- ليلة طفله
ليلة طفله
جلست تراقب غروب الشمس وعينيها يملئها الخوف تكلم نفسها وتناجي أرضها 00 قفي مكانك يا أرض لا تذهبي للجانب المظلم ، كل ما أكرهه هو الظلام يخفني وأخشاه لا طاقتي لي به 00 يا ليتني أنام قبل الغروب واستيقظ عند الشروق
غابت الشمس وتمدد الظلام ونشر سكونه على الأنام وغاص معظم الناس في المنام وبقيت هذه الطفلة التي تخشى الظلام ، سرى في قلبها الخوف ووصل إلى أطرافها 00 هبت الرياح فارتجف قلبها وصارت تحت غطائها ترتعد كمن أصابته حمى ، يا ويل قلبي متى تشرق الشمس وأين القمر لم يأتي هذه الليلة ؟ أتواصوا بها ؟ قامت من فراشها ومشت نحو نافذتها 000 خطوات بين سريرها ونافذتها كأنها الف ميل 00 فتحتها فأصدرت تلك النافذة صرير كاد يصيبها بالإغماء ، >>نظرت للسماء 0000 قناديل معلقة تسلب العقل فقالت في نفسها 000 هذه النجوم في كل ليلة تسهر ألا تخشى الظلام ؟ أطالت النظر في والنجوم تلك المصابيح المنثورة في السماء قالت حتى النجوم تخشى الظلام وإلا لما سهرت طوال الليل تترقب 0>>كل شيء تراه عينها ينقسم على شيئين إما خائف من الظلام هارب منه وإما مصدر للخوف فهو للظلام حليف أغلقت نافذتها وعادت مسرعة إلى سريرها وغطت وجهها بغطائها وبعد قليل سحبت قديمها وأدخلتها تحت الغطاء وقالت لماذا أخاف من الظلام وهو مخلوق من مخلوقات الله مثل ما قالت أمي 000 لكن الظلام لونه أسود وكل شيء يختبئ فيه الوحوش والمخلوقات الغريبة وأشياء لا أعلمها 00 المهم أن الخوف سيقتلني 0>>هل سارة تخاف من الظلام مثلي ؟ غرفتها مثل غرفتي وعمرها في مثل عمري وظلام يغطينا جميعاً 00 يا ليت أم سارة تسمح لها بالعيش عندنا فتؤنسني بصحبتها ؟ آه من هذه الليلة الطويلة المملة أتعبتني 0>>لماذا لا أضيء مصابيح الغرفة وبهذا أتخلص من الظلام ؟ نهضت مسرعة و أضاءت الأنوار وجالت بنظرها في الغرفة فما رأت شيء يدعو للخوف فعادت لسريرها بعد أن هزمت الظلام وطردته من غرفتها 00 عادة في نفسها شيء من الإعجاب بعقلها وكيف تمكنت من هزيمة مسبب خوفها " الظلام " 0>>عادة لسريرها وغطت بالغطاء جسدها وأغمضت عينيها تنتظر المنام 0 دقيقة مرت تتبعها دقائق 0 عقد من الدقائق أنقضا ولا منام وعم السكون غرفتها وعاد خوفها يتسلل لأطرافها نابع من قلبها المتهم هذه المرة السكون 00 في قلبها ملعون فهو عدوها يتربص بها لينقض عليها ، كشفت عن وجهها الغطاء ونظرت أين السكون لا أراه مثل الظلام كيف السبيل للخلاص من هذا السكون 00 ما العلاج وما الملاذ 00 آه عرفت العلاج 00 وأطلقت حنجرتها بالبكاء والعويل وتنادي 000 أمي أمي أمي 00 أتتها أمها مسرعة ونادتها ماذا أصابك يا ابنتي ؟ فقالت أحس بالخوف يا أمي ضمتها أمها لصدرها ومات أعداءها فهي الأن تحت جناح أمها 00 أمنها الذي لا يساويه أمن 0 " لا تخافي يا فاطمة فأنتي معي يا حبيبتي 0>>لا أخاف يأمي ما دمت معك 00 أرجوك يا أمي أنام معك 0 >>تعالي معي يا حبيبت أمها 0>>نامت فاطمة في حظنا أمها وهي ممسكة بيدها 00 >>تعبت يا حبيبي في تلك لليلة وأرهقني الخوف ومن يومها لم أحس بالخوف مثل ما أحسست به في هذه الليلة عندما تأخرت علي في العودة يا حبيبي ، تسهر الليل مع أصدقائك وخوفي هنا يلعب بي >>ويتقاذفني من غرفة إلى أخرى أوصد الأبواب والنوافذ 00 فهلا رحمت قلبي يا حبيبي ؟ حبيبي أنت الأمن الذي أنشده ، ليتك تعلم عندما أمسك يدك بيدي الاثنتين أي شيء يسري في جسدي 0 أرجوك يا حبيبي آلا تصغي لقلبي ؟>>00
انتظروا ليلة طفل 00
تعبر عن معاناة حقيقية...
جميل...
رائع