- أ. عبد العزيز بن عبدالله المقبل
- تحية طيبة وبعد:
- أختي الفاضلة:
- عزيزتي..
- أختي الكريمة:
عرفت الانترنت ودخلت في مواقع الشات وهناك تعرفت على واحد احببته كثيرا مع العلم ان زوجي لا يعلم؟
أ. عبد العزيز بن عبدالله المقبل
انا امراء متزوجه من رجل متدين والحمد لله مشكلتي اني عرفت الانترنت ودخلت في مواقع الشات وهناك تعرفت على واحد احببته كثيرا مع العلم ان زوجي لا يعلم؟ وانا الان اريد التخلص من هذه المشكلة ولا اريد زوجي ان يعلم فماذا اعمل .... وشكرا
الحل
الأخت الكريمة
تحية طيبة وبعد:
أختي الفاضلة:
مع أن زوجك متدين، وهذا شيء جيد، إلا أني لا أستبعد وجود ثغرات في حياتك معه (كثرة غياب عن البيت، صمت، عدم إشباع عاطفي... ) قد دفعتك شيئا فشيئا للسقوط في هذا المستنقع. وحتى - عزيزتي - لو كان ما توقعته صحيحا فإنه لا يمكن أن يكون مسوغاً لهذا العمل الساذج من امرأة بلغت من العقل والنضج مبلغك.
إن الإنسان مهما بلغ منه الجوع لا يمكن أن يعذره الناس في السرقة وتسور البيوت... وهناك حالات سقطت في المستنقع ولكنها غرقت. ولذا فاحمدي الله أن يكون سقوطك مجرد تلوث يمكن أن يزيل أثره (صابون) التوبة الصادقة.
حين أشرت إلى تدين زوجك حمدتِ الله.. وهذه إشارة واضحة إلى الرضا العام عنه على الأقل.. وحين تقولين: (تعرفت على واحد أحببته كثيراً) تذكري أنك تتحدثين مع شخص لا تدرين عنه أي شيء سوى أنه أشعرك (بعبارات دافئة) بعميق الحب!
ومع ذلك تعبرين عن حبك له ب (كثيراً)!! وفرق كبير بين أن تحبي سماع كلمات الحب؛ لأنك تفقدين سماعها من زوجك وبين أن تحبي ذلك الشخص بعينه.. بمعنى أنه ربما لخلل ذاتي أو غيري لم يملأ زوجك عندك المناطق التي تحتاج للغة العاطفية.. فأصبحت فارغة تستقبل تلك اللغة. ثم قدر أن يكون ذلك الشخص (المجهول) هو من يرسل تلك الكلمات .. فاختلطت عليك اللغة بالشخص فإذا أنت (تحبينه كثيرا).. هناك سؤال يعترض طريق كلامي ليقول: وزوجك ألم تكوني محبة له؟ أم أن حبك له قليل؟ أنا متأكد - وأنت تذكرين تدينه وتحمدين الله على ذلك - أنك له محبة.. ولكن لا تحبين ربما - تقصيره في ملء الجانب العاطفي والوجداني لديك .. ومن المؤكد أن هذا الدفق العاطفي من ذلك (المجهول) لو بذله زوجك لصار حبك له بلا حدود!! ولانصرفت إليه وأغلقت النوافذ عن غيره!!. وفي الوقت الذي أذكّرك - ولا أقول أعلّمك - بأن هذا الرجل ( الشاتي الإنترنتي ) تاجر حب.. أي هو في أقل أحواله يستنفد طاقاته ولو من وراء الشاشة!! وهو في أحيان كثيرة لا تنتهي أطماعه عند هذا الحد.. وهو غالباً وإن أوهمك بأنك وحدك من يسكن قلبه إلا أنه يخلّف الواحدة تلو الأخرى من أمثالك وراء ظهره كما لو كان يسير في إحدى الطرق السريعة!!
إنه يستخدم (زئبق) كلمات الحب ليزحلق عليه (الضعيفات) اللاتي يقفن وراء الشاشة، وفي قلوبهن ( زهرة ذابلة) تنتظر طلوع شمس ولو كاذبة لتنتعش.. إنه يتخذ من كلمات الحب (المموهة) شبكة يصطاد بها الواهن من (طيور) النساء.
والأمر لا يقف عند هذه الغاية، فهو بعد كلمات الوله ينزلق إلى ذكر الهيام بأعضاء المحبوبة ليصل إلى دفعها لممارسة الجنس من وراء الشاشة.. وهو أمر حين تسقط فيه المرأة لا يقف عند إفساد حياتها الزوجية والأسرية، بل قد يدفعها - وهي السكرى بالحب الموهوم - إلى الوقوع في الرذيلة .. بعد أن تبني في ذهنها (سفينة) أوهام تصطدم أخيرا بعنف على صخرة الواقع، ولكن بعد خراب البصرة كما يقال .. وذاك الحبيب الوله ينتقل بهدوء إلى (سفينة ) أخرى، ربما دون أن يرفع يده مودعا؛ لأن هذه وظيفته كتاجر جنس قذر..
عزيزتي..
هل نحن سذج إلى الحد الذي لا نؤمن معه بحقيقة مثل هذه الأمور، حتى نصبح إحدى ضحاياها!! وهل يكون للدرس وقتها من نفع؟! ألا نسمع ونقرأ كثرة الضحايا التي يخلّفها أولئك (الأنذال)؟ هل تصل بنا السذاجة مع سماعنا الكثير عن الضحايا أن نصدق أن محبوبنا (الشاتي الإنترنتي) نوع مختلف محترم؟!.. لِم لَم يجد سوى الانترنت ليتعرف من خلاله علينا؟! ألا يعلم هو الآخر أن من تحادثه امرأة لا يعلم عنها أي شيء.. ومع ذلك يمضي معها ويمدح ويثني ويعشق.. ويتمدح بأثر كلماتها في قلبه؟!
أختي الكريمة: سؤالك هذا.. ورغبتك في التخلص.. يدل على بداية إفاقة العقل من رقدته.. وجوابي أرجو أن يدفعك إلى استكمال تلك الإفاقة ودفع العقل لممارسة مهمته في تجنيبك القبيح..
احمدي ربك أن زوجك الذي تملئين قلبه والذي منحك الثقة المطلقة، وجعل بين يديك الإنترنت، لم يدر بخلده أن تفكري في موضوع كهذا، فضلاً عن أن تخوضي فيه ..أقلعي مباشرة.. ليستيقظ عقلك من رقدته التي أرجو ألا تكون قد طالت ..أودعي عواطفك التائهة سجن العقل.. واكتبي طلاقاً بائناً لتلك المرحلة.. وامسحيها من ذاكرتك بجد لا يعرف الفتور والتراخي..
أختي الكريمة:
حين يكون تصرفك هذا نتيجة خلل في علاقتك بزوجك على ما أسلفته في بداية جوابي فليس جيداً أن تهربي من مشكلة إلى مشكلة أخرى.. وأن تعالجي وضعاً سيئاً بطريقة قد تخلق وضعاً أكثر سوءاً.
إن من المهم جداً معالجة الوضع بطرائق صحيحة.. إن زوجك أقرب الناس إليك.. ومشاريعكما مشتركة، وعلى رأسها الأبناء حين قدومهم إن لم يكونوا قدموا وتربيتهم.. وما لم تكن هناك شفافية تحكم العلاقة، وأسلوب راق في التحاور، ومشاعر قلبية عميقة تدفع إلى التجاذب، ومبادرة ذاتية من أحد الزوجين تدفع الآخر للمشاركة.. ما لم يكن ذاك تصبح الحياة الزوجية بعد حين قد فقدت نكهتها.. ويصبح كل زوج يسير في طريق مختلفة ويحمل أفكاراً مختلفة.. ويبقى ربما القاسم المشترك الأكبر بينهما هو الفراش البارد!!
كلمة أخيرة أختي الكريمة -: حين يكون دخولنا للإنترنت بوعي وهدف نحقق الكثير.. وحين يفقد دخولنا إليه الهدف ربما كانت أقل خسارة نرجع بها ضياع الوقت..
جلا الله عن عينيك غشاوة الغفلة، وردك إلى سواء الصراط.