ممكن تستمعي لي كيف انت

كيف أنت
يا من كنت في يوم ٍ قنديلي
لا تستغرب سؤالي عنك
فكلمة كيف أنت يجب أن تقال في بداية أي حديث
بغض النظر عن الشخص الذي أمامي
فمن غير المعقول أن ابدأ دونها
( أما الحقيقة فهي )
كيف أنت
سأكتفي بكيف أنت لأن هذا أكثر ما يشغلني و يهمني بك
أما أخبارك العامة فتصلني ممن حولي دون طلب أو استفسار مني
لذا سألتك وبصدق كيف أنت
وكيف هي مشاعرك أحاسيسك نبضاتك
هل تغيرت هل تبذلت أمْ مازالت . . .
.
.
.
أتدري أحياناً أتسأل
وهل حقاً افترقنا ؟؟
فأصمت لأني لا أعرف بماذا أجيب
.
لذا أنا اليوم هنا
كي أتحدث معك أو بالأصح كي أكتب لك عن اندهاشي وتعجبي منك
فدهشتي وتعجبي تكمن في مقدرتك المهولة والسريعة على النسيان والبدء من جديد
فلم يمضي أيام منذ أن انفصلنا وأراك ترتبط بأخرى
لا أعرف إن كانت بالأساس موجودة من قبل أن نفترق
وأنك بمجرد أن انفصلنا أظهرتها . . .
لكني لا أعلم لماذا أنا متأكد من أنك لم تعرفها إلا بعد فراقنا
و أجزم أنها لم تدخل حياتك إلا بعد أن انفصلنا
لا تسألني من أين لي ذاك اليقين أو الحدس أو الثقة
ربما
لأني كنت سأراها في عينك
سأسمعها في صوتك
سأشم رائحتها تفوح منك
وسأشعر بوجودها كحاجز يفصلني عنك
لكني لم اشعر بها أو بوجودها في حياتك وقت كنت أنا معك
قد تكون ثقتي الزائدة بنفسي خانتني
وهي كانت موجودة ولكن غروري وجهلي أعماني عن رؤيتها أو الشعور بها
أو أنك كنت بارعة بإخفائها لدرجة أني لم اشعر بوجودها
لم أعد أعرف الحقيقة
لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه
هو أني قررت أن أكتب لك هذه الرسالة
وأكتب فيها بوحي الأخير
وأتحدث بكل صدق عما يدور في نفسي وعما أفكر به
لكن
لا تعتقد أني أكتب هذه الرسالة في طقوس خاصة مثلما كنت أفعل سابقاً
فلم أعد ابحث عن أجمل الأوراق وارقها كي أكتب لك فيها
أو أنتقي نوع العطر الذي سوف أعطر رسالتي بها
أو ابحث عن أقلام جميلة كي تظهر كلماتي في أحسن صورة
أو أكتبها تحت ضوء شمعة وأسرد فيها حبي بين السطور
وأرى هل فهمت وفككت معانيها
أو أكتبها وأنا أستمع لبعض الأغاني الذي ربطتني بك
أو تحت تأثير الموسيقى الهادئة
لا لم أفعل أي شيء من ذلك كله
لأني أردتها رسالة عادية ومختلفة بل و صادقة
لذا فهي تختلف كثيراُ عن رسائلي السابقة
فهذه الرسالة كتبتها وأنا واعي ومدرك لأغلب كلماتها برغم الحمى التي أعاني منها
فأرجوك
أجلسي وأسترخي و أستمعي
و أغمضي عينيك
وتخيليني أمامك أتحدث معك