- حادة أو مزمنة:
- علاج الجلوكوما:
- أدوية عشبية وغير عشبية:
مرض الجلوكوما يصيب العين وإذا لم يعالج في وقته فإنه يؤدي إلى العمى. وسبب المرض هو ضغط يحصل في سائل العين يكون من نتيجة خراب أجهزة البصر وبالأخص ألياف العصب البصري.
ولفظ جلوكوما هو في الحقيقة لفظ يوناني يعني الخضرة وسبب هذه التسمية أن المرضى عندما كانوا ينتهون إلى العمى، كانت قزحية أعينهم تتراءى خضراء.
ولفهم حدوث هذا المرض لا بد من التعرض إلى تركيب العين وما يجري فيها من عمل.
إن شكل العين كروي ولذا فهي تسمى بكرة العين Eyeball وهذه الكرة تتكون من قسمين أو من خزانتين إحداهما كبيرة وممتلئة بمادة شفافة جيلانية أطلق عليها قديماً الرطوبة الزجاجية. والجزء أو الخزينة الثانية عبارة عن خزانة توجد في مقدمة العين صغيرة بها ماء وملح ومواد أخرى وتعرف بالرطوبة المائية، ويفصل الخزانتين الخلفية والأمامية عدسة العين والروابط التي تتصل بالعضلة الهدبية في كل من الناحيتين. وهذه العضلة للتحكم في تحدي العدسة الذي يقتضيه بُعد الشيء المرئي أو قربه لكن تتبلور صورته واضحة على الشبكة الموجودة في خلف العين أو في قاعها.
ما يهمنا الحديث عنه هو الخزانة الأمامية للعين، فهناك العدسة وروابطها بالعضلة الهدبية، أو الجسم الهدبي تليها القزحية، وهي التي تعطي العين لونها الأزرق أو الأسود أو الأخضر أو العسلي.
وفي القزحية الفتحة المعروفة بحدقة العين، ومنها تدخل أشعة الجسم المنظور، ثم تأتي بعد ذلك القرنية وهي غشاء شفاف أكثر تقوساً من سائر كرة العين.
والخزانة الأمامية عبارة عن فجوتين فجوة واقعة بين العدسة والقزحية والجسم الهدبي (ويتضمن العضلة الهدبية). وفجوة واقعة بين العدسة والقزحية من خلف، والقرنية من أمام. والفجوتان تملؤها الرطوبة المائية.
عن هذه الخزانة الأمامية بفجوتيها هي الهدف من جراء حديثنا عن العين الذي عن طريقه تصل إلى وصف مرض الجلوكوما. وحيث يبدأ المرض أساساً في هذه الخزانة ورطوبتها المائية.
إن الرطوبة المائية ماء به ملح ومواد أخرى ترفع ضغطه عن ضغط الدم في الجسم وهو ماء شفاف. والجسم الهدبي هو الذي يزود هذه الخزانة برطوبتها المائية. ولكن تبقى الرطوبة المائية عد ضغط معلوم لابد لها من مصروف، حيث تخرج هذه الرطوبة من قناة تعرف بقناة شليم Shlemm canal وتبقى العين سليمة مادامت الرطوبة المائية الداخلة إلى الخزانة تساوي الرطوبة المائية الخارجة من قناة شليم. وعندما يحدث أمر يعطل خروج الرطوبة الزائدة كأن تنسد قناة شليم مثلاً فإن العين تختل كأداة للإبصار لأن العين صنعت لتعمل تحت هذا القدر من الضغط، وبزيادته تتأثر القرنية وتتعطل العضلة الهدبية فلا تقوى على تشكيل العدسة، والعصب البصري نفسه يصيبه التلف، وهذه هي الجلوكوما.
حادة أو مزمنة:
و الجلوكوما إما حادة أو مزمنة فالجلوكوما الحادة قد يصاب بها الشخص بغتة وتحدث عادة في الليل. وتظهر على هيئة ألم يصيب العين الواحدة. وقد لا يكون الألم في العين وإنما في الرأس، يمرق فيها كالسهم من جنب إلى جنب ويتخيل للمريض أن الألم شديد لدرجة أن المريض يتقيأ ويظهر كأنما اعتراه مغص صفراوي، والبصر لا يلبث أن ينقص وكرة العين تبدو جامدة عند جسمها وتتغبش القرنية وتتسع حدقة العين.
والجلوكوما قد تأتي المريض تسللاً يصحبها بعض الألم بحيث يغفل عنها المريض وحتى الطبيب المعالج فلا ينتبهان إليها إلا وقد قطعت مرحلة طويلة مزعجة، وقد يصاب صاحبها بآلام تأتي ثم تزول فلا ينتبه لها. وكثيراً ما حدث أن المريض ما قبل أن ينضج الداء كان قد شكا من ضعف بصره، وغير نظارته، ثم غيرها بعد مدة قصيرة قبل أن ينتبه إلى الداء والمريض قد يشكو تغبشاً فيما يرى ويرى هالات ذات ألوان حول شعلة بيضاء أو مصدر لنور أبيض.
علاج الجلوكوما:
كانت الجلوكوما تؤدي إلى العمى حتى عام 1857م، وفي ذلك العام قدم الجراح فون جراف علاجه وذلك بإحداث شق في الخزانة الأمامية، حيث الرطوبة المائية، فيخرج السائل الذي بسببه زاد الضغط، وبذلك يهبط الضغط إلى ما كان عليه والعين صحيحة. والشق الذي أجراه كان عند ملتقى القرنية بالقزحية، وبسببه اقتطع جزءاً يسيراً من القزحية والجراحة التي ابتدعها فون جراف، إلا أن الذي يقتطع فيه ليس القزحية وإنما الطبقة الصلبة التي تغلف كرة العين من خارجها والتي تكون القرنية امتداداً لها.
أدوية عشبية وغير عشبية:
و الجلوكوما تعالج بالأدوية العشبية وأدوية غير عشبية وتتلخص المعالجة بالآتي:
- محلول 1% من عقار Esertine: ويستعمل هذا العقار على هيئة قطره عندما يكون تقدم المريض بطيئاً جداً وإلى أن تتهيأ العين للجراحة أو عندما تتعذر الجراحة حيث يمكن عن طريق هذا العقار ضبط المرض فلا يزيد وذلك من خلال استعمال قطرات من العقار مرتين في اليوم صباحاً ومساء.ويفضل التقطير في العينين معاً حيث يمكن للعين السليمة أن تتأثر بسبب القلق الذي حصل للمصاب نتيجة لمرض العين الأخرى. ويمكن للمريض المداومة على العلاج مدة طويلة حيث إنه يضبط ضغط العين.
- نبات الجابوراندي Jaborandi: وهو عبارة عن نبات شجري معمر يحتوي قلويدات وأهم مركب هو البيلوكارين Pilocoarpin، وجنس نبات الجابوراندي يضم عدة أنواع من النبات تحتوي على نفس التركيب وموطن هذا النبات جنوب أمريكا.
وقد استخدم هذا النبات على مدى سنين طويلة لعلاج الجلوكوما. وفي عام 1648م تنبه العشابون الأسبان إلى مقدرة هذا النبات على علاج الجلوكوما. وفي عام 1875م فصل مركب البيلوكاربين لأول مرة من النبات وفي عام 1930م شيد هذا المركب كيميائياً. ويقوم مركب البيلوكاربين بضبط ضغط العين ويستعمل على هيئة قطرة حيث يقطر في العين مرتين في الصباح والمساء وتأثيره سريع جداً حيث يبدأ التأثير خلال 15دقيقة فقط.
- فيتامين C: وهذا الفيتامين يستحصل عليه من عدد كبير من الثمار والخضار فيوجد في جميع الموالح كالليمون والبرتقال والبرغموت والترنج والجوافة والكرفس والقنبيط والكرنب والفراولة. ويوجد في الوقت الحاضر مستحضر مقنن من فيتامين C حيث يؤخذ يومياً ما بين 2000إلى 3500مللجرام ويقال إن هذا من العلاجات الجيدة لمرض الجلوكوما.
- النجد Kaffir potato: ويعرف هذا النبات أيضاً باسم المدان أو زهرة الغمد وهو نبات معمر عطري له جذور تشبه الدرنات ويعرف علمياً باسم Coleus Forskohlii وموطن هذا النبت الهند. وقد اشتهر هذا النبات في المدن الغربية عندما عزل أحد مركباته المعروف باسم الفورسكولين (Forskolin) لأول مرة في السبعينات وأظهر بحث أجرته شركة هندية ألمانية أن الفورسكولين دواء قوي لحالات متعددة منها الجلوكوما. ويوجد مركب الفورسكولين على هيئة قطرة.
- المردقوش البستاني Sweet Margoram: وهو نبات عشبي معمر عطري، وموطنه بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط ويعرف علمياً باسم Origanum Vulgare نصح علماء الأعشاب باستخدام عشب المردقوش لعلاج الجلوكوما ونصحوا باستخدام أي عشب يحتوي على مضادات الأكسدة حيث إنها تمنع حدوث الجلوكوما ويعد المردقوش من أفضل الأعشاب المضادة للأكسدة ويمكن استخدام ملء ملعقتين شاي من مسحوق المردقوش الجاف لكل كوب ماء مغلي مرتين في اليوم ويمكن إضافة جزء يسير من النعناع وحصا البان إلى المردقوش.
- البنفسج Pansy: وهو نبات زاحف معمر له أوراق بيضاوية مسننة وأزهار بنفسجية إلى زرقاء أو بيضاء جذابة، وموطن هذا النبات أوروبا وآسيا ويتبع هذا الجنس عدة أنواع كلها تحتوي على مركب يعرف باسم روتين (Rutin) والذي أوصى علماء الأعشاب باستخدامه لعلاج الجلوكوما. ويتركز هذا المركب في أزهار النبات حيث تحتوي على 23% من هذا المركب. ويقوم هذا المركب بحفظ ضغط العين وموازنته. والجرعة الموصى بها هي 20ملليجرام من المركب ثلاث مرات في اليوم.
- عنب الأحراج Bilberry: وعنب الأحراج نبات عشبي معمر لا يزيد ارتفاعه عن 40سم له أزهار صغيرة بيضاء أو قرنفلية وثمار عنبية الشكل ذات لون أحمر وعند النضج تتحول إلى اللون الأسود أو الأرجواني. ويحتوي هذا النبات على مركبات تسمى انثوسيانوزايدز (Anthocyanosides) وهذا المركب يزيد من تأثير فيتامين C الذي يستخدم لعلاج الجلوكوما. وقد نصح كل من الدكتور جوزيف بيزورنو رئيس جامعة باستري في مدينة سياتل بأمريكا والدكتور مايكل مرتي مؤلف كتاب الطب الطبيعي وأوصيا باستخدام هذا النبات ونبات آخر باسم Blueberry لمنع حدوث الجلوكوما.
- كيس الراعي Shepherd purseصs: وهو نبات عشبي حولي أو ثنائي الحول ذو ساق منتصبة وله أوراق وردية تخرج مباشرة من الأرض دون ظهور الساق. وموطن هذا النبات أوروبا وآسيا. والجزء المستخدم من النبات جميع أجزائه. يحتوي النبات على فلافونيدات ومتعددات الببتين والسكولين والاسيتايل كولين والهستامين والتيرامين، وقد استخدم هذا النبات في الطب الصيني لعلاج أمراض العين بما في ذلك الجلوكوما، ويعد هذا النبات من النباتات المضادة للأكسدة، ويقول الدكتور البرت لوينج عالم العقاقير يجب أن تضيف جزءاً من هذا النبات إلى غذائك اليومي أو إلى الشاي الذي نشربه يومياً لما فيه من فوائد في منع حدوث الجلوكوما أو موازنة ضغط العين إن كانت مريضة بالجلوكوما.