منازل أجدادنا

1. ونبدأ بالبيت الشامي

البيت الشامي ... البيت الحجازي ... البيت البغدادي ... البيت الطرابلسي ...
تلك هي المنازل التي سكنها أجدادنا ... ومازال يسكنها بعضنا ... بعد أن هجرها البعض الاخر وأستبدلها بما يسمى بالفلل والشقق ذات النمط المعماري الحديث ... وقد يكون أغلبنا لا يملك فكرة عن منازل الاجداد وتاريخها..
من خلال هذا الملف سوف نتناول تاريخ تلك المنازل باختصار ان شاء الله ...

ونبدأ بالبيت الشامي

من يمر بحارات الشام القديمة ويشاهد منازلها من الخارج فإنه يرى بيوتاً لا شكل لها ولا زينة فالطابق الأرضي من الخارج لانوافذ فيه ..وفوقه طابق له شبابيك مغطاة بشبك من الخشب وغالباً ما يكون بارزاً عن البيت .. يطل كشرفة صغيرة بحيث يستطيع سكان البيت أن يروا الناس في الخارج دون أن يروهم ..
هذا كل شئ .. هذا هو البيت الشامي من الخارج ..
ندخل الآن من باب البيت الصغير.. الذي يؤدي الى ( دهليز ) صغير ننفذ منه الى فسحة يبدأ معها الابداع بمعانيه الدقيقة ..
فسحة أرضها من الحجارة المرصوفة الملونة أو الرخام تتوسطها بحرة جميلة وتحيط بها غرف البيت المكونة من طابقين في اكثر الاحيان ويتصدر البيت الايوان والى جانبه غرفة الاستقبال المفروشة ..
.. ولا يخلو بيت شامي قديم من الشجر والازهار. . ولقد اشتهرت تلك البيوت باحتواءها على ورود الياسمين التي كان عبقها صفة مميزة لحارات الشام القديمة ..
وقد يلاحظ الزائر لبيت دمشقي تاريخي اهتمام اهل الشام بتزيين وزخرفة الدور من الداخل وكانوا ينظرون في البناء الى ثلاثة مقاصد في آن واحد هي المحافظة على الدين والصحة وطبيعة الاقليم معا.
غالبا ما تكون غرف النوم في الأعلى ويوجد سطح للمنزل كانوا يستخدمونه لأسباب خاصة .. بينما يحوي الطابق الأول المطبخ بالإضافة لغرفة الضيوف والايوان وغرفة المونة و غرف أخرى ..
وعن الخصائص الجمالية والهندسة للبيوت الشامية القديمة يقول أحد المهندسين ( ان اجمل وصف قرأته للبيت الدمشقي هو ماكتبه احد الباحثين الاجانب حيث شبهه بالمرأة المتحجبة التي لا يرى من محياها الا ما ندر)
ومع مرور الزمن فقدت بعض الدور رونقها وزالت المحاسن التي كانت تحويها من سعة واتقان مما ادى الى هجران البعض الى الاحياء الحديثة.وقد انتبهت الجهات المعنية بالمحافظة على هذه البيوت القديمة وقامت بشراء بعضها وحولتها الى متاحف للتراث وشجعت كل من يمتلك بيتا من هذه البيوت على ترميمه وادخال اصلاحات او اضافات عليه تتواكب مع العصر شريطة عدم المساس بأساسياته القديمة.
هذا هو البيت الشامي أو الدمشقي والذي اتمنى أن أزور أحدها يوماً ...
نلتقي قريباً ان شاء الله ..
.