- مصدر فخرنا وعزتنا
- نرى الكثير من النساء هداهن الله محتشمة في لباسها ساترة لمفاتنها ولكن
- ملازمة لك أينما ذهبت .
- ((إن))
- من أمرك بالحجاب؟
- إنه رب الأرباب....
- (الشيخ ابن عثيمين رحمه الله)...
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الوقت بالذات ومع إقتراب الإجازة الصيفية في بلادنا الحبيبة تتم التجهيزات للسفر والتي تكون على قدمٍ وساق ويكون َ أهتمام كلٌ
منَّا (اللي بيسافرون طبعاً) بعمل الترتيبات اللازمة من الحجوزات...المشتريات والتخطيط للاماكن
الجميلة و السياحية التي سنقضي بها أجمل اللحظات.. . ..ولكن..
يبقى ...
شيء مهم؟؟؟؟
يخُصكِ أختي المسلمة
هل فكرتِ به....إنه الحجاب الشرعي
عنواننا ’’’’هويتنا
مصدر فخرنا وعزتنا
الحجاب عبادة من أعظم العبادات وفريضة من أعظم الفرائض لأنه أمر من الله ورسوله أجمع عليه العلماء قديماً وحديثاً ف(( لا جديد في الحجاب))
أختاه: لولا ثقتي باعتزازك بدينك واحترامك لعقلك واستجابتك لأمر نبيك عليه الصلاة والسلام لما خاطبتُكِ، بل ولولا قناعتي باستجابتك للذكرى وقبولك لهذه الدعوة الصادقة لما اقتطعت جزءاً من وقتكِ لقراءة هذه الرسالة.
لا تظن المرأة المسلمة العفيفة أن مجرد كون اللباس أسود اللون يكفي ليُسمى ستراً وحجاباً، لا بل ليس المقصود بالتبرج إظهار شيء من الجسد للرجال الأجانب فحسب، فالتبرج معناه التزين، وتبرجت السماء أي تزينت بالكواكب
. قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: ( التبرج أن تتزين المرأة للرجال باللباس، والزينة، والقول، والمشية، ونحوذلك مما تُظهِر به نفسها للرجال وتُوجِبُ لفت النظر إليها).
نرى الكثير من النساء هداهن الله محتشمة في لباسها ساترة لمفاتنها ولكن
ماإن تركب الطائرة حتى تنزع ستر الله عليها ...فأنت أختي المسلمة صانك الله من أعين جائعة ًخائنة لاتعرف حلالاً ولاحراماً ..فكوني عنواناً لدينك في حلِّك وترحالك داخل بلادك وخارجها............فربُك واحدٌ تبقى شرائعه
ملازمة لك أينما ذهبت .
((إن))
الملابس والزينة مظهران من مظاهر المدنيَّة والحضارة، والتجرُّد منهما إنما هو رِدَّة إلى الحياة البدائية. وإذا كان اتخاذ الملابس من لوازم الإنسان الراقي، فإنه بالنسبة للمرأة أشدُّ إلزاماً لأنه ينبئ عن مدى تمسكها بدينها وشرفها وعفافها وحيائها، ومن ثَمَّ كانت الحشمة أولى بها وأحق. فأعزُّ ما تملكه المرأة هو الشرف والحياء والعفاف، وإن المحافظة على هذه الفضائل محافظة على إنسانيتها في أسمى صورها، وليس من صالحها ولا من صالح المجتمع أن تتخلَّى عنها.
من أمرك بالحجاب؟
إنه رب الأرباب....
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
قال ابن عباس رضي الله عنهما : )أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤسهن بالجلابيب(.
إعشقي حجابك
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تباهي به إحرصي عليه
,,,,,,,,,,,,,,,,,
لأنه يزيدك قرباً من ربك
,,,,,,,,,,,,
ورفعةً بين الناس
,,,,,,,,
وشموخاً في وجه الدنيا
,,,,,,,,
وشوكةً في عيون الأعداء
شروط الحجاب:1-أن يكون الحجاب ساترا لكل ما أوجب الله ستره من البدن حتى الوجه والكفين.
2-أن لا يكون زينة في نفسه ( كمن تغطي رأسها بخمار فاتن مزخرف ومزركش وتعقده بطريقة فيها فتنة تلفت الأنظار(.
3-أن يكون فضفاضا غير ضيق لكي لا يصف الجسد.
4-أن لا يكون خفيفا أي ان يكون سميكا لا يشف.
5-أن لا يكون مبخرا أو مطيبا.
6-أن لا يشبه لباس الكافرات.
7-أن لا يشبه لباس الرجال.
8-أن لا يكون لباس شهرة.
(فضيلة الشيخ ابن اعثيمين رحمه الله(
مفاسد نزع الحجاب:1-الفتنة : فإن المرأة إذا كشف وجهها حصل به فتنة للرجال.
2-زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها.
3-شدة تعلق الرجال ومتابعتهم إياها لاسيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة كما في كثير من السافرات.
4-اختلاط الرجال بالنساء فإن المرأة إذا رأت في نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمتهم وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض.
(الشيخ ابن عثيمين رحمه الله)...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) صنفان من أهل النار لم أرهما : …ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) (
ومعنى >كاسيات عاريات< هو أن تكتسي المرأة ما لا يسترها فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية مثل من يلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطع جسمها أو الثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها..
) فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء برقم 21302)
هذه قصة حدثت لأحد المسافرين يرويها بنفسه ..أعجبتني وأحببت أن أنقلها
للفائدة نفعني الله وإياكم بها.....يقول :حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأول من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولةٍ غربية
كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً ،
بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فارغاً ،
قلت في نفسي : أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً ،
أو أن ييسّر الله لي فيه جاراً طيباً يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد ،
نعم أن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ،
ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد
وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ ...
فتاةُ في مَيْعة الصِّبا ، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزيَّنة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرِّقة والجمال
.. كان عطرها فوَّاحاً ، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكيَّة ،
لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الرُّكاب ،
حينما وجهت نظري إلى أحدهم ... رأيتُه يحاصر المكان بعينيه ، ووجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ؛
كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام
فيما روي عن أبي هريرة ( رضي الله عنه(
" ألا وإنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر "لونه ، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه
ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف ، لقد تساءلت حينها
لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ؟
كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها ، ليست لغيره من الناس ،
وما دامت له فإن طيبَها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره ،
كان هذا الجواب واضحاً ،
ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه ،
قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي وسألت نفسي :يا ترى لو لم يَفُحْ طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة ،
أكانت الأنظار اللاَّهثة ستتجه إليها بهذه الصورة؟
عندما جاءت ((خادمة الطائرة )) بالعصير ، أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال ، وقدَّمته إليَّ
، تناولته شاكراً وقد فاجأني هذا الموقف ، وشربت العصير وأنا ساكتٌ ،
ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني ، وجَّهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياءً - كما أظن -
، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ، ولما أصبح ذلك دَيْدَنَه ، كتبت قصاصة
صغيرة (( ألم تتعب من الالتفات ؟ ))، فلم يلتفت بعدها
عندما غاصتْ الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات
اتجه نظري إلى ذالك المنظر البديع ، سبحان الله العظيم ، قلتُها بصوت مرتفع
وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع
، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة :إي والله سبحان الله العظيم ، ووجهتْ حديثها إليَّ قائلة ً إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذَّة ،
ومن حسن حظي أنني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحة ًشعرية رائعة لهذا المنظر
لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة ، كلا
.لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها ووضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ،
لقد بدا وجهها ملوَّناً بألوان الطيف ، أما شعرها فيبدو أنها قد صفَّفته بطريقة خاصة تعجب الناظرين
قلت لها : سبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة
قالت: إنها تدلُّ على قدرة الله تعالى
قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه ،الذي أودع فيه أسراراً عظيمة ،
وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلَّغهم رضى ربهم ،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد.
قالت : إلا يمكن أن نسمع شيئاً من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة
إليَّ ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة
لقد تمنَّيتُ من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف مَنْ أنا لقد كان في ذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها .
وسكتُّ قليلاً كنت أحاور نفسي حواراً داخلياً مُرْبكاً
، ماذا أفعل ، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاءٍ ظاهرة ، أم أترك ذلك
إلى آخر المطاف ؟
وبعد تردُّد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها
.
وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصاتٍ ملوَّنة وقالت
: هذه بعض أوراق أكتبها ، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي
وقرأت القصاصات بعناية كبيرة ، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة ..
إنها خواطر حالمة ،
هي فتاة رقيقة المشاعر جداً ، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح ،
لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري ، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سبباً في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ،
بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوارٍ شامل مع الفتاة ..
قلت لها : عباراتك جميلة منتقاة ، ولكنها لا تحمل معنىً ولا فكرة كما يبدو لي ، لم أفهم منها شيئاً ،
فماذا أردتِ أن تقولي ...؟
بعد صمتٍ قالت : لا أدري ماذا أردتُ أن أقول : إني أشعر بالضيق الشديد ،
خاصة عندما يخيَّم عليَّ الليل ، أقرأ المجلات النسائية المختلفة
، أتأمَّل فيها صور الفنانات والفنانين ، يعجبني وجه فلانة ، وقامة فلانة ، وفستان علاَّنة ،
بل تعجبني أحياناً ملامح أحد الفنانين فأتمنَّى لو أن ملامح زوجي كملامحه ،
فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام ، أشاهد منها ما أستطيع وأحسُّ بالرغبة في النوم ،
بل إني أغفو وأنا في مكاني ، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي ...،
وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره ، هناك يرتحل النوم ، فلا أعرف له مكاناًعجباً
أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة ، وتبدأ رحلتي مع الأرق ، وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها
)) إنها مريضة ((
قلتها في نفسي ، نعم إنها مريضة بداء العصر ؛ القلق الخطير ، إنها بحاجة إلى علاج
قلت لها : ولكنَّ خواطرك هذه لا تعبر عن شيء
ٍ مما قلت إنها عبارات برَّاقة ، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق
قالت : عجباً لك ، أنت الوحيد الذي تحدَّثت بهذه الحقيقة ،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب
بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا ، وبعثَ إلىَّ المحرِّر برسالة شكر على هذا الإبداع ، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح ، ولكنها جميلة
وهنا سألتها مباشرة
هل لك هدفٌُ في هذه الحياة ؟
بدا على وجهها الارتباك ، لم تكن تتوقع السؤال ، وقبل أن تجيب قلت له
ا هل لك عقل تفكرين به ، وهل لديك استقلال في التفكير ؟
أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها ، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل .
هل أنتِ مسلمة ؟
هنا تغيَّر كل شيء ، أسلوبها في الحديث تغيَّر ، جلستها على المقعد تغيَّرت ،
قالت هل تشك في أنني مسلمة ؟ ! إني – بحمد الله – مسلمة ٌُ ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام
لماذا تسألني هذا السؤال ، إن عقلي حرٌّ ليس أسيراً لأحد ، إني أرفض أن تتحدَّث بهذه
الصورة ..... وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ...
لم أعلق على كلامها بشيء ، بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها ،
ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني :أتشك في إسلامي ؟
قلت لها : ما معنى الإسلام ؟! قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال !
قلت لها: معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمتم النضج ،
تُلوِّن وجهها بالأصباغ ، وتصفِّفُ شعرها بطريقة جيدة ، وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها ،
فإذا رحلت خلعتها وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً ، نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر
شذاه في كل مكان ..فمن قال إنك طفلة ... ؟
قالت : لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة ؟
قلت لها : ما الإسلام ؟ ... قالت : الدين الذي أرسل الله به محمد صلى الله عليه وسلم ،
قلت لها : وهو كما حفظنا ونحن صغار
)) الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، و الخلوص من الشرك((
قالت : إي والله ذكرتني ، لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة
قلت لها : ما معنى )) الانقياد له بالطاعة )) ؟
سكتت قليلاً ثم قالت : أسألك بالله لماذا تتسلَّط عليَّ بهذه الصورة ، لماذا تسيء إليَّ وأنا لم أسئ إليك ؟
قلت لها : عجباً لك ، لماذا تعدّين حواري معك إساءة ؟ أين موطن الإساءة فيما أقول؟
قالت : أنا ذكية وأفهم ما تعني ، أنت تنتقدني وتؤنبني وتتهمني ، ولكن بطريقة غير مباشرة
قلت لها : ألست مسلمة ؟
قالت : لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك ،
وأرجوك ألا تتحدث معي مرة اخرى
قلت لها : أنا متأسف جداً ، وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا
ورجعتُ إلى صفحات الصحيفة التي أمامي
وقلبتُ صفحة أخرى فرأيت خبراً عن المسلمين في كشمير ، وصورة لامرأة مسلمة تحمل طفلاً
وعبارة تحت صورتها تقول : إنهم يهتكون أعراضنا ينزعون الحجاب عنَّا بالقوة وأن الموت
أهون عندنا من ذلك ، ونسيت أيضاً أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة ، وفوجئت بها
تقول :ماذا تقرأ ؟ .. ولم أتحدث إليها ، بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية والعبارة التي نُقلت عنها
ساد الصمت وقتاً ليس بالقصير ، ثم جاءت خادمة الطائرة بالطعام ... واستمر الصمت ...
وبعد أن تجوَّلتُ في الطائرة قليلاً رجعت إلى مقعدي ، وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلة ً :
ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة !..
قلت لها :لا أدري ما معنى القسوة عندكِ ، أنا لم أزد على أن وجهت إليك أسئلة ً كنت أتوقع أن أسمع منك
إجابة ًعنها ، إ لم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقة ً كبيرة ؟ فلماذا تزعجك أسئلتي ؟
قالت : أشعر أنك تحتقرني قلت لها : من أين جاءك هذا الشعور ؟
قالت لا أدري قلت لها : ولكنني أدري ..
لقد انطلق هذا الشعور من أعماق نفسك ، إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ ،
أنت تعيشين ما يمكن أن أسمّيه بالازدواجية ، أنت تعيشين التأرجح بين حالتين
وقاطعتني بحدّة قائلة : هل أنا مريضة نفسياً ؟ ما هذا الذي تقول ؟
قلت لها : أرجو ألاَّ تغضبي ، دعيني أكمل ، أنت تعانين من ازدواجيةٍ مؤذية
أنتِ مهزومة من الداخل ، لاشك عندي في ذلك ، وعندي أدلّة لا تستطيعين إنكارها
قالت مذعورة ً ما هي ؟
قلت : تقولين إنك مسلمة ، والإسلام قول وعمل ، وقد ذكرت لك في أول حوارنا أن من أهم أسس
الإسلام (( الانقياد لله بالطاعة )) ، فهل أنت منقادة لله بالطاعة ؟
وسكتُّ لحظة ً لأتيح لها التعليق على كلامي ، ولكنها سكتتْ ولم تنطق ببنتِ شفةٍ – كما يقولون –
وفهمت أنها تريد أن تسمع ، قلت لها
هذه العباءة ، وهذا الحجاب اللذان حُشرا – مظلومَيْن – في هذه الحقيبة الصغيرة دليل على ما أقول
قالت بغضب واضح : هذه أشكال وأنت لا تهتم إلا بالشكل ، المهم الجوهر
قلت لها: أين الجوهر؟ ها أنت قد اضطربت في معرفة مدلولات كلمة (( الإسلام )) الذي تؤمنين به
ثم إن للمظهر علاقة قوية بالجوهر ، إن أحدهما يدلُّ على الآخر ،
وإذا اضطربت العلاقة بين المظهر والجوهر ، اضطربت حياة الإنسان
قالت : هل يعني كلامك هذا أنَّ كل من تلبس عباءة ً وتضع على وجهها حجاباً صالحة نقية الجوهر ؟
قلت لها : كلا ، لم أقصد هذا أبداً ، ولكنَّ من تلبس العباءة والحجاب تحقِّق مطلباً شرعياً ،
فإن انسجم باطنها مع ظاهرها ، كانت مسلمة حقّة ، وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها فكان نزعُ هذا الحجاب – عندما تحين لها الفرصة هيِّناً ميسوراً ،
إن الجوهر هو المهم ، وأذكِّرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك المرأة الكشميرية
المسلمة ، ألم تقل : إن الموت أهون عليها من نزع حجابها ؟ لماذا كان الموت أهون ؟
لأنها آمنت بالله إيماناً جعلها تنقاد له بالطاعة فتحقق معنى الإسلام تحقيقاً ينسجم فيه جوهرها مع مظهرها ،
وهذا الانسجام هو الذي يجعل المسلم يحقق معنى قول الرسول عليه الصلاة السلام
)) والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به((
إنَّ لبس العباءة والحجاب – عندك – لا يتجاوز حدود العادة والتقليد ،
ولهذا كان هيّناً عليك أن تنزعيهما عنك دون تردُّد حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك
الذي استقيت منه العادات والتقاليد ، أما لو كان لبسك للحجاب منطلقاً من إيمانك بالله ،
واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرّق بين مجتمع ومجتمع ، ولا بلدٍ وبلدٍ لما كان هيّناً عليك إلى هذه
الدرجة
الازدواجية في الشخصية – يا عزيزتي – هي المشكلة ..
أتدرين ما سبب هذه الازدواجية ؟
فظننت أنها ستجيب ولكنها كانت صامتةً ، وكأنها تنتظر أن أجيب أنا عن هذا السؤال
..
قلت: سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادات والتقاليد ، وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه ،
إنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان ،ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية حيث ينهزم المسلم من الداخل ، فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس ، وتلاعب به الشيطان ، وظلَّ كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين ...
لم تقل شيئاً ، بل لاذت بصمت عميق ، ثم حملت حقيبتها واتجهت إلى مؤخرة الطائرة ...
وسألت نفسي تراها ضاقت ذرعاً بما قلت ، وتراني وُفَّقت فيما عرضت عليها ؟
لم أكن – في حقيقة الأمر – أعرف مدى التأثر بما قلت سلباً أو إيجاباً ،
ولكنني كنت متأكداً من أنني قد كتمت مشاعر الغضب التي كنت أشعر بما حينما توجه إليَّ بعض العبارات الجارحة ،
ودعوت لها بالهداية ، ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق
.
وعادت إلى مقعدها .. وكانت المفاجأة ، عادت وعليها عباءَتُها وحجابها ...
ولا تسل عن فرحتي بما رأيت
!
قالت : إن رحمة الله بي هي التي هيأت لي الركوب في هذا المقعد ، صدقت – حينما وصفتني –
بأنني أعاني من الهزيمة الداخلية ، إن الازدواجية التي أشرت إليها هي السمة الغالبة على كثير
من نبات المسلمين وأبنائهم ، يا ويلنا من غفلتنا ! أنَّ مجتمعاتنا النسائية قد استسلمتْ للأوهام
، لا أكتمك أيها الأخ الكريم ، أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء لا تكاد تتجاوز الأزياء
والمجوهرات والعطورات ، والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة ،
لماذا نحن هكذا ؟
هل نحن مسلمون حقاًً ؟
هل أنا مسلمة ؟
كان سؤالك جارحاً ، ولكني أعذرك ، لقد رأيتني على حقيقة أمري ، ركبت الطائرة بحجابي
وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب ، كنت مقتنعة بما صنعت ، أو هكذا خُيِّل إليَّ أني مقتنعة ، بينما هذا الذي صنعته يدلُّ حقاً على الانهزامية والازدواجية ،
إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيراً ، ولكنك أرشدتني ، إني أتوب إلى الله وأستغفره
ولكن أريد أن أستشيرك قلت وأنا في روضةٍ من السرور بما أسمع من حديثها
)) نعم ... تفضلي إني مصغ ٍ إليك((
قالت : زوجي ، أخاف من زوجي قلت : لماذا تخافين منه ، وأين زوجك ؟
قالت : سوف يستقبلني في المطار ، وسوف يراني بعباءتي وحجابي
قلت لها : وهذا شيء سيسعده قالت : كلا ، لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس
إياك أن تنزلي إلى المطار بعباءتك لا تحرجيني أمام الناس ، إنه سيغضب بلا شك
قلت لها : إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجُك ، و بإمكانك أن تناقشيه هادئة فلعلَّه يستجيب
إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة .
وساد الصمت ....
وشردت بذهني في صورة خيالية إلى ذلك الزوج يوصي زوجته بخلع حجابها ... أ هذا صحيح ؟
!
أيوجد رجل مسلم غيور كريم يفعل هذا ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن مدنية هذا العصر تختلس أبناء المسلمين واحداً تلو الآخر ، ونحن عنهم غافلون ، بل ، نحن عن أنفسنا غافلون
وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد ، وانتهت مراسم هذه الرحلة الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد ،
ولم أرها حين استقبلها زوجها ، بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك في عالم النسيان ، كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر بنا كلَّ يوم
كنت جالساً على مكتبي أقرأ كتاباً بعنوان
)) المرأة العربية وذكورية الأصالة )) لكاتبته المسمَّاة ((منى غصوب ))
وأعجبُ لهذا الخلط ، والسفسطة ، والعبث الفكري واللغوي الذي يتضمَّنه هذا الكتاب الصغير
وأصابني – ساعتها – شعور عميق بالحزن والأسى عل
دمتم بود،،
محبتكم.........