..عشووق..
21-03-2022 - 06:13 pm
بسم الله الرحمن الرحيم ,,
قبل أن أبدأ , أود أن أنوه أني نشرتُ هذه المقالة في منتدى سابق ,
ولكني أحببت أن أنشرها هنا , لما رأيت من نسائية المنتدى ,
وهن , من وجهت لهن هذه الحكاية ...
/
/
/
وكم لسارة من أجر ؟ !
/
/
/
مدخل } ~
لم تنفرد أناملي هذه المرة ب الكتابة ..
بل شاركتها أدمعي في الضغط على لوحة المفاتيح
!!
2هجري
في أولى خطواتي للمرحلة المتوسطة ..
وكأي فتاة في عمري .. عالم جديد .. ننظر إلى من هن أكبر منّا ..
شخصيات كثيرة .. وقفت في حيرة .. أكون مثل من ؟! ..
/
/
/
مرة من المرات في أيام الامتحانات النهائية ..
لم تكن مدرستي تختلف عن غيرها من المدارس في تلك الكتب المرمية على الأرض وبكثرة ..
لفتت نظري طالبة في المرحلة الثانوية تحمل كتابها الملقى على الأرض ..
وكان من بين كتب عدة .. تبسمت .. وأنا أرحمها ..
قلت لعلها ممن يهتم بكتبها ووجدت أن العاملات ألقينه هنا ..
ولكني صدمت أنها واصلت حمل كتابٍ وكتابين وثلاثة و.... !! ..
أدركت أنها كانت تجمع كتب البن ات وأنا في تعجب و ذهول و حيرة من أمرها ..
فكثير ما كنتُ أتألمُ لرؤية الكتب الملقاة خصوصا أنها تحمل اسم الله تبارك وتعالى ..
ولكني لم أكن أمتلك الشجاعة لحملها بل لم أفكر بذلك أصلا ..
حدثت صاحبتي : " رواء شوفي ذي البنت .... ليتني مثلها .. ليتني مثلها ما يهمني يضحكون البنات أو لا .. منهي تعرفينها؟ !" ..
وفي كل يوم أراها تفعل ذلك أتمنى من أعماق قلبي أن أساعدها .. أن أعمل مثلها .. لكن ...........
/
//
///
//
/
لعل الفائدة الكبرى من حصص النشاط في متوسطتي في أن عرفتُ تلك الفتاة ..
فقد كانت معنا في نفس النشاط , كنتُ أتحرق شوقا لأعرف من هي ولم تعمل ذلك ..
بل كنتُ قنوعة وقتها في معرفة اسمها فقط .. فقط اسمها!! ..
وحينما سمعت نادوا باسمها " سارة أحمد " فأجابت : نعم " ..
ولكنَّ ذلك وحده لم يروي فضولي لمعرفتها ..
كنتُ مترددة جدا ..
ففي مدرستنا بنات الثانوية دائما ما يعتبرن بنات المتوسطة صغار ويضحكن من تصرفاتهم ويتكبرن عليهن ..
وحسبتُ سارة من أولئك ..بيد أني أدركت حقيقة خطأي بعد نشاط للجماعة مع سارة ..
اكتشفت أنها شخصية رائعة ..
كانت تحادثني وتوجهني ببساطة .. تبتسم حين تراني من بعيد ..
تسأل عن حالي .. و تعرف اهتماماتي فتسألني دائما عنها ..
كنتُ أشعر دائما أنها تقدرني .. و تحترمني ..
فأصبحت تلقائيا أقدرها وأقدر أي عمل تفعله ..
يعجبني حقيقة فيها أنها تقول ما تقتنع به دون أن تتردد بل بقوة و هي تبحث دائما عن الأمر السليم والصائب ..
كم كانت تنتقد السلوك الخاطئ في مدرستي..
ولكن لم تكن كغيرها ممن يقلن فقط : " وش هالمدرسة ؟ ,, لازم ننقل .. وش هالبنات " دون عمل ..
بل كانت تنظر أننا نحن علينا أن نبذل ونعمل وإن وجدنا مالا يعجبنا ..
أقرأ ذلك في تصرفاتها ونقاشي معها ..
كم تحتاج ثانوياتنا أمثال سارة !!
/
//
///
//
/
مضت الأيام ..
وتخرجت سارة ..
بتُ افتقد صورة الفتاة التي تضيء ثانويتي في أيام الاختبارات ..
صحيح أن من مرَّ بعد عملها لن يفرق سواء أأحدٌ حمل الكتب أم لم يحملها ..
فمنظر الساحة لازال هو هو لم يتغير ..
ولكنها في نظري كانت تعمل عملا عظيما ..
لم أكن أملك جرأة سارة وشجاعتها ..
بحثتُ عن أحد يشجعني بعد فلم أجد ..
وباتت تلك أمنيتي أن أكون .. كما هي سارة ..
وقفتُ ..
وفي كل امتحانات أحترق أكثر من سابقتها ..
ولا أعمل!! ..
فقط ..
أقف .. و أحترق !!!
//
/
يتبع } ~
..
...
وبعد " بوارق الأمل " ..
بتُ أجد أن لصوتي صدى وأثر ..
ووجدتُ حماسا لدى صاحباتي ..
قالت لي شادن ذات مرة :
الحين الاختبارات جاية واحنا نبي نحط بصمة في أيام الاختبارات .. لازم نقوي نفسنا بأي شيء .. نبي نكسب أجر .. ونبي نغير مدرستنا والأشياء الغلط اللي فيها ..
مباشرة تذكرت " سارة " .. أخبرتُ صاحباتي عن فكرة حمل الكتب .. فأعجبن بها ..
وهكذا أصبحنا عشر طالبات نحمل الكتب بعد الامتحانات ..
فهل كانت سارة تدري أنها قدوة !!
وهل كانت تدري أن عملها الذي كانت تقوم بها لوحدها ..
أصبحن يشاركنها به اليوم ( بعد تخرجها ) عشرة !!
كثيرا ما كنّا نُسأل :
" ليش تسوون كذا ؟ "
الإدارة قايلة لكم ؟ .
أي جماعة وأي نشاط أنتوا؟ .
فكنت مع صاحباتي نجيب بسعادة ..
لا أحد .. نحن من أنفسنا نفعل ..!!
أكانت تدري سارة أن عملا قد عملته بالأمس ..
لم ينتبه له أحد ولم يشيد به ..
قد أصبح كل من مر بالساحة اليوم يسأل عنه .. أكانت تدري ؟! ..
" ازرع الخير في أي أرض دون انتظار الثمر " ..
وتطور الأمر فلم يقتصر على الكتب .. بل أصبحنا ننظف الساحة كلها ..
وحتى علب الماء المتبقي منها ..
أصبحنا نسقي الزرع في فناء مدرستنا الخارجي ..
أكانت تدري سارة .
. أن عملا واحدا كانت فعلنه سيكون انطلاقه لأعمال كثيرة منها إسقاء نبات و ما من مسلم يسقي زرعا فيأكل منه حيوان أو إنسان إلا كان له به صدقة .
أكانت تدري ؟
//
//
//
مرة بعد أحد الامتحانات ..
ونحن نحمل الكتب المرمية التي قلت بكثير
فطالبات مدرستنا وحتى الإدارة بعدما رأين جهد الفتيات بدأن يتخذن اجراءات أكثر شدة
وحتى البنات بدأن يخجلن من أنفسهن أكثر من السابق ..
ولكن لازالت هناك كتب مرمية ..
في ذاك اليوم ..
دخلت إحدى منسوبات الندوة العالمية للشباب الإسلامي .. ورأتنا ..
فرحت جدا بنا .. ونادت المرشدة الطلابية لتأخذ أسماءنا وكوفئن البنات ..
بحضور دورة في بناء الذات .. ثلاث عشرة طالبة !! .. يستفدن من حضور دورة ..
بسبب اقتدائهن بفتاة واحدة تخرجت .. ولم تكن تدري أن لعملها أثر !!
حتى العاملات كبيرات السن في مدرستي ..
في كل مرة يريننا فيها ..
يبتسمن ابتسامة ويلهجن بالدعاء لنا " الله يوفقكن " ..
أكانت تدري سارة ..
حينما عملت ذاك العمل ب سرور تدخله على قلب مسلم ؟!
::
::
يتبع } ~