرقام التي نحصل عليها، لعدة أيام، ثم نترك الشاب بمجرد أن يبدأ في طلب موعد للقاء، وهكذا مضت أيامنا الأولى، ثم عندما دخلنا الجامعة، بات لدينها مزاج مختلف، فقد مللنا التحرش بالشاب العازب أو الذي يسير بمفرده، أو مع اخواته، بات الأمر عاديا، ولا يثير التحدي لدينا، فبدأت هبة في التحرش في الشباب المتزوجين، وقد وجدتها تستمتع بالأمر، وقد جربت الأمر ووجدت فيه الكثير من المتعة، في البداية، فالرجل المتزوج عندما نعاكسه وزوجته قربه، يرتبك، فيثير منظره الضحك، ثم يبدأ في التسلل من جوار زوجته ليلحق بنا، ويرقمنا، كان الأمر أشبه باللعبة، التي تصارعين فيها الظروف، وتستغفلين الحرس لتسرقي شيئا ما،
كذلك فالشاب بعد الزواج، عندما يعاكس، يفعل ذلك بحماقة، وبلاهة، حتى إن منظره يثير السخرية، ......... وكان هذا أكثر ما يضحكنا، تصرفاته العبيطة، وخوفه، ونظراته المتلصصة، وحذره الكبير من زوجته، كل هذا يصبح بعد العودة إلى البيت مادة جيدة للفكاهة والتنكيت، كنا نخبر زميلاتنا عن مغامراتنا وكن يحببن القصص، وفي أحيان نصور عبر الموبايل صورا خاصة للزوج الذي يتلصص ويرقمنا، ..........!!!! وننشرها عبر البلوتوث، ونكتب عليها عبارات مثل ( حم...........ا.....ر للبيع) وغيرها من العبارات، .......!!!
ويصبح الزوج مثيرا للشفقة والضحك إن كان في الثلاثين أو الأربعين، إذ يكون دقة قديمة، ويتصرف بطريقة ( تفشل)،
كل هذا كان يحدث،
لكن الأمر الذي لم يكن يعجبني وينغص علي متعتي، هي نظرات الزوجة المسكينة، التي غالبا تكتشف الأمر، وتصبح مزعوجة، ويبدو الهم على وجهها،
هل تعلمين متى بت أكره تصرفاتنا، عندما جاءت أختي ذات مرة زعلانة من زوجها وتطلب الطلاق، لأنه ابتسم لفتاة في السوق، وصارت تبكي بحرقة، وتقول بأن الموقف جرحها في الصميم، ومزق قلبها، وهي التي أحبته من كل قلبها، وأخلصت له مشاعرها، ........... ورفضت أختي العودة لزوجها، فتفاقم الأمر أكثر، وتحولت المسألة إلى عراك في ساحات المحاكم، وتطلقت أختي طلقة، ثم عادت على مضض، وكانت في كل مرة تزورنا، تعيد ذكر الموقف، وقالت لي ذات مرة: (( تلك التي لاحقت زوجي وابتسمت له، ذهبت في حال سبيلها، لكنها لا تعلم أن ما فعلته، دمر علاقتي بزوجي مدى الحياة وأنها بابتسامتها دمرت حياة زوجية كاملة، وحطمت أسرة، وكادت أن تشتت أبنائي، لأجل لحظة مغرورة، وبسبب طيشها وغرورها، وأنانيتها، ودناءتها، أفسدت علاقتي بزوجي، فبعد ما حدث علاقتي بزوجي لم تعد أبدا كالسابق، ............!!!!!
زوج أختي رجل محترم، ولا يعاكس، ويحبها بجنون، لكن أي رجل عندما تضغط عليه فتاة في عمرنا، وتعاكسه هو بالتحديد، لا يملك إلا أن يبتسم غالبا، ..........
لعلك تتساءلين وما علاقة أختي بهبة، .......... فقصتها لا تخرج عن الموضوع، ......... فبعد حادثة أختي، أصبحت أرفض معاكسة المتزوجين، وشرحت لهبة أسبابي، وقلت لها لنتكتفي بالشباب من سننا، ومثلنا عازبين، لكنها أصرت وقالت: لكنهم مملين وليس كل النساء كأختك.......!!!
في ذلك اليوم، كنت مستغرقة في لعبة إلتكترونية في أحد المراكز التجارية، حيث خرجت مع هبة، ومنى، وفجأة لم أجدهما حولي، فاتصلت على موبايل هبة، وسألتها: أين أنتم، فقالت: إنها جالسة مع منى في مقهى قريب، وكانت تضحك بصوت مسموع، وطلبت مني أن أحضر وقالت بصوت عال ٍ: تعالي الجو لطيف والجيران أقمار، فلتة........
تعني أن ثمة رجل في المكان، يعجبها،
فذهبت، وعندما انضممت إليهم، وجدتها تنظر لرجل يجلس على طاولة قريبة، من طاولتنا، مع زوجته، التي لا نرى وجهها، لأنها تقابله، بينما كان يقابلنا، ........
وفهمت بأن هبة، رأت الرجل يسير مع زوجته في مكان ما، وتبعتهما للمقهى، لم يكن الزوج وسيما كثيرا، كان عاديا، لكنه لم يكن مهتما بنا،
لكن هبة بالطبع، تستطيع أن تلفت انتباه أي رجل في العالم، لديها طرق غريبة، وأساليب، ونظرات تجعل أي رجل يظن أنه حلم حياتها الوحيد، وأنه إن لم يبتسم لها سيقتلها هما وكمدا، ..........!!!!
في البداية، بدأ الرجل يرفع عينيه في نظرات سريعة نحو وجه هبة المبتسم ابتسامة عريضة، ثم بدأ في استراق نظرات طويلة كلما واتته الفرصة،
لكن زوجته، التي أحست بالأمر، نظرت للخلف فجأة، فرأت وجه هبة المبتسم، فنظرت لنا نظرة احتقار مهينة، وعادت تحدث زوجها، وبعد لحظات، تبادلت مقعدها مع زوجها، وصارت تواجهنا، بينما أعطانا الزوج ظهره، قلت في نفسي، الحمد لله، إنها امرأة قوية، إذ استطاعت أن تطلب منه تغيير المقعد،
لكن هبة العنيدة، شعرت بالتحدي، وأذلتها حركة الزوجة، وهي عنيدة ولا تحب أن يتفوق عليها أحد، فقالت لي ما رأيك لو نغير مكاننا، فقلت لها، اعقلي واتركي المرأة في حالها، لكن هبة قالت: إن لم تأتي معي، فسأذهب وحدي وأجلس على ذلك الكرسي،، ثم قامت بسرعة، وشدت يد منى وذهبت بكل جرأة لتجلس على الكرسي المقابل للزوج، .........!!!!
وهنا ابتسم الزوج لا شعوريا، فقد أصابه الموقف بالدهشة، ومن الطبيعي أن يضحك، فشعرت الزوجة بشيء فالتفتت، فوجدت هبة مبتسمة من جديد..................!!!!
وحتى تلك اللحظة فقط، كانت هبة جميلة، طبيعية، وبخير، وبعد تلك اللحظة تغيرت حياة هبة إلى الأبد، ........!!!!
- لماذا ماذا حدث..........؟؟؟
- ما حدث أمر لا يصدق، ....... أمر لم يخطر ببال أي أحد منا، فقد كنا طوال الوقت نرى زوجات ضعيفات خجولات، لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن، وأقصى ما يفعلنه هو الهرب من السوق، أو المكان الذي نحن فيه، لكن هذه المرأة فعلت شيئا مختلفا، ..........
- ماذا فعلت..........؟؟
- قامت من مكانها، وفي يدها فازة الطاولة المعدنية، ذات الرأس الحاد، واندفعت في غمضت عين نحو هبة، وفي لحظات لحظات سريعة، كانت هبة تصرخ، والدماء تنبثق من رأسها، وتحاول الفكاك من يدي الزوجة، التي صارت تضربها في عدة أماكن من رأسها بالفازة، وكانت تصرخ وتقول لها: يا بنت الحرام، ألا تستطيع المرأة أن تهنأ مع زوجها لدقائق بعيدا عنكن، مصرة على تنكيد طلعتي مع زوجي، لماذا تفعلين هذا، خذي خذي......... كنت أنظر إليها مذهولة، ثم حاولت الجري بعيدا لكي أنجو بنفسي، وكانت منى قد ركضت بعيدا، ولم أعد أراها،
- لماذا لم تفكري في إنفاذ هبة، .......؟؟؟
- كيف أنقذها، إن كان الزوج لم يستطع ذلك، الزوجة كانت قوية، وضخمة، وشرسة، حتى موظفو المقهى لم يقدروا عليها، ............!!!!
- ياه، إلى هذه الدرجة، وماذا حدث بعد ذلك..........؟؟
- ابتعدت عدة خطوات، وأنا أصرخ، وأنادي الناس لينقذوا هبة، وبدأ الناس يركضون نحو الصوت، وكان موظفوا المقهى قد أبعدوها بعض الشيء، لكني رأيت هبة تسقط على الأرض، ورأسها يقذف الدماء بعيدا، وقد فقدت الوعي، فظننت أنها ماتت، وصرت أصرخ كالمجنونة، والناس يقفون بلا حراك، الكل خائف من أن يفعل أي شيء، فجأة قام رجل منهم بحملها بين ذراعيه، وصار يركض بها نحو المواقف، فلحقت به، .....
- وماذا حدث للزوجة، ...............؟؟
- لا أعرف، لا أعرف ماذا حدث لها،..........
- كيف ألم تشكونها، ألم يشكوا أهل هبة الزوجة............؟؟
- لا، لأن ما حدث بعد ذلك هو المأساة، .............. فبعد أن نقلت هبة إلى المستشفى، أقر الأطباء بخطورة حالتها، وأن الكثير من الدماء التي فقدتها قد تأخذها في غيبوبة، كما وجدوا في رأسها سبعة جراح، تراوحت بين العميقة والسطحية، ......... عندما جاء والد هبة وأخوتها ووالدتها منهارين لمعرفة ما حدث، لم أستطع أن أشرح لهم شيء، بينما كانت منى في بيتها ترفض الكلام، ....... فقال شقيق هبة، بأنه سيطلب تسجيل الكاميرا الموجودة في السوق، ليعرف المرأة التي فعلت ذلك ويشكوها، ......... فقررت بعد ذلك أن أذهب للإختباء في بيت أختي الكبرى، وأطلب من جدتي أن تلحق بي هناك، لتحميني من بطش أهلي بعد أن يروا الشريط، ويعلمون ما كنا نفعل في السوق، وبالفعل، حصل شقيق هبة الأكبر على الشريط كاملا، قدموا له شريطا كاملا منذ أن دخلنا السوق وحتى أصيبت هبة، وتركت السوق جريا، كل التفاصيل، عدة كاميرات كانت ترصدنا في السوق، فهو مركز وأنت تعرفين كيف تكون المراكز التجارية مزودة بالكاميرات في كل جهة، والمقهى مفتوح وواضح كل الوضوح، ......
وطبعا كنا قبل أن تلاحق هبة الزوج، كنا قد تحرشنا بعدد من الرجال، وأخذنا أرقاما من الشباب، كنا نعيش يوما مليئا بالفرص، فنشطنا أكثر، وقدر الله وما شاء فعل، ........ وكأنه تدبير العلي الحكيم لننكشف، ......
كذلك زودهم السوق بصور الزوجة وزوجها، من لحظة دخولهما السوق، فاكتشفنا أن هبة كانت تلاحقهم قبل أن يجلسا في المقهى بنصف ساعة وأن الزوجة لاحظت تصرفات هبة بينما كانت مع زوجها في محل لشراء ملابس الأطفال، ويبدو أن الزوجة واحم، وحالتها النفسية مضطربة بسبب الحمل، فلم تحتمل تصرفات هبة، وفعلت بها مافعلت، ........
- وماذا فعل أهل هبة.............؟؟
- بعد مشاهدة الفيلم، صعق والدها وحلف عليها أن لا تخرج من المنزل بعد اليوم، حتى للمستشفى، ولن تكمل دراستها الجامعية، وحبسها في المنزل، عندما تمرض يسمح للدكتورة بزيارتها فقط، لا يعرضها على دكتور مهما حدث، ... بينما اعتزلها أخوتها جميعا، وباتوا يطالبون والدها بتزويجها من الح.........ي..
- ومن يكون هذا..........؟؟
- إنه رجل من العائلة، لا يسمع ولا يتحدث، أصم، لكنه يعقل قليلا، ولم يتزوج حتى الآن بسبب إعاقته، وهم يرون أنها تناسبه، بعد ما فعلت.......!!!
- غير معقول، ألم يسامحوها، أبدا......... منذ متى حدث الحادث.....
- منذ ثلاث سنوات تقريبا، ......... ولازالوا يعاملونها كأن ما فعلته فعلته البارحة، .......
ولازالوا يصرون على تزويجها من قريبها الأصم، تعلمين.....هي أيضا ما عادت تسمع، إلا بأذن واحدة، فالحادثة سببت لها تلفا في أعصاب السمع، وجعلت إحدى عينيها ضريرة، و جفنها لا يفتح تلقائيا، بل تفتحه بيدها كل صباح، وهي لا ترف به، ولهذا ترتدي طبقة عازلة لتقي عينها التلوث، ..........!!!
- كل هذا فعلته بها الزوجة ولم يشكونها، لا يعقل، لا أصدق، ألم يقدموا أية شكوى ضدها...........؟؟؟
- لم يفعلوا، قال والد هبة وأخوتها: بأن الشكوى فضيحة كبيرة، فالفيلم إذا تم عرضه على الشرطة، فسيكون مصيبة وفضيحة في حق العائلة، بينما سجلوا الإصابات بأنها حادث سيارة..........!!!!
- يا إلهي، ........... قصة مفجعة، وحكاية غريبة، لم أكن لأصدقها لولا أني أرى دلائلها أمامي، يا الله، سبحان الله، يمهل ولا يهمل.........!!!
قلتها ولم أنتبه إلى أن الكلمة جرحتها، ,,
فتداركت قائلة: معك حق، ....... فبعد ما حدث أصبت بصدمة كبيرة، فأنا أيضا حرمت من الجامعة، وزوجني والدي من ابن خالي، الفاشل، وحلف عليه أن لا يسمح لي بإكمال تعليمي، أو العمل، ولكني لا زلت أحمد الله، أن عقابي أقل ألما مما حل بهبة، فابن خالتي رغم أنه صاحب علاقات، لكنه على الأقل أنقذني من جحيم بيت أبي، حيث كانوا يهينونني كل يوم ويعيروني بالحادثة، و كان والدي بالذات، يحمي الملعقة كل يوم، ويحاول لسعي بها، لولا صرخات أمي المستنجدة وتوسلات أخواتي، له بأن يتركني، ولولا يمين جدتي، التي حذرته من إيذائي، ....... لكنت لاقيت ذات المصير الذي ألم بهبة..........!!!!
- كيف أخرجتم هبة، التي منعها والدها من الخروج............؟؟
- إنه مسافر مع أبنائه للعمرة، ........
تعتقد الكثير من النساء، أنه لا يجوز إظهار الغيرة أمام الرجل، والواقع أن المبالغة هي المذمومة، بينما يحتاج الرجل أن يرى غيرة زوجته بين وقت وآخر، ليشعر بأنه مهم لديها، وأنها تحبه، وأنها حية على قيد الحياة لم تمت بعد،
لكن لا يكفي أن تمدي عينيك إليه بنظرة غير مستحبة، فالأصح، هو أن تحرجي الفتاة المقابلة، ذلك هو الفعل الأصح،
لأنك حينما تنظرين له نظرة بينك وبينه فتلك النظرة لن تعبر إلا عن امرأة ضعيفة، لا تقوى على فعل شيء،
( ثمة أمور أعمق تتعلق بلغة الرجال، لغة الجسد، أشياء كهذه)
المهم أن الرجل حينما يرى دجاجته الشرسة قد أودت بكرامة الأخرى ( وليس بحياتها بالطبع) فإنه يحترمها أكثر وأكثر،
وليس هذا فقط
إنما أيضا يتوقف عن البصبصة، ويبدأ في وضع ألف اعتبار للزوجة،
حينما تنظر فتاة ما في مكان ما للزوج،
سواء شجعها على ذلك أو لم يفعل،
فإن الزوج في هذه اللحظات سواء واعيا أو غير واعي،
يختبر الزوجة، وردة فعلها،
فإن تصرفت الزوجة وفق ما يقال ( كوني أفضل وأسمى من الموقف)،
فسكتت وهربت بزوجها، فإن الزوج غالبا يكون في ذهنه للزوجة شخصية ما،
تلك الشخصية تدور حول عدة ارتكازات:
1- الزوجة ضعيفة، خجولة، لا تعرف كيف تأخذ حقها.
2- الزوجة غير محاربة، إذا فهي لا تتقن فن الحب الفطري.
3- الزوجة مسالمة، تستسلم بسهولة، يمكنني، أن أفعل ما أشاء، ولن تفعل شيء سوى الإستسلام.
الساكت عن الحق شيطان أخرس،
ولعل ما يحدث لك حينما يتمادى زوجك في خيانتك
يكون عقابا من ربك، لأنك ترين الخطأ ولا ترديه،
فكل ما يصيب الإنسان من حصائد عمله
لا تكوني جبانة، وضعي الحق في نصابه
وقولي للمخطئة مخطئة في وجهها،
وسترين كيف سيعاملك زوجك......!!!
وأنت صاحبة حق، وهذه تتطاول عليك في مكان راحتك، وخلوتك بزوجك، وتتطفل على لحظات سعادتك الخاصة، التي قد تكون نادرة بسبب انشغال الزوج، وغير ذلك،
وهي بذلك تغضب الله مرتين، مرة عندما تحدق في رجل غريب
ومرة أخرى حينما تكون عاملا لإزعاج علاقة زوجية.
لماذا فعلت هبة كل مافعلت،...........؟؟؟
ماهو هدفها، ماهي غايتها، .........؟؟
لا شيء عدى الغرور، والمرض،
تدمر لك سعادتك لأجل لحظة من لحظات الغرور،
والمشكلة أن نظرات المتلصلصات من الفتيات، هي التي تفسد الزوج،
وتجعله يرى نفسه أعلى من الزوجة مكانة، وأنه الوسيم الذي لا يقاوم،
بينما ردة فعل الزوجة القوية، تجعله يدرك من يكون
وكيف عليه أن يتعامل مع هذه النينجا،
الرجل يحترم المرأة القطة،
شرحت ذلك بالتفصيل في فيض الأنوثة
وأخبرت الأخوات كيف تساعد الهرمونات على ذلك
وكيف تتمتع المرأة الشابة بتلك الصفة،
بينما من لا توجد لديها الغيرة والشراسة، عند هذه المواقف
فإن الزوج يراها أكبر سنا، ويبحث عن قطة شرسة
والقطة الشرسة، قد تموء بقوة ويعلو ظهرها،
قد تخرمش
لكنها لا تقتل بالطبع،
كانت تلك الزوجة، حادثة نادرة، وامرأة من نوع آخر،
لا أشجع إطلاقا على القيام بما قامت به،
فثمة حلول أفضل
فإن قامت الزوجة بتحطيم كرامة الأخرى أمام الزوج
وفضح الأمر بطريقة لبقة، للقنت درسا مهما له ولها،
في أي موقف في الدنيا، ولدى أية مغرورة طبيعية، عندما تقوم الزوجة بتغيير مكان جلستها ستفهم وترحل، عندما تنظر لها الزوجة نظرة احتقار، ستخجل وترحل،
لكن هذه الهبة، لم ترحل،
نحن حتى لم نرى خلفية المرأة التي قامت بضرب هبة، والتي أجدها تستحق، مادام الله قد شاء لها، فذلك جزاؤها من الحكم العدل، وهل بعد هذا كلام أو نقاش......!!!!
لكن ماذا لو علمت أن تلك المرأة تعاني من مشاكل مع زوجها، وفي هذه الجلسة تحاول علاج مشكلة مصيرية بينها وبينه، وهبه بكل بساطة تشتت انتباهه،
ماذا لو كانت تلك المرأة لديها مرض عصبي تتعالج منه، والزوج يعلم ويقدر،
أما عن موقف الزوج،
فأعتقد والله أعلم، أنه سيعود بزوجته للبيت، بلا ولا كلمة، مذهولا، محموما، وبعد أن تمر العاصفة، سيحترمها أكثر، ويحسب لها ألف حساب، سيعلم أن هذه المرأة لا يؤكل حقها،
وعلى فكرة قلت هذا الكلام لهبة، عندما قالت: لا بد أنه طلقها،
فقلت لها، أجزم لك أنه الآن يحبها أكثر من ذي قبل،
فجن جنونها وقالت كيف، وهي بهذه الوحشية، ......؟؟؟
لم تكن الزوجة وحش، بل كانت جريحة، كانت تريد أن ترد اعتبارها، وأجدها قوية،
لست مع ضرب الناس، بهذه الطريقة، فتلك جريمة بحق، لكننا في النهاية نعلم أن هبة لم تقصر بشيء،
هبة لم تكن مضطرة لملاحقة هذا الرجل بالذات،
بينما الزوجة كانت مضطرة للدفاع عن هذا الرجل بالذات لأنه زوجها،
هبة لم يكن لها هدف واضح من الأمر، فهي غالبا لا تريده زوجا، وإنما لتلهو على حساب أعصاب امرأة الله يعلم بحالها،
هبة فتاة بلغت، ولديها عقل لتفكر، ولديها حساب وعقاب، هي لم تكن طفلة،
الكثير منكن قالوا الأم هي السبب، والواقع لا أرى أن الأم مسؤولة كثيرا، فهبة أيضا امرأة وليست طفلة,
وتعرف الصح من الخطأ
كلامكن يعني أن أي واحدة لا تجد حسيب ولا رقيب من الأهل يحق لها الإنحراف
لا بالطبع، هبة محاسبة، وأجدها مجددا تستحق، لكن بالطبع، لا يعني أن تفعل كل امرأة ما فعلته تلك المرأة، التي فلتت من العقاب، بفضل الله وحده، ومنته،
في الحقيقة، مثل هذه القصص لدي الكثير، وأستغرب أنا لا نسمع عنها، ربما لأنها تمس أعراض الناس،
لكني كتبت الكثير من المواقف، وعن طرق العلاج في المجلة،
من ضمنها، طريقة فضح الجانية، مثل هبة،
على الزوجة أن تكون واضحة
فعندما تقترب منها فتاة، تعرف أنها تعاكس زوجها، عليها أن تواجه الفتاة مباشرة،
بكلمات واضحة، وبصوت عالي، ليستمع من حولها فتخشى الفضيحة وتهرب،
على سبيل المثال،
عندما تتأكدين من لغتها الجسدية أنها تعاكس زوجك، قفي أمامها مباشرة، بينها وبينه، وقولي لها بصوت عال:
(( أقصري عيونك وإلا قصصتها))
أو
(( أحطه بسنويتش وأجيبه في صحنك))
أو
(( لمي سنونك لا أكسرهن حالا))
أو
(( إذا ما ربوك أهلك أربيك))
فإن سألتك ماذا تقصدين، قولي لها: أنت تعلمين ما أقصد، وكلمة زيادة سترين أما طاولتك، أريك ما أقصد.........!!!!
ثم اسكتي وتجاهليها، وانظري كيف ستهرب،......
لو كل مرأة فعلت ذلك لخفت قليلا نسبة المتحرشات،
أما سكوتك عن حقك فهو السبب في تمادي بصبصتهن وبصبصة الأزواج،
لماذا دائما الزوجة عليها أن تكون راقية وهاي كلاس، أمام المتحرشة الجبانة والزوج الدنيء، عامليهم العين بالعين،
من تتطاول عليك بلا سبب، تطاولي عليها ولك الحق،
ردي عن نفسك الإساءة،
لا تقولي هذا لا يناسب شخصيتي، ........ في ذمتك من هذا المهتم بشخصيتك ساعتها، المتحرشة الجبانة التي تضحك على جبنك في تلك الساعة،
أم الزوج المعجب بجرأة الأخرى، التي تناظره دون اعتبار لك،
بالطبع سيعجب بها، ويقول في نفسه، تلك امرأة رائعة، تعرف كيف تحصل على ماتريد، هي تناظرني دون خوف من زوجتي، هذه المرأة تستحق أن أعجب بها،
انظروا إلى زوجتي الجبانة كيف تجلس خائفة قلقة، ومتوترة، لا تستطيع حتى التعبير عن رأيها في الأمر،
لكن ما أن تتحركي بثقة وقوة، حتى يعود إلى مكانه، مبهورا بردة فعلك، ورغما عنه سيحترمك...!!!!
بل سيحسب لك ألف حساب، ويبقى يتعامل معك بطريقة خاصة، فهو بعد ذلك سيخشى كثيرا من النظر لأخريات وبشكل خاص في حضورك، ... وهذا أمر جيد.
إن ما يفعلنه الفتيات من التحرش بالمتزوج، ناتج عن أسباب، أهمها أنهن يرين فيه حنان الأب، ورزانته، لكنهن لا يردنه زوجا أبدا،
وعلى حسابك تعالج عقدها،
لا تسمحي لها، فهي غالبا لن تسمح لأخرى بأن تفعل ذلك بزوجها حينما تتزوج،
في العدد الأول من المجلة كتبت بالتفصيل كيف تتسبب هؤلاء الفتيات في إصابة الرجال بضعف الإنتصاب المزمن،
وبانحسار الخصوبة.
دافعي عن نفسك لكن بحكمة، لا تتهوري ولا تمدي يدك عليها مهما استفزتك، لأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة،
فكري في مصلحتك، فأنت في النهاية لا تريدين التعرض للمساءلة بسببها، كل ما ترغبين به، هو تلقينها درسا يحرجها فقط.