- ملحمة الخليقة
- خمور -التخمر = خبور ، عملية التخمر الاولى
- كائن الجو- كن جو = كنجو ( الكائن الجوي – الهواء )
- تفوق قدرته بكثير قدرة (سلفه) ( انشار) الذي انجبه
- ولم يكن له منافس بين اترابه من (العناصر)
- عندما سمعت ( طامة ) هذا الكلام
- غضبت وصاحت بوجه (حبيبها ؟ )
- صنعها ببراعة ، كانت تعويذته النقية رائعة
- تلاها فهدات المياه
- واطلق عليها اسم (ابسو) وعين مراكز (التقديس -العبادة)
- واسس مقره الخاص هناك
فراشاتي ومشرفاتي بما انو الهدف الاول هو المعرفة فالموضوع هو اسطورة ومشهورة بس في كتير مابيعرفها
ولذلك كل مابيورد في الموضوع اسطورة وبس وارجو عدم اخذخ بمحمل ديني (الموضوع للأطلاع فقط)
ملحمة الخليقة
تبدأ الدكتورة نجوى نصر كتابها المترجم ملحمة الخليقة فتقول( دعيت ملحمة الخليقة بالملحمة لسبب يختلف تماما عن ذلك الذي دعيت فيه ملحمة جلجامش بالملحمة . فهنا لا يوجد صراع ضد القدر ، ولا ابطال خالدون ولا تشويق لما ستؤول إليه الأحداث فإنتصار البطل - مردوخ - ( في النص البابلي وآشور في النص الآشوري ) هو نتيجة محتومة . بالإضافة لا احد من آلهة الخير يقتل أو يصاب بأذى كما لا تراق دموع . مع ذلك تروى أحداث كونية فيروى أن أقدم أجيال الآلهة أدت إلى ولادة الإله البطل الأخير -مردوخ-ويتم التغلب على قوى الشر والتشويش )
هكذا وبكل بساطة يتحدث العلماء عن وجود آلهات في هذه السجلات التاريخية معتمدين على الاستنتاج والاستنباط من الأساطير الإغريقية التي تتحدث بدورها عن الآلهة أيضا ، فهل حقا إن ابطال هذه الأساطير هم آلهة أم قوى الطبيعة ذاتها مسبوقة بأداة للتعريف كان نقول مثلا ال -شمس ونقصد بها الشمس بحد ذاتها وليس الآلة .
ان اسطورة ملحمة الخليقة تتحدث عن التفاعل الاول والانفعالات الاولى البدائية التي تعرض لها الكون منذ اول نشوئه ، وهي رواية بسيطة واضحة لما سرى في الازمنة من علم ومعلومات علمية دقيقة لا يمكننا تصور انها كانت في ذلك الزمن الا اذا اخرجناها من اطار الخيال الى الواقع العلمي الصحيح ، فلا نعود نتصور آلهات تتصارع وجان تقاتل ولا غير ذلك بل تصبح سجلا دقيقا لما حصل للأرض والكواكب والنجوم عند بداية التكوين ، بل كيف تكونت الشموس ، ولماذا انتشر هذا التيار المغناطيسي من المادة المتكونة الجديدة.
إن شخصيات هذه الأسطورة هي المادة التي يتألف منها الكون وهم :حبسو= ابسو ( مادة الكون الحبيسة في بداية التكوين )
طامة = تيامات ( المادة التي تطم و تغلف المادة الحبيسة )
الضباب = ممو
لحمو لحامو= ( المواد الملتحمة قبل انفلات المواد عن بعضها )
ان-شار= النواة التي تحوي الشرر – بوزيترون
قشار = الغلاف الذي للنواة – القشرة
شرر-شر = قد تعنى الشرر و ليس الشر
النوا-النواة = انو
نوا-ذي-مادة = نودي مود – او نو ديميد ، نواة المادة الاولى
انوا-دورانا= النواة في حالة الدوران ، او شكل النواة المستدير .
حيا = ايا ، الحياة الاولى ، او حي ذرو جن – جنين ذرة الحياة ، هيدوجن
طم كائنة = تمكينا - دمكينا ، الكائن التام
مرج = مردوخ – مردوك ، وهو المرج المغناطيسي – الحقل المغناطيسى الذي يخترق الكون بعد التفاعل الاول لمادة الهيدروجن
بعل = العالي – بل
النوا النقي = انوناكي - النيوترون – النواة النقية
اجيج - اجيجي -حجيج = ايكيكي – ايجيجي الالكترونات
خمور -التخمر = خبور ، عملية التخمر الاولى
كائن الجو- كن جو = كنجو ( الكائن الجوي – الهواء )
قد يقول البعض إن العلم الحديث وحده هو الذي حدد اطر الكون وحدوده، وحدد أسماء المواد و عملها ، لكننا نعلم أن بداية العلم (حسب اعتقادنا واعتقاد كل المؤمنين ) كانت منذ اليوم الأول عند علام الغيوب ، وانتقالها إلى الإنسان الأول (وعلم آدم الأسماء كلها ) قضية منطقية جدا لا يعترينا شك بها إطلاقا ، كما إن إعادة قراءة هذه الأساطير بهذا المنحى يجعلها مؤكدة بالدليل الحسي الملموس والمحسوس في الواح حجرية .
تبدأ الملحمة بوصف للكون ...والبداية ، حيث لم يكن للأشياء أسماء أو لم تكن قد سميت بعد ، وتنتهي بعد تشكل السموات والأرض والكواكب والنجوم وانتظام حركتها في تيار الكون الذي نعرفه ، مع الملاحظة ان هذه الأسطورة منقولة من سجلات أقدم منها وأنها لم تراع الدقة في الإفهام بل راعت الدقة في النقل فهي منقولة من كتابة تصويرية أولية بقيت ملامحها في العديد من الكلمات والصور التي تدل على معنى مجازي في اغلب الاحيان، كما إن كاتب هذه الملحمة أردها ان تكون مسرحية تتألف من عدة مشاهد ينتج عن مجموع خلاصتها فكرة التكوين ، حيث تنتهي الملحمة بانتصار - مردوخ - ( مرج - الحقل الكهرو مغناطيسي) على كل المادة الكونية و نظم انتشارها في الكون .
من هذه الزاوية نفهم لماذا كان مردوخ - هو نفسه - آشور ( التي تعني الثور - و الثورة و الشرر)
آملا ان تكون هذه المغامرة - الرحلة ممتعة ومفيدة للأجيال التي تسعى الى الحقيقة .
اللوح الاول:حين السموات في الأعالي لم تكن قد دعيت بعد
ولا كان للارض في الاسافل اسم يطلق عليها
(ابسو) الواحد الاول ، ومنجبتهم وصانعتهم ( تيامة)
التي ولدتهم جميعا ومزجت مياههم معا
لكنها لم تشكل المروج ، ولا اكتشفت غياض القصب
ولا أسماء اعلنت ، ولا اقدار رسمت
عندها ولد (عناصرالمواد) في داخلهم ( والمقصود داخل ابسو وتيامة )
انبثق (لحمو لحامو ) واعلنت اسماؤهم
وما ان نضجوا واكتمل تكوينهم ،
حتى ولد (انشار كيشار) وتفوقا عليهم
امضيا الايام حتى تمامها واضافا على السنين سنينا
(انو) اول مواليدهما نافس (اسلافه )
فقد صنع (انشار ) وليده (انو ) شبيها له
كما انجب (انو) ( نوديميد ) على شاكلته
وهو(نوديميد) تفوق على (اسلافه )
عميق المدارك حكيما قوي الساعدين
تفوق قدرته بكثير قدرة (سلفه) ( انشار) الذي انجبه
ولم يكن له منافس بين اترابه من (العناصر)
ان المشهد الاول لهذه الاسطورة يبين انه في ذلك الوقت لم يكن للسماء اسم ولا للارض لانهما لم يكونا قد تشكللا بعد وكان الكون يتالف من عنصرين (ابسو-الذي هو حبسو، المادة الحبيسة في داخل التكوين الاول ) و(تيامة-التي هي المادة التي تغمر الاول ، فتطمه واسمها طامة )، يقول الكاتب انه في ذلك الوقت لم تكن المروج قد تشكلت بعد ، ولا اكتشف غياض القصب لانه لم ينبت ايضا، ولم يكن من اسم لأي شيء لان كل شيء كان في داخل هاتين المادتين، عند ذلك ولد العناصر الاولى للمادة الكونية فانبثق مجموعة من المواد تسمى ( لحمو لحامو) ومعناها الملتحمين مع بعضهم البعض وهي العناصر المتكونة من اكثر من جزء او من تكوين ذري ملتحم له اكثر من صفة . وما ان اكتمل تكوين هذه العناصر الملتحمة حتى ولد ( انشار كيشار ) ومعناها ( ان-شار، النواة في طور انتشارها وقبل ان تجذب اليها الالكترونات) و(كيشار- قشر ، وهو القشر الذي يغلفها) ، ويقول الكاتب هنا ايضا انها كانت متفوقة على اسلافها ( من العناصر) . وعندما امضيا الايام المحددة لهذا التشكل ولد ( انو-النوا، اوالنواة) وهو النواة التي كانت اقوى من كل المادة التي سبقته ، وله خاصية الجذب الهائلة ، وكان ( انو ) شبيها ب(انشار ) لانهما كلاهما (نواة ) . ثم انبثق من (انو ) -( نوديميد ) وهذا ما نسميه (نواة مادة- نو دي ميد) وكان على شاكلة (انو) يملك الخصائص ذاتها تفوق على (انشار ) وكان له خاصية جذب كل شيء اليه.كانت ( عناصر ) ذاك الجيل يجتمعون معا
ويقلقون سكون ( طامة ) فيرجع صدى ضجيجهم
هيجوا احشاء (طامة )
كانوا يزعجونها بلهوهم داخل ( اندورونا )
لم يقو ( ابسو ) على اسكات ضجيجهم
واصيبت ( طامة ) بالصمت في حضورهم
ومهما كان سلوكهم مبعث اسى لها
ومهما ساءت تصرفاتهم كانت تدللهم
واخيرا (ابسو) الذي اولد (العناصر ) العظيمة
قال ل(ممو) :تعال فلنذهب الى ( طامة)
ذهبا وجلسا امام ( طامة)
وقال ل(طامة) بصوت عال:اساليبهم باتت تحزنني كثيرا
في النهار لا ارتاح وفي الليل لا انام
سالغي اساليبهم وابددهم
وليعم السلام ويمكننا النوم
عندما سمعت ( طامة ) هذا الكلام
غضبت وصاحت بوجه (حبيبها ؟ )
كانت عناصر ذلك الزمان مختلطة بينها وتتجمع وتقلق سكون ( طامة ) فيرجع صدى ضجيجهم وبهيجانهم في داخلها كانوا يزعجونها داخل (اندرونا ) ، فيصبح دورانها غير منتظم ، لم تستطع كتلة العنصر الحبيس ان تسكتهم وكانت (طامة ) تبدو وانها صامتة لشدة ضجيجهم وهامدة لشدة دورانهم ، كانت تتحمل منهم كل شيء وتحتضنهم في داخلها مهما حدث فلا يتفلت منهم احد الى خارج كتلتها ، قال ( ابسو ) الذي منه انطلقت كل العناصر الفاعلة ل(ممو-ومعناه الضباب وهو الشكل الاخر من ابسو وكانوا معا في داخل طامة ) ذهبا و جلسا امام طامة وبملا مست معها من الداخل ، ابلغوها بوجوب ان يحدث منها شيء ما يوقف هذا التخبط وصرحا لها بانهما سوف يتصرفان بذلك لايقاف هذا لكن (طامة ) رفضت التجاوب معهما.صاحت (طامة ) بشدة وخرجت عن طورها غيظا
لكنها كبتت الشر في احشائها
كيف يمكننا السماح بزوال ما صنعناه ؟
مع ان اساليبهم محزنة علينا تحملها بصبر
اجاب ( ممو) وتشاور مع ( ابسو)
لم يوافق على مشورة والدته الدنيوية
ابتاه ضع حدا للاساليب المزعجة
كي نتمكن من الراحة نهارا والنوم ليلا
سر( ابسو) منه وأشرق وجهه
بالشر الذي يضمره ( لمواليده) العناصر
عانقه ( ممو)
جلس في حضنه وقبله بنشوة
ولكن كل الذي خططا له بينهما
نقل الى ( العناصر) ابناءهم
اصغى ( العناصر) وهاموا قلقين
اخلدوا للسكوت وجلسوا صامتين
متفوق الادراك حكيم وقادر
(ايا ) الكلي المعرفة كشف مؤمرتهما
رسم لنفسه خطة لكل شيء وضعها بدقة
صنعها ببراعة ، كانت تعويذته النقية رائعة
تلاها فهدات المياه
اصدرت دويا وتميزت غيظا لكنها كبتت الشرر في احشائها وقالت ، كيف يمكننا السماح بزوال ما صنعناه ؟ وقالت بانه يجب الصبر وتحمل التفاعلات التي تصدرها العناصر المتفاعلة ، لكن الضباب والغازات لم توافق على ان يصعد كل من العناصر الى مرتبتها وطلبت من حبسو ان يضع حدا لهذه الاسليب المزعجة لها ، وما كان من ممو الا ان احام بحبسو معانقا في محاولة منه لمنع خروج هذه العناصر ثم جلس في داخله مكررا محاولته الاولى ، لكن الذي خططا له لم ينجح و عرف كل العناصر ما يجري فاصغوا وهامولا قلقين ثم اخلدوا للسكوت وجلسوا صامتين عندما خرج (ايا ، الذي هو حيا-حيدر-هيدر نواة الهيدروجين الابتدائي ، هي ذرو جن ) ، وكانت صفاته متفوقة على صفات كل العناصر التي تشكلت قبله ، فهو كلي المعرفة كشف المؤامرة ورسم خطة لكي ما سوف يجري في المستقبل لكل المواد والعناصر ، وضع كل شيء بدقة وبراعة وكانت تعويذته (DNA) النقية رائعة تلاها فهدات المياه ، حيث دخل ايا في تركيبها الاول ، فاصبحت المياه ماء.سكب (ايا) على نفسه النوم العميق فنام عميقا
نوم (ابسو ) واغرقه بالنوم
الوزير المستشار (ممو ) دوار ارق
وهو (ايا ) فك حزامه وخلع تاجه
اخذ رداء اشعاعه وخلعه عليه بنفسه
اثبت (ابسو ) ارضا ونحره
ثم اوثق (مومو) ووضعه فوقه مصالبة
ووضع مسكنه فوق (ابسو)
وقبض على (ممو) وامسكه بحبل الانف
وعندما تغلب على اعدائه ونحرهم
اطلق (ايا ) صيحة انتصاره على خصومه
ثم استراح بهدوء تام داخل مرابعه الخاصة
واطلق عليها اسم (ابسو) وعين مراكز (التقديس -العبادة)
واسس مقره الخاص هناك
سكب (حيا ) على نفسه النوم فنام عميقا ، +-، وذلك بالدخول في تركيب متجانس مع (ابسو) و( ممو) ، اولا نوم ابسو(+-) واغرقه في السبات ، ولما كان (ممو ) يدور ارقا فك (حيا ) حزامه( فصل كرته ) وخلع تاجه واخذ(الكتروناته)وادخلها في تركيب جديد ،(الالكترون) الذي يسمى ايضا رداء اشعاعه وهو في الجو وخلعه عليه بنفسه اثبت (ابسو ) ارضا ونحره وفك عنه غلافه الصلب ، ثم اوثق (ممو ) ووضعه فوقه مصالبة بشحنة موجبة ، ووضع مسكنه فوق (ابسو)، وقبض على ( ممو) وامسكه بحبل الانف (لانه من فصيلة الغاز)، وعندما تغلب عليهم ونحرهم اطلق (ايا ) دويا ثم استراح بهدوء تام داخل مرابعه الخاصة التي تشكلت لتوها واطلق عليها اسم (ابسو-لانها تقع في الداخل وليست غلافا) وعين مراكز الانجذاب التي تدور حولها العناصر في نظام مقدس وكانها مركز عبادة ، واسس مقره الخاص هناك .
يمكننا ان نتخيل ذلك في العودة الى تركيب العناصر 2H2Oفكل عنصر من الاوكسين يتشكل معه عنصرين من الهيدروجين ليكون المياه لكنها تتشكل بشكل اربعة عناصر من الهيدروجين وعنصرين من الاوكسجين مما جعل كاتب الاسطورة يسمي ذلك مربعا خاصا ، حيث ان الاوكسيجين يتشكل من عنصرين متحدين ، لكل منها نواة فيها بروتون ونيوترون ، ولكل منها 16 اليكترون تدور حولها ، بينما للهيدروجين نواة فيها بروتون فقط ولها اليكترون واحد ، فهي اخر شكل من تسلسل العناصر وهي اخف واحد ، وبالتالي الاكثر حكمة وسرعة وليس له مثيل . وهذا ما وصف به ( ايا ) ايضا.
يتبع..........
عن د.نجوى
انتضر الباقي بشغف,,
دمتي سالمة