White_Swan
17-07-2022 - 11:35 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكن اخواتي الغاليات..
هل سمعتن ب "ظاهرة تشابك الحواس"
المقال طويل طبعا لكن ممتع ومعلومة غريبة وأول مرة أسمع فيها
احببت أطلعكن عليها وسبحان الله ممكن يكون فينا من "تتمتع"بهذه الظاهرة الفريدة
هل يحدث أن تنظري إلى الأرقام فتريها بألوان معينة ؟
أو ترين مربعا أو مستطيلا فيثير فيكِ رائحة البرتقال ؟
أو تسمعي لحناً من نوع ما فتتراءى لكِ أشكالا وألوانا ليست أمامك ؟
إذا كانت هذه حالتك فأنت تعاني مما يطلق عليه أهل العلم اسم (synesthesia)
هو ليس مرضا لكنه نمط خاص من رؤية الأشياء والإحساس بها عند بعض الأفراد
وحتى وقت قصير مضى كان الطب يردّ هذه الظاهرة عند البعض
على أسباب نفسية وسلوكية ..
ولكن الأبحاث الأخيرة أكدت أن الأمر يعود إلى عوامل عضوية وجينية
وتقول بعض الدراسات أنها تصيب شخصا واحدا من بين ألفين
وتذكر دراسات أخرى أنها تصيب واحدا لكل خمسة وعشرين ألفا ..
عمد العلماء على تفسير هذه الظاهرة من زاوية علم النفس كأن يكون المصاب كان يلعب في طفولته
بأرقام ملونة ولهذا ارتبط في ذهنه اللون بالرقم وثبت هذا الارتباط في عقله الباطن..
وفي عام 1999م قرر العلماء أن يولوا هذه الظاهرة عناية أكبر
فكان السؤال الأساسي الذي عليهم الإجابة عليه :
هل يرى بالفعل هؤلاء االناس مايزعمونه حسيا ؟
أم أن الموضوع لا يتعدى الوهم ، أو تلاعب العقل بالحواس ؟
اختبارات الفصل أو البروز :
وكان التصميم للاختبار الأول للإجابة على السؤال فعالا تماما مع أنه كان مباشرا وبسيطا ..
فقد أنتجوا بوساطة الكمبيوتر كما بالصورة أعلاه صفحة مليئة بالرقم 5 بحجم صغير ثم أدخلوا بين الأرقام الرقم 2 بالحجم نفسه بحيث انتشر بين الرقم 5 وهو الغالب في الصفحة على شكل مثلث .
فإذا نظر الإنسان الطبيعي إلى الصفحة فإنه سيحتاج إلى تدقيق طويل حتى يرى الرقم 2 المدسوس داخل الخلفية من الرقم 5
علما بأن الأرقام جميعها باللون الأسود العادي .
أما إذا نظر شخص آخر يدعى أنه يرى الأرقام كلها بلون مختلف فإن من المفروض أن يرى دون أي عناء أو تدقيق المثلث المؤلف من مجموعة الرقم 2 لأنه سيبرز أمامه بوضوح تام .
فكانت النتيجة مدهشة إذ أصاب تسعون بالمئة منهم بشكل فوري وقاطع أنهم يرون المثلث !
وهذا فتح الباب أمام أسئلة جديدة وعديدة : هل يرى المصابون بهذه الحالة الشيء نفسه أم كل له رؤية مختلفة ؟
وهل يختلف اللون في كل مرة يخضع فيها للاختبار ؟
بعد إجراء الإختبارات جاءت الأجوبة أكثر إثارة من الأسئلة
تأكد مثلا أن المصابين لا يجمعون على لون واحد لنفس الرقم. لكن الشخص الواحد يرى الرقم باللون نفسه في كل مرة يخضع فيها للاختبار
أي أنه يرى الرقم 2 مثلا دائما أزرق وبشكل ثابت .
والطريف في الأمر أن أنه إذا عرض على الشخص الرقم بلون مختلف عما يراه
فإنه يطيل النظر فيه مليا وكأن هناك خطأ ما ، كمن ينظر إلى شخص ارتدى قميصه بالمقلوب !
إختبار آخر
عرض الرقم 5 بالحجم الكبير مكونا من تجمع للرقم 2 بالحجم الصغير، وطلب إليه أن يذكر أي لون يرى
في العادة فإن الرقم 5 لهذا الشخص كان يعني دائما اللون الأحمر ، بينما الرقم 2 يقترن بشكل ثابت باللون الأصفر
فكان المصاب إذا نظر إلى الشكل بمجمله يرى الرقم أحمر بينما كلما دقق النظر فيه رآه أصفر !!
الأصوات وماتثيره في هذه الفئة :
عندما طلب من المصاب أن يرسم ما يراه فعلا عندما يسمعه البحث صوتا معينا
قام أحدهم برسم مجموعة من المثلثات عند سماعه جرس الباب ،
بينما رسم آخر دائرة محاطة بالنقاط لدى سماعه نباح كلب .
وربما كان من التجارب الطريفة ماتعلق منها بالصلة مابين الأصوات والأشكال وحاسة الذوق !!
فقد أكد مصاب أجري عليه البحث أنه يتذوق نكهات محددة عندما تلفظ أمامه كلمات بعينها
فهناك كلمة يتذوق عند سماعها طعم المشمش وأخرى حساء الطماطم
ولا ربما كان تعبير : كلام بدون طعم لتفاهته مثلا ربما كان أول من استعمل هذا التعبير شخص مصاب بتشابك الحواس !!
وبعد الكم الكبير كم التجارب ذات النتائج الواضحة والقاطعة ظهر السؤال :
إذا لم يكن أساس هذه الظاهرة نفسيا ولا لغويا وليس ناشئا عن استعمال العقاقير والمخدرات فما هو إذن ؟؟
وكان من بين التفاسير العلمية المعقولة لهذه الظاهرة :
أن الإنسان الطبيعي يتمتع بعصب مستقل لكل حاسه من حواسه الخمس
عصب السمع – البصر – الذوق – الشم .. إلخ
أما في حالة هذه الظاهرة فإن قنوات هذه الأعصاب لا تنفصل كليا أو جزئيا وتبقى في حالة تشابك أو اتصال
أشبه بتقاطع أسلاك الهواتف الذي يؤدي إلى تشابك المكالمات ..
نتيجة لذلك فإن الرسائل القادمة من هذه الحواس لا تسير في قنواتها المنفصلة وإنما تختلط فلا يستوعب الدماغ خصائص الشيء كل على حدة
فيأتي الشكل مثلا ملازما دائما للون وهلم جرا ..
وقد لاحظ العلماء أن هذا الاتصال قد لايكون فعليا ولكن قد يتأتى من اختلال المادة الكيماوية بين الخلايا
لقد استطاع العلماء تقديم تعليلين حتى الآن :
الأول : أنها تنتقل بالوراثة في العائلة الواحدة
الثاني : أنها تتكون بسبب تعطل عمل الجين الخاص بفصل قنوات الأعصاب .
ليست مرضا بقدر ما هي هبة !!
هناك فئة خاصة لا تعد حالتها مبعثا للشكوى بل هبة من الله لكي تخلق عالمها الخاص
تلك هي فئة المبدعين بشكل عام
فحالتهم هذه ساعدتهم كثيرا في التعبير رسما أو شعرا أو لحنا عن أشياء يرونها ويعيشونها فعلا
ولكن لا يراها الآخرون .
وبذلك شكلت حالتهم قاعدة لعبقريتهم
تشمل هذه الفئة أسماءا لامعة مثل الشاعر الفرنسي آرثر رامبو الذي يصف في إحدى قصائده " حروف العلة الملونة "
والموسيقار تشيكي فرانز الذي قيل أنه كان يرى النوتة بالألوان
وهناك أيضا الموسيقار الروسي الأكسندر سكريابين والروائي فلادمير نابوكوف ويقال أن موزار نفسه كان ضمن هذه الفئة .
ولله في خلقه شئون ...
دمتن بخير,,
شكرا يالغاليه عالبحث الاكثر من رائع
انا اعتقد ان حياتهم كلها تفاؤل وفرح واو