- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اهلا بالفراشات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بالفراشات
قبل فترة وقع خطأ طبي شنيع في أحد
مستشفيات المدينة حين تم نقل دم ( من فصيلة مختلفة ) لأم حامل فتسبب بوفاتها . وهذه الحادثة تعيدنا الى «القرون الوسطى» حين كان نقل الدم مجرد «لعبة حظ» ومجازفة طبية قد تؤدي لإحياء المريض أو قتله ( بسبب جهل الأطباء بوجود أربع فصائل دموية مختلفة ) ....
ومن القصص التي تذكر بهذا الخصوص أن بابا الفاتيكان في نهاية القرن الثاني عشر طلب من أطبائه نقل دم صبي شاب لجسده العجوز لعله يحظى بالقوة والشباب . وفي المرة الأولى نجا البابا (كون فصيلة دمه طابقت دم الشاب بالصدفة) غير أن حالته انتكست في المرة الثانية حين لم يجد الأطباء شابا يتطوع لهذه المهمة المقدسة فنقلوا للبابا دم « خروف » الأمر الذي تسبب بوفاته !!
.. ولم يتحسن الوضع حتى مطلع القرن العشرين حين اكتشف عالم المناعة النمساوي كارل لاندشتاينر أن الدم يتكون من ثلاث فصائل رئيسية هي ( A, B, O ) . وفي عام 1940 اكتشف الطبيب الامريكي الكسندر فينر فصيلة رابعة دعاها ( AB ) .. وأدى اكتشاف هذه الفصائل الى تحسن مذهل في عمليات نقل الدم وفهم لماذا كانت تنجح أحيانا / وتؤدي لنتائج خطيرة في أحيان أخرى (.. علما أن الفصيلة O تعد الأقدم والاكثر شمولا ويمكن نقلها بأمان لكافة الفصائل ) !!
وبعيدا عن التفاصيل المعقدة نشير إلى أن اختلاف فصائل الناس هو نتيجة لاختلافات وراثية وبيئية ولها علاقة بالاختلاط العرقي والتوزيع الجغرافي للشعوب ؛ فعلى سبيل المثال لايملك شعب الباسك في شمال أسبانيا الفصيلة ( B ) وبالتالي يمكن القول انه يختلف اختلافا جذريا عن بقية الشعوب الأوروبية وفي المقابل تزيد لديه الفصيلة الأشمل والأقدم( O ) مما يعني أنه أقدم وأنقى شعوب تلك القارة !!
أيضا اتضح أن قدرتنا على مقاومة أنواع معينة من الأمراض البكتيرية تعتمد على فصائل دمنا؛ فقد لوحظ منذ زمن بعيد أن بعض الأشخاص لايصابون بأوبئة خطيرة تهلك عامة الناس مثل الطاعون والجدري والايدز . ويكمن السر هنا في وجود أنواع من البكتيريا لاتتطابق بروتيناتها مع البروتينات الموجودة على الكريات الحمراء لأصحاب الفصائل المحظوظة .. وهذا السبب بالذات يعتقد أنه وراء الانحسار التدريجي لبعض الأوبئة القديمة بلا سبب واضح كالطاعون والجدري والانفلونزا الأسبانية..
أما علاقة فصائل الدم بالطعام فقد اقترحها الدكتور جيمس دادمو في عقد الستينات . فقد افترض وجود علاقة بين فصائل معينه ومشاكل صحية غامضة مثل الحساسية والإجهاد والسمنة والتهاب المفاصل ...
وبعده بثلاثين عاما تقريبا نشر ابنه (الدكتور بيتر دادامو) كتابا مثيرا للجدل بعنوان « كل حسب فصيلة دمك » أو Eat Right For Your Type .. وفي هذا الكتاب ادعى دادامو أنه يمكن علاج السمنة بتجنب أطعمة معينة لاتتوافق مع فصيلة البدين . كما خصص قائمة طويلة للأطعمة التي يجب تناولها أو تجنبها لمعالجة أكثر من 300 مشكله صحية مختلفة ؛ فقد جاء في الكتاب مثلا أن لحم البقر مضر لأصحاب الفصيلة A ، ولايؤثر على الفصيلة B ، ومفيد لأصحاب الفصيلة O . وفي المقابل قال ان لحم الخنزير يتفاعل بطريقة سيئة مع كل الفصائل وله أضرار حقيقية على المدى الطويل (...) . كما حذر أيضا من سهولة إصابة بعض الفصائل بأمراض مميته أكثر من غيرها (مثل تعرض النساء من فصيلةA ثم ABلسرطان الثدي بنسبة أكبر من فصيلة O أو B ) !!
على أي حال قد لاتكون العلاقة متينة أو كاملة بين فصائل الدم والمشاكل الصحية المحتملة ؛ غير أنني شخصيا على قناعة بوجود حكمة إلهية خلف أي ظاهرة تتفرع الى جهات مختلفة (.. ولهذا لم يخلقنا الله كلنا بفصيلة دم واحدة)
دمتن بخير
وربي يعطيك الف عافيه ..
الله يسعدك يارب وينورلك الي ببالك