- فيروس "أفيان"
- أنواع الفيروس
- الفيروس والدجاج
- الفيروس والإنسان
- مضادات الفيروس
- أكل الدجاج المصاب
- البداية غامضة !!
- إصابات وأوبئة .. وخسائر لا حصر لها
- توحيد الجهود السبيل الوحيد للنجاة
- آسيا حائرة بين سارس وأنفلونزا الطيور
- همسة أخيرة لابد منها ..
حالة من الثورة العارمة أصابت العالم بعد اجتياح وباء أنفلونزا الطيور لدول جنوب شرق آسيا ، حيث بدأت تتساقط الدجاجات واحدة تلو الأخرى ، لتحصد معها أرواح بعض الأشخاص الذين راحوا ضحية هذا المرض ، والبداية غامضة .. لماذا تتخوف السلطات الصحية في العالم من مرض أنفلونزا الدجاج إلى هذا الحد؟ .. ما هذا المرض؟ وكيف ينتقل بين الطيور ؟ وكيف ينتقل إلى الإنسان ؟ ، وهل له علاج ؟ ، وما طرق الوقاية منه ؟ .. هل هو مجرد وباء يأخذ فترته وينتهي ، أم أنها حرب خفية أطلقتها إحدى القوي المعادية للنمور الآسيوية والصين ، غرضها الأساس تدمير الاقتصاد الآسيوي ؟ .
كلها أسئلة تحتاج لإجابات قاطعة ، وليس مجرد عبارات مطمئنة تستخدم كمهدئ يسري في العروق لفترة وجيزة .. والإجابات تأتي في السطور القادمة ..
فيروس "أفيان"
فيروس الأنفلونزا عموما يمكن أن يصيب أنواعا كثيرة ومتعددة من الحيوانات مثل الطيور والخنازير والخيول وحتى عجول البحر والحيتان ، أما الأنفلونزا التي تصيب الطيور تحديدا فيطلق عليها "فيروس أنفلونزا أفيان" أو فيروس أنفلونزا الدجاج كما اشتهرت به تسميته ، واكتسب فيروس أفيان هذه التسمية لأن الدجاج هو أكثر أنواع الطيور الحاضنة لهذا الفيروس والناقلة له .
أنواع الفيروس
وقد استطاع العلماء حتى الآن حصر 15 نوعا من فيروس أنفلونزا الدجاج وتأكدوا من أن خمسة أنواع فقط منها هي التي تصيب الإنسان، وهذه الأنواع هي HA1, HA2, HA3 و NA1, NA2 . وهذا الفيروس غير مؤذ للطيور في عمومها أي أن الطيور في مجملها يمكن أن تتعايش معه، لكن ضرره وتأثيره الكبير يظهران بصورة واضحة في الطيور الداجنة مثل الدجاج والديوك الرومية ، وبالأخص إذا أصيبت بالفيروس من نوع H5 وH7 . ، فإذا أصيبت هذه الطيور بهذا الفيروس فإنه تظهر عليها أعراض مرضية مثل الإعياء الشديد الذي يصل إلى النفوق .
الفيروس والدجاج
ويفضل "فيروس أفيان" الكمون في دماء الطيور ولعابها وأمعائها وفي أنوفها، ويخرج مع برازها ، وهنا مكمن الخطورة حيث يجف هذا البراز ويتحول إلى ذرات للغبار يستنشقها الدجاج السليم وكذلك يستنشقها الإنسان . وأكثر طرق انتقال العدوى تتمثل في الرذاذ المتطاير من أنوف الدجاج، لكن الطريقة الأكثر انتشارا للفيروس هي طريق البراز .
الفيروس والإنسان
وتصيب أنفلونزا الدجاج الإنسان خاصة القريب الصلة بتجمعات الدجاج حيث يتبرز الدجاج المصاب بالفيروس ، وفور إصابة الإنسان بالفيروس تظهر عليه أعراض مشابه لأعراض إصابته بفيروس الأنفلونزا العادية مثل ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال ووجع في العضلات ، ثم تتطور هذه الأعراض إلى "تورمات" في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم بالوفاة .
مضادات الفيروس
وقد أثبتت الدراسات العلمية حتى الآن أن المضادات التي تؤخذ لعلاج الأنفلونزا العادية يمكن أن تؤخذ لعلاج أنفلونزا الدجاج ، ولكن من أين تأتي التخوفات الحالية إذن؟
يتخوف العلماء من تحول فيروس أفيان إلى وباء لأن له القدرة على "التحوّر" والاتحاد مع فيروس الأنفلونزا العادية الذي يصيب الإنسان ، وهنا سوف يصبح الانتقال عن طريق العدوى من شخص إلى شخص أكثر سرعة وخطورة من الانتقال عن طريق الطيور خاصة أن الأجساد البشرية لم تنتج مضادات لهذا النوع الجديد حتى الآن . وفي هذه الحالة فإن العالم سوف يدخل أجواء مشابهة لتلك التي عاشها أوائل القرن العشرين حينما تعرف الإنسان على وباء الأنفلونزا لأول مرة وعاش معه سنوات مريرة ، دعونا نتذكرها معا :
الأنفلونزا الإسبانية H1N1 ( 1918- 1919 ) : تسببت هذه الأنفلونزا في أكبر عدد من الوفيات بهذا الوباء الذي عرفته البشرية في العصر الحديث ، حيث مات ما بين 20 و50 مليون في العالم من بينهم 500 ألف في الولايات المتحدة الأميركية وحدها .
الأنفلونزا الآسيوية H2 N2 : ( 1957 - 1958 ) اكتشف هذا الفيروس للمرة الأولى في الصين أواخر فبراير 1957 ، ثم انتشر على مستوى العالم في العام التالي وتسبب في وفاة أعداد كبيرة لم تتوفر إحصاءات دقيقة عنها، لكن الثابت أنه تسبب في وفاة حوالي 70 ألف على الأقل في الولايات المتحدة الأميركية .
أنفلونزا هونج كونج H3H2 ( 1968 - 1969 ) : المشهد الثالث لوباء الأنفلونزا الذي لا يزال في ذاكرة العلماء هو ذاك الذي تسبب في وفاة حوالي 34 ألف شخص في الولايات المتحدة الأميركية كذلك ، بعد انتقاله إليها من هونج كونج التي اكتشف فيها للمرة الأولى أواخر عام 1968.
أكل الدجاج المصاب
وإلى الآن لم تثبت بالدليل العلمي القاطع إمكانية إصابة الإنسان بالفيروس عن طريق أكل لحم الطيور المصابة. وإن كانت دول الاتحاد الأوروبي قد منعت استيراد الدجاج من البلدان التي ثبت انتشار الفيروس فيها بصورة كبيرة ، مثل تايلاند وإندونيسيا وتايوان وكمبوديا وباكستان .
البداية غامضة !!
البداية غامضة عندما أعلن نهاية العام الماضي عن عودة فيروس أنفلونزا الطيور إلى كوريا الجنوبية وفيتنام ، التي طلبت مساعدة عاجلة من الأمم المتحدة لاحتواء المرض الذي تسبب بوفاة ثلاثة أشخاص لديها منذ أكتوبر الماضي . ثم توالي الإعلان ، سواء بالأعداد الحقيقية أو الخفية ، عن إصابات جديدة بالمرض في تايوان وتايلاند والصين واليابان وهونج كونج وكمبوديا وباكستان وإندونيسيا ، وكل الإصابات مصحوبة بتعليق واحد للخبراء والمسئولين ، يؤكد حيرتهم البالغة تجاه بداية انتشار المرض ، والسبب الحقيقي وراء تفشيه ليصل لدرجة الوباء ، بالطريقة التي نراها الآن.
وفي هذا الصدد ، يقول أحد خبراء الأوبئة في المقر الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في العاصمة الفلبينية مانيلا : "بكل صراحة ليس لدينا جواب نهائي يفسر سبب ظهور كل هذه الأمراض الجديدة في آسيا بالتحديد ، ولكن يمكننا تقديم أسباب محتملة " ، وأحد العوامل المفترضة مرتبط بتحسين أنظمة الإبلاغ والكشف عن الأمراض منذ ظهور أنفلونزا الطيور في أواخر 2003 .
ويوضح "جون تام" أستاذ الأحياء المجهرية في جامعة هونج كونج الصينية الأمر قائلاً : إنه "بسبب سارس ، تم في الصين تكليف فرق بالكشف عن الأمراض الجديدة ، وهذا يعطي الانطباع بان الفيروسات اكثر عدداً ، خاصة بعد ظهور أنفلونزا الطيور" . ويتفق أحد العلماء البارزين في الصين مع هذا التحليل ويقول : إن فيروس سارس ربما كان موجودا منذ سنوات ، ولكنه كان محصوراً لدى عدد قليل من الأشخاص الأمر الذي لم يلفت الانتباه إليه .
وطبقا لهذا الافتراض ، اتخذ سارس حجم الوباء بحكم ظاهرة جديدة مرتبطة بحركة السكان ، حيث أكد باحث آخر أن الأشخاص ينتقلون إلى مناطق لم يقيموا فيها من قبل ويتعرضون لجراثيم وفيروسات جديدة ، ومن ثم ينتقلون ويحملون فيروساتهم معهم . ومن الأسباب المحتملة أيضا أن بعض السكان يعيشون على مقربة من مواطن الحيوانات البرية ، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالمرض .
ويشير فريق من الباحثين إلي أن الحيوانات تلعب دورا مركزيا في ظهور أمراض جديدة في العالم اجمع ، فكل الأمراض التي ظهرت خلال السنوات العشرة الماضية تقريبا انتقلت من الحيوان إلى الإنسان بعد تحولها ، ويصح ذلك على فيروس الإيدز الذي انتقل من القرود ، وأنفلونزا H5N التي انتقلت من الدجاج ، و "سارس" الذي انتقل من "السنور" الصيني . وترتدي المشكلة بعدا إضافيا في جنوب الصين حيث يقبل الناس على اصطياد الطيور التي تشكل مصدرا مرجحا لمعظم الفيروسات الجديدة.
ويمكن لهذا التفسير أن ينطبق أيضا على مناطق أخرى ، فالطيور المهاجرة يمكن أن تحمل جراثيم أو فيروسات جديدة . فعلى سبيل المثال ، كانت الطيور المهاجرة وراء نقل فيروس النيل الغربي إلى نيويورك في عام 1999 ، ولكن آلاف الأنواع من الطيور المهاجرة تنتقل عبر آسيا قي طريقها من أوروبا آو الشرق الأوسط إلى المناطق الحارة ، وهذا الانتقال من العوامل المفترضة لنقل الأمراض في رأي الباحثين.
والعامل الأخير الذي يلقى أيضا بعدا عالميا ، هو دور تصنيع الزراعة ، فكما تسببت التغيرات التي أدخلت على الأنظمة الغذائية للأبقار في أوروبا في ظهور مرض جنون البقر، من الممكن أن يكون الخلط بين مئات الطيور في المزارع سببا وراء انتشار أنفلونزا الدجاج على مستوى واسع .
إصابات وأوبئة .. وخسائر لا حصر لها
في العادة تبدأ السلطات المعنية بحصر الخسائر البشرية الناجمة عن أي وباء قد يجتاح البلاد في إحدى الفترات ، ولكن ما نتحدث عنه اليوم ، لم ينتج عنه خسائر في الأرواح فقط ، بل الخسائر الاقتصادية كانت أضعاف الخسائر البشرية ، لأن هذا المرض كما أكدت منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة ، يهدد قطاع الزراعة و تربية الدواجن في عدد كبير من البلدان الآسيوية ، الأمر الذي ينتج عنه خسائر لا حصر لها .
ونتيجة لتفشي المرض في أنحاء القارة الآسيوية ، أعلنت وزارة الزراعة اليابانية أنها ستحظر استيراد الدواجن من بعض الدول التي تفشى فيها فيروس أنفلونزا الطيور سريع العدوى ، مؤكدة أن بدأ سريانه في الأول من فبراير الحالي يشمل أيضا لحوم الطيور النادرة. وذكرت صحف يابانية أن الحظر سيشمل واردات الببغاوات والنسور وغيرها من الطيور الحية مثل النعام ولحوم الطيور النادرة الأخرى ، مضيفة أن الحظر سيشمل أيضا واردات الطيور إلى حدائق الحيوانات .
وفي الهند ، أكد مسئول بوزارة الزراعة الهندية أن انتشار أنفلونزا الطيور في باكستان أدى إلى التأثير سلبيا على مبيعات الدجاج في الهند وانخفاض الطلب عليها . وأوضح السكرتير العام باتحاد دواجن دلهي ، أن تجار الدجاج في العاصمة نيودلهي يواجهون خسائر يومية تبلغ نحو مليون روبية هندية ، أي ما يعادل نحو 22 ألف دولار أمريكي بسبب انخفاض الطلب على الدجاج ، مضيفا أن سعر كيلو جرام الدجاج انخفض كذلك إلى نحو 35 روبية هندية .
وقال : أنه لم يتم بيع كميات كبيرة من الدجاج خلال الآونة الأخيرة بسبب المخاوف من مرض أنفلونزا الطيور ، مبيناً أن العديد من فنادق ومطاعم العاصمة أوقفت شراءه كذلك ، أفاد بان تجار الدجاج كانوا يتوقعون بيع المزيد خلال الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك ، إلا أن انتشار مرض أنفلونزا الدجاج في الدول القريبة من الهند وبخاصة باكستان حال دون ذلك .
وفي الوقت ذاته قرر الاتحاد الأوروبي وقف استيراد الدجاج من تايلاند نظرا لعدم تحري الشفافية في التعامل ، حيث تنكر تايلاند حتى الآن ، إصابة الثروة الداجنة بها بوباء أنفلونزا الطيور .
وفي أول رد فعل في منطقة الشرق الأوسط تجاه ما يحدث في العالم من اجتياح لوباء أنفلونزا الطيور ، قررت سوريا حظر استيراد الدواجن ومنتجاتها بجميع أشكالها من الدول الآسيوية التي تم فيها تسجيل إصابات بوباء أنفلونزا الطيور . ودعا وزير الصحة السوري الدكتور محمد إياد الشطي في بيان وجه إلى وزير الزراعة الدكتور عادل سفر ، إلى العمل على منع استيراد الدواجن ومنتجاتها بجميع أشكالها من كمبوديا وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وباكستان وتايوان ولاوس وفيتنام إضافة إلى كافة دول جنوب شرقي آسيا .
وتعتزم بقية دول العالم وقف تعاملاتها مع الدول الآسيوية التي انتشر بها وباء الأنفلونزا ، أو الدول القريبة من أقاليم تفشى بها هذا الوباء القاتل ، في اعتراف واضح بانهيار جديد في عصب الاقتصاد الأسيوي بعد تدهور الثروة الداجنة هناك ، وبخاصة أن الدول الموبوءة بهذا المرض تقوم بإعدام ملايين الدجاج التي يشتبه في إصابتها بالمرض .
وحتى تتفادى سلسلة مطاعم كنتاكي العالمية ، الخسائر الفادحة التي ستتوالى عليها نتيجة اعتمادها بشكل أساسي علي الدجاج ، قررت سلسلة مطاعمها في فيتنام تحويل نشاطها إلي بيع الأسماك بدلا من الدجاج ، حيث قامت بإغلاق ثمانية مطاعم ، وتخلصت من مليوني دجاجة علي الأقل . وقد اختفى الدجاج أيضا من المطاعم الفاخرة والفنادق والمنازل في المدن الكبيرة بفيتنام إلا أنه مازال متاحا على نطاق واسع في الريف والشوارع .
توحيد الجهود السبيل الوحيد للنجاة
وحتى لا تتضاعف الأزمة ويتفشى المرض بشكل أكبر ، دعت منظمة الصحة العالمية ، إضافة إلى المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة التغذية والزراعة ، إلى حشد الأموال والخبرات لمكافحة هذا الوباء الذي يهدد حياة البشر وقطاع الزراعة وبخاصة تربية الدواجن في عدد من البلدان الآسيوية . وأكدت المنظمة أنها تعمل إلى جانب شركات أدوية عالمية ، على تطوير "لقاح" لمعالجة هذه المعضلة مشيرة إلى أن الأمر قد يتطلب ستة أشهر .
وقد دعت المنظمة الأشخاص المتوجهين إلى المناطق المصابة بهذا الوباء للابتعاد عن أسواق الدواجن والمزارع التي سجلت فيها حالات إصابة بهذا الوباء ، معتبرة أن هذا الوباء أشد خطورة من الالتهاب الرئوي اللانمطي " سارس " الذي خلف نحو 800 قتيل في 32 بلدا وبخاصة في القارة الآسيوية .
وعلى خلفية هذا الانتشار السريع للوباء عقد المسؤولون بالدول التي سجلت فيها حالات إصابة بالوباء اجتماعا بالعاصمة التايلندية بانكوك لتدارس الأزمة ، وسط نداءات لتوحيد الجهود لمكافحة هذا الوباء بالطريقة ذاتها التي واجهوا بها "سارس" . ومن بين الإشكاليات التي تم تناولها خلال الاجتماع ، برزت مسألة مصداقية المعلومات والأخبار التي يتم الإعلان عنها من طرف الجهات الرسمية بخصوص حجم الإصابات المسجلة فوق أراضيها.
وقد خلف مرض أنفلونزا الطيور حتى اللحظة عشرات القتلى ، واتسعت بؤرته لتشمل إضافة لتايلاند وفيتنام كلا من باكستان وإندونيسيا ، في حين سجلت حالات إصابة بهذا الوباء في كمبوديا واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية . كما اتخذت السلطات الباكستانية عدة إجراءات احترازية للحيلولة دون انتشار المرض إلى خارج المدن ، مشيرا إلى أنه لم يبلغ حتى الآن عن حالات إصابة بين البشر.
وفي إندونيسيا ، يشار إلى أن المخاوف من المرض دفعت الناس إلى عدم أكل الدجاج ، كما أن التحذيرات منه تجري عبر الهواتف ، ولا توجد حملة إعلامية بالأرياف لعدم وجود الوسائل الكافية لدى الحكومات هناك .
وفي كوريا الجنوبية ، فرضت السلطات الصحية منطقة حجر صحي حول مزرعة جنوب سول حيث نفقت آلاف الطيور الداجنة ، كما أُجريت اختبارات كشفت انتشار المرض في 16 منطقة في كوريا الجنوبية مما أدى إلى ذبح نحو مليونين من الدواجن منذ ظهور المرض في ديسمبر الماضي .
وبرغم كل التحذيرات التي أطلقتها المنظمات العالمية المعنية بهذا الصدد ، إلا أن كافة الدول الموبوءة بهذا المرض القاتل اتبعت طريقة واحدة تظنها المثلي للتخلص منه ، وهي إعدام الدجاج الذي يشتبه في إصابته بهذا المرض ، حيث تشير الإحصاءات إلي أنه تم إعدام ما يقرب من 11 مليون دجاجة منذ الإعلان عن بداية المرض في ديسمبر الماضي وحتى الآن .
آسيا حائرة بين سارس وأنفلونزا الطيور
لم يتمكن الباحثون من تحديد سبب واحد يصلح لتبرير ظهور وبائي "سارس" و "أنفلونزا الطيور" في قارة آسيا بالذات ، فكل ما يستطيعون تقديمه هو مجرد افتراضات وأسباب محتملة وتحذيرات ، وليست دلائل علمية أكيدة علي انتشار المرض . وفي هذا الصدد ، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن أنفلونزا الطيور يمكن أن تشكل خطرا أكبر بالمقارنة بمرض الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطى " سارس " في قارة آسيا ، إذا لم يتم احتواءه بفعالية.
وفى الوقت ذاته ، أكد متحدث باسم منطقة غرب المحيط الهادي لمنظمة الصحة العالمية ، أن الخطر الكامن لأنفلونزا الدجاج أكبر بالمقارنة بمرض "سارس" ، لأن فيروس "أى اتش5 أن1" الكامن وراء أنفلونزا الطيور يمكن أن يكون مسببا للمرض بدرجة عالية وذلك لأنه ناقل للعدوي .
وبعد أن عجزت الهيئات الطبية العالمية في تقديم تفسير واضح لظهور هذا المرض في هذه المنطقة تحديدا ، يأمل الباحثون أن تكشف الأيام القادمة عن الجديد الذي قد يساعدهم في التوصل لغايتهم المنشودة .
همسة أخيرة لابد منها ..
هل يمكن أن يكون هذا الوباء وقبله وباء سارس القاتل ، جزءاً من مخطط أُعدّ مسبقاً ضد اقتصاديات الصين ودول جنوب شرق آسيا التي شهدت في السنوات العشر الماضية نمواً غير مسبوق ، وباتت تهدد اقتصاد القوى العالمية المهيمنة على الاقتصاد العالمي بالتراجع والانكماش أمامها ؟ .. وهل المد الصيني بشقيه الاقتصادي والعسكري الذي بات يغطي أجزاء واسعة من العالم هو المستهدف الرئيس لهذا المخطط .
وبقول آخر ، هل يمكن أن تكون الولايات المتحدة قد شرعت في شن حربها البيولوجية القادمة على القوى المنافسة لها ، وحددت الصين ومن حولها أهدافا أولى لها ، بعد أن شنت حربها العسكرية علي أفغانستان ومن بعدها العراق ؟ ، وهل يصل الأمر بها إلى درجة التخطيط لشن حرب لا تفرق فيها بين دجاجة وروح إنسان ؟
هذه مجرد تساؤلات تعبر عن مخاوف إنسان هذا العصر الذي تبدلت فيه القيم وحورت المفاهيم حتى أصبح الحق في نظر القوى المهيمنة باطلاً ، وأصبح الباطل سيد الموقف !! .. ومن يدري ، فربما تضيف الأيام لهذه السطور أبعاداً جديدةً لا نعرفها