- إنها المشاكل الثانوية للأدوية التي نتناولها بين الحين والآخر!!!
- أتعرفون أين تكمن المفارقة:
هل تعلمين ماهي أكثر الأمراض انتشارا في العالم؟
.. ليس الزكام ولا الربو ولا نزلة البرد ولاحتى أمراض القلب؛
إنها المشاكل الثانوية للأدوية التي نتناولها بين الحين والآخر!!!
فرغم أن ردود الفعل الخطيرة لهذه الأدوية قليلة نسبيا؛ إلا أن تناولها من قبل (الجميع) يرتفع بأضرارها فوق أي مرض جربه البشر.
وكثيرا ماتبدو الآثار الجانبية للأدوية أمرا يصعب تلافيه أو تجاوزه بسبب التركيبة المعقدة لجسم الانسان ذاته؛ فحين يأخذ أحدنا حبة دواء- للتخفيف من حدة الروماتيزم مثلا- تسري مادة الدواء في دمه فتمر على كافة الأعضاء الداخلية من خلال دورته الدموية.
و هذا يعني أنها قبل أن تصل إلى مفاصل العظام- الهدف المنشود- تكون قد مرت على أعضاء كثيرة سليمة وتركت آثارها عليها (كالقلب والكبد والدماغ والرئتين و..)!!
وفي بلد متقدم مثل بريطانيا تقتل الآثار الجانبية للأدوية عشرة آلاف شخص كل عام (حسب محطة الBBC في الأسبوع الماضي). وهذه النتيجة تم استنتاجها بواسطة فريق طبي من جامعة ليفربول رصد جميع الحالات التي دخلت
مستشفيات المدينة بين نوفمبر 2001وحتى أبريل 2002. وفي النهاية اتضح أن شخصا من بين 16يدخل المستشفى بسبب أدوية وصفت له بطريقة رسمية وأن 28شخصا على الأقل ماتوا بردود فعل سيئة لعقار بسيط كالأسبرين (في حين كان نزيف جدار المعدة أكثر المسببات انتشاراً). ويقدر الباحثون أن 70% من الحالات كان يمكن تلافيها لو كان الأطباء أكثر حذرا في وصف الأدوية واكثر مراعاة لسن المريض وتاريخه المرضي (ولاحظ.. يتحدثون هنا عن أطباء بريطانيا!)
أما حول العالم فيقدر أن 240000يموتون سنويا بسبب مضاعفات الأدوية وردود فعلها القاتلة.
وهذا الرقم لايتضمن ردود الفعل المعيقة وغير المميتة (كالعمى والشلل وقصور الكبد ومشاكل التنفس) كما لايتضمن الآثار القاتلة للعقاقير المزورة أو التي أسيء استعمالها!!!
@ المضحك المبكي أن كثيرا من الأدوية التي تنتجها الشركات الكبرى غير فعالة- بشكل كامل أو جزئي- ومع هذا تتضمن آثارا جانبية سيئة. . فعقاقير الزهايمر مثلا لاتفيد سوى واحد من كل ثلاثة مرضى، وأدوية السرطان والأيدز لاتنفع إلا ربع المرضى، وأدوية الصداع النصفي والتهاب المفاصل والتهابات الأذن- ومعظم المضادات الحيوية- التي لاتفيد سوى نصف المرضى.. والسبب الأساسي هنا يعود إلى اختلاف المورثات بين البشر وحقيقة أنها تتداخل لدى البعض بطريقة تقلل أو تلغي فعالية بعض الأدوية. وهذه الحقيقة قد تفسر أيضا لماذا تتحول بعض الأدوية المسالمة والموثوقة إلى أدوية خطيرة وقاتلة عند بعض البشر.. وأذكر أنني شاهدت فيلما وثائقيا عن حياة النجم السينمائي "بروس لي" وكيف مات لهذا السبب. فرغم أن بروس لي كان بطلا في الكونغ فو (ورياضيا يمتلئ صحة وحيوية) إلا أنه مات شابا بسبب "حبة صداع" أدخلته في غيبوبة مفاجئة. وحين أفاق من غيبوبته زاد لديه الشعور بالصداع فأخذ حبة ثانية كانت القاضية.. وحينها قدر الخبراء أن ماحدث لبروس لي يعد حالة نادرة واستثنائية كون ملايين الناس يأخذون نفس المسكن بدون مشاكل تذكر!!
أتعرفون أين تكمن المفارقة:
ان احتمال وفاتك بسبب التأثيرات الجانبية للأدوية لايتجاوز 1على 6000(واحتمال وفاتك بطريقة بروس لي لايتجاوز واحدا على ثلاثة ملايين) في حين قد يرتفع هذا المعدل إلى 100% إن رفضت تناول أي دواء!! كن بدون مشاكل تذكر!!
دمتن بخير
المر في غاية الخطورة