نفحات عطرة مصلى الفراشه

مازلت ألتمس دفْء النفحات العطره ونحن نتباشر ببلوغ هذا الشهر ..
ولاأدري كيف إنسلخت الأيام هكذا ! ...
هاهو الثلث ينطوي ... والثلث كثير ..
إي وربي ... انه لكثير ! !
أواه يا نفسي ...
أيعقل أن يعمل العاملون .. ونحن نائمون !!؟؟
أيعقل أن يصطف العبّاد لرب العباد ..؟؟
ونحن نصطف ..أمام ... مسلسل ساقط ..!!!
أو أغنية هابطة ..أو استهزاء وتهريج وغثاء ؟؟
أيعقل أن ينام ً أخا لي طاويا ... ينام مهموما .. كسيراً ..؟؟
ليسوا في مجاهل أفريقيا صائمون ...ولاهم من أواسط آسيا قادمون ..
لالا .. أنهم هنا ..من بني جلدتنا .. يتكلمون كما نتكلم .. يشعرون كما نشعر ..
لكن فقرهم ... وبؤسهم ... وجوعهم ..أبعدهم عنا ... نحن أبناء الذوات ..
فلم نكد نسمع قرقرة بطونهم الخاوية ..
ونحن نتمايل تخمةً ... بعد وجباتنا العامرة ...
وبعد هذا !!
نطلب .. قلب ... يخشع ... وعين ... تدمع ... وتبكي من خشية الله !!
كم أتمنى أن نعيش حقيقة هذا الشهر ..
نفهم .. و نستشعر ..ثم نعمل ..
هو هدية الخالق ورحمة منه وبركة ..
هو زادنا الذي سنتزود منه ليوم عظيم ..
هو كنز من كتب له أن يملكه ربح .....و ياله من ربح طائل ..
سأعيش لحظات الجوع والعطش ..نعم هي طاعة لله .. ولكن ..
سأستشعر وجود تلك النعم وكل ما يحيط بي كي أتلذذ بعبادتي لربي ..
سأحارب رغباتي ...وأنثر دمعاتي ...وأهز قلبي بيدي .. حتى ينبض بالإيمان ..
سافك قيدا كم تمنيت منذ زمن ان اتخلص منه ...
سأهرول مسرعة نحو نور شد بصيرتي ..
سأحرر خُطاي كما يريد قلبي
ياربي أنت أرحم بي من أمي .. فارحمني ..وأبعد عني ماتشبث بي من ذنب ..
ياربي أنت قادر على كل شيء.. فأعني ..وأبعد عني وساوس الشيطان ..
ياربي أنت ملجأي في ضيقتي .. فأهدني ..وتقبل عمل من تعلق قلبها بعفوك..
سأفتح.. قلبي ..وأغمض عيناي ..
ثم أستشعر أن المنية حلت بي ..
والأنفاس تلاحقت ..وحيل بيني وبين ماأشتهي !
سأترك الدنيا من خلفي..وأنظر اين مكاني فيما بعد..
وأنا على يقين أن النتائج ستكون مطمئنه !!
لنفسي على الأقل !!!مادام قلبي حي بذكر خالقي ..
ربي أستودعتك قلبي.... فأنت خير الحافظين .
..