- السائق: أحكيلك حكاية حصلت لي الشهر ده علشان تفهم قصدي.
- أنا: أرجوك.
- عارفين انا إفتكرت إيه لما قريت القصة دي؟
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اعجبنى فى احدى المنتديات فنقلته
وجزئها الله خيرا
من قامت بكتابة الموضوع
القصة دى ممكن تحصلى وتحصلك
فكل شىء له سبب
والله هو الرزاق الحكيم
من إسبوعين تقريباً كنت قاعدة في البيت لقيت كتاب مفتوح على المكتب بتاع أخويا
المهم شدني إسم الكتاب تاكسي قلت أبص فيه لقيته عبارة عن قصص قصيرة حصلت لمؤلف الكتاب خالد الخميسي مع سواقين التاكسي
قلت أجرب أقرأ قصة منهم عشان اشوف الكتاب حلو والا لأ فتحت أول قصة وقرأتها
وقلت لازم أنقلهالكوا عشان تقرأوها إنتوا كمان وتشوفوا اللي انا شفته فيها والحمد لله قدرت أقعد أكتبها النهاردة وأجيبهالكوا
أسيبكوا تقروها وبعدين أقلكوا إيه اللي حسيته وإتعلمته لما قريت القصة دي
يا إلهي! .. كم عمر هذا السائق؟ وكم عمر هذه السيارة؟ لم أصدق عيني عندما جلست بجانبه .. فإن عدد الكرمشات في وجهه بعدد نجوم السماء. تضغط كل كرمشة على الأخرى ب (حنيّة) ، وتصنع وجها مصرياً نحته مختار. أما يداه اللتان تضغطان على المقود فإنهما تتمددان وتنكمشان عبر شرايينها البارزة وكأن شرايين النيل تغذي الأرض اليابسة، مع رعشة خفيفة لا تحرك المقود يميناً أو يساراً، فالسيارة تسيبر ثابتة إلى الأمام، وتصدر من عينية المغطتين بجفنين عملاقين حالة سلام داخلي تبعث فيّ وفي الدنيا الطمأنينة.
شعرت – بمجرد الجلوس إلى جانبه بفعل مجال مغناطيسي يصدره – أن الحياة بخير. وتذكرت لسبب مجهول شاعري البلجيكي المفضل جاك بريل، وكم كان مخطئاً عندما كتب قصيدة شهيرة وغناها "ما أحلى الموت مقارنة بالشيخوخة، وأن الموت بأية طريقة أفضل بكثير من الكبر". لو جلس بريل بجانب هذا الرجل كما افعل الآن لمسح قصيدته بأستيكة.
أنا: حضرتك أكيد بتسوق من فترة طويلة.
السائق: أنا بسوق تاكسي من سنة 48.
لم اتصور أنه يمارس مهنة قيادة السيارة الأجرة منذ قرابة ستين عاماً .. لم أجرؤ على سؤاله عن سنه، ولكني وجدت نفسي أسأله عن النتيجة.
أنا: وإيه ياترى خلاصة خبرتك اللي ممكن تقولها لواحد زييّ، عشان أتعلم منها.
السائق: نملة سوداء على صخرة سوداء في ليلة حالكة الظلمة يرزقها الله.
أنا: قصدك إيه؟
السائق: أحكيلك حكاية حصلت لي الشهر ده علشان تفهم قصدي.
أنا: أرجوك.
السائق: عييت لمدة 10 أيام عيا شديد، ماكنتش قادر أتحرك من السرير، وأنا طبعاً على باب الله يعني اليوم بيومه معايا .. بعد إسبوع ماكنش فيه في البيت ولا مليم .. أنا عارف ومراتي مخبية علىّ .. أقول لها حنعمل إيه ياستي؟ .. تقولي الخير كتير يا أبو حسين وهي عمالة تشحت أكل من كل الجيران.. وأنا طبعاً ولادي اللي فيهم مكفيهم، اللي جوز نص عياله ومش عارف يجوز النص التاني .. واللي عنده حفيد عيان بيجري بيه في ال
مستشفيات .. القصد ماينفعش نطلب منهم حاجة.. ده الواجب إن أنا اللي أساعدهم .. بعد عشرة أيام قلت للحاجة لازم أنزل الشغل .. حلفت علىّ وقعدت تصرخ وتقول إني لو نزلت ح أموت منها.. وبصراحة أنا مكنتش قادر أنزل .. بس قلت لازم، كدبت عليها كدبة بيضة وقلت لها ح أقعد في القهوة ساعة .. أغير هوا علشان حتخنق .. ونزلت دورت العربية وقلت ياربنا يارزاق .. فضلت ماشي لغاية ماوصلت عند جنينة الأورمان ولقيت لك عربية بيجو 504 عطلانة والسواق بتاعها بيشاور ليّ.. وقفت .. قرب منيّ وقال ليّ معايا واحد عربي طالع المطار تاخده علشان عربيتي عطلت؟ واخد بالك هنا من حكمة ربنا؟ معاه عربية 504 حالتها بريمو، وعطلت!.. قلت له أوصّله.
ركب معايا الزبون .. طلع من عمان، من عند السلطان قابوس سألني تاخد كام قلت له اللي تجيبه .. أكد علىّ .. اللي حادفعه حتاخده .. قلت له ماشي.
وانا في الطريق عرفت إنه رايح قرية البضائع علشان عنده حاجة حيخلصها .. فعرّفته إن حفيدي بيشتغل هناك وإنه ممكن يساعده في تخليصها من الجمرك .. قال لي ماشي .. وبالفعل رحت ولقيت حفيدي هناك وفي ورديته .. خد بالك هنا إن أنا طبعاً كان ممكن ما الاقيهوش .. خلصنا الحاجات اللي عاوز يخلصها ورجعته الدقي.
سألني تاني حتاخد كام يا حاج؟
قلت إحنا إتفقنا اللي تجيبه، فراح مديني خمسين جنية خدتهم وشكرته ودوّرت العربية .. سألني راضي، رديت وقلت له راضي.
قالي بص يا حاج .. الجمرك كان المفروض يبقى ب 1400 جنية دفعت انا 600 جنية. يعني الفرق 800 جنية دول طالعين من ذمتي، يعني حلالك و 200 جنية أجرة التاكسي .. آدي ألف جنية والخمسين اللي معاك هدية منيّ!
شفت يا أستاذ .. يعني مشوار واحد جاب لي ألف جنية، ممكن أشتغل شهر وماجيبهومش.. شوف ربنا نزلني من بيتي وعطل العربية ال 504 وأوجد ليّ كل المسببات علشان يرزقني الرزق ده .. أصل الرزق ده مش بتاعك والفلوس دي مش بتاعتك، كله بتاع ربّنا .. دي الحاجة الوحيدة اللي إتعلمتها في حياتي.
نزلت من التاكسي آسفاً فقد كنت أتمنى لو جلست معه ساعات وساعات اخرى، ولكن للأسف كلن لديّ أنا أيضاً موعد في سلسلة الجري وراء الرزق.
قريتوا القصة ؟
شفتوا قد إيه الراجل ده عنده إيمان بالله ؟
شفتوا إزاي هو عايش مع ربنا مش مع الناس؟
شفتوا إنه شايف ربنا وافعال ربنا في كل حاجة بتحصل؟
شفتوا إزاي شاف ربنا الرزاق؟
شفتوا إزاي لما كان ظنه في ربنا إنه هيكرمه وعمل اللي عليه ونزل شغله رغم مرضه الشديد وربنا كرمه أكثر مما كان يتصور؟
شفتوا قد إيه الراجل البسيط ده شاف اللي في ناس مننا مش شايفينه .. شفتوه بيبص للدنيا إزاي؟
شفتوا مين مركزية حياته .. ربنا مش كدة؟
شفتوا إزاي هو متوكل على الله بيسعى وبيشتغل لكنه عارف إن الرزاق هو الله مش الزبون العربي اللي كان راكب معاه في التاكسي؟
عارفين انا إفتكرت إيه لما قريت القصة دي؟
إفتكرت برنامج الكنز المفقود ووصية أستاذ مصطفى لينا إننا نعيش مع ربنا في الدنيا ونشوف ربنا في كل حاجة بصفاته وإن ربنا ظهر في حياتنا ظهور صفات وليس ظهور ذات وإن اللي هيجد الكنز المفقود هيعيش الجنة في الدنيا قبل ما يعيشها في الأخرة إن شاء الله.
حسيت إن الراجل الطيب ده وجد الكنز المفقود
وأخر حاجة عايزة اختم بيها معاكوا هي إن
"نملة سوداء على صخرة سوداء في ليلة حالكة الظلمة يرزقها الله"
يارب القصة تكون عجبتكوا زي ماعجبتني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحانك يالله يا حكيم
يا من تجلس فوق العرش العظيم
واذا اردت شىء فتقول له كن فيكون
فانك عظيم حكيم