- السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
- كيفكم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيفكم
عندما تحدى أحد الملحدين سيدنا إبراهيم عليه السلام فأنكر وجود خالق للكون، وأنكر حقيقة كونية ثابتة وهي أن الله يحيي ويميت فرد عليه خليل الرحمن بحقيقة علمية ثانية تتعلق بنظام حركة الشمس فقال: (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
. من هنا ندرك أهمية الحوار بلغة الحقائق العلمية التي لا يمكن لأي ملحد أن يصمد أمامها، ولذلك فإن ملحدي القرن الحادي والعشرين يعيدون الكرة ذاتها فينكرون الحقائق العلمية للتشكيك بمصداقية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة. وبعدما اطلعت على مواقعهم على اختلاف أسمائها وجدت أنهم ينكرون الإعجاز العلمي برمَّته، وطريقتهم في ذلك هي تشكيك المسلم بالحقيقة العلمية، فيقولون إن علماء الإعجاز يستخفون بعقول المسلمين ويسوقون معلومات غير صحيحة ليوهموا الناس بوجود إعجاز علمي في القرآن!! وهذا ما دفعني للرد عليهم بهدف إظهار صدق هذه المعجزات العلمية، ولكنني وجدتهم لم يتركوا بحثاً في الإعجاز العلمي إلا وانتقدوه، وأسهل طريقة لديهم أن ينكروا الحقيقة العلمية وهذا ما يفعلونه مع جميع الأبحاث. ولذلك سوف نقوم بالرد على كل الانتقادات إن شاء الله حتى نثبت لهم صدق كتاب الله وصدق رسالة الإسلام. وسوف نلجأ إلى معجزة قرآنية ينتقدونها بشدة لنبين كذبهم وضعفهم أمام الحقيقة العلمية الثابتة، وهذه المعجزة جاءت في مقدمة سورة الطارق حيث أقسم الله بنوع من أنواع النجوم فما هي حقيقة هذه النجوم؟ وهل فعلاً يوجد في الكون نجوم تطرق؟ ونفس النجوم هي ثاقبة؟ إنها آية كونية جميلة جداً يقول عنها العلماء إنها من أجمل الظواهر الكونية في الفضاء الخارجي. وقد أقسم الله بها، يقول تبارك وتعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ)
، نحن أمام نجم وصفه الله تبارك وتعالى بأنه طارق وبأنه ثاقب: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
. لقد فسر العلماء هذه الآية قديماً على أنّها تتحدث عن كل النجوم، فجميع النجوم لها ضوء ثاقب وإشعاع قوي، ولكن حديثاً ظهر ما يسمى بالنجوم (النيوترونية)، ما هي هذه النجوم؟ ما هي قصتها؟ في عام 1967 رصد العلماء موجات راديوية كهرطيسية من خلال بعض التلسكوبات الرادوية الموجودة لديهم، لقد التقطت إشعاعات لنجوم مجهولة، في البداية ظن العلماء أن هذه الترددات الراديوية ما هي إلا رسائل من كائنات مجهولة أو أنها شيء مجهول، ولكن بعد ذلك بقليل تبين أنها عبارة عن نجوم تبث هذه الأمواج الراديوية بصورة دقيقة ومنتظمة. وبعدما قام العلماء بدراسة هذه النجوم دراسة دقيقة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً وجدوا بأن هذه النجوم أكبر من الشمس بعدة أضعاف. وتتشكل نتيجة انفجار النجوم، فعندما ينفجر هذا النجم ويتهاوى على نفسه فإن مادته تتحول إلى نيوترونات. ويقول علماء وكالة ناسا: إن هذه النجوم ثقيلة جداً حتى إننا لو أخذنا كمية بحجم "مكعب سكر" سوف يزن 100 مليون طن، أي وزن جبل
، كذلك فإن جاذبية هذه النجوم وبسبب كتلتها الهائلة أكبر 200 بليون مرة من جاذبية الأرض
!! نرى هنا أحد المواقع الذي يعرض أصواتاً للنجوم النابضة، للاستماع إلى أصوات مختلفة صادرة عن هذه النجوم على الرابط: يؤكد علماء وكالة ناسا أن هذه النجوم تصدر أصوات نبض أو خفقان، وهذا ما يطرحونة من خلال موقعهم ويتساءلون عن سره فيقولون: What is a Pulsar and What Makes it Pulse? Simply put, pulsars are rotating neutron stars. And pulsars pulse because they rotate! راجع الرابط: يؤكد البروفسور Richard Rothschild من جامعة كاليفورنيا أن النجوم النابضة تنتج عن انفجارات النجوم وتبث كميات هائلة من الإشعاعات التي تعتبر الأشد لمعاناً وهي تعمل مثل المطرقة التي تدق، فيقول بالحرف الواحد: "This explosion was akin to hitting the neutron star with a gigantic hammer, causing it to ring like a bell," هذا الانفجار كان شبيهاً بضرب نجم نيوتروني بمطرقة عملاقة وهذا ما يجعل النجم يدق مثل الجرس. ويؤكد هذا الباحث أن الضوء الصادر عن مثل هذه الانفجارات عظيم جداً great flares فقد بث هذا النجم خلال عشر ثانية ما تبثه الشمس خلال 150000 سنة من الضوء!!! وهنا نتذكر كلمة (طارق) وكلمة كلمة (ثاقب) فهاتين الكلمتين دقيقتان جداً من الناحية العلمية، أليس هذا ما فعله القرآن عندما عبر عن هذه النجوم بكلمتين (الطارق... الثاقب)؟؟ مقالة منشورة على أحد المواقع المهتمة بأخبار الفضاء بعنوان: النجوم النيوترونية تدق مثل جرس، وجاء في هذه المقالة: A crusty star is ringing like a bell after one of the biggest explosions ever witnessed in the universe, Nasa revealed this week. http://news.skymania.com/2006/04/neu...like-bell.html وقفة تأمل بعد هذه الحقائق اليقينية هل هناك شك في أن النجوم النابضة تصدر صوتاً! وهل هناك شك أن هذه الأصوات تشبه صوت المطرقة وأن العالم الأمريكي Richard Rothschild شبهها بالمطارق العملاقة gigantic hammer وهل هناك شك أن هذه النجوم تصدر أشعة متوهجة هي الأكثر إشعاعاً؟ فكلمة الثاقب كما قال ابن عباس هو المضيء (تفسير ابن كثير)، وفي معجم القاموس المحيط: ثقب الكوكب: أضاء. إذاً النجم الثاقب هو المضيء اللامع، وهذه الصفة تنطبق على هذه النجوم، والطارق هي صفة تنطبق أيضاً على هذه النجوم، ولذلك فإن هذا البحث صحيح لا يتطرق إليه الشك، والله أعلم. ثم إن قول الملحدين إنكم تخالفون التفسير القديم للآية وما فهمه العرب قديماً حيث قال قتادة: إنما سُمِّي طارقاً لأنه يُرى بالليل ويختفي بالنهار، وسؤالنا: إذا كنا سنعتمد التفسير القديم فلا داعي للإعجاز العلمي! إن الإعجاز العلمي هو فهم جديد لمعاني الآيات يتفق مع المعطيات العلمية الحديثة لإثبات أن القرآن لا يناقض العلم. ونقول: لو اعتمدنا التفسير القديم لجاء الملحدون ذاتهم وقالوا إن القرآن يحوي أخطاء علمية لأن هذه النجوم حقيقة لا تختفي كما يقول التفسير! وبالفعل إنها تختفي بالنسبة لنا (بسبب أشعة الشمس في النهار) ولكن الذي يخرج خارج الأرض يرى هذه النجوم باقية ليلاً نهاراً! لذلك المفسرون لم يكن لديهم هذه الحقائق العلمية ولو كانت لديهم لاستخدموها في تفسير الآيات. نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل في هذه الحقائق العلمية والكونية والقرآنية وسيلة لهداية أولئك المشككين بهذا القرآن، وسيلة يزيدنا بها حباً وتعظيماً لهذا الدين العظيم، واعتزازاً بانتمائنا لهذا الدين، ووسيلة أيضاً لأولئك الملحدين كي يروا من خلالها عظمة هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام.
منقول
تسلمين اختي ولاعدمنا وجودك