سنــ نجد ــام
29-11-2022 - 11:58 am
السلام عليكم
صبايا أبغى نشاط لمادة التاريخ وهو موضوع عن أحد خلفاء الدولة العباسية وخلفاء الدولة الأموية
وهم:معاوية بن أبي سفيان
أو عبد الملك بن مروان
أو الوليد بن عبد الملك
أو عمر بن عبد العزيز
او أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي
معاوية بن أبي سفيان
وُلد معاوية بن أبي سفيان قبل البعثة بخمس سنين، كان في عُمرة القضاء (في ذي القعدة سنة سبع للهجرة) مسلماً، وأظهر إسلامه عام الفتح.
كان حليماً وقوراً، عاش عشرين سنة أميراً، وعشرين سنة خليفة للمسلمين.
إسلامه
شاءت الأقدار أن يكون البيت الأموي عموماً في بداية الدعوة في جانب، والدعوة الإسلامية في جانب آخر، وأن يدْرج معاوية في هذه البيئة بعيداً عن الإسلام ورسوله.
ولكن الإسلام دخل قلب معاوية رضي الله عنه مبكراً، فيقول عن إسلامه:
لقد أسلمتُ قبل عُمرة القضية (عمرة القضاء)، ولكنني كنتُ أخاف أن أخرج إلى المدينة، لأن أمي كانت تقول لي: "إن خرجتَ قطعنا عنك القوت"، ويقول: "ولقد دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكةَ في عمرة القضاء وإنّي لمصدّق به، ثمّ لما دخل عام الفتح أظهرتُ إسلامي فجئته فرحّب بي".
ومنذ أن أعلن إسلامه، صَحِب النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي، وتولّى أمرَ مراسلاته صلى الله عليه وسلم مع العرب. وصار كلّ همه أن يتلقّى العلم والحكمة من الرسول صلوات الله عليه، وغدا لا يأتي إلاّ والقلم معه، ينتظر أن يسمع المنادي ليكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
دخل معاوية رضي الله عنه يوماً إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم، وعلى أذُنِه قلم، فقال له عليه السلام: "ما هذا القلم على أُذنك يا معاوية؟" فقال معاوية: قلمٌ أعددته لله ورسوله، فقال له: "جزاك الله عن نبيّك خيراً، والله ما استكتبتُك إلاّ بوحي من الله، وما أفعلُ من صغيرة ولا كبيرة إلاّ بوحي من الله. كيف بك لو قمّصك الله قميصاً (كناية عن الإمارة)"؟ فكانت أمّ المؤمنين رملة، أختُ معاوية، تستمع إليهم، فسألتْ النبيّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، وإنّ الله مقمّصه قميصاً؟ قال: "نعم، ولكن فيه هنات وهنات"، فقالت أم المؤمنين رملة: يا رسول الله فادعُ له. فقال عليه السلام: "اللهم اهده بالهدى، وجنّبه الرّدى، واغفر له في الآخرة والأولى".
وفي مرة أخرى قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أمَا إنَّك ستلي أمر أمتي بعدي، فإذا كان ذلك فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم".
* * *
الولاية
في خلافة أبي بكر، ولاَّهُ الصديقُ قيادةَ جيشٍ أرسله مدداً لأخيه يزيد بن أبي سفيان، وأمَرَه أنْ يَلحق به، فكان غَازياً تحتَ إمْرَة أخيه، وقد قاد جيوش فتح مدن صيدا وجبيل وبيروت.
ثمّ ولاّه عمر ولايةَ الأردن، ولما تُوفّي يزيد في طاعون عمواس وَلاّه عمر بن الخطاب عَمَل يزيد على دمشق وما معها. وفي عهد عثمان جُمعت الشام كلها لمعاوية، فكان ولاة أمصارها تحت أمره، وبقيَ والياً عليها حتّى استشهد عثمان بن عفان وبُويع عليٌّ بالمدينة.
رأى معاوية أن قَتَلَةَ عثمان مازالوا يسرحون ويمرحون في المدينة، دون أن يتمكّن سيدنا عليّ رضي الله عنه من اتخاذ موقف حاسم منهم، ولذا رأى أن يمتنع عن البيعة إلى أن تستقرّ الأمور في المدينة، وتتمكّّن الدولة المسلمة من القصاص لدم عثمان رضي الله عنه، وبايعه أهل الشام على ذلك، إلاّ أن سيدنا علياً أصرّ على بيعة أهل الشام، وحاربه في صفين، وانتهت الموقعة بينهم بالتحكيم، فلما اجتمع الحكمان، اتفقا على خلع علي ومعاوية من الخلافة، وأن يكون أمر المسلمين شورى بينهم، ينتخبون لهم من يَصْلح لإمامتهم، فبايع أهلُ الشام معاوية بالخلافة، وبايع أهل العراق عليّاً.
وفي عام 41 للهجرة، استشهد سيدنا علي رضي الله، فبويع ابنه الحسن من بعده، فتنازل عنها لسيدنا معاوية رضي الله عنه، وسُمّي ذلك العام بعام الجماعة لاتفاق كلمة المسلمين بعد الفُرقة.
أخلاق الحاكم
خطب معاوية بالناس، فقام رجل يُقال له أبو مسلم يطلب منه أن يُقسّم له من العطاء، فقال له: "يا معاوية، إنّ هذا المال ليس بمالك ولا مال أبيك ولا مال أمك" فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا، فنزل ثم رجع فقال: "أيُّها الناس، إنّ أبا مسلم ذَكَر أنّ هذا المال ليس بمالي ولا مال أبي ولا مال أمي، وَصَدَق أبو مسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الغضبُ من الشيطان، والشيطان من النار، والماء يطفيء النار، فإذا غضب أحدكم فلْيَغتسل"، فاغْدُوا على عطائكم على بركة الله عزّ وجلّ .
وخطب يوماً معاوية فقال: "إنّ في بيت مالكم فَضْلاً عن عطائكم، وإني قاسمٌ بينكم ذلك، فإن كان فيه قابلاً فضلٌ قسمته عليكم ، وإلا فلا عَتِيبَة عليّ ، فإنه ليس مالي، وإنّما هو فَيء الله الذي أفاءَ عليكم.
وقد اشتُهر معاوية بالحِلم، وكان يقول: "لا أضع لساني حيث يكفيني مالي، ولا أضع سَوْطي حيث يكفيني لساني، ولا أضع سيفي حيث يكفيني سَوْطي، فإذا لم أجد من السيف بُدّاً ركبتُهُ".
وكان يقول: "أفضلُ ما أُعطي الرجلُ العقلَ والحِلْمَ، وإذا ذُكّرَ ذَكَرَ، وإذا أُعطيَ شكر، وإذا ابتُليَ صَبَر، وإذا غضِبَ كَظَم، وإذا قَدَرَ غَفَرَ، وإذا أساء اسْتَغْفر، وإذا وَعَدَ أنْجَزَ.
وقال: لا يبلغ الرجلُ مبلغَ الرأي حتى يَغلِبَ حِلْمُهُ جهلَهُ، وصبرُه شهوتَه، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة الحِلْم.
وفاتُه
لمّا حضرت معاويةَ الوفاةُ أوصى أن يُكفّن في قميص كساه إيّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عنده قُلامة أظفار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوصى أن تُسحقَ وتُجعل في عينيه وفمه، وقال: "افعلوا بي، وخلّوا بيني وبين أرحم الراحمين".
مات معاوية في رجب سنة ستين للهجرة.
مما قيل في معاوية
سَألَ الزهريُّ سعيدَ بن المسيِّب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "اسمعْ يا زهري، من مات مُحبّاً لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وشهد للعشرة بالجنة، وترحّم على معاوية، كان حقيقاً على الله عز وجل أن لا يُناقشَه الحساب".
وسَألَ رجلٌ المعافى بن عمران فقال: "يا أبا مسعود، أين عمر بن عبد العزيز من معاوية؟ فغضب من ذلك غضباً شديداً وقال: لا يُقاس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدٌ، معاوية صاحبه وصهره، وكاتبه وأمينه على وحي الله عزّ وجلّ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعوا لي أصحابي وأصهاري، فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".
وقال إبراهيم بن ميسرة: ما رأيتُ عمرَ بن عبد العزيز رضي الله عنه ضرب إنساناً قط، إلاّ إنساناً شتَمَ معاوية، فإنه ضربه أسواطاً.
أسلم بعد الحديبية وكتَمَ إسلامه حتى أظهره عام الفتح ، وكان في عمرة القضاء مسلماً ، كان من الكَتَبة الحَسبَة الفصحاء حليماً وقوراً عاش عشرين سنة أميراً وعشرين سنة خليفة000
إسلامه أسلم معاوية بن أبي سفيان قبل عُمرة القضية ، ولكنه كان يخاف أن يخرج الى المدينة لأن أمه كانت تقول له :( إن خرجت قطعنا عنك القوت )000 صهر الرسول أخته أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان ، دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أم حبيبة ومعاوية عندها نائم على السرير ، فقال :( من هذا يا أم حبيبة ؟)000فقالت :( أخي معاوية يا رسول الله )000قال :( فتُحِبِّيه ؟)000فقالت :( إيْ والله إنّي لأحبُّه )000فقال :( يا أم حبيبة ! فإني أحب معاوية ، وأحب من يحب معاوية ، وجبريل وميكائيل يُحبّان معاوية ، والله أشدُّ حُبّاً لمعاوية من جبريل وميكائيل )000 خَلْقه وخُلُقه كان طويلاً أبيض أجلح وصحب النبي -صلى الله عليه وسلم-000 قال عكرمة لابن عباس :( إن معاوية أوتر بركعة )000فقال :( إنه فقيه )000 قال المدائني :( كان زيد بن ثابت يكتب الوحي ، وكان معاوية يكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- فيما بينه وبين العرب000 دخل معاوية بن أبي سفيان على عمر -رضي الله عنه- وعليه حُلّة خضراء فنظر إليه الصحابة ، فلما رأى ذلك عمر قام ومعه الدَّرّة فجعل ضرباً بمعاوية ، ومعاوية يقول :( الله الله يا أمير المؤمنين ، فيمَ ؟ فيمَ ؟)000فلم يكلمه حتى رجع فجلس في مجلسه فقالوا له :( لِمَ ضربت الفتى وما في قومك مثله ؟)000فقال :( ما رأيت إلا خيراً ، وما بلغني إلا خير ، ولكني رأيته -وأشار بيده الى فوق- فأردت أن أضعَ منه )000 كان معاوية لا يُتَّهم في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكان معاوية قليل الحديث عن رسول الله الكريم000 الولاية ولاه عمر بن الخطاب الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقره عثمان000 معاوية وعلي لم يبايع معاوية علي بن أبي طالب ، وحاربه واستقل بالشام ، ثم أضاف إليها مصر ، ثم تسمّى بالخلافة بعد الحكمين000 ولمّا قُتِلَ علي -رضي الله عنه- سار معاوية من الشام الى العراق ، فنزل بمسكن ناحية حربي ( بين بغداد وتكريت )إلى أن وجّه إليه الحسن بن علي فصالحه ، وقدم معاوية الكوفة ، فبايع له الحسن بالخلافة واجتمع عليه الناس ، فسمّي ذلك العام عام الجماعة000 وقد سُئِلَ الحارث الأعور -وكان من أصحاب علي- :( ما حمل الحسن بن عليّ على أن يُبايع لمعاوية وله الأمر ؟)000قال :( إنه سمع علياً يقول : لا تكرهوا إمْرَة معاوية )000 معاوية والملك قال معاوية :( اتبعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوضوء فلما توضأ نظر إليّ فقال :( يا معاوية إنْ وُلِّيتَ أمراً فاتّقِ الله واعْدِلْ )000فما زلتُ أظنُّ أنّي مُبتلِ بعمل000 قال ابن عباس :( ما رأيت أحداً أحلى للملك من معاوية )000فملك الناس عشرين سنة ، يسوسهم بالملك ، يفتح الله به الفتوح ، ويغزو الروم ، ويقسم الفيء والغنيمة ، ويقيم الحدود000 قال أبو الدرداء :( لا مدينة بعد عثمان ، ولا رخاء بعد معاوية )000 معاوية والسيدة عائشة لمّا قدِم معاوية المدينة يريد الحج دخل على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ومولاها ذكوان أبو عامر عندها فقالت له عائشة :( أمِنتَ أن أخبِّىء لك رجلاً يقتلك بقتلك أخي محمداً ؟)000قال معاوية :( صدقتِ )000فكلّمها معاوية فلمّا قضى كلامه ، تشهدت عائشة ثم ذكرت ما بعث الله به نبيه من الهدى ودين الحق ، والذي سنّ الخلفاء بعده ، وحضّتْ معاوية على اتباع أمرهم ، فقالت في ذلك ، فلم تترِك000 فلمّا قضت مقالتها قال لها معاوية :( أنتِ والله العالمة بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-المناصحة المشفقة ، البليغة الموعظة ، حَضَضْتِ على الخير وأمرت به ، ولم تأمرينا إلا بالذي هو لنا ، وأنتِ أهلٌ أن تطاعي )000فتكلّمت هي ومعاوية كلاماً كثيراً ، فلمّا قدم معاوية اتكأ على ذكوان ، قال :( والله ما سمعت خطيباً ليس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبلغ من عائشة )000 أخلاق الحاكم خطب معاوية بالناس وقد حَبَس العطاء شهرين أو ثلاثة ، فقال أبو مسلم:( يا معاوية ، إنّ هذا المال ليس بمالك ولا مال أبيك ولا مال أمك )000فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا ، فنزل ثم رجع فقال :( أيُّها الناس ! إنّ أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي ولا مال أبي ولا مال أمي ، و صدق أبو مسلم ، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( الغضبُ من الشيطان ، والشيطان من النار ، والماء يطفيء النار ، فإذا غضب أحدكم فلْيَغتسل )000اغْدُوا على عطائكم على بركة الله عزّ وجلّ )000 وخطب يوماً معاوية فقال :( إنّ في بيت مالكم فَضْلاً عن عطائكم ، وإني قاسمٌ بينكم ذلك ، فإن كان فيه قابلاً فضلٌ قسمته عليكم ، وإلا فلا عَتِيبَة عليّ ، فإنه ليس مالي وإنّما هو فَيء الله الذي أفاءَ عليكم )000 قال معاوية :( لا أضع لساني حيث يكفيني مالي ، ولا أضع سَوْطي حيث يكفيني لساني ، ولا أضع سيفي حيث يكفيني سَوْطي ، فإذا لم أجد من السيف بُدّاً ركبتُهُ )000 فضله قال معاوية :( أفضلُ ما أعطي الرجلُ العقل والحِلْمَ ، وإذا ذُكّرَ ذَكَرَ ، وإذا أعطيَ شكر ، وإذا ابتُليَ صَبَر ، وإذا غضِبَ كظم ، وإذا قَدَرَ غَفَرَ ، وإذا أساء اسْتَغْفر ، وإذا وَعَدَ أنْجَزَ )000 قال معاوية :( لا يبلغ الرجل مبلغَ الرأي حتى يَغلِبَ حِلْمُهُ جهلَهُ ، وصبره شهوته ، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة الحِلْم )000 الوفاة لمّا حضرت معاوية الوفاة أوصى أن يُكفّن في قميص كساه إيّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن يجعل ممّا يلي جسده ، وكان عنده قُلامة أظفار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأوصى أن تسحق وتجعل في عينيه وفمه ، وقال :( افعلوا بي ، وخلّوا بيني وبين أرحم الراحمين )000ومات معاوية في رجب سنة ستين على الصحيح000 مما قيل في معاوية سَألَ الزهري سعيد بن المسيّب عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له :( اسمعْ يا زهري ، من مات محبّاً لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وشهد للعشرة بالجنة ، وترحّم على معاوية ، كان حقيقاً على الله عز وجل أن لا يناقشه الحساب )000 وسُئِلَ ابن مبارك عما يقوله في معاوية فأجاب :( ما أقول في رجل قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( سمع الله لمن حمده )000فقال معاوية من خلفه :( ربَّنا ولك الحمد )000فقيل له :( ما تقول في معاوية ، هل هو عندك أفضل أم عمر بن عبد العزيز ؟)000فقال :( لتُرابٌ في مِنْخَريّ معاوية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير من عمر بن عبد العزيز )000 وسأل رجل المعافى بن عمران فقال :( يا أبا مسعود ، أين عمر بن عبد العزيز من معاوية ؟)000فغضب من ذلك غضباً شديداً وقال :( لا يُقاس بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد ، معاوية صاحبه وصهره ، وكاتبه وأمينه على وحي الله عزّ وجلّ ، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( دَعوا لي أصحابي وأصهاري ، فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )000
معاوية بن أبي سفيان (توفي 680): مؤسس الدولة الأموية. أول خليفة أموي (661-680). أحد دهاة العرب الأربعة: عمرو بن العاص، المغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه ومعاوية. أسلم يوم فتح مكة. اشترك مع أخيه يزيد الذي كان والياً على الشام. خلفه معاوية زمن عمر بن الخطاب، وأقره عثمان بن عفان في منصبه. أظهر كفاءة إدارية، واستمال إليه أهل ولايته. خرج على علي بن أبي طالب، وحاربه في موقعة صفين 657، التي انتهت إلى اتفاق الطرفين على التحكيم، مما أضعف موقف علي. فلما فشل التحكيم استأنفا القتال، واستولى معاوية على مصر، وأغار على العراق. في 659 اتخذ لنفسه لقب خليفة في بيت المقدس، وأخذ لنفسه البيعة من أهل الشام. أعد علي حملة كبيرة ضده، لكنه اغتيل قبل ذلك. تنازل له الحسن بن علي عن الخلافة، فاصبح أول خليفة أموي 661. اتخذ دمشق عاصمة له. ونجح في توحيد البلاد، بفضل حنكته السياسية، فقد تفادى المنازعات القبلية وصاهر قبيلة كلب العربية الجنوبية. ينسب إليه إنشاء ديوان البريد، وديوان الخاتم، واتخاذ مقصورة في الجامع. توسعت الدولة الإسلامية في عهده شرقاً حتى بلاد ما وراء النهر، وغرباً في شمال أفريقيا. حارب الروم، وأغار عليهم باستمرار براً وبحراً في حملات الصوائف التي كانت تجري كل صيف، والشواتي التي كانت تجري كل شتاء. حاول فتح القسطنطينية، لكنه فشل أمام أسوارها المنيعة. استخلف ابنه يزيداً قبل موته، فكان أول من حول الخلافة الإسلامية إلى وراثية.