والدي واعيادي

والدي
هاهو العيد أتى
وفي هذه المرة تغلبت على أحزاني
ولم ابكي
لم اذكر إخوتي بأنك كنت تزين مائدة الإفطار
كنت تعاني وأنت تصعد السلالم
كي تصل وتوصل الفرحة إلى قلوبنا
كي ما تلبسنا الحلية الجديدة
وتعطينا عيديه من قبل
لا أزال اذكر بيتنا القديم
لا أزال أقف على السلالم واراك تصعد
وقد اخذ التعب منك كل مأخذ
وأنا أسائلك لماذا؟
نحن قررنا إن ننزل إليك هذا العام
ويكون الإفطار في غرفتك
يجيب وابتسامة تعلو وجهه الجميل<ليه عادة افطر معاكم فوق عندكم >أمد يدي وأساعده على الصعود
لم ابكي لم أتذكر أني بكيت في حياته
كانت لحظات مثالية لم تتكرر
يجلس ويطلب مني إن أتي له ب الأدوات
كي ما يصنع لنا <الكنافة>فلقد كانت الطبق الرئيسي لوالدي في إفطار العيد
والدي ما عاد لها طعم من بعدك
لا احد يستطيع إن يصنعها مثلك
فمن يملك طعم السكر الذي في يديك
من يملك الحنان الذي يذيب السمن فيها
لا احد لا احد
والدي هل تذكر
تلك المرة التي لم أشاركك بها لحظات سعادتي
هل تذكر هل تذكر ماذا حدث
انتهى كل شيء وتهدمت كل أمالي في يوم وليله
أنا لم أنساك فيها بل إني كنت ارتدي عليك ثوب الحداد
ولأكن غالبت دموعي فغلبني الهم
هل تذكر انك تركتني وحدي
من سيسال عن نجاحاتي
من سيخرج وينتظرني عند الباب حتى عودتي
كنت استغرب من البنات حين يمكثون في المدرسة بعد استلامهم النتائج
ولاكني أدركت إنهم لا يملكون أبا مثلي ينتظرهم تحت الشمس رغم كبر سنه
كنت أنت فرحتي
كنت تأخذ شهادتي وتمعن فيها النظر
مع انك لم تكن تجيد القراء ولا الكتابة
إلا انك كنت تدقق فيها ومن ثم تحتضنني وتقبلني
وتبارك لي نجاحي
وفي هذا اليوم كنا أنام في حضنك
مع أني كنت قد تخرجت من الابتدائي
والآن في هذا العيد
حاولت جاهدة أن لا ابكي
ولأكن انظر يا والدي
ها هو حادث مروع يكاد لولا رحمة الله إن يفتك ب أبنت أختي
ها هو الموت يحيط بي ويكاد يخنقني
ها أنا ابنتك الصغرى واكتب وصيتي
اضن أني إن لم ابك عليك
سأفقد جادتي
فقد يكون بكائي عليك يمثل راحتي
والدي
ها هوا أخي الأكبر يحاول إن يمثل دورك
يأتي حاملا هدية لي
قد رأى الدمع في عيناي
وأراد إن يريحني
ولأكن لا احد مثل لمسك يفهمني
والدي ...كم احبك