الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
اشرب بيبسي وافتخر بنفسي
13-06-2022 - 02:39 pm
من هو أبو فهمي؟! أبو فهمي ليس اسماً حقيقياً، ولا هو كنية. فنحن لا نستطيع قول الاسم الحقيقي، خوفاً من الفضيحة والتشهير، وتجنباً للغيبة والنميمة. ولا نستطيع وضع الكنية الحقيقية، والتي تليق بمقامه السامي، خوفاً من خروج تشبيهنا عن المعقول والمألوف. وهدفنا من هذا أخذ العبرة والفائدة. فأبو فهمي كما تدل عليه هذه الكنية، هو شخص يدعي المعلومية والفهم الواسع العميق. ومجتمعنا يعج بأمثاله، من أشباه المتعلمين والمحبطين. فبسبب عدم مقدرته الحصول والوصول إلى ما يريد، لأسباب خاصة به، وأخرى خارجة عن مقدرته وإرادته، فتراه يخترع ويتخيل ويفصل ويلبس!
فهو في كل مرة يدخل علينا يأتينا أما بمغامرة جديدة، أو بشخصية جديدة يتقمصها. لن نقول أبو زيد الهلالي شاهراً سيفه، ولا عنترة بن شداد خائضاً لغمرات الحروب. ولكنها مبالغات يطلقها، تنفيساً عن الضعف والضعة المتأصلة في نفسه! اتصل به مدير أحد الشركات، التي فتحت مكاتبها مؤخراً في المنطقة، عارضاً عليه وظيفة مرموقة. كان يقول ذلك فاتحاً فاه على اتساعه، محاولاً إرغام ابتسامة لئيمة تحاول الخروج للعيان! طالباً منه الانضمام إلي شركتهم، كنائب له وتحت إدارته! مقدماً له مرتباً مغرياً، عدا البدلات الكثيرة المتعددة. منها للسكن والتنقلات، وتأمين العلاج الطبي له ولأفراد عائلته، وغيرها.
وبما إن هذا المنصب لا يناسبه، لتطلعه إلى ما هو أعلى وأبعد. رفض العرض وهو رافعاً رأسه، كأنه طاووس يختال أمام أنثاه بذيله، الذي لم يترك لون من ألوان الطيف إلا وأخذ منه بنصيب. قائلاً له: أترك منصبي في شركة عالمية، ذات مستقبل عريض واسع، وأقبل بالعمل في شركة تحت الإنشاء، وبوظيفة نائب!؟ كان يقول تلك الكلمات، وهو يمص شفتاه في كل مرة. كأنما يرى تلك الوظيفة التي لم يستطع الحصول عليها تتجسم أمامه. كصائم يرى الموائد تمد أمامه، فلا يستطيع مد يديه خوفاً من كسر صيامه، ولا يستطيع منع نفسه بعد سيلان ريقه ووصول بريق الأكل إلى عينيه ونفسه!
لكن الواقع عكس كل ذلك، فلقد كان يلهث وراء رؤساؤه، محاولا تلبية حتى طلباتهم الشخصية. كل ذلك في سعي حثيث وبشكل يومي، لتعديل وزيادة راتبه، ليستطيع بذلك تغطية مصاريفه الشخصية. فلقد ترك عمله السابق، بعد أن بهرته الشركة الجديدة بمنظرها الخارجي، والمنصب والوظيفية التي وعد بها! والتقدم والتطور المطرد الذي ذكر له! بالإضافة إلى الحضور التجاري للشركة، ونصيبها القوي من المبيعات في السوق. فانتقل إلى الشركة الحالية، وبعد مدة من عمله، تبين له ما كانوا يخفون عنه من قبل! كمثل صفوان وهو(الجحر الأملس) وقد كان يغطيه التراب، فلم يكن يرى ويعرف على حقيقته! ولما أصابه وسقط عليه وابل وهو(المطر الشديد)، فنزع عنه ذلك الغطاء الخفيف من تراب، فتركه صلداً اجرداً لا فائدة ترجى منه!
عند ذلك حاول مستميتاً الرجوع إلى مقر عمله السابق، ولكن لم تكن طريقه آمنة سالكة. أولاً لأن قوانين الشركة تمنع، عودة المغادرون مرة أخرى. وثانياً لم يكن تاريخه مشرفاً مشجعاً، ليقابل رجوعه بالقبول والترحاب. فلقد كنا نعلم عن ذهابه إليها، من طريقة وأسلوب كلامه دون أن نسأله. فلقد كان يفرض علينا نفسه، ويلقي ما في جعبته، حتى وإن لم نرد الاستماع إليه! لقد أتيت من الشركة السابقة، ولقد استقبلني المدير أفضل استقبال، وفرغ نفسه من كل أعماله! كان يتجه إلي بكل جسمه ووجه، ليلبي كل أوامري وطلباتي! وما علي إلا أن أنهي متعلقاتي هنا، لاستلم عملي هناك!
يمضي اليوم واليومان، والأسبوع والأسبوعان، وهو لا يزال معنا يقوم بعمله، دون أن يتكلم أو يذكر نتائج مبادراته السابقة. ولكننا مع ذلك نكون على علم اليقين من نتائجها، مما نشاهد أمامنا من إثباتات واضحة. وطبقاً للخبرة التي تكونت عندنا، لكثرة القصص الخرافية التي كان يلقيها علينا. ومع ذلك نكون في انتظار جديده، للاستمتاع والتفكه. وفي بعض الأحيان يتجاوز حدود نفسه، فيلصق بها محامد غيره! فتراه يقول وظفت هذا، وأعدت ذاك إلى عمله! ورقيت ابن فلان، بعد أن كان يعاني الأمرين! لأني أعرف التاجر فلان، وصديقي المدير فلان. مما يدعو الآخرين ليعلقوا على كلامه قائلين: لم يبقى إلا أن يقول هو من عمل على تعيين رئيس الشركة في منصبه! لذا أطلقنا عليه هذه الكنية (أبو فهمي)!
بقلم: حسين نوح مشامع – محافظة القطيف - السعودية
للامانة منقول ^_^


التعليقات (1)
اشرب بيبسي وافتخر بنفسي
اشرب بيبسي وافتخر بنفسي
يلا انتظر ردودكم
^_^

قص مبكية ص
طموح من بوحي