_1_
يستمع الزوج بإندهآش,فلقد استطآع إكتشآف اللغز,فقد كآنت زوجته تقول له عبآرآت الغزل والدلآل وانقطع التغزل
منذ فترة ليست بالقصيرة,ولكنه اكتشف أين ذهبت تلك العبآرآت حينمآ سمع زوجته تدلل الرضيع بالعبآرآت التي كآنت
تُقآل له.
فتسآئل الزوج:لمآذآ سرقت الزوجة عبآرآت الدلآل مني,لتمنحهآ رضيعهآ؟!,
قلت للزوج:الحقيقة أنه لم يكن هنآلك سرقةٌ,
بل كمآ يُقآل:(كثافةٌ في الإنتآج,وسوءٌ في التوزيع).
ربمآ يُقابلهآ أبنآؤهآ بنقص البر,فتقابل عقوقهم بالغفرآن,بالرغم من أن البر حقٌ من حقوقهآ الوآجبة لهآ على أبنآئهآ,
فالحب في قاموسهآ معنآه:الغفرآن,والمحب يتسامح,وتحت سقف المنزل نرآهآ تتشدد,وتُطآلب زوجهآ بطلبات
ليست بواجبة عليه,فتفني سعادتها,وتحرق عمرها,ولايوجد في قاموسها معنى للغفران لزوجها.
باتت كليلة العينين,باردة الشكر,لاترى حياتها تساوي كومة بصل,لأنها ترى أن الأزواج يتغزلون بزوجاتهم,وينثرون
فوق هاماتهن أوصافاً من قواميس العشاق,فمضغت الحسرة حين سمحت لنفسها أن تقارن بين زوجها وبين غيره.
وحينما أكثرت المقارنة,وأزعجت زوجها بلائحة المثاليات المفقوده من شخصيته,بدأ زوجها يقارن أيضاً بينها وبين
قريبته(الجميلة),وفلآنه(البارعة في الطبخ),وفلانه(الباذله مالها لزوجها بلا حدود),وفلانه النحيفه الرشيقه ذات
الخصر النحيف,وفلانه فرعاء الطول,هيفاء القوام,وفلانه الجامعيه,وفلانه خمرية البشره,و و و .
فانقلبت الزوجة تتغنى بما امتلأت به قريحتها من الحكم والتذكير بالزهد في الدنيا,وتمارس دور الحكيم,لتحدثه
عن القناعة,وأهمية الأخلآق,وعدم الإغترار بالمظاهر,وتتلو عليه قول أبي العتاهية:
إن كان لا يُغنيك مايكفيكا**** فكلُ مافي الأرض لا يغنيكا
فهل هو حلالٌ أن تهمل القناعة,والأخلاق,وتسبح في (مستنقع المقارنات),ثم تجعل المقارنات حراماً على زوجها؟!
عمر المشكلات بينهما يدوم شهراً واكثر,خصوماتٌ,وصمتٌ وكآبةٌ,ومضت حياتهم على ذلك النمط عشر سنين,
ولم تكن الزوجة لتذهب لإرضاء زوجها يوماً من الدهر,ولم تأخذ بيده,
لتقول:(لا أذوق غمضاَ حتى ترضى),بل هي تتحلى بطول النفس لإذلال الزوج,ولا تختل هذه القاعده,وتذهب
بنفسها لإرضاء الزوج إلا:
1_إذا دعت الزوجة أهلها لوليمة,2_قرب موعد السفر المنتظر في الإجآزة,3_إذا أرادت الذهاب إلى السوق,
4_احتاجت إلى مبلغ من النقود,5_بعد قيام زوجها بالتعدد,في هذه الحالات فقط,تبذل مافي وسعها لإرضائه
وإنهاء المشكله,والتخلق بالأخلآق العاليه المتسامحه.
بعد حوار بيزنطي لا طائل وراءه بين الزوج وزوجته,قالت الزوجة:ولماذا تتزوج
بثانية,ألا تكفيك زوجةٌ واحدةٌ؟!,أنت رجل شهواني,فقال الزوج:
ربما أكون كذلك...ولكن الأكيد أني قبل زواجي بك كنت أكثر شهوة من الآن,
وقبلتِ الزواج مني,ولم يكن ذلك عيباً من وجهة نظرك,فلماذا يكون زواجي من غيرك
لأجل الشهوة عيباً؟!.
/
ممآقرأته ورآق لي..,
من كتآب(المرأة البحر والرجل المحيط)
للكآتب/عبدالله بن محمد الداوود..,