- نصائح مفيدة
إن اختيار الوقت المناسب لإنجاب طفل جديد هو أمر شخصى للغاية. هناك مزايا وعيوب لإنجاب الأطفال على فترات متقاربة أو متباعدة، وإذا سألت مجموعة من الآباء والأمهات عن رأيهم فى هذا الموضوع، فغالباً ستجدينهم منقسمين إلى نصفين متساويين تقريباً، رأى يؤيد التقارب فى السن بين الطفلين والرأى الآخر يفضل ترك فترة طويلة بين الطفل وأخيه. إلا أنه فى السنوات القليلة الماضية أصبحت كثير من الأسر تفضل ترك فترة طويلة بين إنجاب الطفل الأول والطفل الثانى.
تشير الأبحاث إلى أن أفضل وقت لإنجاب طفل ثان هو قبل وصول الطفل الأول إلى عمر سنتين (أى قبل السن الذى يشعر فيه الطفل بغيرة شديدة من أخيه الأصغر)، أو بعد أن يتم أربع سنوات حيث ينشغل بالمدرسة وأنشطته المختلفة. لكن الحقيقة أنه لا توجد قاعدة ثابتة تضمن السعادة لكل الناس. الطباع الشخصية عامل مهم، فالمناسب لأسرة معينة ليس بالضرورة أن يكون مناسباً لأسرة أخرى. إليك بعض العوامل التى يجب أن توضع فى الاعتبار عند اتخاذ قرار إنجاب طفلك الثانى:
- صحة الأم وسنها .
- هل تعمل الأم وما هى ظروف عملها.
- الحالة الاقتصادية للأسرة ومدى استقرارها.
- التأثير النفسى للطفل الثانى على الطفل الأول.
- الاستعداد النفسى لكل أفراد الأسرة تجاه هذا الموضوع.
- اتفاق الزوجين على إنجاب الطفل الثانى.
- يجب أن تكون رغبتك فى إنجاب طفل آخر راجعة لأسباب تخصك أنت وأسرتك – أى ليس بسبب الضغوط الاجتماعية أو ضغوط الأهل.
إن إنجاب طفلين مفيد للزوجين العاملين، فالطفل الثانى أياً كان الفارق فى السن بينه وبين أخيه الأكبر يمنحه الصحبة التى يحتاج إليها. حتى لو كان الفارق فى السن بين الأخوين خمس أو ست سنوات، سيلعبان سوياً، وفى بعض الأحيان سيقوم الأخ – أو الأخت – الأكبر بدور البديل للأب – أو الأم. إن شعور الطفل الأول بأنه الطفل الأكبر يجعله أقل اعتماداً على الغير وأكثر نضجاً بشكل صحى. الأطفال يسعدون بصحبة بعضهم البعض بدلاً من جريهم وراء الأب أو الأم وقت انشغالهم بمقابلات أو أعباء عملهم الثقيلة. الميزة الواضحة لفرق السن الكبير بين الأخوين فى هذه الحالة هى أن الطفل الأول يكون بالفعل قد بدأ الاعتماد على نفسه.
على الجانب الآخر تفضل كثير من الأمهات أن يكون الفارق فى السن بين الأخوين قليلاً حيث ترين أن ميزة ذلك هو أن الأخوين يكبران معاً وبالتالى يبقيان متقاربين طوال حياتهما، كما أن احتمال أن تكون لهما نفس الاهتمامات يكون أكبر مما يجعل من الأسهل عليك تسليتهما لأن وسيلة التسلية غالباً ستكون واحدة. أيضاً هذا الوضع يجعلك تنتهين مرة واحدة من مرحلة الطفولة وما تتطلبه من أعباء وتنتقلين بعد ذلك لحياة أكثر استقراراً تمنحك فرصة الاستمتاع بأسرتك الصغيرة. أما وجود فارق كبير فى السن بين الطفلين يجعلك تشعرين بصعوبة عند البدء من جديد فى رعاية مولود جديد والتغيير له وتعقيم الببرونات ...، وبعد أن تكونى أيضاً قد استعدت لياقتك ووزنك.
من مزايا الفارق الصغير فى السن بين الأخوة أيضاً هو إمكانية استخدام الأم لبعض مستلزمات طفلها الأول مثل عربة الطفل، والسرير. أيضاً لن يكون طفلك الأول قد كبر للدرجة التى تجعله يشعر بغيرة من أخيه الأصغر بالإضافة إلى أنك ستكونين أكثر خبرة واستعداداً معنوياً وعملياً لأنك لم تنفصلى بعد عن تلك المرحلة ومتطلباتها.
لكن هناك عيوب للفارق الصغير بين الأخوة. على سبيل المثال كلما قل الفارق بين الأخوة كلما تطلب منك ذلك جهداً بدنياً أكبر وأصبح مرهقاً لك. الأمور البسيطة مثل خروجات الأسرة، السفر، والاستمتاع بليال هادئة تكون أمنيات بعيدة المنال. وفى المستقبل ليس بالبعيد ستحتاجين لضِعف مصروفات التعليم خلال فترة قصيرة. سيفتقد أيضاً كل طفل من طفليك اهتمامك الفردى به. قد تحاولين إعطائهما اهتماماً متساوياً، لكن فى كثير من الأحيان قد لا تستطيعين تحقيق ذلك.
سواء أردت إنجاب الطفلين فى فترة متقاربة أو فضلت ترك مدة طويلة بينهما فالأمر يرجع لك. فبمجرد أن تنجبى طفلك الثانى ستنسين كيف كانت الحياة مع طفل واحد وستحبينهما الاثنين دون أى شروط!
نصائح مفيدة
- ابدئى فى عمل التغييرات المطلوبة فى روتين طفلك الأول قبل استقبال المولود الجديد بوقت كاف.
- اشركى طفلك فى المناقشات الخاصة بالمولود المنتظر حتى يشعر بالارتباط به قبل قدومه.
- احرصى على قضاء بعض الوقت مع طفلك الأكبر بمفردكما كل يوم بعد استقبال مولودك الجديد
مجلة الأم والطفل