- اني لأسمع صوت الزغاريد ..ودق الطبول.. واني لأسمع خطوات الصبايا
اني لأسمع صوت الزغاريد ..ودق الطبول.. واني لأسمع خطوات الصبايا
يتمايلنا طربا وسرورا..اني لأسمع اغنية مهداة منك اليها..واني اراها اراها بفستانها الابيض بطرحة ربطت طرفيها كخاتم في اصبعيها اني اراها تلتف يمينا وشمالا وتنثر الابتسامات وتسترق نظرات خجلى لتري من يشير اليها من صُحيباتها من بعيد ….
اني اراك هناك تنتظر قدومها بشوق لا يعرفه احد سواي.. وابتسامة احفظ تفاصيلها وتفاصيل اشياء كثيرة لا يعرفها احد سواي.. اني ارى كل شيء رغم وجودي في غرفتي رغم وجودي قرب التلفاز اقلب القنوات بفتور وملل. اني ارى كل شيء ياعزيزي..فليتك لم تجهد نفسك بحثا عن عالم يختلف عن عالمنا ومكان يختلف عن مكاننا وعادات تختلف عن عاداتنا.. ليتك لم تجهد نفسك بحثا عن مدينة لا تعرفني وبلدة لا تعرفني واناس لايعرفونني..لأنك تخشى علي وعلى نفسك من هول هذا اليوم ..
هذا اليوم آت ..غدا او بعد غد..انه حال الحياة..
….اني لأرى غرفتنا الصغيرة امام ناظري الآن.. تلك الغرفة التي تشاركنا بها كل شيء..
كل شيء.. احزاننا افراحنا ..وغيرة من حولنا لتلك العلاقة الرائعة السامية.
فقد كنا نعيش كمخطوبين حديثا ..بجمالها وشفافيتها..وحرارتها .. فقد كنت اميرتك.. وكنت انت حياتي التي لا حياة لي من دونها..
فلا تذهب بعيدا فلا مفر من القدر ..لا تهرول وتلبس بنطالا وربطة عنق ..فلن تغير فيك شيئا.. لا تتلون كالحرباء خوفا ان يجدوك فتشقى من جديد معها كما شقينا معا .. ابقى في مكانك.. في ارض تجمعنا معا وان لم نخطوها بعد اليوم معا.. ابقى في بيتك ومع اهلك ومع اصحابك ومن احبك..
و لكن فقط تذكر النفثات في العقد الذين ينفثون سمومهم واحقادهم وانفسهم المريضة في الليالي المظلمة عند القبور وعند الاوكار وبين الحشائش ..وفي كل مكان لا يليق بإنسانية انسان .. في كل ساعة وكل حين ..
وارجمهم بالمعوذات وآية الكرسي..وسورة البقرة ..لتحفظك وعروسك من كل عين ومن كل نفس لا تعرف ان تحب ..لكل نفس ظنت ان تعاسة غيرها قوت تقتات به لتسعد !!!
هنئيا لهم الدنيا وهنيئا لنا الآخرة.. فقد صبرنا كثيرا وجاهدنا كثيرا ..وانطفئ كل شيء بلامقدمات ولا اسباب ولا دموع ولا معضلات.. صمتك كان مخيفا .. سكونك في احدى زوايا الغرفة كان مرعبا ..لم تكن انت . وللحظة انتهى كل شيء .. وانزل الله في ذلك اليوم في فؤادي سكينة لا يعرفها الا من مر بها..
سكينة جعلتني لا ابكي لرحيلك ولا ابكي ساعة زفافك على امرأة سواي.. اني سعيدة من اجلك..لأني اميرتك وسأظل اميرتك وسأموت وانا اميرتك ..ولا يعني عدم بقاؤنا معا.. اننا اعداء!! ابدا والله..فكل شخص يمر في عالمنا يحمل من الذكرى في قلوبنا الكثير..فكيف بي انا وانت..انا لا املك الا الدعاء لك فأنت لي.. وان لم تكن بعد اليوم لي.. اني اشعر برعشة في جسدي انها الساعة الثانية صباحا..لا تسئلني لما؟
..فقط ارجوك.. ارجوك كن سعيدا من اجلي..سأدعوا لك من ظهر الغيب كما كنت دوما ان يحفظك الله…
سأدعو لك وسألح بالدعاء ..علي اجد الإجابة وسأتضرع في الليالي الظلماء من اجل ان تكون ابا لأطفال يهرولون نحوك عند الذهاب وعند الاياب.. اليوم زففت الى امرأة سواي.. وغدا ازف الى غيرك..
انها حال الحياة..
انها حالنا..
ما اقول الا :ماجا على بالي خطاكم انتم بالذات
كلمة ولو جبر خاطر