- هذه قصه واقعيه حبيت أنقلها لكم للفائده
- فقالت / حسناً ... حسناً ... لا تنفعلي هكذا ... هيا سوف أوصلك للبيت .
- فأخذت أقول : ماذا يعني أبي ؟؟؟ ما الذي خسرته !!!
- قالت الخادمة : أنا سيدتي ... خالك موجود في الأسفل ويريد التحدث معكِ
- أريد أن أشرب من يديك كوب ماء ...
- سامحكِ الله وهداكِ يا ابنتي ...
- : آه يا ربي ... الآن علمت لماذا قال أبي لقد خسرتِ ... لقد خسرت أمي .
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصه واقعيه حبيت أنقلها لكم للفائده
أسمي رغد وهذه قصتي التي أتمنى أن تكون عبرة لغيري من الفتيات أو الشباب ممن أكرمهم الله بأبوين على قيد الحياة .
مات أبي وأنا في سن الطفولة وكنت وحيدة أمي . وأمي من خوفها علي وعلى مشاعري قد دللتني كثيراً وحققت لي كل رغباتي وطلباتي فقد أنعم الله عليها بالمال الكثير . ولكن هذا الدلال للأسف أفسدني بل جعلني أتمرد عليها أحياناً إلا أني كنت أعود لها وأعتذر واقبل رأسها وكانت تسعد لما تراني عائدةً مستشعرةً بغلطتي . ولكن عند ِكبري وتعرفي على صديقات جديدات للأسف قد أثروا بي كثيراً للأسوأ وكنت مرتبطة بهم كثيراً, وشيئاً فشيئاً أصبحت أقتدي بهم واعصي والدتي وهم أيضاً كانوا يفسدوني عليها وكانوا يقلن لي : والدتكِ امرأة كبيرة ومتخلفة , وعيشي حياتك و لا تلتفتي لها . وأصبحت مقتنعة بأفكارهن , وإذا حدثتني أمي لا أستمع لها بل أتجاهل نصائحها لي وأتململ منها وأقول لها : أمي أنا من جيل متقدم وأنتي من جيل متخلف فدعيني من نصائحك البالية ودعيني أعيش حياتي بمتعة بعيداً عن تعقيداتك .
وكانت أمي تصمت وهي حزينة لتمردي عليها ولكن لحبها لي ولكوني وحيدتها كانت لا تضغط علي بل تتركني أسير على أهوائي فقد كبرت ولم تعد تتحمل تصرفاتي لذا فضلت الاستسلام أمام طلباتي التي لا تنتهي ولكن بدون شكر وامتنان من قبلي بل كنت أرى ذلك فرض عليها وليس تكرماً منها .
وأمي عند كبرها أصبحت مقعدة على الكرسي ولا تقوى على الحركة مما جعلني في موضع قوى لأنها لن تستطع ردعي . وأصبحت أمي حزينة وحبيسة بالبيت وأنا أذهب مع صديقاتي وأتنزه معهم في الأسواق والمجمعات وحفلات الأعراس بلا هدف فقط لتتبع الموضة والتنافس من تكون الأحلى والأكثر تأنقاً ومن تسرق الأنظار في تسابق سخيف يأخذ كل تفكيرنا وجل وقتنا وأموالنا وكنت أنا وصديقاتي لا نكاد نفترق ولا نرى أهلنا ولا نجلس معهم بل لمجرد دقائق نطلب منهم خلالها الأموال والطلبات التي لا تنتهي .
وفي يوم اتصلت علي صديقتي واتفقنا على الذهاب إلى حفل وكنت قد لبست وتزينت بأحلى هيئة وعندما اتصلت علي صديقتي وقالت لي : هيا يا رغد أنني في الخارج . فقلت لها : ثواني وألحق بك . وأغلقت الهاتف وتوجهت إلى الأسفل وكانت أمي تجلس على الكرسي المتحرك , وعندما رأتني تهلل وجهها وقالت : أهلا بابنتي الحبيبة تعالي وأجلسي معي قليلاً فقد اشتقت لك . فنظرت لها وأنا متأففة : نعم ماذا تريدين أنا مستعجلة وصديقتي تنتظرني بالخارج . فقالت : أريد أن أراك فأنا لا أراك إلا نادراً مع أنك معي بنفس البيت ألست أمكِ . فقلت : لا وقت لدي للمحاضرات أنا سوف أذهب وأستمتع بوقتي مع صديقاتي وأرجوك لا داعي أن تنغصي علي وقتي وبهجتي .
فأحست أمي بغصة في صدرها فنظرت لي وهي حزينة وقالت : لا أريد أن أفسد عليك وقتك حبيبتي أذهبي واستمتعي بوقتك . فقط أريد منك طلب بسيط أشتهي أن أشرب من يديك كوباً من الماء وأتمنى أن تحققي لي هذا الطلب البسيط . فنظرت رغد إلى أمها وهي غاضبة وقالت : أمي ما هذا الطلب الغريب ... هل هذا وقته اسمحي لي فقد تأخرت كثيراًُ على صديقتي وثم . لديك بالبيت أكثر من خادمة فليحضروا لك الماء . أنا ذاهبة ... وداعاً.
وخرجت وقد تركت أمي وقد نزلت الدموع على خدها وسمعتها تردد : سامحكِ الله وهداكِ يا بنيتي ..
وركبت السيارة وتوجهت مع صديقتي ولكن بالرغم من الحفل التي ذهبنا له ممتع إلا أني أحسست بضيق في صدري لم أعرف له تفسير ولم أستمتع في وقتي . حتى صديقتي استغربت وقالت : ما بك يا رغد لست رغد التي أعرفها ما لوجهك يبدو على غير ما يرام أين ضحكاتكِ ومرحكِ هل أنتِ مريضة ؟؟؟
فقلت لها : لا أعلم ولكن أحس بإحساس كريه لا أجد له تفسير وكأن جبل قد أطبق على صدري ... ولا أكاد أتنفس .... ممكن توصلينني إلى بيتي ... لو سمحتي؟
فقالت صديقتي : خسارة ... الوقت باكراً ثم ماذا لديكِ بالبيت أجلسي قليلاً وسوف تشعرين بتحسن فالحفل ممتع والجو جميل ... دعيني أحضر لك شئ تشربينه ماء أو عصير لعلك تشعرين بتحسن ....
فقاطعتاها قائلةً : أرجوك أوصليني للبيت ... صدقيني أكاد أختنق .... أكاد أختنق ... لم أعد أتحمل .
فقالت / حسناً ... حسناً ... لا تنفعلي هكذا ... هيا سوف أوصلك للبيت .
وعندما وصلت البيت وتوجهت إلى غرفتي فلم أكن أريد التكلم مع أي شخص وحتى جهاز النقال أغلقته , وأغلقت علي باب الغرفة وتوجهت إلى السرير محاولة أن أخلد للنوم . ولكن مازال ذلك الإحساس الكريه يلازمني.
وأخذت أتقلب في سريري إلى الفجر وبعدها غفوت ... وحلمت حلم غريب . فقمت من نومي فزعة ... أعوذ بالله ما هذا الحلم الغريب ... فقد رأيت أبي في الحلم وهو يعاتبني ويقول : لقد خسرت يا رغد ... لقد خسرت يا رغد ... لقد خسرت يا رغد ... ثم رأيت أمي تقف بجانبه وبعدها ذهبت معه ... وتركوني في مكان موحش مخيف .
فأخذت أقول : ماذا يعني أبي ؟؟؟ ما الذي خسرته !!!
فقمت وغسلت وجهي ... ثم توجهت إلى سجادتي لأصلي ... فأنا لا أصلي إلا إذا خفت من شئ أما باقي صلواتي فهي متقطعة ... وعندما انتهيت من صلاتي قلت لأذهب وأرى أمي ... وبعدها سمعت طرقاً على باب غرفتي . فقلت : من في الباب .
قالت الخادمة : أنا سيدتي ... خالك موجود في الأسفل ويريد التحدث معكِ
فاستغربت وقلت خالي ما الذي أتى به في هذا الوقت المبكر . وذهبت لأستطلع الأمر فوجدت خالي حزين ومهموم والدموع تنزل من عينيه فشعرت بالقلق يزداد فلما رآني قال : اجلسي أريد أن أتحدث معك في موضوع . فجلست وقلت ما الأمر ؟
فقال : أنتِ إنسانة مؤمنة بالله ... و ... و تعلمين بأنه هناك القضاء والقدر..... و ... و ...
فقلت : ماذا تقصد خالي وما بك متردد قل لي ما الأمر ؟؟؟!!!
فلم يتمالك نفسه وانفجر بالبكاء وقال : لقد توفيت أمكِ.
فشعرت بالصدمة وكأني تلقيت صفعة قوية لتوقظني من غفلتي وقلت : ماذا ... ماذا تقول ... مستحيل ... متى ... وكيف
فقال :عند الفجر عندما حاولت الخادمة إيقاظ أمك حتى تصلي لم ترد عليها
فخافت الخادمة واتصلت علي ... وعندما أتيت اكتشفت إنها فارقت الحياة
فاصبري واحتسبي يا ابنة أختي وأدعي الله بأن يرحمها .
فأخذت أبكي وانهرت وأنا أتذكر آخر كلماتها :تعالي وأجلسي اشتقت لك .
أريد أن أشرب من يديك كوب ماء ...
سامحكِ الله وهداكِ يا ابنتي ...
فشعرت بأن الأرض تدور وتدور إلى أن وقعت على الأرض فاقدة الوعي . ولما فتحت عيني ونظرت حولي وإذ بي في المستشفى ومن حولي الممرضات . فأخذت أبكي وأبكي فأتت الممرضة وأعطتني حقنة وبعدها أخذت أفقد وعيي مجدداً. ونمت وعندما استيقظت وإذ بي مستلقية على فراشي في غرفتي في المنزل ... وبجانبي زوجة خالي وبنات خالاتي وهن حزينات ولما رأوني حاولوا أن يواسونني ويصبرونني على وفاة أمي وأخذت أبكي مجدداً إلى أن أحسست بأن عيناي ستذرفان دم بدل الدموع ... دموع ندم أتت متأخرة . متأخرة جداً .
وأخذت النساء من الأقارب والجيران والمعارف يتوافدون على بيتنا لتقديم واجب العزاء . أما أنا فقد جلست في غرفة والدتي ورفضت الخروج منها وهم يحاولون تهدأتي ولكني لم أكن قوية الإيمان فكنت جزعة
: آه يا ربي ... الآن علمت لماذا قال أبي لقد خسرتِ ... لقد خسرت أمي .
فعلاً ... لقد خسرت أمي ... يا ويلي ... ويا خسارتي ... وأنفجر بالبكاء مجدداَ ...
وبعدها بأيام حضرت داعية إلى المنزل بدعوة من زوجة خالي فأخذت تلقي على مسامعنا المواعظ والعبر عن الموت وإن الإنسان لابد أن يأتيه يوم ويموت فيه فماذا قدمنا من أعمال وأيضاً بأن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث .... ومن ضمنهم ولد صالح يدعو له ...
وأخذت أبكي لكلامها متذكرة تقصيري فأنا لست صالحة ولا بارة بأمي
وعندما انتهت طلبت منها أن أحدثها على إنفراد . فسألتها وقلت لها بأني قد أغضبت أمي قبل وفاتها فما العمل .
فقالت لي : يا ابنتي أعلمي بأن عقوق الوالدين من الكبائر من بعد الإشراك بالله ومن يعق والديه يخشى عليه دخول النار .
فأخذت أبكي وقلت لها : كيف أكفر عن ذلك فأنا في السابق كنت فتاة طائشة ولم أكن أحسب حساب هذا اليوم ....
فقالت : توبي إلى الله واستغفريه كثيراً واطلبي أن يغفر لوالدتك وابذلي الصدقات والأعمال الخيرية لعل الله يغفر لك ذلك .
ومن يومها تغيرت حياتي وأصبحت لا أفارق سجادتي بالصلاة وأنا أطلب من الله المغفرة وأن يغفر لأمي وأبي وأن يرحمهم وخصصت مبلغ كبير من أرثي لأعمال خير خصصتها صدقات جارية لوالديَّ ...
وزهدت بالدنيا من بعد أن كانت من أكبر اهتماماتي .وتركت صديقاتي جميعهم وبحثت لي عن صحبة صالحة تعينني على فعل الخير ولكن ظلت كلمات أمي الأخيرة ترن في أذني بين وقت وآخر وأنا أتذكرها وأبكي وأطلب المغفرة من الله وكلما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
( رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه ... من أدرك أبويه عند الكبر أحدها أو كلاهما ولم يدخلاه الجنة ) أبكي بحرقة متذكرة عملي لقد رغم أنفي وضيعت على نفسي باب للجنة وهي أمي
فرسالة أوجهها إلى كل من عق والديه أو أغضبهما اتعظوا من تجربتي فأنا لا تكاد تحلو لي الحياة من بعد وفاة أمي ولم يعد للحياة أي بهجة وكم كنت أتمنى لو تعود الحياة إلى الوراء كي تعود أمي وأرتمي تحت أقدامها وأتمرغ بتراب رجليها لعلها ترضى عني . لعلي أجد الراحة الطمأنينة التي لم أعد أشعر بها ...
فيا من أدركت والديك لا تضيع الفرصة يا من أدركت والديك الزمهما فهما بابيك للجنة .
التوقيع / ابنة مقصرة
اتمنى ان تدعون لجدي ارجوكم000000تكفون00