- البنيّ ومشتقاته
- ستائر حريرية
- ندرة اللوحات
يشكّل تجديد ديكور وأثاث المنزل خطوة صعبة للبعض، إذ بعد أن تعتاد العين على ترتيب الأثاث بشكل معيّن، سيبدو طابع المنزل مختلفاً بعد تجديده.
لكن، ثمة لمسة فنيّة وذوقاً مرهفاً يجعلان هذه الخطوة مثالية وينقلان أجواء المنزل من طابع الى آخر مختلف...
لطالما تميّز هذا المنزل بألوانه الزاهية الموزّعة ما بين الزهريّ والأحمر، إلا أن المالكة رغبت أخيراً في استعمال ألوان أكثر هدوءاً، فعملت على إطلاق العنان لخيالها ولم تستعن سوى بمهندس الديكور شربل مطر الذي اضفى بصماته على بعض الجدران.
ترخيم الجدران
تلج هذا المنزل المتجدّد عبر باب رئيسي يلفه الحجر الرخامي الملوّن، وقد يعتقد الناظر إليه ولشدّة جماله بأنه يتضمن إضاءة داخلية تظهر خطوط الحجر بوضوح وإشراق.
كما تتميّز الجدران بالترخيم الذي نفذ وفق طريقة Trompe Oeil التي تشكّل إطاراً رائعاً للباب الرئيسي.
ومن الداخل، تطالعنا أعمال "خجولة" موزّعة بشكل مريح عند الردهة الرئيسية، ومن بينها "باهو" قديم ومرآة فرنسية مذهبة وكرسي يعود لعصر لويس الثالث عشر تعلوه لوحة Gravure تصوّر امرأة فرنسية.
وعلى الجانب الآخر من الردهة، التي تمّ طلاؤها وتعتيق إطارات السقف والأبواب فيها وصولاً الى ركن غرف النوم، تبدو لوحات "الموزاييك" جذّابة في حضورها.
ووسط الجدران المطلية بخطوط رائعة، أضفى المهندس مطر لمساته من خلال لوحتين تتممان تواصل الجمال في هذا الركن.
قطع أثرية
وتابع الأعمال الفنيّة في هذا المنزل، فيبرز عمود يحمل لوحة من "الموزاييك" بين الردهة والصالونات ويضم تجويفة تتوزّع فيها قطع أثرية نثرت على ثلاثة رفوف.
والى جانبها، تلفتنا قطعة خشبية تحمل اللّون البنيّ الداكن تضم وروداً اصطناعية ليلكية داكنة تشكّل مركزاً لجذب أنظار كل زائر.
ركن فسيح
ركن الاستقبال فسيح، نلحظ فيه حضوراً خجولاً للأثاث الذي عمدت المالكة على توزيعه بطريقة بسيطة، تجعل العين ترتاح لتنسيقه، نظراً لإيداع المالكة مساحات فارغة بين غرفه.
البنيّ ومشتقاته
أمّا الصالونات فقد اختارت لها المالكة ألوان البنيّ ومشتقاته. ففي الصالون الأوّل، نلاحظ الأرائك المربّعة بلوين البيج والبنيّ مع طاولة من خشب (الفنغيه) تحمل نقوشاً مزخرفة باللّون الذهبيّ. ويتميّز هذا الركن باكسسوارات فريدة منها شمعدان وأناء بنيّ.
وتبرز في هذا المكان لوحة تعود للعصر الفينيقي بدّلت المالكة إطارها مؤخراً وجعلته خشبياً بعد أن كان زجاجياً.
والى جانب الصالون، تلفتنا مكتبة تضم كتباً منوّعة واكسسوارات تقابلها "صوفا" من الجلد البنيّ.
ومنها، نلج الى صالون آخر يتميّز بأثاث من المخمل. وقد عمدت المالكة الى الفصل بين الصالونين بركن يحمل كرسيين من طراز لويس الخامس عشر تطغى الورود على قماشهما، يقابله بار قديم منفّذ بالجلد الأحمر والخشب. وقد اقتبست المالكة تصميم هذه الأخيرة من مجلة فرنسية، علماً أن طرازه يعود لأوائل القرن الثامن عشر ويقابله صندوق منفّذ من الخشب والنحاس.
ألوان متناقضة
ويفصل هذا الركن "باهو" أسود كبير يشكّل تضاداً لونياً مع البنيّ المسيطر على المكان.
وتشرح المالكة أنها لم تكن ترغب بإيداعه إلا أنها عدلت عن رأيها بعد أن أقنعها أحد المتخصّصين في "الأنتيك" بأنه قطعة قديمة وربما فريدة.
أما الصالون الثالث فيتميّز بأرائكه التي تحمل اللّون الأرجواني ليتناغم مع الألوان الخجولة التي تحملها اللوحة الكبيرة المثبّتة على جداره، متوسطة فجوتين، تضّم الأولى فخاريات قديمة، فيما الثانية تحمل لوحة فرنسية من البورسلين.
وتتواصل مع غرفة الطعام عبر كرسيين يحملان لون البيج، لندخل في ما بعد غرفة زاخرة ب "الأنتيك" وفيها تبرز الكراسي المنفذة من الجلد الأحمر وتتوزّع حول طاولة مربّعة، يمكن فتحها لتصبح مستطيلة وتضم عدداً أكبر من الضيوف.
ستائر حريرية
الستائر التي تلف هذا المنزل بأناقة استثنائية، حرصت المالكة على اختيارها من الحرير وقد زنرت بها الصالونات، إلا أنها وقعت في حيرة من أمرها حين اختارت ستائر غرفتها. لكن المالكة نحت في اختيار منحى أثار دهشة المصمّم، اذ عمدت الى انتقاء أقمشة لها تستعمل لغطاء الأسرة... لكن النتيجة كانت استثنائية وجاءت متناغمة مع ألوان الغرفة الحمراء!
ندرة اللوحات
رغم ندرة اللوحات في هذا المنزل، إلا أنها لافتة في مضمونها وألوانها، خصوصاً حين نعلم أن المالكة حملتها معها من باريس.
لكن، ثمة سر يحوط اللوحة التي تتوسط جدار الصالون الرئيسي والتي تبدو وكأنها لوحات كبيرة مجزّأة وسط أعمدة، إلا أن الحقيقة هي أن الفراغات في وسطها تبث إلينا هذا الشعور. وقد دهشنا حين عرفنا أن هذه اللّوحة كانت عبارة عن "بارافان" سابقاً، إلا أن تعلّق أصحاب المنزل بها جعلهم يحولونها الى لوحة، وسط هذا الجدار، لتبدو جدرانية غريبة.
ومن قطع "الأنتيك" البارزة، مصباحان فرنسيان من "البرونز" مثبتان على طاولتين تحملان صور العائلة وتضفيان رونقاً كلاسيكياً وسط هذا المنزل العصري.
وقد حرصت المالكة على الاستعانة بالسجّاد العجمي لتغطي الأرضية، كما استخدمت الإنارة المباشرة وغير المباشرة واستبعدت الثريات، وذلك لإضفاء روح عصرية على المكان.
جزاكي الله خيرا