- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اهلا يالفراشات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا يالفراشات
يحاول المختصون في التغذية في الغرب منذ عقود طويلة التوصل إلى النظام الغذائي المثالي الذي يمنع الأمراض ويحقق الصحة. وفي بحثهم المضني عن ذلك نرى انتشار ما يمكن أن نطلق عليه موضات معينة في تشخيص سوء التغذية خلال فترات معينة. فخلال الستينات من القرن المنصرم سادت موضة الهايبوغلايسيميا أو انخفاض مستويات السكر في الدم.
فسكر الدم يتألف من السكر الذي تقوم الكبد بتمثيله من البروتينات. فخلال تلك الحقبة كان الأطباء ينصحون المرضى بتناول المزيد من البروتينات . وعلى الرغم من أن انخفاض السكر في الدم قد يعود سببه إلى انخفاض استهلاك البروتينات إلا أن أحدأ في ذلك الوقت لم يتوقع أن السبب يعود بشكل أكبر إلى عدم قدرة الجسم على هضم البروتينات، أي إلى نقص البروتيز، الإنظيم (الإنزيم) الهاضم للبروتينات. فما فائدة زيادة البروتينات والجسم لا يستطيع تمثيلها بالشكل المناسب. فنقص البروتيز هو السبب الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم.
وخلال السبعينات كان نقص فيتامينات ب المركبة هو التشخيص الموضة الذي ساد بين الأطباء ومختصي التغذية حول أسباب سوء التغذية، حيث تتماثل كثير من أعراض نقص فيتامينات ب المركبة مع أعراض الهايبوغلاسيميا أو انخفاض مستويات السكر في الدم، أي الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز والصداع والاضطراب العقلي والتوتر وغيرها. وهذا دفع المختصين إلى وصف جرعات كبيرة من فيتامينات ب المركبة لعلاج تلك الأعراض. ولأن البروتين هو الناقل الأساس داخل الجسم للفيتامينات والمعادن والإنظيمات والهرمونات فإن نقص البروتينات في الدم يؤدي إلى نقص تلك المواد وحدوث اعتلالات وأمراض على الرغم من تناول المزيد (مثل فيتامينات ب المركبة التي يصفها الأطباء). فالاستفادة من الفيتامينات ونقلها داحل الجسم لا تتم بالشكل المناسب نظراً لنقص الإنظيم الذي يهضم البروتينات.
أما الثمانينات فقد شهدت موضة إعادة سبب الأمراض إلى الإصابة بالفطريات والخمائر التي تستوطن الأمعاء وتؤدي إلى عدم كفاءة هضم الطعام والاستفادة منه . وكثير من أعراض هذا التشخيص الجديد تماثل أعراض نقص مستويات السكر في الدم ونقص فيتامينات ب المركبة التي سادت من قبل. وكما هو معروف فجهاز المناعة الذي يحارب الفطريات والتخمرات الغريبة على الجسم يقوم على البروتينات فخلايا الدم البيضاء تعتمد على وجود البروتينات، والإنظيمات نفسها تتألف من بروتينات ومعادن. وخلايا الدم البيضاء تستخدم الإنظيمات لابتلاع الأجسام الغريبة التي تغزو الجسم. فإذا توجهت معظم خلايا الدم البيضاء إلى إعادة هضم الطعام كيف يمكن المحافظة على جهاز مناعة قوي.
وخلال التسعينات والسنوات التي تلت من العقد الأول من الألفية الجديدة انتشرت موضة إعادة أسباب الأمراض إلى البيئة فالحساسية من طعام أو آخر أصبحت المسبب لرداءة امتصاص الطعام وبالتالي لسوء التغذية . وانتشرت تبعاً لذلك الأنظمة الغذائية التي تنصح بالابتعاد عن هذا أو ذاك من الأطعمة مثل نظام الاعتماد على البروتينات، ونظام الاعتماد على النشويات، والنظام الغذائي النباتي، ونظام فصائل الدم، والابتعاد عن منتجات الألبان، وغيرها. وبهذا نصح المختصون مرضاهم بالابتعاد عن كل ما يثير الحساسية. كما نصحوهم بتناول مكملات غذائية لسد النقص لديهم دون أن يتمكنوا من الوصول إلى الأسباب الحقيقية لعدم كفاءة امتصاص الطعام. وعند أخذ الإنظيمات بعين الاعتبار عند النظر إلى الحساسية الغذائية نجد أن الجسم الذي تتوفر فيه الإنظيمات يتخلص من الأجسام الغريبة التي تسبب الحساسية بصورة تلقائية وبدون أي مشاكل. أما إذا كان الجسم يفتقر إلى الإنظيمات فلن يتمكن جهاز المناعة من إزالة أسباب الحساسية أو الأجسام الغريبة. وفي المقالات القادمة بإذن الله سنلقي المزيد من الضوء على الإنظيمات التي قد تكون هي الحل الذي طال البحث عنه، أو قد تشكل موضة أخرى من موضات التشخيص التي يجربها المختصون بالتغذية!
دمتن بخير
الله يعطيك العافية..