- وصية أمّ لابنها في يوم زفافه
- ولدي الحبيب :
وصية أمّ لابنها في يوم زفافه
ولدي الحبيب :
ما أكثر ما رأيتُ يوم زفافك الغالي بعيني خيالي قبل أن أراه بفضل الله حقيقة واقعة . رأيت يوم زفافك وأنت طفل بَهِيّ ، عَبِق مؤتلق كَزَهْر الروض . ورأيته وأنت فتى واعد ، تُشِعُّ عيناه سناء وسنا . ورأيته وأنت خِرِّيج جامعي مفعم بروح الوفاء والعطاء والعمل .. واليوم يتحقق الأمل ، ويمسي الزفاف الموعود واقعا مشهودا ! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وتُدْرَك الأماني .
في يوم زفافك يا بُنَيّ تضع لبنة أسرتك ، لتكون بإذن الله وعونه أنجح في أداء مهمّتك ، وأقدر على رفع راية أمّتك ، وليكون عليّ بعدما غذوتُك بالحُبّ ، وأسكنْتُكَ في سُوَيداء القلب أنْ أستمرّ على الدّعاء لك آناء الليل وأطراف النهار ، وأنْ أقدّم لك خير ما تقدّم أمّ لابنها في يوم زِفافه : أحكاما حكيمة ونصائح عظيمة لا يضلّ مَنْ أَخَذَ بها إنْ شاء الله أبدا .
الحياة الزوجية يا بُنيّ إمّا صحبة طيّبة كشجرة طيّبة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء . وإمّا سجن لِزوجيْن لا ينفكّ أحدهما يقول للآخر بلسان الحال ، أو بلسان المقال ، أو بهما معا : ] يا ليت بيني وبينك بُعْدَ المشرقين فبئس القرين
يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة [ . فالحقوق عندنا لا تتعارض ولا تتناقض ، ولكنْ تتكامل وتتكافل ، ويشدّ بعضها بعضا ، وأكثر ما يكون مَرَدّ سوءِ التّفاهم بين الزّوجة وأهل الزّوج عموما- وأمّ الزّوج خصوصا- إلى فساد إدارة الزّوج وسوءِ تدبيره وتقديره . وأنتَ بحمد الله ممّن يَألفون ويؤلفون ، و يُصلحون وينجحون ، ويُحسنون التقدير والتدبير .
ولدي وقُرَّةَ عيني :إن فرحي بزفافك لا يوصف ، وإنّ سعادتي بزواجك لغامرة ، وإني لأسأل الله الذي علّم آدم ، وَفَهَّمَ سليمان ، وأنزل القرآن هدى للنّاس وبيّنات من الهدى
والفرقان أنْ يُعلّمك ويُفهّمك ، ويُؤيّدك ويُسدّدك ، ويبارك لك ولزوجتك ، ويَهبَ لكما من فضله ذُرِّيّة طيّبة تؤمن بالله رَبّا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد r نبيّا رسولا.
والحمد لله رب العالمين
في يوم الجمعة 8 / 6 / 2007 م
نجاح بلتاجي
لا عدمنآك يالغلآ ..
..