مع الحبيب

مع الحبيب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم المرسلين وبعد :
فإن الله جل جلاله جعل النبي صلي الله عليه وسلم قدوة حسنة لكل مسلم ولما لا
وقد وصفه سبحانه فقال (وإنك لعلي خلق عظيم) فاليوم أحبتي في الله أردت أن
أعيش وإياكم صفحات من حياة هذا النبي الكريم
1- من مشاهد رحمة النبي :
المشهد الأول : عند رجوع النبي من الطائف
هذا المشهد أيها الاحباب كلما جال بخاطري أريد أن أبكي تخيل معي أخي الحبيب
هذا المشهد الرهيب النبي صلوات ربي وسلامه عليه يحاول أن يدعوا هؤلاء
الكفار إلي الإيمان بالله وتوحيده فإذا بهم يكذبونه أشد التكذيب وليس هذا
فحسب بل إنهم يجعلون سفهاءهم يقذفونه بالحجارة حتي تدمي قدماه الشريفتان -
فداك أبي وأمي يا رسول الله - فإذا به يلتجيء من شدة ما يلاقيه إلي بستان
ابني ربيعة ويسند ظهره صلي الله عليه وسلم ثم يقول دعاءه الشهير
((اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس أنت ربي وأنت رب
المستضعفين إلي من تكلني يا رب إلي بعيد يتجهمني أم إلي قريب ملكته أمري إن
لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي
أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل علي
سخطك لك العتبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة إلا بك ))........ الشاهد : أن
جبريل عليه السلام جاءه وملك الجبال فقفال له : يا محمد إن الله قد أمرني
أن أطيعك فإن شئت أطبقت عليهم الأخشبين ؟ فقال نبي الرحمة : لا عسي الله أن
يخرج من بين أصلابهم من يعبده
يا الله !!!!! صدق من سماك يا حبيب بالرؤوف الرحيم
وإليك مشهد آخر لرحمة النبي وهذه المرة بالمؤمنين إذ يبكي النبي يوماً بكاءاً
شديداً فيقول الله لجبريل : يا جبريل اذهب إلي محمد وسله عما يبكيه - وربك
أعلم - , فيذهب جبريل عليه السلام إلي الحبيب النبي الذي يرفع إليه عينين
مليئتين بالدموع ويقول : أمتي ..... أمتي , فيرجع جبريل إلي ربه فيقول الله
لجبريل : يا جبريل قل لمحمد إنا سنشرضيك في أمتك ولا نسوؤك
2- من مزاح النبي :
يروي أن النبي صلي الله عليه وسلم قد وجد يوماً أحد الصحابة يبيع في السوق
فاحتضن النبي هذا الصحابي من الخلف والصحابي الجليل لا يراه فقال الصحابي :
أرسلني , فلما علم أنه النبي استكان في موضعه فقال له النبي : من يشتري
العبد ؟ قال الصحابي : إذا والله يا رسول الله تجدني كاسداً ؟ فقال النبي :
ولكنك عند الله لست بكاسد - وفي رواية ولكنك عند الله رابح -
كان أصحاب الحبيب يقولون للنبي : يا رسول الله إنك لتمازحنا ! قال : ولكني لا أقول إلا الحق
فالنبي صلي الله عليه وسلم يعلم اصحابه والأمة بأسرها أنه لا بأس من المزاح إذا
كان بغير كذب أو ألفاظ بذيئة أو غير ذلك فالنبي صلي الله عليه وسلم كما
تقول عنه السيدة عائشة رضي الله عنها لم يكن فاحشاً أو بذيئاً أما في
أيامنا هذه فلقد رأينا الاعاجيب ولا حول ولا قوة إلا بالله
3-زهد النبي :
كانت حياة النبي صلي الله عليه وسلم حياة زهد وإعراض عن الحياة الدنيا وزينتها
فهو القائل (مثلي ومثل الدنيا كعابر سبيل استظل بشجرة ثم تركها ومضي)
فالحبيب النبي قد أدرك حقيقة هذه الدنيا فلم يرضي بها وآثر الحياة الأخري
عليها حتي أن عمر بن الخطاب قد بكي حال النبي صلي الله عليه وسلم حينما رآه
نائماً علي حصير قد أثر في جنبه , قال ابن كثير في البداية والنهاية : عن
أبي مويهبة مولي رسول الله قال : ابتعثني رسول الله من جوف الليل فقال :
إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي , فانطلقت معه فلما وقف بين
أظهرهم قال : السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح
الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها وآخرها أشر من
الأولي , ثم أقبل علي فقال : يا أبا مويهبة إني قد أعطيت مفاتيح خزائن
الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة ؟ فقلت :
بأبي أنت وأمي يا رسول الله فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ,
فقال : لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة ثم عاد فبدا
وجعه الذي مات فيه
منقول
الجامعة الدولية الالكترونية