الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
عذوبة أمل
25-12-2022 - 11:47 am
متى سيكون ذاك اليوم ؟!!..
صيحة طفلٍ يملأ صداها جنبات المكان ...
يحمله والده الحبيب إلى أمه .. وتحتضنه فيهدأ .....
تنهمر دموعها وهي تقبله ....
ترضعه حنانها قبل أن ترضعه غذائه ....
يسكن وينام بين يديها .. يتنعم في أحضانها .....
كالنحلة التي تتنعم برحيق زهرة .. ويسعد الرحيق بانتمائه إليها ....
فلولاها لن يغدو عسلاً .... ولولا الرحيق ما حيت تلك النحلة .....
هاهو يتألم ويصرخ ويبكي .. وهي تتألم معه وتبكي .....
تبيع الدنيا لتعرف سبب بكائه ...
أهو جائع ؟!... أم ضايقه حفاضه ؟!....
أم أزعجه ضجيج الفتيان ؟!.....
أو صوت مذياع الجيران ؟!.....
لا .. لا هذا ولا ذاك .... إذاً لِمَ بكائه ؟!....
تتمنى لو تعرف ما يؤرقه لتهدي نفسه وتتفادى إزعاجه ....
كانت كربانٍ يقود سفينته وعلى حين غره .. هاج عليه البحر .....
هو لا يعرف سبباً لاضطراب أرجائه .......
لن يهدأ ذلك الربان ما لم يهدأ البحر ... ولو يعرف ما هيج البحر عليه لتفادى ثورة أمواجه .....
توقظ زوجها من النوم ويسرعان بِهِ إلى الطبيب .. تبكي له ..
لا أعرف ماذا أصابه .....
لا أرى سبباً لاضطرابه ......
يفحصه الطبيب ثم يدخل إصبعه في فمه ....
ينظر إليهما الطبيب ويبتسم ...
يهرعان إليه ...
يحمله والده وتدخل هي يدها في فمه .. لتمس رؤوس أسنانه .....
تحتضنه فرحةً وتبكي ...
الآن اطمئنت قلوبهما .. وهدأت روعتهما .....
يمر وقت ويبدأ طفلهما بالحبو ...
وهما يجريان ورائه من هنا إلى هناك ....
تلتقط أمه المقص قبل أن يمسكه ....
ويرفع والده كوب الشاي قبل أن يسكبه .....
أصبحت أرض الدار جرداء إلا من بساطٍ يحميه إذا ما حاول الوقوف ثم وقع ....
كل التحف أزيلت ...
وكل الأدوات رفعت .....
أصبح يزعج أمه كثيراً ... و آآهٍ كم تعشق هذا الإزعاج ......
ها هي تقف في المطبخ لتجهز له غذائه .. وفجأة ....
توقع القدر على الأرض وينسكب طعامه المسلوق على قدمها ..
هو ساخنٌ جداً ومع هذا لم تكترث ... بل أسرعت لتلبي ندائه .....
يهرع زوجها ورائها فزعاً لفزعها .. وقلقاً على قدمها ..
تحمل رضيعها وتحتضنه مذهوله .... ثم تبعده عنها قليلاً لتحدثه ...
هل حقاً ما سمعته .. أم أن أذني سمعت ما تتمنى سماعه ؟!...
لكن طفلها الحبيب يعود ليبرهن لها أن ما سمعته لم يكن من محض الخيال .......
تحتضنه مرة أخرى وتبكي ..
ماما .. لطالما تمنت أن تسمع هذه الكلمة ...
فاقت فرحتها حين ذاك فرحة شيخٍ كهل .. عاش حياته كلها وحيداً في صحراء قاحله ....
لا يرى ... لا يسمع ... ولا يتكلم ......
أطعمه إله الكون وسقاه وحماه ......
كان يظن أن الكون خالٍ إلا منه ... ومن ربٍ رحيمٍ أحياه .......
يمضي عمره ...
وفي يومٍ لم يعش مثله يوماً قبله ولا بعده .....
يكرمه الرحمن المنان ...
فيسمع لأول مرةٍ يسمع فيها .. ويا لجمالِ ما يسمع ....
يسمع تغريد الطيور .. وجريان الأنهار ..
يسمع صهيل الخيول .. وهطول الأمطار ...
يا لها من بسمةٍ تلك التي ارتسمت على شفاهه ....
ويا لفرحته حين أدرك أنه ليس وحيداً في الكون .......
يا لهنائه حين أدرك أنه في جنةٍ من جنان الأرض مضيئه ..
لا في صحراء صماء مظلمه .......
لم تزد فرحته على فرحة تلك الأم الحنون .. ها قد بدأ ابنها ينطق ....
ويا لروعة أول كلمةٍ نطقها ...
لن تقلق هي وزوجها الغالي بعدها عند اضطرابه ... ولن يحتارا عند بكائه ..
فهو سيشكو لهما سبب انزعاجه .........
بعد فترة ... أصبح يمسك بإحدى يديه أصابعها ....
ويمسك بيده الأخرى إصبع والده ...
يخطو بين خطواتهما ..
يسرع ليدركهما ... ويبطئان ليريحانه ......
يخاف أن يسير وحيداً ويخشى أن يسقط ..
لكن وجود أبويه بجانبه يطمئنه ....
في تلك الليلة الهادئه ..
رغم اطمئنانه غمر أمه الاضطراب ....
وتملكها الخوف والقلق ...
لقد تأخر زوجها كثيراً .... وكان غيابه محيراً دون أسباب .....
تترك طفلها ينام في غرفته بأمان ..
تذرع أرض البيت ذهاباً وجيئه ....
تنظر في ساعةِ يدها كل خمسِ ثوان ..
ترفع سماعة الهاتف لتطلبه .. فيرن ويرن ... وينقطع دون أدنى جواب .....
تقف أمام باب المنزل ...
ترفع يدها إلى السماء ... وتبتهل إلى المولى بالدعاء .....
تملئ عيناها الدموع ..
تدعو الخالق الحافظ أن يحفظ زوجها من كل مكروه ...
تتصلب في مكانها مذعورة ..
تشعر بشخصٍ يحتضن أقدامها ......
تخفض عينيها ..... لتنظر إلى تلك اليدان المحبوبة .....
تلتفت لترى رضيعها الحبيب قد حارب خوفه وقلقه ليخطو نحوها ...
احتضنها ليذكرها بوجوده ... كأنه أراد أن يقول لها لا تخافي .....
أنا هنا ....... وإن غاب أبي ...
تجلس الأم على ركبتيها فرحة .. في وقتٍ كانت أشد حاجةً فيه إلى ما يفرحها ...
تحتضن طفلها لا رضيعها .....
وتنهمر دمعاتٍ كانت قد تعلقت في أطراف أهدابها ..
ويبكي طفلها لبكائها ....
تسمع صوتاً انتظرت سماعه لساعات ..
تلتفت لترى زوجها الحبيب يقف وهو بأحسنِ حالاته ...
تحمد مولاها على منه وكرمه .. وتحمده على استجابة دعائها ....
تقف وتجري لترتمي في أحضانه ..
تبكي من شدة سعادتها ...
يغمر زوجها الشعور بالذنب .. فتمتد يده لتمسح دمعاتِ زوجته الحانيه....
ودمعات طفله الطاهرة ..........
ها قد جاء اليوم الذي سيذهب فيه كأقرانه إلى المدرسة ....
ذهبت أمه معه في اليوم الأول لتأنس وحشته .. وودعهما أباه عند باب الروضه ....
دخلا ليرى عالماً آخر غير العالم الذي اعتاده ..
تعرف على عددٍ من الأطفال بسرعة .. وبدأ يلعب معهم بسعادة ....
ثم تذكر أمه .. وتلفت يبحث عنها بقلق ...
رآها .. فاطمئنت أساريره ..
كانت تنظر إليه من ركن بعيد ....
وكانت سعادتها بطفلها تفوق سعادته ...
انقضى يومهما .. وعادا إلى المنزل مع والده .......
كان الطفل يحكي لوالده عن يومه في المدرسة .......
ظل يحكي ويحكي منذ ركوبهما السيارة .... وحتى أغمض جفنيه في حضن أمه بعدما ارتفع القمر في كبد
السماء ........
كانت سعادته عظيمه .......
وسعادتهما أعظم .....
وفي اليوم الذي يليه .. استيقظ على قُبلةٍ من أمه الحنون ...
جهزته وعندما اقترب بموعد ذهابه .. ألبسته حقيبته وبدأت توصيه .......
التفت إليها متعجباً .. وكاد أن يصاب بالجنون ..
" ألن تذهبي معي يا أمي ؟!... "
هدأته أمه بهمساتٍ من صوتها الحنون .....
لقد كبرت يا بني ..
ستذهب مع والدك وتعود تماماً كما حدث بالأمس .....
لكن هناك فرقٌ صغير هو أنني لن أكون في ذلك الركن أرى ما تصنع ...
لا تحكي لوالدك عن يومك قبلي .. فأنا أيضاً أريد أن أسمع ..
يطمئن قليلاً ويمسك يد والده ...
تودعهما بقبلةٍ وبسمه ..
تمتلئ عيناها بالدموع ..
منذ ولادته لم تتركه للحظه ....
وبعدما غابا عن ناظرها .....
تنهمر دمعه ... وتدعو المولى .......
استودعكما الله الذي لا تضيع ودائعه.................
تمر أيامٍ تجر ورائها السنون ...
وكانت تمضي دون أن تشعر بها تلك الحنون ....
كانت تبدأ يومها بإيقاظ زوجها الحبيب .. وطفلها الصغير ...
تذهب للمطبخ لتعد لهما فطورهما ....
وتعود مسرعةً لتلبي نداءاتهما ..
تقف عند باب الدار لتودعهما .....
ويمضي عليها النهار دونهما ...
تنظر إلى الساعة ....
" ها قد حان موعد عودتهما ...."
تترك ما في يدها وتجري إلى غرفتها ...
تسرح شعرها ...
تبدل لباسها ...
وتلقي نظرةً في المرآة على هندامها .....
تهم بالخروج لكنها تتذكر شيئاً ثم تعود ..
ترفعَ زجاجة عطرٍ رائعه .. كانت رائحة العطر تفوق جمال الزجاجة ...........
ترش قليلاً من العطر على معصمها .. وتمسح به عنقها .....
لقد عشقت ذلك العطر لحب زوجها له ....
تذهب وتقف أمام الباب لتستقبلهما ..
تقضي باقي يومها معهما ...
تذاكر لابنها وتلاعبه .. وتحدث زوجها وتؤنسه ......
ينتهي يومهم ..
تمسك يد طفلها وتذهب معه لغرفته .....
تروي له حكايةً فينام في حضنها ...
تقبل خده ...
وتذهب لتنام هي الأخرى في حضن زوجها ...........
كان ذلك اليوم مميزاً بالنسبة لهم ...
كانت السعاده تغمرهم ..
وقفت كعادتها تودع زوجها وابنها .....
لقد غبطت زوجها على مرافقته ابنهما في ذلك اليوم ....
سينظر إلى بسمة ابنه في يوم تخرجه .. ويسمعه وهو يلقي كلمته ....
آآهٍ كم تمنت لو تكون معهم ....
كانت تنتظر عودتهما منذ خروجهما .....
أسرعت إلى الباب حين سمعت صوت السيارة ......
فتحت الباب لهما ...
قبلت زوجها ثم التفتت لابنها ..
قبل رأسها ثم انحنى ليقبل يدها ........
وقفت تنظر إليه في زيه الرسمي ...
" ها أنا يا أمي قد أصبحت من تمنيتني دوماً أن أكون ......."
لم يشأ زوجها أن يحرمها متعة رؤية ابنها في ذلك اليوم .. ناداها فالتفتت إليه .....
رأته يقف بجانب التلفاز الذي يعرض تسجيلاً لحفل ابنها ....
اقتربت لتجلس أمامه ... ها هو ابنها ينوب زملائه .....
وقف أمام المنبر يلقي كلمة التخرج .. ثم أتبعها بشعرٍ أهداه لوالديه ......
اضطربت مشاعرها .. وسالت دمعاتها وهي تسمع ابنها ينطق بما لم ينطق العربُ بمثله قبله .. ولا بعده ......
لقد هز بشعره المكان ...
ولكلماته اقشعرت الأبدان ........
أنهى شعره الذي تمنت ألا ينتهي ... وأثنى عليه الجميع بثناءٍ لا ينقضي .....
ها هو طفلها يقف أمامها رجلاً .. استحوذ على قلوب الناس بنبله وأخلاقه ..
وفاق الكثير برصانته وذكائه ...
قامت إليه وقبلت جبينه ...
" سلِمتَ لي يا ولدي وسَلمتَ لي رجولتك ونبل أخلاقك ....."
آآهٍ كم تعشق زوجاً عاشت في أحضانه وأحبته ...
وآآه كم تعشق ابناً أنجبته وربته ....
كانت تتنفس أنفاسهما ..
وتحيا بحبهما ...
كانا كقلبها الصغير ...
لن تحيا دون نبضاته ..
ولن ينبض دونهما .....
يا تُرى ....
هل سأكون يوماً ما تلك الزوجة العاشقه واجد ذلك الرجل الحنون الذي يغمرني بحبه ودفئه ؟!....
هل سأكون يوماً ما تلك الأم الحانيه وأنجب طفلاً أعشقه وأقضي عمري في تربيته ؟!!....
وهل سأعيش ليومٍ أرى فيه طفلي رجلاً يعشقه الكون كله ؟!!....
متى سيكون ذاك اليوم ؟!!..
عذوبة أمل


التعليقات (9)
عذوبة أمل
عذوبة أمل
إلى كل غاليه تمر على صفحتي ....
أدرك طول خاطرتي ....
ولكن لي طلبٌ كريمةٌ من تلبيه
ولو بكلمة ........
عبري عن رأيك بما قرأتيه .......
تحيتي:
عذوبة أمل

dona_al3asoolah
dona_al3asoolah
عذوبة أمل......المبدع ه....
رائعه....مبدعه....متألقه....واقعيه......صادقه..... ...
فعلا..................رائعه رائعه رائعه....
عزيزتي......
سلمت أناملك على ماخطّت من كلمات رائعه.....من أحرف عبرت عن العشق والحب بطريقتها....
خاطرة جباره.....فعلا......تمعنت كل حرف قراته....وكل حرف كان ينم عن شخصية من خطه بحبره..وواقعيته..
...
الرضيع والطفل والشاب والزوج والأم الحنون...المربيه المخلصة....العاشقه المرهفه.....
كم استمتعت بقراءة ماكتبتي.......
ابداع يليه ابداع......مرحلة تليها مرحله.....صغر يليه كبر...
طفولة يليها شباب.....وشباب يليه الهرم.....
لم يستطيع لساني النطق بالكثير.....هذا فقط بوح قليل ونثر بسيط مما استطاعت أنملتي خطه لك أيتها الحنون...
استمري ...انثري ...ابدعي...صوري أجمل اللحظات...
دمتي بالف خير وسعاده..

عذوبة أمل
عذوبة أمل
غاليتي دونا .....
كريمةٌ أنت كما قُلت......
أنرتي صفحتي وعطرتيها بمجرد إطلالتك عليها ..... وإطرائك زادها بهائاً وروعة ...
كلماتك ورأيك فخرٌ لي غاليتي .... لاحُرِمتِ ذلك الفخر .....
سلمت أُنملتكِ على ما خطت
فما خطت ليس بقليل .....
وسلمتِ غاليتي من كل سوء .........
تقبلي تحيتي:
عذوبة أمل

عذوبة أمل
عذوبة أمل
متى سيكون ذاك اليوم ؟!!..

شجون الليل...!!
شجون الليل...!!
كلما ت رائعه و حساسه
يسلموا

عذوبة أمل
عذوبة أمل
الله يسلمك غاليتي شجون
شاكرة لكِ مرورك وإطرائك ..... لا تحرميني إطلالتك

كبرياءانثى
كبرياءانثى
عذوبة امل
سلمت يمينك
كلمات في منتهى الروعه
واحساس جميل وصادق
دمتي لنا بكل ود
كبرياء انثى

كتكووته بطعم التوته
كتكووته بطعم التوته
اه
متى سيكون ذلك اليوم؟؟؟؟
رائعه ياخيتو..
مبدع ة قليلة عليك..
الصراحة مرة اندمجت معاها واتمنيت انه يجيني هاليوم...

عذوبة أمل
عذوبة أمل
غاليتي كبرياء أنثى ....
عذراً على التأخير في الرد ومشكورة على مرورك الكريم
الله لا يحرمنا هالطلة
تقبلي تحيتي:
عذوبة أمل

كفاك تقتلني أيها الزمن
قلب المحب