- ما هو الطب النبوي ؟؟؟؟
- والسام الموت رواه ابن ماجه
- وإذا كان الإسلام قد أوجب المحافظة على الضرورات الخمس وهي :
- " عليكم بالحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كل داء "
- " عليكم بالسنا والسنوت ، فإن فيها من كل داء إلا السام ، وهو الموت "
- حسان شمسي باشا
- ما هي جلطة القلب Myocardial Infarction :؟
- ما هي العوامل المهيئة للإصابة بمرض شرايين القلب؟
- فكيف تستطيع ذلك؟
- الرياضة البدنية:
- الامتناع عن التدخين :
- معالجة ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر :
- مواجهة الضغوط النفسية :
- فماذا يقول الطب الحديث ؟ ولماذا تراجع الغرب عن عدائه للختان ؟
- تناول بضع تمرات في الصباح !!
- ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) مريم 25
ما هو الطب النبوي ؟؟؟؟
الطب النبوي مجموع ما ثبت وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم مما له علاقة بالطب ، سواء كان آيات قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة ، ويتضمن وصفات داوى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ممن سأله الشفاء ، أو أنه دعا إلى التداوي بها ، كما يتضمن توصيات تتعلق بصحة الإنسان في أحوال حياته من مأكل ومشرب ومسكن ومنكح ، وتشمل تشريعات تتصل بأمور التداوي وأدب الطب في ممارسة المهنة وضمان المتطبب في منظار الشريعة الإسلامية .
وقد أفرد جميع علماء الحديث في كتبهم التي جمعوها من كلام النبوة أبوابا خاصة تحت اسم " باب الطب " ، وكان البادئ منهم في ذلك الإمام مالك في موطئه ، وتبعه في ذلك البخاري فمسلم فأصحاب السنن وغيرهم .
وأول مصنف مستقل عرف لدى المؤرخين في مجال الطب النبوي هي رسالة موجزة للإمام علي الرضا بن موسى الكاظم ( المتوفى عام 203 هجري - 811 م ) ، وقد حققها ونشرها الأخ الأستاذ الدكتور محمد علي البار . ثم ظهر كتاب " الطب النبوي " لعبد الملك بن حبيب الأندلسي ( المتوفى عام 238 هجري - 853 م ) وكان فقيها محدثا لقب بعالم الأندلس ، وهو أول كتاب في الطب النبوي يذكر فيه الأحاديث والأبواب . وقد حقق الكتاب مع تذييله بحاشية قيمة علمية الأخ الصديق الدكتور محمد علي البار .
ويعتبر الموفق عبد اللطيف البغدادي ( المتوفى عام 629 هجري - 1231 م ) أول طبيب قام بشرح طبي لأحاديث الطب النبوي . وكان طبيبا فقيها ونحويا وفيلسوفا ، ومن مؤلفاته
" الطب من الكتاب والسنة " الذي حققه الدكتور عبد المعطي قلعجي .
وألف علماء آخرون كتبا في الطب النبوي ومنهم ابن السني ، وأبو نعيم الأصبهاني ، والتيفاشي ، والكمال بن طرخان ، والإمام الذهبي وغيرهم .
أما الإمام ابن قيم الجوزية فكان من كبار علماء دمشق ، ويعتبر كتابه " الطب النبوي " أشهر الكتب المصنفة في هذا الفن .
ويعتبر كتاب الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 " المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي " من أجمع كتب الطب النبوي ، لأنه حوى معظم ما كتبه السابقون عليه بالإضافة إلى توسعه في علم الحديث .
" تداووا عباد الله " :حديث صحيح رواه الأربعة .فعن أسامة بن شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" تداووا يا عباد الله ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ، إلا داء واحدا ، الهرم "
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء "
وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى "
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء،علمه من علمه،وجهله من جهله ، إلا السام "
والسام الموت رواه ابن ماجه
وفي هذه الأحاديث حث على المداواة . وأن الأدوية ما هي إلا وسائل جعلها الله طريقا للشفاء . وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " علمه من علمه ، وجهله من جهله " حث للأطباء المسلمين على البحث والاستقصاء لاكتشاف أدوية لأمراض لم يعرف لها بعد دواء. وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء بموافقة الدواء للداء ، فلكل دواء مقدار معين يعمل به ، وينبغي ألا يزيد ولا ينقص .
وتعاليم الإسلام كلها تدفع إلى المحافظة على الصحة والارتقاء بها في كافة المجالات ليعيش الإنسان حياة سعيدة طيبة في الدنيا والآخرة .
وإذا كان الإسلام قد أوجب المحافظة على الضرورات الخمس وهي :
الدين والنفس والعرض والمال والعقل ، فإن ثلاثا من هذه الضرورات تتصل بوجوب المحافظة على صحة البدن ، ألا وهي النفس والعرض والعقل . والطب يحفظ البدن ويدفع عنه غوائل المرض . يقول الإمام الشافعي : " صنعتان لا غنى للناس عنهما : العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم " . ويقول أيضا : " لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب " .
وقد تداوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتداوى آل بيته الكرام ، وزوجاته الطاهرات ، وأصحابه المبجلين رضوان الله عليهم أجمعين . ونصح أمته بكثير من أنواع العلاج الذي كان معهودا في زمنه والذي ثبتت فوائده على مر الأيام . ومنه العسل الذي جعل الله فيه شفاء للناس . قال تعالى : " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون
ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون " النحل 68-69
وقد جمعت في كتابي " الاستشفاء بالعسل والغذاء الملكي : حقائق وبراهين " العديد من الأبحاث العلمية الموثوقة التي توضح فوائد العسل الاستشفائية في معالجة أمراض الجهاز الهضمي والربو ومداواة القروح والجروح التي لا تلتئم وغيرها من الأمراض .
وتداوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحبة السوداء ، وحث على التداوي بها :
" عليكم بالحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كل داء "
وقد ظهرت في السنوات الأخيرة أبحاث علمية تتحدث عن فوائد الحبة السوداء في تقوية جهاز المناعة ، وخواصها المضادة للجراثيم والسرطان ، وتخفيف التهابات المفاصل وغيرها. وقد جمعت ذلك كله في كتابي " الشفاء بالحبة السوداء " .
وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستعمال زيت الزيتون فقال :" كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة "
وأكدت الدراسات الحديثة أن زيت الزيتون هو أفضل أنواع الزيوت ، وأنه يخفض مستوى الكولسترول في الدم ، كما يفيد في الوقاية من مرض شرايين القلب ، ويخفض ضغط الدم المرتفع .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا علي بن أبي طالب :" كل الثوم .. فلولا أني أناجي الملك لأكلته "
وقد أثبتت الدراسات العلمية فوائد الثوم في خفض كولسترول الدم ، والوقاية من مرض شرايين القلب التاجية وخفض ضغط الدم . هذا إضافة إلى تأثيراته المضادة للجراثيم والفطور وغيرها .
ولفت الله تعالى النظر إلى نعمة وجود السمك فقال :" وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا "
وقال عليه الصلاة والسلام من حديث رواه البخاري :" أما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد الحوت "
وما زيت السمك الذي يتحدث عنه خبراء الصحة إلا من كبد الحوت . وتوصي الهيئات الطبية الأمريكية والأوروبية الآن بتناول وجبتين من السمك في الأسبوع لوقاية القلب من حدوث جلطة ( احتشاء ) فيه .
كما أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن زيت السمك يخفض مستوى الغليسريدات الثلاثية ( وهي إحدى دهون الدم الهامة ) . كما يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع .
وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تناول التمر فقال :" من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة ، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر "
والتمور غنية بالألياف ، والإكثار من الألياف في الطعام يمنع الإمساك ، ويقلل من حدوث أمراض القولون والمرارة ، وغيرها من الأمراض .
وهناك العديد من الأبحاث الطبية عن السنامكي ( Senna ) وهو السنا الذي ورد ذكره في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" عليكم بالسنا والسنوت ، فإن فيها من كل داء إلا السام ، وهو الموت "
وقد خصص الأخ الأستاذ الدكتور محمد علي البار كتابا عن السنا بعنوان " السنا والسنوت " استعرض فيه استعمالات السنا في الطب الحديث وخصائصه العلاجية .
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم باستخدام الصبر ( Aloe Avera ) وخاصة في أمراض العين " ضمدهما بالصبر " وقد كثرت في الآونة الأخيرة الأبحاث عن فوائد الصبر في الأمراض الجلدية ، ويستخدم الصبر حاليا على نطاق واسع في مستحضرات التجميل . وقد بحث الأخ الأستاذ الدكتور محمد علي البار في كتابه الممتع " ماذا في الأمرّين : الصبر والثفاء " فوائد الصبر العلاجية بإسهاب ، واستعرض فيها أحدث الأبحاث العلمية في هذا المجال .
ووردت أحاديث صحيحة عن استخدام الحناء . وقد حظيت هذه المادة حديثا باهتمام العلماء ، وخاصة أطباء الأمراض الجلدية ، ووصفت لعلاج عدد من النظريات الجلدية وغيرها .
ومن صفات أهل الجنة أنهم يشربون كأسا كان مزاجها زنجبيلا . قال تعالى :" ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا "
وأظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن الزنجبيل دواء فعال جدا في محاربة الغثيان والإقياء وخاصة الإقياء المعند الذي يحدث بعد إعطاء الأدوية المضادة للسرطان ، كما أنه دواء ممتاز لدوار البحر .
كما وردت أحاديث نبوية في الخل والكافور والتين والشعير والبطيخ واليقطين والرمان والسفرجل وغيرها .
وأما أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في استخدام السواك فكثيرة جدا ، وقد ظهرت أبحاث عدة توضح خصائصه وفوائده العديدة في صحة الفم والأسنان وما يحتويه من مواد قاتلة للميكروبات ومنشطة للفم واللثة .تعاليم الرسول تقي من جلطة القلب
حسان شمسي باشا
لا تكاد تمر دقيقة واحدة، إلا ويصاب في أمريكا ثلاثة أشخاص بجلطة في القلب، وواحد من هؤلاء يلقى حتفه قبل أن يصل إلى المستشفى؛ لتناول العلاج .. وتودي جلطة القلب بحياة نصف مليون أمريكي سنويًّا، كما تودي بحياة 150 ألف إنجليزي في العام الواحد!! وللأسف الشديد، نجد تزايدًا مريعًا في حدوث هذا المرض في بلادنا العربية.
ما هي جلطة القلب Myocardial Infarction :؟
تنجم جلطة القلب (احتشاء العضلة القلبية) عن انسداد في أحد شرايين القلب التاجية، ويؤدي ذلك الانسداد إلى موت جزء من عضلة القلب كان يُروى بذلك الشريان، ويشكو المريض حينئذ من ألم شديد جدا في الصدر يصاحبه عرق وغثيان.
أما الذبحة الصدرية Pectoris Angina فهي ألم في منتصف الصدر يحدث عند الجهد، ويزول عادة بالتوقف عن الجهد، وتنجم عن ضيق (وليس انسداد) الشرايين التاجية.
ما هي العوامل المهيئة للإصابة بمرض شرايين القلب؟
تقسم عوامل الخطر التي تهيئ للإصابة بهذا المرض إلى عوامل لا يمكن التحكم فيها؛ كالعمر والجنس والوراثة.
وعوامل يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها كالتدخين وارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والسمنة، وعدم القيام بالرياضة البدنية والضغوط النفسية، وتكمن الوقاية من هذا المرض في التحكم في عوامل الخطر الأخيرة والسيطرة عليها أو تجنبها.
تعاليم الرسول تقي من جلطة القلب
ارتفاع كولسترول الدم والبدانة:ينجم ارتفاع الكولسترول غالبا عند الإفراط في تناول الدهون الحيوانية؛ من لحوم وقشدة وزبدة وجبنة وسمن وغيرها، وقد يكون هناك استعداد عائلي لهذا الارتفاع.
وليس هناك أدنى شك في أنه كلما ارتفع كولسترول الدم زاد احتمال الإصابة بمرض شرايين القلب.
أما البدانة فتؤهل لحدوث مرض "السكر وارتفاع ضغط الدم"، كما أنها تؤهل لحدوث مرض شرايين القلب، وخصوصا عند الرجال في أواسط العمر، ونحن نعلم جيدًا أن البدانة تنجم غالبا عند الإفراط في الطعام وقلة الحركة، ويوصي خبراء التغذية الآن بتناول غذاء فقير بالدهون المشبعة والكولسترول، وبالمحافظة على الوزن المثالي للجسم.
فكيف تستطيع ذلك؟
لقد حث رسول الله على الاعتدال في الطعام، وتجنب التخمة؛ فعن ابن عمر (رضي الله عنه) قال: "تجشأ رجل عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "كف عنا جشاءك؛ فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة" رواه الترمذي وابن ماجة.
وروي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشبع؛ فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم، وضعفت قلوبهم، وجمحت شهواتهم" رواه البخاري.
ولقد أوصانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا نأكل كل ما تشتهيه الأنفس؛ فقد روي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "من الإسراف أن تأكل ما اشتهيت" رواه ابن ماجة.
وإذا كنا بحق نريد اجتناب السمنة وما فيها من مشاكل على القلب والرئتين والمرارة ومرض السكر؛ فما علينا إلا أن نتذكر، ونطبق قول رسول الله عند كل طعام : "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه؛ بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه؛ فإن كان لا محالة؛ فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" رواه الترمذي.
ولقد جمع الله تعالى علم الصحة والغذاء في آية من ثلاثة كلمات، قال تعالى : "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ".
وتوصي المنظمات الصحية الأمريكية بأن يشكل زيت الزيتون ما لا يقل عن ثلث الدهون المتناولة يوميا؛ فقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة فائدة زيت الزيتون في خفض كولسترول الدم، كما أن الدراسات قد أظهرت أن بلدان حوض البحر المتوسط هي من أقل البلدان إصابة بمرض شرايين القلب بسبب كثرة تناول سكانها من زيت الزيتون.
هذا الزيت الذي أوصانا رسول الله (عليه السلام) بتناوله؛ حيث قال: "كلوا الزيت، وادَّهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة".
وهي الشجرة التي ذكرها الله تعالى في قرآنه؛ حيث يقول: "يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ".
ويوصي خبراء التغذية وأطباء القلب في العالم بتناول وجبتين من السمك في الأسبوع على الأقل، والرسول (عليه السلام) قد لفت النظر إلى نعمة السمك، فقال: "أول طعام أهل الجنة زيت كبد الحوت". والسمك والحوت سيان .. فزيت السمك الذي ينصح به الأطباء كعلاج لارتفاع الغليسريدات الثلاثية Triglyceries (وهي إحدى دهون الدم) يستخلص من كبد الحوت نفسه! وتناول السمك لا يفيد في الوقاية من مرض شرايين القلب وارتفاع دهون الدم فحسب؛ بل إن له فوائد أخرى في علاج صداع الشقيقة ومرض المفاصل نظير الرئوي وغيرها كثير.
الرياضة البدنية:
أكدت مقالة نشرت في مجلة B.M.T الشهيرة أنه للوقاية من مرض شرايين القلب والجلطة القلبية يجب على الإنسان أن يمارس نوعا من أنواع الرياضة البدنية كالمشي السريع، أو الجري، أو السباحة لمدة 20 – 30 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.
ولهؤلاء نقول: لم يحثنا رسول الله (عليه السلام) على المشي إلى المساجد مرتين أو ثلاثًا في الأسبوع؛ بل خمس مرات في اليوم الواحد، وقد يكون المسجد على بعد عشر دقائق أو يزيد.
أليس في هذا رياضة للبدن ووقاية للقلب؟! روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رسول الله قال: "أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام " .
ويؤكد الأطباء على ضرورة أن يكون المشي سريعا وقويا لا متواصلا ومتهاديا . أليست هذه هي مشية المسلم الحقيقي الذي يقتدي برسول الله في كل أعماله؟
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : كان رسول الله عليه السلام إذا مشى تكفأ تكفؤا، وكان أسرع الناس مشيا…
الامتناع عن التدخين :
أجمعت الدراسات العلمية قاطبة على أن خطر مرض شرايين القلب عند المدخنين يبلغ ثلاثة أضعاف ما هو عليه عند غير المدخنين، ولا يخفى على أحد ما في التدخين من أضرار على القلب والرئتين وغيرهما من أعضاء الجسم.
وقد أقر العديد من الفقهاء بتحريم التدخين عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ضرر ولا ضرار " . والمسلم الحق لا يدخن، ويأبى أن تهدر الملايين من الدولارات سنويًّا من أموال المسلمين على ما يؤذيهم ولا ينفعهم.
معالجة ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر :
من المؤكد أن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم ومعالجة مرض السكر تساهم في الوقاية من مرض شرايين القلب، ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي حيث قال: "تداووا عباد الله ، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم" .
مواجهة الضغوط النفسية :
أكدت الدراسات العلمية أن التعرض للضغوط النفسية والكروب أو الانفعالات الشديدة يمكن أن يثير نوبة ذبحة صدرية، وهناك دلائل علمية حديثة تشير إلى أن الذين يغضبون بشدة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض شرايين القلب. وكلنا نعلم حديث رسول الله عليه السلام المشهور ، وهو يوصي رجلا جاء يسأله .. يا رسول الله أوصني، فقال له النبي: "لا تغضب" . وحديثه صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم وهو قائم؛ فليجلس فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع" .
وقد علمنا الإسلام الصبر على الشدائد والمصائب، " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرا له" .
فكيف لا يسلم المؤمن أمره لخالق الأرض والسماء!!.
الختان وقاية .. وتوفير
جعل الإسلام الختان إحدى سنن الفطرة ، وأكدت ذلك السنة النبوية المطهرة ، ففي الحديث الذي رواه الشيخان: " خمس من الفطرة : الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط "
وروى أبو هريرة مرفوعا : " اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين بالقدوم " متفق عليه .
فماذا يقول الطب الحديث ؟ ولماذا تراجع الغرب عن عدائه للختان ؟
فقد أكدت الإحصائيات العلمية الحديثة أن 60 – 80 % من أطفال الأمريكان يختنون ، ونحن نعلم أن الغالبية العظمى من الأمريكيين من النصارى والنصارى عادة لا يختنون . فماذا حدث في أمريكا ؟
لقد بينت الدراسات العلمية التي بدأت تظهر في أمريكا قبل أكثر من عشر سنوات أن الأطفال المختونين هم أقل عرضة للإصابة بالتهاب المجاري البولية ، وأن غير المختونين أكثر عرضة للإصابة بهذا الالتهاب ب39 ضعف منه عند المختونين .
وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة Pediatrics عام 2000 م ، وأجريت على 50.000 طفل ، أظهرت الدراسة أن 86 % من التهابات المجاري البولية عند الأطفال في سنتهم الأولى من العمر قد حدثت عند غير المختونين ، وأن الكلفة الكلية لمعالجة التهابات المجاري البولية بلغت عند الأطفال غير المختونين عشرة أضعاف ما هي عليه عند الأطفال المختونين .
هكذا يحسبون ، وهكذا يقدرون ، والإسلام جاء بتلك الفطرة العجيبة ، والسنة الحميدة ، فاتبعها المسلمون في كل مكان ، اقتداء بهدي نبيهم العظيم صلى الله عليه وسلم قبل أن يكتشف العلم الحديث الحكمة الصحية ، والتوفير الاقتصادي الذي يجنيه المختونون عندما يتبعون ذلك الهدي النبوي الشريف .
وأصدرت المنظمات الصحية لطب الأطفال في أمريكا توصياتها عام 1999 تدعو إلى ختان الأطفال المختونين. كما أن سرطان القضيب نادر الحدوث جدا عند المختونين ، في حين يشاهد عند غير المختونين .
تناول بضع تمرات في الصباح !!
فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة ، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ويقول أيضا : " يا عائشة ، بيت لا تمر فيه جياع أهله ، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ، أو جاع أهله ، قالها مرتين أو ثلاثا " .
وتقول عائشة رضي الله عنها لابن أختها عروة : والله يا بن أخي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلة في شهرين ، وما أوقدت في أبيات رسول الله عليه السلام نار . فقالت : يا خالة ، ما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان: التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام جيران من الأنصار كانت لهم " منائح " وكانوا يمنحون رسول الله عليه السلام من ألبانهم فيسقينا " .
فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأزواجه يعشن الشهر والشهرين على التمر والماء ، وإذا كان المسلمون الأوائل قد فتحوا ربع المسكون من الأرض في ثلث قرن ، وإدارة التموين في جيوشهم لا تقدم لهم في كثير من الأحيان سوى جراب من التمر وقليل من الماء ، وإذا كان الله تعالى قد خص مريم بطعام واحد وهي في فترة المخاض :
( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) مريم 25
فلا بد أن يكون في التمر من الخير الكثير . وإني لأعجب إذ أرى أناسا يشكون من الإمساك ، والتمر في متناول أيديهم ، فبلادنا بلاد التمر . فإن كنت تشكو من الإمساك فتناول بضع تمرات في الصباح . ولا غرابة أن نجد دعايات المجلات الطبية الأمريكية تدعو إلى تناول تمور كاليفورنيا للتخلص من الإمساك الذي يشكو منه 18 % من الناس في أمريكا .
ومن المدهش أن تضع المصانع الأمريكية التمور في زجاجات صغيرة كزجاجات الأدوية ، وتوصف تلك التمور علاجا للإمساك . والتمور غنية بالألياف ، فالمئة جرام من التمر ( وهي تعادل 10 – 21 حبة من التمر) تحتوي على 8.5غ من الألياف . المنظمات الصحية العالمية الآن تدعو إلى الإكثار من الألياف ، لا للتخلص من الإمساك فحسب بل لما تقدمه الألياف من فوائد أخرى .
والتمر غذاء مناسب جدا للمصابين بارتفاع ضغط الدم ، فهو فقير بالصوديوم وغني بالبوتاسيوم . والأبحاث العلمية الحديثة تدعو المصابين بارتفاع ضغط الدم غلى تناول غذاء فقير بملح الطعام ( وهو كلوريد الصوديوم ) وغني بالبوتاسيوم . كما أن التمر غني بمعدن هام آخر هو المغنيزيوم . فنقص المغنيزيوم مشكل تصيب عددا ملحوظا من الذين يتناولون حبوب الديجوكسين أو المدارت البولية والمصابين بهبوط ( قصور ) القلب .
والتمر أيضا غني بالحديد ، فتناول مئة جرام منه يعطي سدس حاجة الجسم اليومية من الحديد . وأكثر الناس حاجة للحديد هم النساء في سن الطمث ، والحوامل ، واليفع ، والمصابون بفقر الدم بنقص الحديد لأسباب أخرى .
وقد صدق من قال : إن في التمر منجما من المعادن .
فاجعل التمر غذاء متوفرا في بيتك ، ففي الصباح يمكنك تناول بضع تمرات وخاصة إن كنت لا تتناول طعام الإفطار، فتذهب إلى عملك ، ولديك طاقة كافية من الحريرات . وليحذر المصابون بمرض السكر من الإفراط في التمر .
واجعل التمر بديلا عن الحلويات ، فتناول حبة أو حبتين منه بعد الغذاء بدلا من قطعة شوكولاتة أو قطعة من الحلويات وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
" بيت لا تمر فيه جياع أهله "
ابدأ نهارك بملعقة من العسل
استعمل الإنسان العسل في علاج الأمراض منذ قديم الزمن . فاستخدمه المصريون القدامى والإغريق والرومان والصينيون والهنود .
ولعل أروع ما جاء في وصفه قوله تعالى :( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون . ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) ال