متيمة به

من صفحاتي الغير مقروءة
والتي اصابها غبار الزمن
والتي اختفت طويلا داخل صندوق صدري
لتندثر اليوم أمامكم
بوحي الذي عجز وشاب داخلي
انفض منه حزني
وفرحي وتعبي
لأقف على قدماي مرة أخرى
لا أكترث بعصف
ولا يوحشني ظلام
ومن قوت حبي المدفون له أستمد طاقة لا محسوسة
صنعها بحبه لي وأمدني بها بعينيه التي ترعياني
وبيديه التي تحضناني
وهل تراكم معي تندمجون بفكركم ؟
فترون بي وبه مالا يراه غيركم من فاقدي الشعور بروعة الحب وشغف حبيبين
اندثر حبهما زمناً طويلا في نطاق اللا معقول والغير واجب
وخدش العادات والتقاليد وبؤرة لانستطيع التحلل منها
جئتكم بعد صبر طال ونفذ
فزوادتي هرأة من طول انتظاراتي ومن ويلات اشتياقاتي
فالليل صاحب لي فأسألوه عني وعن سهري
عن عدد نجومه التي تقدرها عيناي طويلا
وعن قمره الذي اتابعه من ولادته وحتى طفولته ووصولا الى شبابه ومن ثم موته
كأنا أعيش لحظاتي مثله روتين عجزت عن اختراقه
فقط روح بي تسافر وتجوب الأقطار والأوطان باحثتاً عنه
اناديك يا الله أن تجمعني به وإن شابت شعرات رأسي وان اصاب وجهي تجاعيد الزمن
اجمعني به وأذقني من حلاوته ولو يوما فقط وبعدها أمتني ...
من صفحات مغبرة
نفضت غبارها في جنبات همسكم
آملة بقلوب ترتشف بوحي بذائقة صادقة
متيمة به