- وجمع كم قرش .. وقرّر يفتح محل !
- استأجر المحل .. وراح للبلدية لإصدار ترخيص
- لكن ؟
- طيب ما فيه محكمة ؟ ما فيه شرطة ؟!
- لا طبعا .. وتحوّلت المفاوضة بينهم إلى " كم تعطيني وأطلع " !
- ههه معقول ؟!
- وبدأ خياله يسرح .. وهو ينظر إلى سيارته
- ياخي أنا وراعي البقالة نصلح ! .. أنت خلك في السيارة
- وجمع كم قرش .. وقرّر يفتح محل !
- استأجر المحل .. وراح للبلدية لإصدار ترخيص
- لكن ؟
- طيب ما فيه محكمة ؟ ما فيه شرطة ؟!
- لا طبعا .. وتحوّلت المفاوضة بينهم إلى " كم تعطيني وأطلع " !
- ههه معقول ؟!
- وبدأ خياله يسرح .. وهو ينظر إلى سيارته
- ياخي أنا وراعي البقالة نصلح ! .. أنت خلك في السيارة
مذكرات واحد من عيال حارتنا
بعد أن تخرج من الجامعة
انطلق يبحث عن وظيفة
وابتسامته جاوزت حدود وجه !
لكن ( يصير خير ) .. كانت الجملة المختصرة المفيدة التي سمعها من أكثر الذين سبقوه بالتجربة !
الأخ تذكّر " دلوني على سوق المدينة "
وجمع كم قرش .. وقرّر يفتح محل !
استأجر المحل .. وراح للبلدية لإصدار ترخيص
ومن البلدية إلى المحل ... إلى المكتب الهندسي .. إلى الدفاع المدني .. إلى البلدية .. إلى المحل .. إلى المقاول .. إلى المكتب الهندسي .. إلى البلدية .. إلى الغرفة التجارية .. إلى الخطاط .. إلى البلدية .. إلى محلات السلامة .. إلى الدفاع المدني .. إلى البلدية .. إلى محلات مواد البناء .. إلى محل فول هذي دخلت عرض إلى إلى .. وأخيرا " وبالتي هي أشين " حصل على الترخيص !
لكن ما أمداه ياخذ نفس .. إلا ومكتب العقار متصل عليه !
: آلو .. يالحبيب .. أجار المحل !
ولمّا جت مسألة " العمالة " ألغى فكرة المحل تماما .. لأنه ما فيه أمل يعطونه عمالة " ولا حتى بالتي هي أشين " !!
الحمدلله على كل حال .. ماني أول واحد يفشل مشروعه
كان هذا موقفه من فشله الأول .. وبكل ثقة
ورجع يدوّر على وظيفة
وأخيرا حصل " بالواسطة " على وظيفة حكومية براتب 3000 ريال
طبعا .. في أول يوم داوم فيه .. جاه واحد من جماعته وطلب منه أن يكفله .. ليشتري سيارة .. وصاحبنا وافق !! ( ولا يحتاج مستقبل هذا الفصل لتفصيل ! )
بعد أسبوعه الأول في الوظيفة .. قال له زميله في العمل عندما رأى حماسه
أقول يالأخو .. لا تتحمس بزيادة !
ليش ؟!
لأنك اشتغلت وإلا ما اشتغلت ما فيه فرق !
كيف ؟
اسمع .. أنا لي أكثر من 8 سنوات في هالوظيفة .. كنت مثلك متحمّس أول ما جيت .. وكنت أظن إن طموحي هو اللي مسبب ثقب الأوزون !
والحين .. وين وصل طموحك ؟
الحين ! .. طموحي مات !
وش هالتشاؤم !
صدقني .. كنت متحمس مثلك أول ما جيبت .. وأخلصت في العمل .. أجي أول واحد .. وأطلع آخر واحد .. وأنجز شغلي أول بأول .. وأحاول أتعلم في مجال عملي وأتثقّف .. وأتعاون مع المراجعين
لكن ؟
لكن .. يوم شفت بعض هالموظفين اللي ما يجون إلا بعد الساعة 9 .. وما فيه أمل يخلصون مراجع .. ويقطون شغلهم على غيرهم .. ولا يهتمون بالعمل .. وآخرتها .. النتيجة وحدة .. يعني الزيادة كل سنة ثابتة .. وبعضهم يحصل على درجة " بالواسطة " وأنا مكانك راوح إذا ما عندي واسطة !
كيف يجي الموظف على كيفه .. ويهمل العمل .. ما فيه عقاب ؟!
لا طبعا ، لأن ما فيه أمل أحد يفصله إلا بأمر من الوزير .. والزيادة السنوية ثابتة ما تتغير .. إلا باجماع دولي .. ياحبيبي الأمور مستوية .. اشتغلت وإلا ما اشتغلت
ما يهمني تجاوزات البعض أهم شي أبرّي ذمتي
صح .. لكن لمّا تشوف الناس تلهف من هالدراهم .. وأنت راس مالك هالراتب !
أي دراهم ؟
العقار يا حبيبي .. أنا أجي هنا تقزير وقت .. وإلا شغلي أصلا بعد العصر في مكتب عقاري .. وبسنا فلوس
أجل شف لي واللي يرحم والديك شغل في حدى هالمكاتب
واشتغل أخونا في مكتب عقاري بعد العصر
قال له صاحب المكتب
رح خذ الأجار من اللي ساكن في الشقة الرابعة في ذيك العمارة .. له سنتين ما دفع الأجار اللي عليه
سنتين ؟! طيّب ليش ما تطلعونه ؟
نطلعه مين يا حبيبي ! .. ما أحد يقدر يطلع أحد .. العقار عندنا " من سبق لبق ".. الحين تسأل عن اللي بيستأجر مثل ما تسأل عن اللي يخطب بنتك !
طيب ما فيه محكمة ؟ ما فيه شرطة ؟!
على طاري المحكمة .. اسمع هالسالفة : فيه واحد مستأجر وما دفع الأجار اللي عليه .. سنة .. سنتين .. ثلاث .. آخر شي راح المؤجِّر وأقام دعوى عليه في المحكمة .. وطالت السالفة .. أخذ ورد .. تدري وش قال المدعي آخر شي ؟
وش قال ؟
قال للمستأجر .. خلاص مسامحك على أجار الخمس سنوات .. بس أطلع من الشقة واللي يرحم والديك !
والله قهر .. وراحت دراهمه في التراب ؟!
وين ياحبيبي .. ما خلصت القصة
ليه ؟! .. ما طلع ؟
لا طبعا .. وتحوّلت المفاوضة بينهم إلى " كم تعطيني وأطلع " !
ههه معقول ؟!
ههه اي نعم .. قال المستأجر وين أروح بعيالي .. وبعد أخذ ورد .. قال المؤجر .. خلاص أبعطيك خمسة ألاف ريال وتطلع .. قال المستأجر : ما تكفي .. وين تلقى شقّة بخمس آلاف ! .. وآخر شي اتفقوا على 12 ألف ريال وعطاه المؤجر شيك بالمبلغ
والقاضي ؟
القاضي يقالّه أصلح بينهم ! .. .. لكن تدري وش صار بعد ؟
وش صار بعد .. لا تقولي ما طلع ؟؟
ههه أخذ المستأجر ال 12 ألف .. ولا طلع .. ههه
ههه لا يمكن .. والمحكمة وش تسوي ؟!
ماهي جهة تنفيذية .. والمشكلة القيود على المستأجر وحتى على الشرطة ما يمكنهم تجاوزها في البيوت .. وشغلة طويلة معقدة !
لاحول ولا قوة إلا بالله
ما علينا .. إلا ما سمعت بشركات توظيف الأموال ؟
إلا .. بس ما أدري وش هم يشتغلون فيه
ما عليك عن اللي يشتغلون فيه .. أهم شي إنهم ناس شكلهم فيهم خير .. ويعطونك أرباح خيالية .. حط دراهمك وما عليك .. لا تفوتك الفرصة
وجمع كم قرش ِ.. وحطها في إحدى شركات توظيف الأموال
( جزء مفقود من النص .. ولا أظن السيناريو يخفى على أحد )
وعاش الصدمة .. مثل غيره
ورجع لوظيفته
بعد ما ضاعت دراهمه في شركات توظيف الأموال
هاهو ذا
يجلس على كرسيه في العمل
فقط .. يتفرج على المراجعين !
لا صوت .. ولا صورة !
وبعد ما خفت الأزمة .. وتجاوز الصدمة
جاءت أخبار سوق طفرة الأسهم " أيام العز "
وبعد تردد .. جرّب نفسه " بحذر " في سوق الأسهم .. لعله يرجع له شي من خسايره
وبالفعل .. كسب في مرات متتالية
واطمأنت نفسه
أرباح بسيطة .. لكنها مضمونة
فالسوق " قوية " .. ومستقبلها " واعد " .. واقتصاد مثل " الجبل " .. ما تهزّه ريح !
ودخل مع هالناس في الأسهم
وزانت أموره
واسترد عافيته
وقرّر الإستقالة
علشان ما يظلم شغله
ويتفرغ للأسهم
واشترى سيارة جديدة
وقرر أن يتزوج
الزواج .. السهل الممتنع !
اللي مثل بيض الصعو .. تسمع به .. ولا تشوفه !
ومع أنهم يقولون إن عدد البنات عندنا فوق ال 7 مليون
وإذا بغيت الزواج .. يمنّون عليك .. تقول ما في البلد إلا هالبنت !
ومع أن أخينا " ما هو شين " .. ولا هو " من الذي يلعب على الحبلين "
إلا أنه جلس شهور طويلة علشان يوافقون عليه " وبشروطهم طبعا !
ودفع المهر " هاك الحسبة "
وزواج بمواصفات خاصة " .. على غفلة ! "
( فستان العرس .. ألماس .. زفة .. كوشة .. طقاقات .. بوفيه مفتوح .. ليلة العمر .. " الناس وش تقول " .. )
وأنواع وجع الراس
وأخيرا .. تزوّج
وسافر مع عروسه
سافر .. في " ربوع بلادي "
وطلعت عليه تكاليف " السياحة الداخلية " أغلى من بيع السوق
لو رايح ل " كان " .. كان أرخص له !
ويوم رجع
راحت العروس تزور أهلها
وما رجعت !!
ليه ؟!
" طمحت " !! ( كما يقولون والحقيقة طمعت ! )
ولأن الأخ " عصبي " طلّقها " مع أنه يدري إن السالفة من تحت راس أهلها " !
و نسى السالفة بسرعة .. مع انشغاله بالأسهم
وبدأ يدخل بالأسهم " صح "
السوق انتعش
السوق تعدى ال 16 ألف نقطة
السوق .. يمكن ياصل لل 18
السوق تعدى ال 19
ما فيه خوف على السوق .. إلى ال 24 بالراحة
وشي يط
ومسط السوق من 21 ألف نقطة
إلى
..
..
..
..
..
..
7 آلاف نقطة !!
أما المنزلة بين هالمنزلتين .. فقد كان أخونا فيها في شبه " غيبوبة "
لا يستطيع حتى تخيلها !
..
..
..
ها هو ذا يمشي على الرصيف
يديه في جيبه
لا وظيفة
لا مال
لا زوجة
ولا حتى جوال !
وغارق في الديون
لم تبق معه إلا سيارته .. التي تنتظره هناك
سيارته .. التي اشتراها قبل أقل من سنة
وتحملت خلال " الكم شهر فقط " أكثر من نصف مليون مطبّة .. في شوارعنا " المثالية "
وبدأ خياله يسرح .. وهو ينظر إلى سيارته
" يعني إذا كانت في اليوم الواحد .. تقطع ما يقارب ال 100 كيلو .. وفي الكيلو الواحد .. تآكل السيارة أكثر من 20 مطبة .. يعني في أقل من سنة .. تتحمل السيارة أكثر من 500 ألف مطبة .. ومع أن " الصخر " لو نزل عليه 100 ألف نقطة ماء .. كان انكسر ! إلا أن السيارة تصبر على كل هذي الصدمات ! "
يا سيارتي الحبيبة .. أتعلّم منها " الصبر على الصدمات "!
وفي طريق عودته .. إلى بيته
توقف بسيارته عند بقالة ليطّلع على آخر أخبار الجرايد
وفي أقل من دقيقتين .. عاد لسيارته .. ليجد أنها سُرقت !
سيارته .. " اللي ما بقى له من طوايف الدنيا غيرها " !
سيارته .. " اللي صبرت على نص مليون مطبة "
سيارته .. " اللي كان قبل خمس دقايق يسولف عنها "
سيارته
سُرقت الآن
ورجع يركض للبقالة
لو سمحت اتصل بالشرطة
واتصل اللي يبيع بالبقالة بسرعة .. وعطاه السماعة
آلو .. الشرطة .. سيارتي انسرقت
قل قَسم !
ايش ؟!!
طيب متى انسرقت ؟
قبل دقيقتين .. أنا كنت داخل المحل .. وما أمداني أرجع إلا وال
على هونك .. لا تحاسب إنك أول واحد تنسرق سيارته
يه ؟! .. حتى السرقة فيها أول واحد ؟!
المهم لحظة خل أشرب الشاهي .. ش ايوه .. تقولّي وشلون انسرقت ؟
وقّفت عند البقالة .. ونزلت أقرا جريدة .. ويوم رجعت لقيتها انسرقت
لحظة .. لحظة .. شريت الجريدة .. وإلا قريتها بدون ما تشتريها .. مثل حركات بعض الناس ؟!
ياخي أنا وراعي البقالة نصلح ! .. أنت خلك في السيارة
" حلوة راعي البقالة هذي " .. أقول اسمع يالحبيب لا يكثر قرقك .. عطني رقم السيارة ونوعها .. والمكان اللي انسرقت فيه .. واسمك ورقم تلفونك .. وأبشر .. كلها كم سنة .. وإن كان السارق رجال فيه خير .. يمكن نرسل لك رقم التشليح
طوط .. طوط .. طوط
وأُغلقت السماعة في وجهه !!
وسأل اللي يبيع بالبقالة متعجبا !
وش القصة ؟!! .. هذا ما أظنه من الشرطة !
لحظة أشوف الرقم اللي اتصلت فيه .. اوه آسف .. الظاهر إني دقيت على هذا الرقم من العجلة .. هذا رقم صاحب البقالة .. وهو أنواع اللكاعة .. آسف .. خذ كلّم الشرطة
( وهمس اللي يبيع في البقالة لصاحبنا : شف .. أقترح عليك تقول للشرطة إن اللي سرق السيارة يمكن يكون ارهابي .. شرط يجيبون لك سيارتك بعد ساعة .. بس تحمّل التحقيق ! )
لا ياحبيبي .. تضيع السيارة .. ولا أضيع أنا !
آلو .. الشرطة .. سيارتي انسرقت !! .. ( وانهار يبكي )
وراح البيت .. ما بقى منه إلا شوي من جسمه وأربعة خطوط صغيرة في وجهه " عيون وفوقهن حواجب " .. ودخل .. وحط راسه يبي ينام .. وما درى إلا وبالباب يطق !
أكيد السيارة جت ؟
وراح يفتح الباب
السلام عليكم .. وقّّع هنا لو سمحت
على ايش أوقّع
هذا موعد حضورك المحكمة .. للدعوى المقامة ضدك من وكالة السيارات بصفتك وكيل فلان اللي اشترى منهم سيارة .. وما دفع ولا قسط !
وقّع الورقة بكل هدوء
ثم التفت إلى " الكميرا " .. وقال
قد تكون قصتي مبالغ فيها شويّة .. ما يخالف .. ومع الإقرار بوجود المخلصين .. والمجتهدين .. لكن لا بد من البحث في الأخطاء .. حتى لو لم تكن ظاهرة .. ومحاولة تصحيحها
وتمسّون على خير !
بعد أن تخرج من الجامعة
انطلق يبحث عن وظيفة
وابتسامته جاوزت حدود وجه !
لكن ( يصير خير ) .. كانت الجملة المختصرة المفيدة التي سمعها من أكثر الذين سبقوه بالتجربة !
الأخ تذكّر " دلوني على سوق المدينة "
وجمع كم قرش .. وقرّر يفتح محل !
استأجر المحل .. وراح للبلدية لإصدار ترخيص
ومن البلدية إلى المحل ... إلى المكتب الهندسي .. إلى الدفاع المدني .. إلى البلدية .. إلى المحل .. إلى المقاول .. إلى المكتب الهندسي .. إلى البلدية .. إلى الغرفة التجارية .. إلى الخطاط .. إلى البلدية .. إلى محلات السلامة .. إلى الدفاع المدني .. إلى البلدية .. إلى محلات مواد البناء .. إلى محل فول هذي دخلت عرض إلى إلى .. وأخيرا " وبالتي هي أشين " حصل على الترخيص !
لكن ما أمداه ياخذ نفس .. إلا ومكتب العقار متصل عليه !
: آلو .. يالحبيب .. أجار المحل !
ولمّا جت مسألة " العمالة " ألغى فكرة المحل تماما .. لأنه ما فيه أمل يعطونه عمالة " ولا حتى بالتي هي أشين " !!
الحمدلله على كل حال .. ماني أول واحد يفشل مشروعه
كان هذا موقفه من فشله الأول .. وبكل ثقة
ورجع يدوّر على وظيفة
وأخيرا حصل " بالواسطة " على وظيفة حكومية براتب 3000 ريال
طبعا .. في أول يوم داوم فيه .. جاه واحد من جماعته وطلب منه أن يكفله .. ليشتري سيارة .. وصاحبنا وافق !! ( ولا يحتاج مستقبل هذا الفصل لتفصيل ! )
بعد أسبوعه الأول في الوظيفة .. قال له زميله في العمل عندما رأى حماسه
أقول يالأخو .. لا تتحمس بزيادة !
ليش ؟!
لأنك اشتغلت وإلا ما اشتغلت ما فيه فرق !
كيف ؟
اسمع .. أنا لي أكثر من 8 سنوات في هالوظيفة .. كنت مثلك متحمّس أول ما جيت .. وكنت أظن إن طموحي هو اللي مسبب ثقب الأوزون !
والحين .. وين وصل طموحك ؟
الحين ! .. طموحي مات !
وش هالتشاؤم !
صدقني .. كنت متحمس مثلك أول ما جيبت .. وأخلصت في العمل .. أجي أول واحد .. وأطلع آخر واحد .. وأنجز شغلي أول بأول .. وأحاول أتعلم في مجال عملي وأتثقّف .. وأتعاون مع المراجعين
لكن ؟
لكن .. يوم شفت بعض هالموظفين اللي ما يجون إلا بعد الساعة 9 .. وما فيه أمل يخلصون مراجع .. ويقطون شغلهم على غيرهم .. ولا يهتمون بالعمل .. وآخرتها .. النتيجة وحدة .. يعني الزيادة كل سنة ثابتة .. وبعضهم يحصل على درجة " بالواسطة " وأنا مكانك راوح إذا ما عندي واسطة !
كيف يجي الموظف على كيفه .. ويهمل العمل .. ما فيه عقاب ؟!
لا طبعا ، لأن ما فيه أمل أحد يفصله إلا بأمر من الوزير .. والزيادة السنوية ثابتة ما تتغير .. إلا باجماع دولي .. ياحبيبي الأمور مستوية .. اشتغلت وإلا ما اشتغلت
ما يهمني تجاوزات البعض أهم شي أبرّي ذمتي
صح .. لكن لمّا تشوف الناس تلهف من هالدراهم .. وأنت راس مالك هالراتب !
أي دراهم ؟
العقار يا حبيبي .. أنا أجي هنا تقزير وقت .. وإلا شغلي أصلا بعد العصر في مكتب عقاري .. وبسنا فلوس
أجل شف لي واللي يرحم والديك شغل في حدى هالمكاتب
واشتغل أخونا في مكتب عقاري بعد العصر
قال له صاحب المكتب
رح خذ الأجار من اللي ساكن في الشقة الرابعة في ذيك العمارة .. له سنتين ما دفع الأجار اللي عليه
سنتين ؟! طيّب ليش ما تطلعونه ؟
نطلعه مين يا حبيبي ! .. ما أحد يقدر يطلع أحد .. العقار عندنا " من سبق لبق ".. الحين تسأل عن اللي بيستأجر مثل ما تسأل عن اللي يخطب بنتك !
طيب ما فيه محكمة ؟ ما فيه شرطة ؟!
على طاري المحكمة .. اسمع هالسالفة : فيه واحد مستأجر وما دفع الأجار اللي عليه .. سنة .. سنتين .. ثلاث .. آخر شي راح المؤجِّر وأقام دعوى عليه في المحكمة .. وطالت السالفة .. أخذ ورد .. تدري وش قال المدعي آخر شي ؟
وش قال ؟
قال للمستأجر .. خلاص مسامحك على أجار الخمس سنوات .. بس أطلع من الشقة واللي يرحم والديك !
والله قهر .. وراحت دراهمه في التراب ؟!
وين ياحبيبي .. ما خلصت القصة
ليه ؟! .. ما طلع ؟
لا طبعا .. وتحوّلت المفاوضة بينهم إلى " كم تعطيني وأطلع " !
ههه معقول ؟!
ههه اي نعم .. قال المستأجر وين أروح بعيالي .. وبعد أخذ ورد .. قال المؤجر .. خلاص أبعطيك خمسة ألاف ريال وتطلع .. قال المستأجر : ما تكفي .. وين تلقى شقّة بخمس آلاف ! .. وآخر شي اتفقوا على 12 ألف ريال وعطاه المؤجر شيك بالمبلغ
والقاضي ؟
القاضي يقالّه أصلح بينهم ! .. .. لكن تدري وش صار بعد ؟
وش صار بعد .. لا تقولي ما طلع ؟؟
ههه أخذ المستأجر ال 12 ألف .. ولا طلع .. ههه
ههه لا يمكن .. والمحكمة وش تسوي ؟!
ماهي جهة تنفيذية .. والمشكلة القيود على المستأجر وحتى على الشرطة ما يمكنهم تجاوزها في البيوت .. وشغلة طويلة معقدة !
لاحول ولا قوة إلا بالله
ما علينا .. إلا ما سمعت بشركات توظيف الأموال ؟
إلا .. بس ما أدري وش هم يشتغلون فيه
ما عليك عن اللي يشتغلون فيه .. أهم شي إنهم ناس شكلهم فيهم خير .. ويعطونك أرباح خيالية .. حط دراهمك وما عليك .. لا تفوتك الفرصة
وجمع كم قرش ِ.. وحطها في إحدى شركات توظيف الأموال
( جزء مفقود من النص .. ولا أظن السيناريو يخفى على أحد )
وعاش الصدمة .. مثل غيره
ورجع لوظيفته
بعد ما ضاعت دراهمه في شركات توظيف الأموال
هاهو ذا
يجلس على كرسيه في العمل
فقط .. يتفرج على المراجعين !
لا صوت .. ولا صورة !
وبعد ما خفت الأزمة .. وتجاوز الصدمة
جاءت أخبار سوق طفرة الأسهم " أيام العز "
وبعد تردد .. جرّب نفسه " بحذر " في سوق الأسهم .. لعله يرجع له شي من خسايره
وبالفعل .. كسب في مرات متتالية
واطمأنت نفسه
أرباح بسيطة .. لكنها مضمونة
فالسوق " قوية " .. ومستقبلها " واعد " .. واقتصاد مثل " الجبل " .. ما تهزّه ريح !
ودخل مع هالناس في الأسهم
وزانت أموره
واسترد عافيته
وقرّر الإستقالة
علشان ما يظلم شغله
ويتفرغ للأسهم
واشترى سيارة جديدة
وقرر أن يتزوج
الزواج .. السهل الممتنع !
اللي مثل بيض الصعو .. تسمع به .. ولا تشوفه !
ومع أنهم يقولون إن عدد البنات عندنا فوق ال 7 مليون
وإذا بغيت الزواج .. يمنّون عليك .. تقول ما في البلد إلا هالبنت !
ومع أن أخينا " ما هو شين " .. ولا هو " من الذي يلعب على الحبلين "
إلا أنه جلس شهور طويلة علشان يوافقون عليه " وبشروطهم طبعا !
ودفع المهر " هاك الحسبة "
وزواج بمواصفات خاصة " .. على غفلة ! "
( فستان العرس .. ألماس .. زفة .. كوشة .. طقاقات .. بوفيه مفتوح .. ليلة العمر .. " الناس وش تقول " .. )
وأنواع وجع الراس
وأخيرا .. تزوّج
وسافر مع عروسه
سافر .. في " ربوع بلادي "
وطلعت عليه تكاليف " السياحة الداخلية " أغلى من بيع السوق
لو رايح ل " كان " .. كان أرخص له !
ويوم رجع
راحت العروس تزور أهلها
وما رجعت !!
ليه ؟!
" طمحت " !! ( كما يقولون والحقيقة طمعت ! )
ولأن الأخ " عصبي " طلّقها " مع أنه يدري إن السالفة من تحت راس أهلها " !
و نسى السالفة بسرعة .. مع انشغاله بالأسهم
وبدأ يدخل بالأسهم " صح "
السوق انتعش
السوق تعدى ال 16 ألف نقطة
السوق .. يمكن ياصل لل 18
السوق تعدى ال 19
ما فيه خوف على السوق .. إلى ال 24 بالراحة
وشي يط
ومسط السوق من 21 ألف نقطة
إلى
..
..
..
..
..
..
7 آلاف نقطة !!
أما المنزلة بين هالمنزلتين .. فقد كان أخونا فيها في شبه " غيبوبة "
لا يستطيع حتى تخيلها !
..
..
..
ها هو ذا يمشي على الرصيف
يديه في جيبه
لا وظيفة
لا مال
لا زوجة
ولا حتى جوال !
وغارق في الديون
لم تبق معه إلا سيارته .. التي تنتظره هناك
سيارته .. التي اشتراها قبل أقل من سنة
وتحملت خلال " الكم شهر فقط " أكثر من نصف مليون مطبّة .. في شوارعنا " المثالية "
وبدأ خياله يسرح .. وهو ينظر إلى سيارته
" يعني إذا كانت في اليوم الواحد .. تقطع ما يقارب ال 100 كيلو .. وفي الكيلو الواحد .. تآكل السيارة أكثر من 20 مطبة .. يعني في أقل من سنة .. تتحمل السيارة أكثر من 500 ألف مطبة .. ومع أن " الصخر " لو نزل عليه 100 ألف نقطة ماء .. كان انكسر ! إلا أن السيارة تصبر على كل هذي الصدمات ! "
يا سيارتي الحبيبة .. أتعلّم منها " الصبر على الصدمات "!
وفي طريق عودته .. إلى بيته
توقف بسيارته عند بقالة ليطّلع على آخر أخبار الجرايد
وفي أقل من دقيقتين .. عاد لسيارته .. ليجد أنها سُرقت !
سيارته .. " اللي ما بقى له من طوايف الدنيا غيرها " !
سيارته .. " اللي صبرت على نص مليون مطبة "
سيارته .. " اللي كان قبل خمس دقايق يسولف عنها "
سيارته
سُرقت الآن
ورجع يركض للبقالة
لو سمحت اتصل بالشرطة
واتصل اللي يبيع بالبقالة بسرعة .. وعطاه السماعة
آلو .. الشرطة .. سيارتي انسرقت
قل قَسم !
ايش ؟!!
طيب متى انسرقت ؟
قبل دقيقتين .. أنا كنت داخل المحل .. وما أمداني أرجع إلا وال
على هونك .. لا تحاسب إنك أول واحد تنسرق سيارته
يه ؟! .. حتى السرقة فيها أول واحد ؟!
المهم لحظة خل أشرب الشاهي .. ش ايوه .. تقولّي وشلون انسرقت ؟
وقّفت عند البقالة .. ونزلت أقرا جريدة .. ويوم رجعت لقيتها انسرقت
لحظة .. لحظة .. شريت الجريدة .. وإلا قريتها بدون ما تشتريها .. مثل حركات بعض الناس ؟!
ياخي أنا وراعي البقالة نصلح ! .. أنت خلك في السيارة
" حلوة راعي البقالة هذي " .. أقول اسمع يالحبيب لا يكثر قرقك .. عطني رقم السيارة ونوعها .. والمكان اللي انسرقت فيه .. واسمك ورقم تلفونك .. وأبشر .. كلها كم سنة .. وإن كان السارق رجال فيه خير .. يمكن نرسل لك رقم التشليح
طوط .. طوط .. طوط
وأُغلقت السماعة في وجهه !!
وسأل اللي يبيع بالبقالة متعجبا !
وش القصة ؟!! .. هذا ما أظنه من الشرطة !
لحظة أشوف الرقم اللي اتصلت فيه .. اوه آسف .. الظاهر إني دقيت على هذا الرقم من العجلة .. هذا رقم صاحب البقالة .. وهو أنواع اللكاعة .. آسف .. خذ كلّم الشرطة
( وهمس اللي يبيع في البقالة لصاحبنا : شف .. أقترح عليك تقول للشرطة إن اللي سرق السيارة يمكن يكون ارهابي .. شرط يجيبون لك سيارتك بعد ساعة .. بس تحمّل التحقيق ! )
لا ياحبيبي .. تضيع السيارة .. ولا أضيع أنا !
آلو .. الشرطة .. سيارتي انسرقت !! .. ( وانهار يبكي )
وراح البيت .. ما بقى منه إلا شوي من جسمه وأربعة خطوط صغيرة في وجهه " عيون وفوقهن حواجب " .. ودخل .. وحط راسه يبي ينام .. وما درى إلا وبالباب يطق !
أكيد السيارة جت ؟
وراح يفتح الباب
السلام عليكم .. وقّّع هنا لو سمحت
على ايش أوقّع
هذا موعد حضورك المحكمة .. للدعوى المقامة ضدك من وكالة السيارات بصفتك وكيل فلان اللي اشترى منهم سيارة .. وما دفع ولا قسط !
وقّع الورقة بكل هدوء
ثم التفت إلى " الكميرا " .. وقال
قد تكون قصتي مبالغ فيها شويّة .. ما يخالف .. ومع الإقرار بوجود المخلصين .. والمجتهدين .. لكن لا بد من البحث في الأخطاء .. حتى
كله كوم وثقب الاوزون كوم
الله لايبلانا والحقيقه ان مافيها اي مبالغه
مشكورة ياغلا عالموضوع الضريف الجميل