موضوع مفيد لسياسة سليمة وحكيمة يتطلب منا أن نراعي القدرات مشاركتي بالحملة

قال تعالى : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ) سورة الزخرف آية 32.
يقول القرطبي ( ت 671ه ) في تفسير هذه الآية : (( أي فاضلنا بينهم فمن فاضل ومفضول ورئيس ومرؤوس )) ، ( ج 16، ص 56).
ويضيف قطب ( 1412ه ) في تفسيره لهذه الآية قولاً أكثر شمولاً مما سبق فيما يتعلق بمفهوم تقسيم العمل في ضوء الشريعة الإسلامية وذلك بقوله :
(( ورزق المعاش في الحياة الدنيا يتبع مواهب الأفراد ، ظروف الحياة ، وعلاقات المجتمع وتختلف نسب التوزيع بين الأفراد والجماعات وفق تلك العوامل كلها ، ( وفي تفسيره لقوله تعالى ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ) ليسخر بعضهم بعضاً ودولاب الحياة حين يدور يسخر بعض الناس لبعض حتماً وليس التسخير بمعنى الاستعلاء إنما كل البشر مسخر بعضهم لبعض ودولاب الحياة يدور بالجميع . والعكس كذلك صحيح
قال تعالى : ( يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) سورة المجادلة 11، يقول أبو ركبه وأبو غنيمة ( 1401ه ) : (( وليس من العدل في الإسلام أن يختلف الناس في العمل ويتساووا في الأرزاق فهم مختلفون في درجات الرزق كاختلافهم في درجات العلم والإيمان )) ، ص32.
قال تعالى : ( ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون ) سورة الأنعام آية 132
أدلة من السنة النبوية الشريفة على تقسيم العمل :
لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على وضع الرجل المناسب
في المكان المناسب وذلك مراعاة ظروف العمل ومتطلباته وقدرات الفرد وإمكانياته .
ولنستمع لما رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
(( أن والد زيد انه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة ؛
قال زيد : ذهب بي إلى النبي ، فأعجب بي فقالوا : يا رسول الله هذا غلام من بني النجار
معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة . فأعجب ذلك النبي صلى الله علية وسلم
.. وقال : يا زيد تعلم لي كتاب يهود كتابتهم فإني والله ما آمن يهود على كتابي ،
وانصرف زيد إلى ذلك بكل إخلاص ثم قال : (( فتعلمت كتابهم ،
ما مرت بي خمس عسرة ليلة حتى حذقته )) وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه .
وأجيب عنه إذا كتب )) ،( ج 8 ، ص 146) ومن هذه القصة نستنتج كيف وظف
رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً حسب قدراته .
تطبيق مفهوم تقسيم العمل في صدر الإسلام :
ومن صور تقسيم العمل بين أصحابه صلى الله علية وسلم
1 صاحب السر حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2 معلمو القرآن ومنهم عبادة بن الصامت ، ومصعب بن عمير ، ومعاذ بن جبل .
3 معلمو الكتابة فهم عبد الله بن سعيد ، الشفاء أم سليمان .
4 من كان يفتي أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود . الخ.
5 المؤذن بلال بن رباح ، وعبد الله بن أم مكتوم .
حاجات ومتطلبات
ومن هذا المنهج السليم النير الواضح لسياسة سليمة وحكيمة يتطلب منا أن نراعي القدرات
ونتلمس للمواهب ومن أول أبواب التنمية توجيهها حيث الوجهة المطلوبة فالكل مسؤول
من مدير حتى أصغر موظف فالإنسان ربما لا يكشف مواهبه وربما لا يقدر على تنميتها
من يتحمل تنمية المواهب
الكل يتحمل تنمية المواهب فالشخص حين يعرف قدراته وميوله يكون عليه واجب
المحافظة على ما وهبه الله والحفاظ عليها والاستعانة بكل مصدر سليم
أو من يقوم بتربيته وتعليمه
وربما من يسايره بالعمل والحياة تكون له بصمة في توجيهه
وبموضوعي هذا أركز على الطفل فالأهل ومن يقوم بتعليمه الحمل والثقل ليسلك
الخط السليم لحياته وليكون بنية صالحة ناتجة فالكل يملك مواهب ويحتاج للحوافز
والمربي الناصح من يتلمس قدرات الطالب ويشجعها وينميها ويحرص على
حسن تحويرها وإحتوائها في إطار لا يتنافى مع سنه ومستواه ورفع مواهبه وتطويرها
مراعاة الفوارق ..
على المربي مراعاة الفوارق بين الأتراب وعدم المقارنة بالنشاطات أو الاهتمامات
وربما الظروف لها أحكام وتحسين الهوايات وتهذيبها حتى يسطع نورها وتثمر الهوايات
ولا يخفت ضيها ولعل كل سن له نشاطات وبزوغ رغبات لو تم استغلالها ومنح لها
المربي الناجح الواعي لما شاهدنا بعض الظواهر السيئة والانحرافات الضالة
مواهب سطعت وخفتت ..
نسمع لبعض ذكاء الأطفال في مجالات عدة وما أن يكبر ويتقدم به سنوات العمر
يتأخر عن مستواه ويضعف تحصيله وربما تواجهه عقبات فيسقط ويعجز عن النهوض
فهنا على من يهمه أمره أن لا ييأس ويتتبع أسباب العثرات بكلمات كلها تفاءل وعمل كله
همة ونشاط وإخلاص لوجه الله ليعاود النهوض ويسير بخطى واثقة ليشق طريق
النجاح والتقدم
وقفة مضيئة .
الطفل أمانة فعليك غاليتي الأم أن تكوني ممن يهتم بتعليمه والحرص
على احتوائه وتلمس حاجاته ووضع بصمتك للرقي بمستواه
بنية صالحة وأمل يحدوك بأن يكون لك أحسن مما تتمنين
هم أمل المستقبل ورجال الغد فأحسني الزرع ليطيب لنا ولك
الثمر
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت هنا
أم حور