- قررت ترك غرفتها محاولتا ان ترى العالم خارج حدود شرفتها.
- من بعيد بنايات شاهقة يخفي التلوث وسحابة الغبار اغلبها.
بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة الألف صخب و ضجيج
ذات صباح عند شروق الشمس هناك حيث حملت معها الانكسار و الوحدة و كأنهم من تفصيلها التي لا تفارقها.
قررت ترك غرفتها محاولتا ان ترى العالم خارج حدود شرفتها.
ضجيج و صخب من فرطه يصل الى مسامعها من برجها العالي و هنا قررت الالتحام به علها تذوب بتفاصيله او يُذيب هو تفاصيلها.
أرتدت ملابسها المريحة دون عناء او تكلف , توشحت وشاحا شاسع علها تخفي به اغلبها عن العيون , وضعت عليها نظارة شمسية املا ان تخفي حزنا بالعيون تخشى هيا نفسها أن تلمحه او لتواري بها دمعات باتت تسيل لا اراديا بلا مبرر مقبول.
بالشارع نسمات هواء باردة متخلفة من ليلة سابقة قبل أن تفرض اشعة الشمس سيطرتها ليعم الاجواء الدفىء.
أب يصتحب أبنائه الى المدرسة لا يرى امامه من فرط التعجل , أم تحاول جاهدة أن تدير مركبتها الرافضة الحراك . بواب يمارس صبيحته وسط سيارات بنايته تنظيف و تلميع
من بعيد بنايات شاهقة يخفي التلوث وسحابة الغبار اغلبها.
التصقت و اعتمدت السير بمحاذاة جنبات الطريق عازفتا عن اوسطه و كأنها تنشدالاختفاء بالجدار عن عيون الماره عبثا ترمقها العيون تراهم لماذا ينظرون تفرد وشاحها على اغلب جسدها .... ليستمر الماره في نظراتهم ...ماذا هناك هل الى هذا الحد يخترقوها هل يروا مابداخلها بعد تلك التحصينات ام انها هذه عادات الماره.
جاهدة تعبر طريق سير سيارات لا ترى لسواها الحق بالطريق , طريق اشبه بشخص خضع لعملية فتح بطن لم تكتمل.
اخيرا و بنجاح وصلت الى اقرب حديقة من منزلها, حديقة كانت ذات يوم ...... و كانت
اليوم تمشي بمحاذاة اسوارها المتهالكة أغلبها كتب عليها عبارات تندد بزعيم مجرم يعتلي كغيره اعلى المنابر.
من الداخل تظهر اشجارها العملاقة ذات الخضار الداكن تأن من طبقات الغبار المتراكمة على اوراقها و كأنها تختنق من العوز لضوء الشمس او أكسجين لا يصل الى لحائها.
ترمق داخلها سرب من الحمام أتخذ جنبات الحديقة ملجأ و ملاذ من صخب المدينة , تتمنى لو تنتمي له و لو بحياة اخرى.
على الرصيف بائع الخضرة عبثا يواري بضائعه البالية بأخرى أفضل و أن كانوا جميعم غير صالحين للبيع.
عند المفرق بائع الجرائد كالحمار يحمل اثقالا يبيع اكاذيب و اكاذيب.
وجوه و وجوه تعتمر البؤس والانكسار و ان راوغوا و تدثروا حلو الرداء
كلا يخفي روحه بما تحمل خلف اسوار المظاهر والنفاق
فتلك التي ترتدي احشم الثياب تراها حشمة المبادئ
و هذه المتحررة ربما تحمل بداخلها طهرا بأخرى لا يقارن
و هذا الذي يطأطئ راسه بالارض ورعا ربما ان امتلك الفرصة افترسها بنظراته
ارواح وارواح تهيم بالعالم الواسع تُخفي غير ما تُبدي
في مدينة تحمل الكثير من المتناقضات
نهارها بؤس و شقاء و ليلها سهر و عربدة.
و يظل شعب النهار يكافح و شعب الليل يسافح
هنا شعرت بالاكتفاء و قررت رحلة العودة الى غرفتها فالخارج ليس افضل بالكثير من الداخل.
تُرى هل ستكرر التجربة أم ستظل قابعة بغرفتها تُطل على العالم من شُرفتها ؟
الهدوء والهمس
الأمل واليأس
الحب والكره
التأمل والنفس ..
مشاعر رائعة ووصف أوفى وأجمل ..
سعدت واستمتعت وحزنت وأنا أقرأ هذا السكب الشجي ..
وطمعت روحي بالمزيد
لا تبخلي أبدا به علينا غاليتي أم عبده ..
حقا أجدت الوصف ومن دون أي مجاملة ..
شكرا لك ..