- الجانز فيلد.. محاولة لتبييض الذهن
مرحبا فراشاتي
ياترى هل جرب احد منا غسل دماغه
عقله
؟
وكيف هي طريقة الغسل ؟
وهل نستخدم مستحضرا خاصة لغسيل الادمغة على سبيل المثال ؟
ام غسالة كهربائية تلك الشبيهة بغسالة الملابس ؟؟؟
كل شيء ممكن و وارد
الجانز فيلد.. محاولة لتبييض الذهن
هناك عضوان مهمان في جسم الإنسان لا يمكن إيقافهما؛ القلب عن النبض، والمخ عن التفكير. .
وفي حين لا يرغب احدنا في ايقاف قلبه عن النبض(!!) نرغب أحيانا في إيقاف عقولنا عن التفكير؛ فمن الحقائق العجيبة أن الدماغ لا يكف عن التحليل والتفسير حتى أثناء النوم.. بل انه يستغل فترة النوم لفهرسة واختصار - بل وحذف - المعلومات التي جمعها خلال النهار (وهذا هو السر في صفاء الذهن والحلول المفاجئة التي تبزغ في الصباح)!!
وقد حاول بعض العلماء ابتكار وسيلة (لا نقول توقف الدماغ) بل تحد من استمراره في التفكير فحين يصل الدماغ الى مرحلة (الصفاء) ويقل انشغاله بهموم الدنيا، يبدأ في (استقبال) الإلهام والأفكار الخلاقة، وهذه العلاقة اكتشفها الإنسان منذ القدم ولجأ إليها الحكماء في كل العصور؛ فكثيراً ما لجأ الحكماء والأنبياء الى الوحدة والخلوة بغرض التأمل والتفكر ومحاولة الفهم (حتى قيل ان الوحدة رفيقة العبقرية والتأمل طريق الحكمة)..
وفي الستينات من القرن الماضي اقترح عالم النفس الألماني (هيرمان ويتكن) طريقة مبتكرة لتبييض العقل وتهيئته لاستقبال الأفكار - دعاها الجانزفيلد؛ وقد اعتمدت فكرته على عزل الحواس الخمس التي تعمل كمنافذ للدماغ نحو الخارج..
فقد عزل حاسة البصر (بتغطية العينين بقبتين سوداوين)
والسمع (بسماعات تصدر أزيزاً ثابتاً)
وابتكر حوضا سائلا يبقى فيه المرء (طافياً) ومنع اي روائح حادة او درجات حرارة متطرفة.
وقد اثبتت هذه الطريقة فعاليتها في تهدئة الذهن والوصول الى حالة الصفاء الكامل (خصوصا حين يبقى فيها المرء لفترة طويلة)!!
.. وكما هو واضح لا يمكن احتكار هذه الوضعية لهدف أو غرض معين؛ فالجانزفيلد (حالة ذهنية) قد يستعين بها الطبيب في عيادته، أو العالم في مختبره، أو الشخص العادي لتهدئة ذهنه (وهي بالمناسبة الترجمة الألمانية لكلمتي: الصفاء أو الحقل الكامل!.
وفي عام 1975تم لأول مرة الاستعانة بفكرة الجانزفيلد لاختبار موهبة التخاطر بين البشر.
فقد قام الطبيبان (تشارلز هونورتون) و(وليام براود) بوضع عدة اشخاص في هذه الحالة وطلب منهم الإخبار عما يستقبلونه في أذهانهم.
وفي غرفة بعيدة كان يطلب من احد الأشخاص النظر الى صور عشوائية ثم يحاول إرسالها (ذهنيا) الى الشخص الأول،
وبعد جمع النتائج اتضح ان نسبة التخاطر بين الطرفين بلغت 33% من مجموع المحاولات - وهي نسبة ايجابية تتجاوز حدود الصدفة.
وقد كررت هذه التجربة لاحقا في بريطانيا تحت إشراف علماء من مجلة نيوساينتست (حسب عدد 15مايو 1993). وبعد جمع النتائج اتضح ان هناك 25محاولة ناجحة من بين 75(وهي نسبة قريبة من التجربة السابقة وتثبت حدوث تخاطر فعلي بين الطرفين)!!.
ايضاً هناك تجربة أجريت في مركز دريم لابوراتوري في نيويورك على شخصين أحدهما منوم مغناطيسياً والآخر نائم في وضعية الجانزفيلد.
وقد طلب من الأول نقل عناصر محددة من إحدى الرسومات (شجرة - بحر - طائر) الى أحلام الشخص النائم.. وحين كان "راسم المخ" يشير الى ان النائم بدأ يحلم فعلاً تم إيقاظه لإخبار الباحثين عن عناصر حلمه. ولأكثر من مرة ثبت ان المنوم مغناطيسيا "لوّث" أو تدخل في أحلام النائم بنقل احدى الرسومات إليه!!
على أي حال نعود ونقول إن "الجانزفيلد" مجرد محاولة لتصفية الذهن وتهيئته لاستقبال الأفكار الخلاقة.. لنجربها في المنزل (.. بدون الحوض) ولن نخسر شيئا!
دمتن بخير
ياليت اجربها نفسي ارتااح من التفيكر