- وأوصت أم ابنتها عند زواجها فقالت :
السلام عليكم هذه مجموعة وصايا أحببت نقلها لكل متزوجة عسى الله أن ينفعكن بها:
1 : الإيمان بالله تعالى ، وحسن الإتباع : إن المرأة الصالحة التي وصفها الله هي المرأة المسلمة , المؤمنة بالله تبارك وتعالى , الموحدة التي لا تشرك بالله شيئا ، التي تقدم كلام ربها على هوى النفس , وعلى كل كلام ، المتبعة لهدي رسولها الله صلى الله عليه وسلم فالصلاح توحيد واتباع . بهما تدرك سعادة الدارين الدنيا والآخرة . وهذا يحتاج إلى إرادة قوية فعالة , ومجاهدة لحب الدنيا , وحب الشهوات , وتزيين الشياطين , وأعداء الدين من الإنس والجن , يحتاج إلى المودَة والرحمة ، إلى ضبط للنفس , وصدق للنية . يحتاج إلى التعاون والتخطيط البنَاء بين الزوجين , لوضع هدف مشترك بينهما يسعيان إلى تحقيقه , وذلك بمعرفة كل منهما ما له وما عليه من حقوق وواجبات يسعد بعضهما بعضا , فيسعدا بإذن الله تعالى ، ويسعد من حولهما .
2 : الطاعة بالمعروف : . تعلم المرأة عظم الأمانة التي ائتمنت عليها , وعظم حق زوجها عليها , فتسارع إلى طاعته بالمعروف , طاعة لله تبارك وتعالى , فلا تصوم نافلة وزوجها شاهد إلا بإذنه ، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه ، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه ، تحرص على الأدب معه , وحسن الخلق , فإن ذلك لا يحط من شأنها , بل هو احترام للنفس ورفع لقدرها , ترفع فيه الدرجات ويغضَ الطرف عن العيوب .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) متفق عليه
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت إليه حقه ) صحيح رواه الحاكم . صحيح الجامع 3148 ما أبلغها من موعظة !! وقد رأينا وسمعنا عن أخوات هداهن الله تعالى رفعن التكليف كثيرا مع الأزواج , فارتفع الصوت عليهم , وارتفعت الأيدي !! , فكنَ كما أرادهنَ أعداء الدين , متمردات متحررات حتى من القيم والأخلاق , وسلعا رخيصة في الشوارع والأسواق , ووسائل الإعلام
وما كان ذلك ليكون إلابالبعد عن المنهج الرباني , وتخلَي الأزواج وأولياء الأمور عن حق منحهم الله تعالى إياه , " ألا وهو حق القوامة " فما رعوه حق رعايته . إلا ما رحم ربي .
فعن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا ) صحيح الجامع 7192 .
3 : حسن التبعل وذلك بأن تحرص على إسعاد الزوج والتلطف معه وإشعاره بالمحبة والتقدير ، والإهتمام بالمظهر والزينة ، والتطيب له ضمن حدود الشرع الحكيم ،
عن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة من السعادة وثلاثة من الشقاء , فمن السعادة : المرأة الصالحة تراها فتعجبك , وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك , والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك , والدار تكون واسعة كثيرة المرافق , ومن الشقاء : المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك , وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك , والدابة تكون قطوفا , فإن ضربتها لأتعبتك , وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك , والدار تكون ضيقة قليلة المرافق ) صحيح الجامع 3056 .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير النساء التي تسره إذا نظر , وتطيعه إذا أمر, ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره ) الصحيحة 1838 , صحيح الجامع 3298 .
ما أروع أن تكون وسيمة , عاقلة , عفيفة , نظيفة ، صيَنة , هينة , ليَنة , متواضعة , ودود , فكل كلمة طيبة , وكل بسمة, وكل عفو , وكل عطاء , وكل عناء , تحتسبه في ميزان حسناتها ، لا تحتقر من المعروف شيئا .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن من المعروف شيئا , ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) مختصر مسلم 1782 .
شتان بين وجه عبوس مقطب منفَر كأن هموم الدنيا على كاهل صاحبه ، وبين وجه طلق ذا بسمة حنون لها أثر رائع في فتح القلوب ، وراحة النفوس ، وتحقيق المراد .
إن الزوجة الصالحة حسنة الخلق ، حسنة المعاشرة ، متوددة إلى زوجها ، تعود عليه بالخير ، فعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .... ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟؟ الودود الولود , العؤود على زوجها التي إذا ظلمت قالت : هذه يدي في يدك . لا أذوق غمضا حتى ترضى ) صحيح الجامع 2604 .
وأوصت أم ابنتها عند زواجها فقالت :
.
4 : هادئة , متزنة ، لها أسلوب راق في الدخول إلى العقل والقلب , باحترام الذات , وحسن الإنصات ، وامتصاص الغضب ، والإرشاد غير المباشر ، من خلال الأخلاق والمبادئ الصادقة النابعة من الأمن الداخلي في أعماق النفس ، والمراقبة لله تبارك وتعالى ، إنها إذا صنعت جوَدت , وإذا غضبت حلمت , وإذا تكلمت بيَنت . فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَ من البيان لسحرا ) رواه البخاري .
ما أجمل أن تراعي أختاه أدب الكلام , والتخاطب , وحسن الإنصات , مع أولى الناس بك , وأقربهم إليك بعد الله تبارك وتعالى لتكوني بإذن الله تعالى وفضله خير متاع . فإنه السحر الحلال . مراعية ما يلي :
ا : الموازنة بحيث يتناسب الكلام مع الموضوع , في التطويل والتقصير , والتدرج بالأولويات , الأهم فالمهم , فإن الناس يملَون ممن يكثرون الكلام , ولا يتركون لغيرهم فرصة للحديث , ولا يحسنون الإصغاء ولا الإستماع .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس إصغاء وإنصاتا , كانت تأتيه العجوز فينصت إليها , وتأتيه الجارية والمرأة , والرجل , وذا الحاجة فينصت إليهم , وكان من أحسن الناس عشرة لأهل بيته , وله منزلة عظيمة في قلوب أصحابه رضي الله عنهم أجمعين . سمعته السيدة خديجة رضي الله عنها وقد أتاها فزعا أول البعثة ، فهدأت من روعه ، وأثنت عليه ، وواسته بمالها ، وآنسته بتأييد ابن عمها ورقة بن نوفل ، فكانت نعم الزوجة لخير الأزواج .
ب : مراعاة الظروف في الحديث ، فإن لكل مقام مقال ، وذلك بمشاركتة الوجدانية بأفراحه وأحزانه , واحترام شعوره في رضاه وغضبه , ومشاركته اهتماماته ورغباته , وتقدير جهوده , والثناء عليه
فإن النفوس جبلت على حب الثناء , وعبارات المحبة ، والتشجيع ، والإشتياق , والعرفان بالجميل , والإحترام المتبادل , مهما طالت العشرة بالزوجين . ويخطئ كلاهما جدا إن لم يلقوا بالا لهذه الأمور التي يظنون أنها تافهة ، لا قيمة لها مع تطاول الزمان ، مع أنها كالدم يسري في العروق ، يجدد للحياة الزوجية رونقها وحيويتها وشبابها .
وعجبي لا يكاد ينقضي من أزواج يعيشون تحت سقف واحد لا أقول كجيران ، لا والله ، قد تكون علاقة الجيران أفضل !! لأنهم يعرفون أنهم جيران ، أما هؤلاء فلا هم بجيران ولا هم بأزواج ، أمام الناس أزواج !! وعندما يخلون فهم غرباء كأن أحدهم لا يمت للآخر بصلة !! تعصيه ، لا تتقي الله تعالى فيه ، أو لا يتقي الله تعالى فيها ، والأسوأ من ذلك أن يكونوا مطلقين منذ سنين ، لكن رضوا بما هم عليه حتى لا يقال ... !! كم تنتهك حرمات ، بحتى لا يقال ... ؟؟ !! .
يخطئ جدا من لا همّ له من كلا الزوجين إلا التحقير , والإستفزاز ، والسب ، والشتم , لا همَ له إلا رضاه , وإجابة رغباته , دون مراعاة لشعائر الدين , أو لمشاعر الآخرين .
ناهيك عما تعاني منه الكثير من النساء من حبّ السيطرة ، كما يقلن لإثبات الذات فصرنا للأسف نرى المرأة الرجلة في البيت ، والعمل ، والشارع ، تظن إحداهن أنها اعتلت عرش قلب زوجها , واطمأنت بذلك , وأقفلت عليه في قفص وهمي , لكن سرعان ما يتحطم , بتمرد الأسير على عتبات الأيام , ويذوب الجليد , ويبدو زيف الأوهام ، فتعض أصابع الندم ، حين لا ينفع الندم !! . إن من أعظم حقوق الزوج على زوجته , شكر نعمته , فهو الذي أنفق وآوى , فلا ينبغي أن تقابل الإحسان بالإساءة وعجبا لمن تجحد نعمة الزوج فتكفرها , وهي محتاجة له ... لا غنى لها عنه , خاصة إذا كان يستر عورتها , ويسدَ جوعتها , ويحصنها ، ويحسن صحبتها وعشرتها .
3 : قد نختلف ، لكن لا ينبغي أن نفترق ، لنبحث نقاط التوافق أولا ، ثم مواضع الخلاف ، دون كيل الإتهامات ، وكثرة اللوم والعتاب .
أختاه : احرصي على الإستماع أكثر من الكلام ، وأنشري الطمأنينة أثناء الحوار مع الزوج , وذلك ببيان الأفكار وتوضيحها بهدوء , من خلال الكلمة الطيبة , والإبتسامة , والنظرة الحانية , وبسط الوجه , وكظم الغيظ , وضبط حركة اليدين , وكف الأذى ، سواء بالقول أو الفعل , وحتى لا يشعر الطرف الآخر أنه سينتقل إلى مشادة أو جدال ، فقد يكون ذلك سببا في هروبه من البيت , بحثا عن السعادة المفقودة . أو سببا في الإنطواء على نفسه , وعدم الرغبة في الكلام أو الإستماع , مما يسبب الكآبة والملل . والإنشغال بالصحبة , أو الإستغراق في العمل كما هو حال كثير من الأزواج في أيامنا هذه !! .
4 : لاتعرضي عنه إن تكلم , فالنظر أحيانا يعبَر كما يعبَر الكلام , والإعراض استهانة , دعيه يبثَ همومه , دعيه يكمل كلامه .... لا تتلقَفيه , لا تقاطعيه قبل بيان المراد , لا تتسرعي في لحظة غضب أو عصبية , فتبني على كلامه أحكام !! . فإن احتاج الأمر إلى نصيحة أو تعليق , فلا تكوني آمرة , ولا تكثري من الأسئلة واللَوم , " لم" , " و لا ", " ولماذا " وأين " , " وكيف " ؟ وكأنه تحقيق !! . فالحوار والتعليق فن حبذا لو نتعلمه .
وابتعدي عن الأسئلة التي تسبب له الحرج والضيق ، لا تنبشي في الماضي وما فيه من أسرار سابقة , ولا تتبعي آثاره وما فيه من خصوصيات لاحقة , فإن بدا لك الخبر فخذي منه وممن حولك العبر .
احذري الخوض في المواقف الشخصية المخجلة له ، أو لأقاربه إن وجدت , واحذري التفكه بها لإذلاله ، خاصة أمام الآخرين .لأن ذلك يوغر الصدور ، ويؤدي إلى الغيبة والنميمة ، فإنها الحالقة التي تحلق الدين .
يؤدي إلى قيل وقال ، مما يفسد عليك المآل ... قلق وترقب , وسوء عشرة , وسوء ظن ، وسوء علاقات ، وتراكم هموم وأحزان , مما يؤدي إلى ضعف الأسرة ووهنها , ثم إلى ضعف المجتمع وفساده .
5 : احفظي عليه سره ، واسألي عن اهتماماته , بادري إلى الأمور التي يحبها وتفرحه ، وابتعدي عما يحزنه ويكرهه على أن يكون ذلك فيما يرضي الله تبارك وتعالى فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعة الزوج بالمعروف وحذر من عصيانه ، وقد استهانت الكثيرات في زماننا هذا ... فعن بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما : عبد آبق من مواليه ، حتى يرجع ، وامراة عصت زوجها ، حتى ترجع ) صحيح الجامع 136
أختاه : إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، والنفس تدعو إلى الطغيان ، وصحبة السوء ، وتزيين الشيطان ، بالمرصاد ، فيا أختاه ... يا من تريدين الله والدار الآخرة راجعي نفسك ، أنظري أين أنت من زوجك ، فإن طاعته بالمعروف ، سبب من أسباب دخولك الجنة ، ومعصيته سبب في دخول النار ، وغضب الجبار ، ولعنة الملائكة ، ودعاء الحور العين ، وعدم قبول الصلاة التي هي عمود الدين .
واعلمي أن معصيتك لزوجك قد تكون سببا في انتهاكه للمحرمات ، وفعل الفواحش والمنكرات ، والتي انتشرت والعياذ بالله حتى بين الأرحام ، فتبوئي بإثمك وإثمه .
نسال الله تعالى العافية والثبات .