Red fllower
29-10-2022 - 09:11 pm
منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك ، وكان أهل هذه المدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم لمدة سنة واحدة فقط، وبعد ذلك يرسل الملك إلى جزيرة بعيدة حيث يقضي فيها بقية عمره،ثم يختار الناس ملكا آخر بعده، وهكذا أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به، وألبسه الناس الملابس الغالية، وأركبوه فيلا كبيرا، وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة لتوديعه، وكانت هذه اللحظة من أصعب اللحظات على كل ملك تنتهي ولايته، ثم بعد ذلك أركبوه السفينة التي تقوم بنقله إلى الجزيرة البعيدة حيث يقضي بقية عمره.
وفي طريق عودة السفينة لاحظوا شابا يصارع الموج متشبثا بلوح خشبي، فطلب منهم المساعدة لإنقاذه، فأجابوه شريطة أن يوافق على أن يكون ملكا عليهم! ولما أطلع على شروط هذا المنصب، وأنه بعد عام سيحمل إلى تلك الجزيرة المهجورة كاد أن يتراجع، ولكنه قبل مرغما.
وبعد ثلاثة أيام من تولي الملك الشاب العرش سأل وزراءه: هل يمكن لي أن أرى هذه الجزيرة التي أرسل إليها جميع الملوك السابقين؟ فوافق الوزراء وأخذوه إلى الجزيرة، فرآها موحشة تكسوها الغابات الكثيفة وترتع فيها الحيوانات المفترسة، فلما توغل فيها هاله مارأى، فقد وجد جثث الملوك السابقين وعظامهم تغطي الأرض، فأدرك أن الحياة مستحيلة في هذه الجزيرة وأن مصيره بعد مرور السنوات هو الموت.
حينها.. قرر الملك الشاب في نفسه أمورا أخذ يعد لها دون أن ينتبه أحد لما يفعل.
وفور أن تولى زمام الحكم، أخذ يعدل بين الرعية ويعين المظلوم ، ويأخذ على يد الظالم حتى أحبه أهل المدينة كلهم، وكلما اقتربت نهاية مدة حكمه، ازدادت الرعية قلقا عليه وخوفا، بينما هو يزداد استبشارا وفرحا ، وقد دعاهم هذا لأن يتعجبوا من فرحته وهو يعلم بمصيره المفزع مع نهاية العام، مع إن الملوك السابقين كانوا يزدادون هلعا كلما اقتربت مدة نهاية حكمهم، ولكنه ويا للعجب شديد الفرح باقتراب يومه هذا!!!
ولما كان هذا اليوم المحتوم أخبره الوزراء أن فترة حكمه ستنتهي في الغد وأنهم سيسيرون به ليلقى مصيره في الجزيرة المهجورة حسب قانون مدينتهم.
وعلى غير عادة الملوك السابقين تلقى الملك الشاب الخبر بفرح شديد، وتلقت الرعية الخبر بحزن بالغ على رحيل ملكهم العادل وازداد بكاؤها في وداعه، بينما ظل الملك ضاحكا مستبشرا حتى تعجب الناس والوزراء.
ولما سألوه عن سر سعادته أجابهم: ستعرفون حينما تذهبون بي إلى الجزيرة المهجورة ! وحينما وصل الركب إلى الجزيرة لم يجدوا تلك الجزيرة الموحشة، بل وجدوا حدائق غناء، وطرقا ممهدة، وأنهارا تجري في أنحائها، ومساكن مشيدة ومزارع مثمرة.
فسألوه متعجبين: وأين تلك الجزيرة المهجورة؟! فأجابهم الملك الشاب : إنني حينما علمت أنني لامحالة قادم إلى هذا المكان، شرعت في تهيئته لمثل هذا اليوم، ولم يلهني الحكم وملذته عن التفكير في مصيري المحتوم في هذه الجزيرة، فجمعت العمال الأقوياء وأرسلتهم إلى الجزيرة ، وأمرتهم بتنظيفها وتمهيد طرقاتها. وضربت على الحيوانات المفترسة حاجزا يقي السالكين خطرها. ثم زودت المزارع بحيوانات أليفة منتجة، وبنيت البيوت وهيأت مرسى للسفن، وعمرت الجزيرة حتى غدت بهذا الجمال.
ولما كان الملوك السابقون منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الحكم، كنت أنا مشغولا بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك وقمت بإصلاح الجزيرة وتعميرها حتى أصبحت جنة صغيرة يمكن أن أعيش فيه بقية حياتي بسلام.
فراشتي:
والآن بعد قرائتك للقصة ، أطلقي العنان لقلمك لكتابة
مااستفدت منه بطريقة إبداعية والفوز حليفك بإذن الباري.
ملاحظة:
لن تحتسب أي مشاركة بعد نزول القصة الثانية.
القصة
كقصة الإنسان في هذه الدنيا الفانية الذي يسعى ويجد ويجتهد من اجل الحصول على شهوات وملذات الدنيا من مالٍ وجاهِ وملكٍ وغيره حتى إذا مانال مايريده منها نسي آخرته ونسي ماينتظره غدا
حتى إذا أعياه المرض أو أضنته هموم الدنيا ودنت منيته تذكر تقصيره وأن وقته أو بالأصح تفكيره لم يسعفه لاغتنام الفرصه والعمل لآخرته وتحسر على مافات وندم في حينٍ لاينفعه فيه ندم أو حسره
وبالمقابل أٌعجبت بالملك الذي اشتغل بإصلاح الغابة ليحولها لجنة خضراء عامره ولم يلههِ الملك وملذاته وسرور يومه على العمل ليومه المحتوم الذي لامفر منه ولا مهرب وفرح وابتهج عند دنو ذلك اليوم رغم الحزن الذي علا من حوله من أصدقائه وأحبابه
وأيضا اُعجبت حينما عمل جاهدا لإسعاد أهل المدنية بنصرة المظلوم والاخذ على يد الظالم ومساعدة المحتاج وكأنما عمل ذلك شكرا وامتنانا وعرفانا حينما انقذوه من الغرق ونصبوه ملكاً عليهم
فَ هو كالعاقل المؤمن الذي يشتغل لآخرته ويعمل ليومٍ هو جازم بأنه آتيه آتيه بلامحالة يعمل ليوم يكون فيه مسرورا والناس حوله يبكون
فكأنه عمل بقوله صلى الله عليه وسلم ::
( الكيس من دان نفسه وعمل لمابعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )
وبقول الشاعر::
ولدتك أمك يابن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمللنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
لفته::
ونحن ماذا عملنا لآخرتنا؟؟
والأهم ماذا عملنا لشكره جل وعز أغذق علينا نعمه فلا نبيت ولا نستيقظ
إلا وآلاف آلاف النعم مغدقة علينا؟؟؟