الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
hasnaa1
19-12-2022 - 10:50 pm
  1. مع إشارة عقارب الساعة إلى 6.30 صباحا : انطلق كالعادة صخب صباح

  2. دلال : سالفة شاغلتني شوي .. تعالي بيتنا اليوم وأقولها لج ..

  3. فمنزل نورة قي الحي المجاور لمنزل دلال.

  4. وعند وصول دلال للبيت اجتمعت مع أسرتها على مائدة الغداء المملوءة

  5. دلال : يبا لا تحاتي .. يمكن علشان عندي امتحان باجر وشاغلني شوي ..


قصة مسلسلة .. في حلقات
بقلم : عائشةعبد الله العطيبي
خواتي هذي القصة قريتها في احد المجلات .. قصة مسلسلة في حلقات مأثرة في غاية الروعة
مادري اذا كنتوا عارفينها .. لكن انا راح أنزل أول حلقتين منها اذا حبيتوا أكملها راح أكملها..

مع إشارة عقارب الساعة إلى 6.30 صباحا : انطلق كالعادة صخب صباح

اليوم الجديد في منزل الدكتور عبدالله استعدادا لمزاولة المهام اليومية المعتادة , فالأولاد يغدون لمدارسهم والدكتور عبدالله وزوجته لأعمالهم .
تتكون أسرة الدكتور عبدالله وهو يعمل أستاذا للقانون العام في كلية الحقوق جامعة الكويت ... ويشغل منصب خبير دستوري في مجلس الأمة الكويتية وزوجته الدكتورة حصة الروائية والأدبية الشهيرة وهي تعمل أستاذة أيضا ف كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الكويت..
و أبنائه الأربعة الابن البكر طلال في الثامنة عشر من عمره , وهو في السنة النهائية من المرحلة الثانوية .. والابنة دلال البالغة السادسة عشر ربيعا , وهي في السنة الثانية من المرحلة الثانوية ..
والابن فواز في العاشرة من عمره .. و هو في السنة النهائية من المرحلة الابتدائية ..
وهي أسرة مترابطة متحابة .. والمودة والسعادة تملأ جوانب منزلهم .
( 1 )
اجتمعت الأسرة كالعادة على مائدة الإفطار المطلة على حديقة الفيلا
الجميلة .. كان الجميع يتناولون إفطارهم بهدوء . .
لاحظت السيدة حصة على ابنتها الوحيدة الغالية أمرا ما .. أمرا لا تفهمه
ولا تعرف ماهيته !!
ولكن إحساس الأم الذي لا يخطأ نبهها لإلى شيء ما تخفيه ابنتها . .
كتمت الأم إحساسها بقلق .. وبعد أن ودعت الأولاد إلى مدارسهم.. أعدت
السيدة حصة قهوة الصباح لحبيب قلبها وشريك عمرها زوجها عبد الله
وأحضرت له الصحف والتي منذ اليوم الأول لزواجهما لم تقرأ في يوم الصحيفة قبله احتراما وتبجيلا له..
وجلسا في غرفة المعيشة المطلة على حمام السباحة .. وأشعة الشمس
الذهبية تداعبهما من نافذة الغرفة .. يحتسيان قهوتهما التركية..
كانت السيدة حصة تحاول أن تجد طريقة مناسبة بحيث لا تزعج حبيب
عمرها ، تخبره فيها عن قلقها على ابنتها ، وبأن إحساس الأم بداخلها
يؤكد لها بان ابنتها تعاني من شيء ما .. رفع أبو طلال عينيه عن الجريدة و كأنه تنبه لقلق وتوتر حبيبته ورفيقته فبادرها متسائلا ..
عبد الله : اشفيج عسى ما شر ؟ مو على بعضج ؟!
حصة : ام والله مادري شقولك ؟!!!
عبد الله : اشفيج ؟ قوليلي بيعني السوق ...
حصة : أشتريك بالغالي .. بس أحس ان دلال فيها شي .. وهذا الشي اللي مخليني أفكر وأحاتي ...
عبد الله مستغربا : شيء !! شنو يعني ؟!
حصة : مادري بس احساسي يقول ان بنتي فيها شي .. دلال بنتي وانا أعرفها أعدل .. ما لاحظتها اليوم اشلون كان ويها تعبان ومرهق ..
نظر السيد عبد الله لزوجته بحنان .. وقبلها على وجنتيها .. وربت على كتفيها ..
قائلا : لا تحاتين ولا تفكرن تلقينها امس ما نامت عدل .. لا تصيرين قلقة جذي .. يالله حبيبتي قومي نبدل علشان ما نتأخر على الشغل .. تسمت السيدة حصة فالسيد عبد الله زوجها وحبيبها الذي تثق به وبكلامه وترتاح لحديثه قد طمأنها و أزال مخاوفها .. وقامت لتلتحق بعملها...
حقيقة أن السيدة حصة كانت محقة بإحساسها. . فابنتها دلال المدللة الجميلة المترفة الفاتنة الساحرة .. والتي منذ طفولتها وهي تدرك جيدا مدى الجمال والجاذبية التي وهبها الله لها ..
فهي أينما سارت تدير الرؤوس حولها وتخطف الأنظار إليها .. بالإضافة على ما تمتع به من خفة ظل وحيوية ومرح ومحبة الناس تحسدها الكثيرات على ما حباها الله به ..
فدلال التي انعم الله عليها بكل ذلك لم تعلم بأن القدر قد أبى ألا يصادر
الفرح من قلبها الصغير البريء ويودع بداخله ألما وعذابا أبديا سرمديا!!
وذلك عندما خفق قلب الصغيرة دلال لأحد الشباب ويدعى أحمد .. وهو شاب طويل القامة ... اسمر البشرة .. ذو ملامح كويتية جذابة ..
وبنية رجولية .. في العشرين من عمره .. ينتمي الى عائلة تضاهي عائلة دلال حسبا ونسبا ووجاهة..
لم يكمل تعليمه .. واكتفى بشهادة الثانوية والتي حصل عليها بشق الأنفس .. وهو يعمل في إحدى شركات والده التجارية .. تعرفت دلال على أحمد في " نادي الصيد والفروسية " فهي عضوة متدربة هناك ..
أما هو فكان أحد الفرسان المشهورين بهذه الرياضة العربية الأصيلة..
وهو يقوم بتدريب الأعضاء الجدد الملتحقين بالنادي ...
ما شدّ دلال إلى احمد شخصيته القوية الحازمة .. فالكل كان يحترمه ..
يمتثل لأمره .. يعمل لحسابه .. قليل الكلام جده جد وهزله جد ..
أخلاقه وطريقة تعامله توحي بأنه خلق ليكون فارسا ..كما أن أحمد هو مدرب دلال ومن يقوم بتعليمها ركوب الخل وفنون هذه الرياضة ..
وهذا ما ساعد أيضا على نشأة الكثير من المصادفات والمفارقات والمواقف والتي قربت بينهما أكثر .. ونمو الحب بقلب دلال لأحمد أكثر وأكثر !!
أما أحمد فهو كان معجبا بدلال نعم . . يحترمها نعم . . يعزها نعم . .
ولكن هذا كل ما هنالك ولا يحمل لها أكثر من ذلك !!
لم يكن ذلك خافيا على دلال .. فبرهافة مشاعرها ورقة احساسها ..
أدركت بأن أحمد لا يحبها ولا يفكر بها إطلاقا !!
بل حتى اهتمامها هي فيه لا يلتفت إليه ولا يعنيه .. فأي موضوع تحاول دلال أن تفتحه معه ينهيه بجمل مختصرة ..
و أي أسئلة مختلفة تطرحها عليه يجيبها بردود قصيرة مبتورة إلى الأمر الذي بدأ الشك فيه يساور قلبها بأن ما تراه حلما لا حقيقة لا تصدق عيناها ما تراه ؟!!
فدلال التي هي حديث النادي بجمالها وخفة ظلها ورقتها ..
دلال التي يتسابق الجميع للتودد إليها والتقرب منها والوصول لحبها والفوز بقلبها . .
عاجزه عن الحصول ولو جزء بسيط من اهتمام أحمد !!
مالذي يميز أحمد ؟
ومالذي يختلف فيه عن بقية الرجال حتى لا يشعر بوجودها . . وينجذب لجمالها الذي يفرض نفسه فرضا !!
بل ما هي تلك القوة الخفية التي تشدها شدا نحوه ؟
تلك القوة التي جعلتها تنسى كل العيون التي تنتظرها .. وتترك كل القلوب التي تعشقها .. ولا تعرف ولا ترى ولا ترغب ولا تريد غير أحمد
ولا تحب سوى أحمد !!!
تجاهل أحمد لدلال كان القنبلة التي فجرت تلك الأسئلة بذهن دلال .. كما فجرت اهتمام دلا به وتعلقها به أكثر .
كانت دلال حزينة .. مهمومة .. قلبها مقبوضا..تفكيرها مشتتا .. ولشفافية ملامح وجهها الرقيقة الناعمة والتي يسهل على الكل اختراق أسرارها ..
والوصول إلى أغوارها..
بادرتها ابنة خالتها وصديقة طفولتها وصباها نورة بعد ضرب جرس المدرسة معلنا نهاية الحصة الدراسية وبداية الفرصة .. وبعد أن تسللت الطالبات واحدة تلو الأخرى خارج الفصل ..
نورة : دلولة اشفيج ؟!
وتظل دلال ساكتة واجمة .. وكأنها تعيش في مكان اخر لا تسمع ولا ترى
نورة : دلال . . دلال ..
تجيب دلال مذعورة وكأنها تفيق من حلم مزعج ..
دلال : تناديني؟!
نورة : أي .. دلولة حبيبتي اشفيج ؟ في شي مضايقج ؟!
تجيب دلال وهي تحاول رسم الابتسامه على شفتيها بالقوة
دلال : مافيني شي .. لا تحاتين ماكو شي .
تتفحص نورة عيني دلال الجميلتين العسليتين وكأنها غير مصدقة غير مقتنعة بإجابة دلال ..
تحاول أن تتعرف على ذلك الحزن الدفين الذي يطل بوضوح من عيني رفيقتها..
وتحاول نورة استدراج دلال للحديث بالكلام عما يحزنها فتجيبها دلال بصوت خفيض بكلمات بالكاد تسمعها نورة.

دلال : سالفة شاغلتني شوي .. تعالي بيتنا اليوم وأقولها لج ..

وفور انتهاء الدوام المدرسي جاء السائق ( مبارك ) وهو رجل في الأربعين من عمره,, متوسط القامة .. يرتدي الزي الكويتي التقليدي.. وهو من مواليد الكويت عاش وعمل في منزل العم ( فهد ) جد دلال لوالدها منذ طفولته ليأخذها كالعادة هي وابنة خالتها نورة للبيت..

فمنزل نورة قي الحي المجاور لمنزل دلال.

وعند وصول دلال للبيت اجتمعت مع أسرتها على مائدة الغداء المملوءة

بألذ وأطيب الأكلات الشهية والتي أعدها الطباخ الهندي بإشراف مدبرة النزل ومربية الأولاد ( طيبة ) وهي بالفعل اسم على مسمى فهي امرأة طيبة القلب.. باسمة المحيا .. قد قاربت ( 55 ) من عمرها والجميع يحترمها ويقدرها فهي من ربت السيدة حصة طفلة وربت أطفالها ..
وعلى مائدة الغداء كان الحوار يدور حول مستقبل طلال الدراسي والكلية التي يرغب بالاتحاق بها فهو قد شارف على الانتهاء من دراسته الثانوية وعندما استفسر منه والده عن الكلية أجاب قائلا :
طلال : هذي ما يبيلها سؤال ؟! أكيد مثل ما طول عمرك تناديني . .
( المحامي طلال )
السيد عبد الله : يعني عزمت على كلية الحقوق والشريعة ؟
طلال : انشالله .
السيد عبد الله : على خير انشالله ..الله يوفقك يا طلال .. بس دراسة الحقوق ومهنة المحاماة بالذات يبيلها صبر وسعة أفق وتأن .. وقبل كل شي حب المهنة والاخلاص لها ..
السيدة حصة : لا تخاف على طلال .. ان شالله بينجح ويتوفق ويصير محامي ولا وكيل نيابة عود بترفع الراس فيه ..
في الحقيقة ان طلال كان متأثرا جدا ومعجبا جدا بوالده الدكتور عبد الله .. وهو من أوائل من تعلم القانون من شباب الكويت وبرع فيه .. ومنذ صغره وهو ملتصق بوالده .. وسالك لمسلكه ويقضي معظم وقت فراغه بمكتب المحاماة والاستشارات القانونية لوالده .. لذا فلم يكن غريبا أن يختار التخصص الدراسي لوالده ..
ويكمل الحوار .
السيد عبدالله : ووين ناوي تدرس ؟بالكويت ولا تحب بالخارج ؟
طلال : لا انشالله بالكويت .. شللّي بالغربة !
وطوال الحوار الدائر تستمر دلال بصمتها ..
وتناولها لطعامها بهدوء على غير عادتها بحبها للضحك والكلام . فتنتبه الام لها مجددا .. وتعاود ؤالها مجددا .. عما بها ؟ .. عما يقلقها ؟.. عما يضايقها ؟ ودلال لا تجيب الا بكلمه واحده .
دلال : ما فيني شي .
فيحاول الأب معها هو الاخر .. يداريها .. يجاريها .. يحاول أن يدفعها للكلام .

دلال : يبا لا تحاتي .. يمكن علشان عندي امتحان باجر وشاغلني شوي ..

فلم تكن اجابة دلال هذه الا تأكيدا لهواجس وقلق والدها .. بأن هناك ثمة أمر ما تخفيه دلال .. فدلال لم تكن من المهتمين بالدراسة كثيرا .. إذ كانت تعتمد على ذكائها وحظوظها أكثر من جدها واجتهادها وعندما أدركت دلال أن ملامحها وركاكة ردودها ستفضحانها .. انسحبت بهدوء من طاولة الطعام قبل أن تنتهي من طعامها وتركت والدتها تكتوي بقلقها عليها . .
دخلت دلال غرفتها . أدخلت أحد أشرطة ( الصوت الجريح ) عبد الكريم عبد القادر في مسجلتها راغبة .. بسماع صوته الحزين كحزنها .
فيشدو محتارا كحيرتها ..
عاشق وظل صبري يطول .. يطول ..
كاليوم والثاني
لكني كل ما جيت أقول .. أقول ..
يفهم هواي اللي انحبس خشيته عنه ..
ويرد على قلبي الونس في كلمه منه ..
لكني كل ما جيت أقول .. أقول ..
ما يطاوع لساني .. ما يطاوع لساني ..!!
تحياتي ..


التعليقات (4)
hasnaa1
hasnaa1
( 2 )
نعم لا يقوى لساني لا يقوى لا يستطيع .. هو عاجز .. خائف .. من ان يبوح ويعترف بسر حبي وعشقي وهيامي بك يا أحمد !!
تنساب دموع دلال على وجنتيها الرقيقتين تمسحهما .. تقفل المسجل وتندس في سريرها لتغفو بعد عناء يوم دراسي متعب .
وعند الساعه الخامسه مساء . كانت نورة هناك .. في منزل دلال .. ألقت التحية على خالتها حصة التي كانت تذاكر لصغيرها فراس دروسه
وقيل أن تتجه إلى الطابق العلوي حيث غرفة دلال .. سألتها السيدة حصة بحنان الأم التي تحاول أن تجد او تتوصل لأي معلومة من الممكن أن تبدد حيرتها على ابنتها ..
السيدة حصة : نورة حبيبتي ما تدرين دلولة شفيها ؟ ما قالتلج اليوم بالمدرسة اذا في شي مضيق خلقها ؟ في احد بالمدرسة مزعلها بشي؟!
وبذكاء ابنة الخالة الكاتمة لاسرار توأم روحها .. أجابت
نورة : لا والله ما قالتلي شي .. لا تحاتين آنه أصعد لها فوق الحين و أعرف شفيها .
دخلت نورة غرفة دلال وقد كانت مظلمة .. الستائر مسدلة .. الإضاءة مطفأة .. فتحت اضاءة الغرفة .. فوجدت دلال مستغرقة في نومها.. أيقظتها .. فتحت دلال عينيها بنورة متسائلة ..
دلال : جم الساعة الحين ؟
نورة :الساعة خمس وربع وانتي لي الحين نايمة .. يالله دلول قومي..ترفع دلال الغطاء من عليها . تخطو نحو الحمام بتكاسل .. جلست نورة تعبث بمسجل دلال وتقلب بأشرطتها الكاسيت والتي كانت أغلبها للفنان عبدالكريم عبد القادر.. فهو المطب المفضل لدلال والتي لا تمل صوته وتحفظ كل أغنياته ..
خرجت دلال من الحمام .. استلقت على كرسيها الهزاز تتأرجح ..
اقتربت منها نورة وبحماس قالت لها :
نورة : ها بتقوللي اشفيك وبسرعة .. لأني من اليوم وآنه منشغل بالي عليج حتى خالتي حصة مسكينة لما شافتني توها سألتني عنج.. تسألني دلال شفيها ؟
تصمت دلال قليلا .. تتنهد .. فهي لا تعرف من أين تبدأ بالكلام.. نورة تنظر إليها .. تبحلق بها .. تنتظرها أن تحكي .. أن تتكلم.. وبصعوبة بالغة تبدأ دلال بالكلام .. أخبرت نورة عن حبها وعشقها لفارسها .. تشكو حبها لأحمد وتشكو تجاهله لها .. ولا مبالاته بها ..أخذت دلال تسترسل أكثر وتسهب اكثر عن تفاصيل حبها لحبيبها .. عشقها لمعشوقها ..عن هواها..
عن الحب الذي في حشاها ..عن النار التي تشتعل في حناياها..بدأت دموع دلال تنساب ..تبلل وجنتيها.. فتحاول نورة والتي عقدت لسانها الدهش تدارك الموقف..فهي اعتادت أن ترى دلال وهي تتمنع عن هذا..وتصد ذاك.. وتهرب من الاخر..فتسألها في محاولة لاحتواء مشاعرها وحبها:
شنو اللي حبيتيه بأحمد ؟ شنو اللي لفت نظرج فيه ؟
تجيب دلال بحب : كل شي فيه أحبه .. طوله .. رزانته .. ثقته بنفسه ..تصرفاته ..رجولته ..
نورة : واهو تحسينه يحبج ؟!
دلال : اهو .. شكله واحد ما عنده وقت للحب .. ولا في باله شي اسمه حب .. ولا يمكن ان يحب بنت او يتولع فيها ..كل وقته بالنادي ويموت على حصانه ( أصيل ) .
وتكمل دلال حديثها عن أحمد .. فهي تحب الكلام عنه كحبها له .. ونورة تنصت إليها باهتمام .
بس آنه أحبه .. ومدام الحب بقلبي أكيد بيوصل لقلبه ويحس فيني ويحبني .. وأكيد راح يجي اليوم اللي يحبني فيه .. لأني أحبه ..
قالت دلال كلماتها تلك بكل بساطة وبرائة فهي تعتقد بأنها طالما تحب احمد فهو سيحبها أيضا !! إن دلال تملك نظرة وردية حالمة .. ورومانسية وشاعرية عن الحب ..فهي تجل الحب .. تحترم الحب .. وتؤمن بالحب والحياة عنده حب بحب ..وعندما وجدت ضالتها..وعرفت نصفها الاخر عند من احتل قلبها كله وحبها كله وحنينها كله ..!! فهي حتما لن تتنازل عن من تحبه بكل كلها .. لابد أن تفوز بحبها وتعيش مع أمير قلبها ولو كلفها ذلك الامر حياتها .. فالحب تضحية !!!
أصبح أحمد شغل دلال الشاغل وكل تفكيرها واهتمامها .. وكانت تنتظر نهاية الاسبوع بترقب .. لتذهب للنادي وتنعم برؤية أحمد.. وفي مساء يوم الخميس تأنقت دلال وتعطرت كعادتها ومضت للنادي .. وصلت هناك ولم يكن أحمد قد وصل بعد فقد تأخر على غير عادته.. فساورها القلق وداهمتها الظنون بأن لا ياتي أحمد في هذا اليوم .. أخذت تنظر للساعة بتلهف ورجاء .. تسأل عنه وعن سبب تأخره .. تذهب بين حين وآخر إلى مواقف السيارات .. لترى ما اذا كان قد وصل أم لا ؟
وفي غمرة تفكيرها وترقبها وانتظارها لوصول أحمد.. دخل أحمد النادي حازما كعادته .. ابتسم ابتسامة صغيرة ألقى التحية على متدربيه .وقبل ان يردوا عليه التحية بمثلها قاطعهم قائلا :
أحمد : آسف لتأخري .. يالله نبتدي التدريب .
وفي محاولة من دلال لتبادل أي حديث مع فارسها ومدربها وحبيبها أحمد ، شكت له دلال بطئ حركة حصانها .. وثقل خطواته.. فأسكتها أحمد بحزم..
أحمد : دلال نبتدي التدري أول .. وخلال التدريب أشوف اشفيه انشالله !!
أصابت عبارة أحمد دلال بإحباط وخذلان كبير ..فها هو أحمد لا يتغير ..
وهذه هي حياته تتسم بالجدية والانظباطية بكل شيء..لا يوجد في حياته وقت للمزاح أو للكلام .. كل دقيقة محسوبة لديه ..
وكل ثانية مهمه عنده ..لكن كانت دلال تواسي نفسها وتصبر روحها وتقنع ذاتها بأن تذوق العسل لا يأتي إلا بعد لسع النحل !!!
وأثناء الاستراحة التي تتخل فترات التدريب ذهبت دلال للكافتيريا الموجودة في النادي .. لعلمها بأن أحمد يقضي هذا الوقت هناك .. وعندما دلفت للداخل رأت أحمد يجلس على إحدى الطاولات ومعه أحد الاطفال الصغار المتدربين .. ألقت عليه التحية واشترت لها ولأحمد وللطفل الصغير ( فيصل ) الذي يجلس بصحبة أحمد 3 علب مشروبات غازية و3 ألواح شوكولاته قدمت للطفل ولأحمد ماشترته لهما فرد عليها أحمد بجديته المعهودة..
أحمد : مشكورة دلال ماكان في داعي تكلفين نفسج .
أما الطفل فيصل والبالغ من العمر 7 سنوات فشكرها بصدق الاطفال وعفويتهم الناطقة قائلا :
فيصل : دلال انتي وايد حلوة آنه أحبج وايد
استمتعت دلال لما قاله الطفل فيصل . ابتسمت وتندرت بينها وبين نفسها ساخرة .. حتى الاطفال .. حتى الاطفال الصغار لهم مشاعر يعبرون عنها .. حتى هم بصموا بجمالها شهدوا لحلاوتها .. و أحمد اه .. ليت الكلمات التي سمعتها منك يا فيصل .. سمعتها من أحمد .. ليت !!
خرجت دلال من الكافتيريا واجمة ساخطة متألمة تحبس غصاتها .. تداري آناتها بقلبها فكل تصرفات أحمد وكلماته القليلة التي تستجرها جرا منه لا تشير إلى أي بصيص أمل في ان يأتي يوم من الممكن أن يشعر أحمد بحبها ..أبدا لن يحبها احمد !!
وبينما هي ساهية التفكير .. شاردة الذهن اخترق خلوتها .. قطع شرودها صوت تعرفه جيدا تستعذبه كثيرا ..آتيا من بعيد يناديها ..
أحمد : دلال .. دلال ..
اه .. إنها لا تصدق .. إنها تكاد أن تحلق من الفرح والسعاده .. إنه صوت حبيبها أحمد .. أحمد يناديها باسمها .. هبت مجيبة لندائه والدنيا لا تسعها ولا تسع حجم الأمل الذي ول بداخلها .. لمجرد أن ناداها حبيبها و أملها ورجاؤها أحمد..
دلال : هلا .. هلا أحمد
أحمد : ليش قاعده بروحج ؟ وين الجماعة عشان نبتدي التدريب ؟
وهنا خيمت خيبة لمل على دلال مجددا .. فقد أدركت بأن أحمد لم يناديها ليتحدث معها .. أو ليخلو بها بحديث هامس .. أو حتى ليسألها عن أحوالها .. فأجابته بحزن جم وهي تحدق بعينيه بعينين تفيض ألما:
دلال : ما ادري عن احد .. وانا أعتذر ما اقدرأكمل التدريب اليوم .
أحمد : عسى ما شر ؟
هنا لم تمتلك دلال الفتاة الجميلة الناعمة نفسها .. وكان سؤال أحمد قد هيض حزنها واستثار ألمها .. فما أصعب على البنت أن تحب رجلا لا يحبها .. أن تنجذب لرجل يرفضها تساقطت دموعها وكأنها دموع اتهام دموع عتب وملام .. دموع تقول له انت السبب .. انت السبب !!
فالصد والبرود اللذان تلقاهما من أحمد أمر لم تعد تحتمله .. واللامبالاة
والتجاهل الذي يكويها به أحمد يستحيل على قلبها الصغير تحملهما .. وحبها الغض البريء أن يستوعبه .. وأمام بكاء دلال وضعفها الأنثوي اللذيذ المثير .. تحركت عاطفة أحمد .. ولم يكن لأحمد إلا أن يتصرف بشهامة الفرسان أمام أنثى ناعمة رقيقة كدلال تبكي ضعفها احتياجها .. حزنها بين يديه و أمام ناظريه قائلا :
أحمد : دلال .. دلال أرجوج .. هدي نفسج .. مسحي دموعج .. امشي معاي ندخل الكافتيريا .. نتكلم .. وماكو الا الخير انشالله
في الحقيقة أن أحمد لم يكن أبدا كما يظهر .. بل هو عكس ما يظهر .. فهو ليس صاحب قلب جاف .. أو مشاعر متبلدة أو أحاسيس متجمدة .. لا أبدا
إنه ليس كذلك .. فأحمد يملك قلبا طيبا أصيلا وتغمره مشاعر حانية راقية رقيقة .. ولكنه من الرجال الذين يملكون زمام عواطفهم .. ويكبحون جماح مشاعرهم.. بالظبط كما اعتاد على كبح جماح الخيل ..فلم يكن أبدا يظهر مشاعره ..أو أن يعبر عن انفعالاته حتى أقرب المقربين لا يستطيعون معرفة شيء ان اراد هو أن يخفيه .. اندهشت دلال لردة فعله الحانية ..ووددت لو أن الساعات تطول .. والوقت يطول .. بل ويتوقف الزمن كله بهذه اللحظات التي جاد بها الزمن عليها .. والتي منحها بها أحمد شيء من اهتمامه وحنانه فيها .. وكأنها غير مصدقة ..سألته بدلع وعيناها تتلألأ بالدموع .
دلال : والتدريب ؟
سألته دلال ذلك السؤال حتى تطمئن بأن لا يعكر صفو الوقت الذي ستقضيه مع فارسها .. أو يقطع حديثها موعد التدريب .
أحمد : أفا عليج .. ألغي عشانج التدريب .. أو أخلي المدرب جاسم ياخذ حصتي بالتدريب لا تحاتين شي ولا تشيلين هم شي . بس المهم إنتي تكونين بخير .
بهذه الكلمة الرقيقة الودودة خاطب أحمد دلال .. والتي خيل لها بأنها تحلم حلما جميلا جدا .. لا ترغب أبدا بان تصحو منه ..وكانت تسر بسرها معلقة على تصرف احمد معها .. فارس .. فارس .. أصيل يا أحمد أصيل!!
دخلا إلى الكافتيريا .. سحبا كراسي إحدى الطاولات وجلسا .. بادرها أحمد متسائلا :
أحمد : ها شنو تحبين تشربين ؟
دلال بحياء : ولا شي .. مشكور .
أحمد : لا ما يصير ترديني آنه عازمج الحين
دلال بارتباك : مادري شنو أطلب ؟!
أحمد : أطلب لج على ذوقي .. موافقة ؟ّ!
هزت دلال رأسها بالموافقة وهي تطأطئ بنظراتها للأسفل .
أحمد : دلال .. أول شي أبي أقوله لج .. ولازم تتأكدين منه عدل .. إن أي شي بتقولينه مافي أحد مهما كان راح يعرفه أو يدري فيه .. والشي الثاني أبيج تاخذين راحتج ولا تستحين مني أبد .. انتي مو غريبة علي .. فلا تنحرجين من أي شي تبين تقولينه ..
تبتسم دلال والشعور بالحب والاعجاب والاكبار لأحمد ينمو ويكبر ويتضخم بداخلها .. فكلام أحمد لدلال بمثابة مقدمة مريحة ومطمئنة لبداية الحوار الذي سيدور بينهما .. أعطى بكلامه منحة من الراحة والاحتواء
والثقة والاطمئنان والتشجيع لتعبر دلال عما يعتلج بداخلها ..
عما يحزنها ويبكيها ..
تلعثمت دلال في البداية .. ترددت .. تراجعت .. ولكن احتواء أحمد لها وشعورها بالنشوة لهذه الفرصة الذهبية النادرة التي فازت بها من وقت أحمد .. جعلها تشعر بعظم هذه الفرصة التي ربما إن فاتت فلن تعود ..
فانطاقت تخبره عن أخبار قلبها .. تشكو له قلبا قلب حياتها رأسا على عقب .. فهو قلب عصي .. عاق .. متمرد ترك كل القلوب التي تحبه .. وتتمنى قربه .. وجرى مهرولا نحو شخص لا يحبها ولا يشعر بها أو يشعر بها ويتجاهلها ..
فقربها منه لا يزيده إلا بعدا عنها .. وتوددها إليه تجعله يتصدد عنها .. وهي حائرة .. بل وحارت الحيرة بأسرها حيرة عليها .. فهي تهواه .. وليس لها أن تنساه .. بل أهون عليها أن تنسى روحها التي بين أضلعها على أن تنساه أو تتناساه !!
بهذه الكلمات الجريئة المندفعة المتحمسة .. ابتدأت كلامها الذي فاجأ أحمد كثيرا .. وأثر في أحمد كثيرا .. فأي حب هذا الذي تتحدث عنه دلال .. وأي شخص ذاك الذي تشكو هواه دلال .. دلال الجميلة التي لها سحر خاص وجاذبية مغناطيسية تجذب القلوب إليها جذبا ..
حتى دلال الصغيرة الرقيقة طالتها أيدي الحب وعلقت بها أنيابه ..ااه ياله من وحش كاسر هو الحب لا يرحم أبدا !!!

hasnaa1
hasnaa1
شدعوه عاد يا خوات .. ! أكثر من أربعين وحده تدخل ولا رد واحد
مو مشكلة يعطيكم ألف عافية على المرور .. !

.. غناتي ..
.. غناتي ..
أنا قلت برد ياحلوه عشان لاتزعلين .. راح أقرا القصه وأرجع مره ثانيه إن شاء الله ..
مشكورة يالغاليه عالمجهود الطيب ..
غناتي

hasnaa1
hasnaa1
تسلمين يا غناتي على مرورج وردج الطيب .. كلج ذوق

ثمرات الأستغفار دمج موضوعان
يا رب تعجبكم