- نجيب الزامل
- .. الذي حصلَ لا يجوزُ أن يحصل، مهما كان السبب.
نجيب عبدالرحمن الزامل
.. نفوني من مدرستي، وقهروني!
نجيب الزامل
.. الذي حصلَ لا يجوزُ أن يحصل، مهما كان السبب.
تلقيت خطابات، ومكالمات، كلها غاضبة، كلها مقهورة، وكلها باكية.. وهذا الذي لا يجوز: أن نقهرَ، ونُحزن، ونُبكي من ندعي أننا نحبهن، ونعمل من أجلهن، ولصالحهن.. ما الفائدة، مهما عملنا، حين ننتج جيلا غاضبا، كارها لمنظومتنا التعليمية، ولمن يديرها، ونقولها بصراحة أمام من خلق لنا القلوب لتخشع وتصمد، سينعكس هذا على تعلق أجيالنا الطالعة بما يرمز إليه بلدهم، حين يُقهرون عليه، ويعاملون وكأنهم لاشيء في موازين القرار، وتتلاعب بهم الأهواءُ وكأنهم والفراغ سواء..
وهنا أسأل كل مسئول في تعليم بنات المنطقة، أن يتمعن في ما يأتي، ليس لأنه مني، فمن أنا؟ ولكن لأنه من البنات اللاتي وضعوا من أجل العناية بهن، وبرأيي أن العناية بهن تفوق آلية التعليم المجردة، فإن لم نوجد نفوسا مستعدة ومعدة للتعلم والتعليم، فكل ما نخططه هو هيكلٌ من رمال..
والخطابات التي وصلتني من الطالبات، معظمها جاء بالاسم الصريح الكامل، ولم تقل لي ولا واحدة منهن أرجو إخفاء اسمي، إلا من أرسلته مرمزا، وذهبت إحدى الرسائل إلى ذكر من ذهب معها وأحتج من الطالبات بالأسماء الكاملة، وذكرن لي أسماء المسئولات اللاتي تناقشن معهن، ولم يستطعن إقناعهن، ولم يفلحن حسب قول الطالبات بأن يبرزنَ قراراً موقعا، من الوزير أو مدير التعليم، وقيل لهن انها مجرد مكالمة، ولا نعلم كل صحة هذا فلم أقف عليه، والذي يعصر قلبي كما قلت، هذا الحزنُ، وهذا البكاءُ وهذا القهرُ وهذا الغضبُ، وهذا الإحباط في كل ما وصلني مكتوبا، أو شفاها..
والقصة أن طالبات السنة الثالثة الثانوية لهذا العام، وهن من تركزت منهن الرسائل والشكاوى التي وصلتني، من التعليم المتطور الذي طبق في مجمع الأمير محمد بن فهد التعليمي، وهي من المدارس التي بنتها أرامكو بهندسة رفيعة ملائمة للبيئة المدرسية، قد صحونَ يوما قبل الدراسة بوقت قصير جدا، على رسائل هاتفية وصلت لولاة أمورهن بأنه تم نقلهن إلى مدرسة أخرى، وهي المدرسة الثانوية الثانية والعشرين، وبحي آخر. والرسائل جاءت بالأمر النافذ، وليس للتنبيه أو تبادل الرأي المسبق.. ولم يصدق الناسُ ما رأوا في جوالاتهم، وغرقت البنات في دوامات عصبية، ويشكو لي أب أن ابنته بكت حتى أغمي عليها. وسرت ودارت أخبار تضيع بين الشائعة والحقيقة. رسالة من الرسائل تخبرني فتاة بالحرف الواحد :» ان مسئولات إدارة التعليم طمعن في حسن تجهيز المدرسة، كي تكون لهن مكاتب إدارية، ويحرمن الطالبات منها، وأنا متأكدة من المعلومة 100%.» وهنا أنا لست متأكدا، ولا أظن منطقا وعقلا أن هذا هو الهدف، وسواء أكان صحيحا أو بعيدا عن الصحة، فهو يكشف أن المنطقَ المغلوط، ينتج وقائع مغلوطة، ثم نبدأ بالنفي والندب والاتهام المتبادل ناسين أن الأصلَ ليس فقط القرار، ولكن طريقة أخذ القرار، حتى القرار الصحيح يصير فاسدا ومعطِّلا متى أُخذ بظروفٍ تفسده وتعطله..
إن ما حدث أربك الأُسَرَ، وروّع البنات ( فعلا) وإلا فهموني لماذا تكتب لي البناتُ أسماءهن كاملة وكأنهن يقدمن عريضة رسمية؟ واحدة من التلميذات تكتب كلاما آلم روحي وجعلني أقرأه مرارا وتكرارا وأصفق بيدي وحدي ممّا ألمّ بي من إحباط، فتكتب: «شكرا لفلان وفلان وفلانة وفلانة من إدارة التعليم، بل شكر لمديرتي فلانة، ومعلماتي فلانة وفلانة.. لأنهم خذلوني!»
ماذا تريدون أكثر من هذا؟ أسألكم بالله، ثم باسم ضمائركم الإنسانية، وبكونكم أنفسكم آباء وأمهات، كيف نرى أنفسنا أمام الله ثم أمام كل واحد منا حين نغضب طلائع الأمة التي ستسند عليها يوما؟ فإذا نحن نقدمها معطوبة القلب، غاضبة الروح، ومحبطة الآمال.. هل هذا هو المأمول منا؟ كيف نأخذ قرارا يمس عشرات البنات وأهاليهن، ثم لا يعنينا أبدا أن نضمهن ضمن عناصر القرار، وكأنهن مجرد أثاث ينقلن من مكان؟
يا إدارة التعليم أضع أمامكم هذين السؤالين، وأنا لا أملك إلا ما يتردد في قلبي وأذني من آهات البنات وغضبهن وإحباطهن، وما يجب أن اثق به أن لكم قلوبا وضمائر تحاسبكم كل لحظة، والا لما كنتم أهلا لمناصبكم، وإن أغفلتم ما كتبتُ فإما أني لا أُقرأ، فلكم العذر، أو أنكم قرأتم ووضعتم ما قرأتم جانبا، فتنأى عنكم كل الأعذار.
السؤال الأول: هل البنات أرواحٌ وأنفسٌ بعواطف وكينونةٍ شخصيةٍ فيسألن ويناقشن من أجل الإقناع لا الفرض، فكان لا بد ألا يخرج القرار قبل ذلك؟
السؤال الثاني: أم أن البنات مثل أثاث الفصل والمكاتب؟
وهنا طبعا لن تلامون.. فمن يسألُ الأثاث؟!
:( :(
ياليت من يقرا الموضوع وويحس فينا .. تعبنا من جد !!
عزيزي رئيس التحرير
صباح يوم الأربعاء قبل الماضي استيقظت طالبات « الثانوية المطورة» على صدمة خبر نقلهن المفاجيء إلى المقر الجديد ( مبنى الثانوية 22 ) غير مكتمل التجهيز في حي المريكبات بالدمام، من خلال رسائل الجوال لأولياء أمورهن التي أرسلتها إدارة المدرسة.
في الحقيقة إن فكرة النقل لا اعتراض عليها من حيث المبدأ إذا كان القرار مدروسا دراسة وافية، مهنيا وتربويا ، وروعي في هذه الدراسة الجوانب النفسية للطالبات، وكان المبنى مكتمل التجهيزات اللازمة للمتطلبات التعليمية ومكتمل المرافق، وجاء التطبيق سلسا بمعنى أن تكون الدراسة ابتداء مع المستجدات ليكون لهن الخيار، وأعتقد أنه لا ينكر على أحد حق الاختيار.
ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في هذا القرار أنه جاء ارتجاليا ومفاجئا للطالبات ولأولياء أمورهن وكما اتضح لنا كان كذلك لهيئة التدريس ولإدارة المدرسة، الأمر الذي شكل صدمة للجميع، ولم ُيرحب بهذا القرار ولم يقبله أحد من هؤلاء. فكيف ُيمكن أن يُكتب له النجاح إذا تم تطبيقه؟ ولا ريب في أن النجاح مطلب وهدف للجميع بما فيهم مسؤولو تعليم البنات.
فالقرار واضح أنه لم يراع بالدرجة الأولى مصلحة الطالبات، ولم يراع تهيئة الأجواء والمناخ الملائمين لهن لا سيما أنهن كطالبات ثالث ثانوي مقبلات على التخرج بإذن الله ، وكذلك توقيت القرار إذ جاء مع استهلال عام دراسي جديد هن بحاجة فيه إلى توفير التحفيز والتشجيع وكل ما يجلب الراحة النفسية لهن بما يدعم تحقيق التحصيل الجيد وجودة العطاء، خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار أنهن درسن منذ الابتدائي إلى المتوسط ثم الصفين الأوليين من الثانوي في المدارس التي بنتها أرامكو السعودية التي تتميز بمعايير إنشائية عالية تأخذ في اعتبارها التوجهات التعليمية والتربوية العالمية التي يفتقر إليها مع الأسف كثير من مباني مدارسنا الأخرى التي منها المقر الجديد للثانوية 22، الأمر الذي سيؤثر سلبا على تحصيل الطالبات ونتائجهن ولم يلتفت إليه ، مع الأسف ، متخذو قرار النقل الارتجالي في تعليم البنات.
وكمواطن يشاركني عدد من المواطنين من الذين يسكنون بحي الجامعيين ومن المنتسبين لأرامكو السعودية سواء لايزال منا من يعمل فيها أو أصبح متقاعدا، أمر يعنينا أن تدرس بناتنا في المدارس التي بنتها أرامكو السعودية، ويشرفنا أن تتخرج بناتنا في هذه المدرسة التي تحمل اسم» مجمع الأمير محمد بن فهد التعليمي».
ومن هذا المنبر الإعلامي الحر صحيفة « اليوم» الغراء أدعو مع زملائي أولياء أمور طالبات مجمع « الأمير محمد بن فهد التعليمي» بحي الجامعيين، مسؤولي تعليم البنات بالشرقية إلى مراجعة قرار النقل والعدول عنه وإبقاء طالبات نظام التعليم الثانوي المطور مستمرات يدرسن في مجمع « الأمير محمد بن فهد التعليمي» حتى يتخرجن،بإذن الله.
وإذا كانت هناك خطة أو نية لنقل طالبات التعليم المطور إلى مدرسة أخرى فلتكن منذ البداية لالتحاقهن بهذا النظام، ويترك للطالبات حق الاختيار ابتداء وليس تعسفا. وسأشيد بتعليم البنات في حال عدولها عن قرار النقل استجابة لهذه الطلبات الملحة والمتعددة الأصوات، والرجوع إلى الحكمة فضيلة يحمد عليها المرء. والله من وراء القصد.
عمر بن محمد البنيان- الدمام
:(
هل من مجيب !!